ها هي ذ النهاية تحل بالأسرة المصرية الرابعة المعروفة بعصر بناة الاهرامات فقد توفي الملك شبسكاف دون ان يترك وراءه وريثا للعرش لتؤول الامور خنت كاوس ابنه الملك منكاورع التي انجبت اوسركاف الذي ورث العرش المصري وقام بتأسيس اسرة جديده هي الأسرة المصرية الخامسة.
تابعونا للنهاية لتعرفوا تاريخ الأسرة المصرية الخامسة.
الحياة الدينية في الأسرة المصرية الخامسة
يذكر المؤرخ سليم حسن في كتابه موسوعة مصر القديمة ان اهم ما اتسم به عصر الأسرة المصرية الخامسة هو انتشار عبادة الشمس في البلاد من أقصاها الى أقصاها حتى صارت عباده الدولة الرسمية.
وقد كان رع معبود الشمس في بادئ الامر المعبود المحلي لبلده عين شمس ويعرف باسم المعبود اتوم لكنه ما لبث ان أصبح معبود الدولة والمسيطر على كل البلاد وصارت المعبودات المحلية للمقاطعات كلها دونه وتحت سلطانه.
وأصبح لقب ابن الشمس أحد الألقاب الرسمية لبعض الملوك المصريين.
ومع انتشار تلك العبادة ازداد نفوذ الكهنة وبنيت العديد من المباني لتكون هياكل للشمس، وقدم المصريون لهذا المعبود القرابين أيضا كان يوجد بجوار الهرم الذي كان مخصصا لدفن جثة الملك معابد خاصة يطلق عليها علماء الاثار معابد الشمس.
وعلى جدران المعبد نقشت قوارب كبيرة تمثل القارب الذي تسبح فيه الشمس نهارا من الشرق الى الغرب والأخر الذي تسبح فيه من الغرب الى الشرق،
كما ان القبر الذي كان يدفن فيه الملك كان على شكل حجر يشبه الشكل الهرمي وهذا الشكل الهندسي كان يعتبر رمز المعبود رع لذلك اتخذ الملوك هذا الشكل ليكون شكلا لمقابرهم.
ملوك الأسرة المصرية الخامسة
الملك اوسركاف مؤسس الأسرة المصرية الخامسة
الملك اوسركاف انه مؤسس الأسرة المصرية الخامسة لكن رغم ذلك فلا نعلم عنه الا قدرا ضئيلا من المعلومات، فقد كان قبل توليته عرش الملك كاهنا اعلى لبلده عين شمس كما جاء في ورقة وستكار التي كتبت بعد حوالي ألف عام من وفاته.
ويبدو ان مدة حكمه لم تدم طويلا ويرجح المؤرخون انه لم يحكم أكثر من سبعه أعوام ولم يترك وراءه ما يستحق الذكرى من الاعمال الجليلة في تاريخ البلاد.
وبحسب ما ورد في نقوش حجر باليرموك فقد اظهر اوسركاف عناية كبيرة بالمعبودات المصرية فوهب للمعبود رع جزءا من أراضيه وكان يمده بالقرابين، كما بنى معبدا للشمس يحتمل انه كان في ابي صير غير ان هذا المعبد اختفى مثل هرمه.
كما بنى اوسركاف محرابا في معبد حور بمدينة بوتو وخصص لعباده البقرة حتحور ام المعبود رع ضياعا في الدلتا كذلك بنى معبد للمعبود سبا واوقف له ضيعة صغيره، وقد عثر على خاتم أسطواني شكل منقوش عليه لقب لهذا الملك هو محبوب الإلهة .
كما عثر على اناء من المرمر الأبيض منقوش عليه اسم معبد في سريجو مما يدل على انه كانت هناك معاملات من نوع ما بين مصر وجزر بحر ايجة في هذه الفترة.
الملك سحورع
خلف الملك اوسركاف على عرش مصر الملك سحورع لكننا لا نعرف نسبه هذا الملك اليه بالضبط،
لكن يعتقد بانه شقيق اوسركاف وهذا الملك من الملوك الحربيين اذ عثر له في شبه جزيرة سيناء على لوحه ظهر فيها مرتدي تاج الوجه القبلي ويضرب الاسيويين، وكذلك عثر على نقش باسمه في قرية توماس مما يدل على ان حدود بلاده لم تكن تنتهي عند الشلال الأول.
ومن اهم ما قام به سحورع هو بناء معبد الشمس العظيم في ابي صير ونموذج هذا المعبد كان المميز لمباني معابد الملوك في الأسرة الخامسة وكان مقاما بالقرب من هرم الملك وزين بأشكال العمد الجديدة.
وقد عثر على نقوش للملك سحورا في معبد الشمس ذاك تدل على انه أرسل اسطولا الى ساحل فينيقيا، كما يذكر حجر باليرمو بان سحورع قام حمله الى بلاد بنت اعادت منها حامله 80 ألف مكيال من الروائح العطرية و6000 مكيال من الذهب و2600 عصا ربما كانت من الابانوس.
وربما أيضا تكون المناظر الحربية التي بين الاسيويين والمصريين التي على مقبرة انتا في دشاشه ترجع الى عهد الملك سحورع، وفي هذه النقوش يظهر المصريون يغزون مكانا في اسيا يسمى نيديا والمناظر توضح اطوار الحرب المختلفة،
فنرى المصريين يحاربون الاسيويين محاربة القرن للقرن والرجل للرجل ثم ينتهي الامر بانتصار المصريين وعلى إثر ذلك يفير الاسيويين ويحتمون بقلعة نيديا فيحاصر المصريون القلعة محاصرة فنية منظمة ثم يتغلبون عليها،
فيثقل بواسطة خوابير مدببة من الخشب ثم يستعملون سلالم طويلة للهجوم النهائي على القلعة، وبعد ذلك يقبل المنهزمون على رئيسهم فيخبرونه بمصير القلعة فيشد شعر رأسه يأسا وفي اثناء ذلك نشاهد النساء يحملن القتلى ويسعفن الجرحى.
وبعد النصر النهائي نرى المصريين يقودون عددا كبيرا من الاسرى.
الملك نفر ار كا رع
بعد وفاه سحورع تولى الملك نفر ار كا رع عرش مصر وكان هذا الملك محبوبا لدى رجال بلاطه اذ اشتهر بالكثير من المواقف الإنسانية التي سجلها له التاريخ وعرف بحسن معاملته لرجاله وتقديره لهم.
وكان الملك نفر ار كا رع يعنى عناية خاصه بالمحافظة على معابد اجداده ويبذل الهبات للمعبودات، وقد بلغ اهتمامه بمعابد الإلهة انه كان يعمل على معافاة رجال الدين وفلاحيهم الذين في ضياع المعبد من القيام باي عمل اخر في المقاطعة.
وكان يصدر المراسيم لحكام جهات القطر بالمحافظة على حقوق المعابد وما لها من ضروب الاعفاء من الاعمال والميزات التي كانت تتمتع بها.
ويعد هذا المرسوم أقدم وثيقة عثر عليها من هذا النوع الى الان، لكن للأسف لم يتبقى لنا من هرم الملك نفر ار كا رع ومعبده مقر راع المحبب الذي أقامه لنفسه في ابي صير الى بعض كتل منقوشة عليها القاب وأسماء بعض الموظفين المعاصرين له.
الملك نوسر رع
وبعد وفاة الملك نفر ار كا رع تولى الحكم ثلاثة من الملوك يظهر انهم كانوا اخوة غير اننا لا نعرف شيئا عن قرابتهم للملوك الثلاثة الذين سبقوهم، كما ان الاثنين الاولين وهما شبسي كا رع، ونفرف رع لا نعرف عنهما شيئا .
اما الثالث فهو الملك نوسر رع فيظهر انه كان شخصية هامة في تاريخ الأسرة المصرية الخامسة وقد حكم قرابة ال 30 عاما،
وقد عثر على معبده وهرمه في ابي صير ووجد منقوشا على معبده أقدم رسم لاحتفال عيد سد الرسمي، وهو العيد الذي كان يقيمه الملك اما عند بلوغه ال30 او عند حكمه ب 30 عاما وذلك ليعيد الى نفسه الشباب والقوة والحيوية.
وتدل النقوش التي عثر عليها لذلك الملك على انه حارب في شبه جزيرة سيناء حيث ترك لنا لوحه في وادي مغارة يظهر فيها وهو يضرب الاسيويين وقد نقش عليها قاهر الاسيويين من كل الأقطار.
كما ان معبد هرمه في ابي صير كان محلا بالنقوش التي تصور عليها انتصاراته على اللوبيين والاعداء من سوريا .
الملك منكاوحر
بعد الملك نوسر رع جاء الملك منكاوحر وكل ما نعرفه عنه انه أرسل حمله الى شبه جزيرة سيناء غير ان نقوشها وجدت مهشمه في معظمها كما ان اسم القائد الذي كان على رأس هذه الحملة وجد ممحو لذلك لم نتمكن من معرفه اسم اول قائد حملة في التاريخ المصري الى هذه الجهات،
اذ لم يكن القائد يجرؤ على ان ينقش اسمه بجوار اسم الملك ولذلك بعد عهد هذا الملك أصبح القادة ينقشون اسمائهم بجانب اسم الملك على اللوحة التذكارية التي كان تقام في هذه الجهات تخليدا لعملهم.
والظاهر ان الملك منكاو حر لم يمكث على العرش أكثر من ثمانية أعوام.
الملك جد كا رع
وجاء بعد منكاو حر الملك جد كا رع هو تلميذ بتاح حتب صاحب التعاليم المشهورة التي تعد أقدم ما وصل الينا من حكم المصريين،
ويبدو ان عصر ذلك الملك كان حافلا بالأعمال العظيمة ففي عهده أرسل مستشاره الملكي الى بلاد بنت كما أرسل حمله الى بلاد النوبه كما يدل أحد النقوش الذي وجد على صخره توماس.
وقد عثر لهذا الملك في شبه جزيرة سيناء على ما لا يقل عن أربعة نقوش في وادي مغاره أهمها ذلك النقش الذي يتحدث عن بعثه ملكيه قام بها ضابط البعثة ني عنخ خنتي خت الى المرتفع الذي يسمى الدهنج ملخيت، ويعد هذا الضابط اول قائد حمله معروف لنا نقش اسمه بجوار اسم الملك.
كما وجد نقش في وادي حمامات عليه اسم هذا الملك.
الملك أوناس
بعد جد كارع جاء الملك أوناس وهو اخر ملوك الأسرة المصرية الخامسة وقد استمر حكمه حوالي 30 عاما وتكمن شهرته في هرمه الذي بناه في سقارة، وقد وجدت حجره دفنه التي فيها تابوته منقوشة كل جدرانها بتعاويذ وصلوات دينية كان الغرض منها ان تحفظ الموتى في اخرته.
وهذه هي اول مره نجد حجره الدفن في الاهرام مكتوبة بمتون دينية وتعد هذه المتون الان الأساس الأكبر لمعرفه ديانة قدماء المصريين في عهد الدولة القديمة.
نهاية الأسرة المصرية الخامسة
وبموت الملك أوناس انتهى عصر الأسرة الخامسة دون ان يقف المؤرخون على أسباب نهاية تلك الأسرة المصرية الخامسة، معلنه بداية عصر جديد وهو عصر الأسرة المصرية السادسة .
نأمل بان يكون المحتوى عن تلك الحقبة من تاريخ مصر القديمة قد نال اعجابكم، ابقوا في امان الله والسلام.
