ما هي الحاسة السادسة وما سر غموضها

ما هي الحاسة السادسة وما سر غموضها
سر توقعات الحاسة السادسة 

جدول المحتوي

قدرات عقلية خارقة، أمن الإنسان بوجودها منذ أقدم الحضارات، والأبرز، هي تلك الحاسة الإضافية الحاسة السادسة التي إذا امتلكتها، فأنت حتما إنسان خارق.

ما أقوله يبدو خرافيا أو مشهد من أفلام الخيال العلمي، لكن ماذا إن قلت لكم أن الأبحاث؟ لم تتوقف، وحروب بين الدول الكبرى قامت لإيجاد هؤلاء الأشخاص وتطويرهم،  أما ما علموه بعد كل هذه الأبحاث وتطور العلمي نقطة، وما لم يعلموه محيط.

مقدمة عن الحاسة السادسة

لعل القدرات العقلية الخارقة كانت هدفا للبشرية عبر العصور، مثلها كمثل إكسير الحياة أو الخلود، فالإنسان الذي يطمح إلى أبدية العيش، سعى أيضا لامتلاك قدرة خارقة تميزه وتعطيه نفوذا على مدى حضارات وسنين.

وفي إطار هذا السعي نجد أن الإنسان قد أدخل هذه الظواهر الخارقة ضمن قدراته الإنسانية التي يمكن تطويرها ورسخها في روايات وأعمال سينمائية ذي طابع خيالي أحيانا، ولكن الغريب أن هذه التخيلات مبنية فعلا على أسس حقيقية وتاريخية وعلمية.

هنا يبرز السؤال الجدلي هل هذه القدرات الخارقة، وبالأخص الحاسة السادسة، موجودة حقا؟

في هذه المقالة؟ سأتحدث عن ما هي الحاسة السادسة؟ كيف ومتي اكتشف الإنسان هذه الظاهرة؟ في أحداث حياتنا اليومية هل من دلائل على وجودها؟ وما علاقة فرضية الأكوان المتوازية؟ هل أمنت الحضارات والأديان حقا بوجودها؟ وأخيرا، هل استطاع العلم أن يفسر هذه الظاهرة؟

ما هي الحاسة السادسة

إذا أردنا أن نعلم ما إذا كنا نمتلك قدرات عقلية خارقة كالحاسة السادسة، علينا أن نعرف ما هي

فان الحاسة السادسة هي الإدراك الحسي الفائق، التخاطر، قراءة الأفكار، الفراسة، وأخيرا التنبؤات، كلها مفاهيم كانت تستخدم لتوصيف هذه الحاسة أو الظاهر الغريبة،

وفي المفهوم العام، الحاسة السادسة هي عبارة عن إدراك مفرط للإنسان بمحيطه عبر حواسه الخمس المعروفة

وبمعنى أدق الحاسة السادسة هي مجموعة من التأثيرات الخارجية التي تنتقل عبر الجينات لكنها تأتي مترجمة على شكل أحاسيس خاصة بحدث ما قد يحدث ليستشعر الإنسان قدومه من دون أي إشارات أو سابق معرفة،

وهو ما تم ربطه عبر التاريخ بقدرات خارقة لبعض البشر تتمثل بالحدس المسبق التنبؤات، أو التوقعات، وأمور أخرى تتعلق باللامرئيات.

ما هي الحاسة السادسة

متى وكيف ظهرت الحاسة السادسة؟

عبر التاريخ والحضارات، شكلت هذه الظاهرة الجدل الأكبر كونها حاسة غامضة لم يدرك الإنسان حقيقتها أو كيفية عملها وآمنت معظم الحضارات بحقيقة وجودها وضرورة تفسيرها وتطويرها،

ولكن قبل الغوص بعيدا في التاريخ والحضارات متى وكيف ظهر هذا المصطلح؟

المعروف أن مصطلح الحاسة السادسة بدء ظهوره في عشرينيات القرن الماضي، ولكنه نسب إلى جوزيف راين بعد أن نشر كتابه الشهير الذي أسماه باسم هذه الظواهر الإدراك الحسي الفائق في العام 1934.

والذي جاء كنتيجة لعدة تجارب علمية في جامعة ديوك في ولاية كارولينا الأمريكية، تركزت على ظواهر التخاطر التي آمن بها جوزيف، في حين لم يجد لها العلم أي تفسير منطقي.

التخاطر لعلكم سمعتم بهذا المصطلح من قبل أو مررت به. أليس كذلك؟ نعم، هو ذلك الشعور الذي ينتابك عندما يخطر ببالك شخص ما لم تتواصل معه منذ طويلة وفجأة تجده  اتصل بك أو تلتقي به من دون سابق إنذار، أو مثلا أن تشعر بأن هناك أحد ما خلفك، أو أن تشعر بأن أحدهم ينظر إليك من الخلف، ثم تلتفت لتجد أن هناك من ينظر إليك فعلا.

هل هذه الأحاسيس هي حدس؟ ام أنه قانون الجذب كما يظن البعض هو منجذب هذا الشخص من أفكارك إلى حياتك اليومية.

في الحقيقة، هي أسئلة جدلية يلفها الغموض، ولا إجابة حاسمة لها إلى يومنا هذا، وأكثر من ذلك، هذه الظواهر التي تمثل الحاسة السادسة قد تجعلك تفكر أو تشعر أنت وشخص آخر في عالمين مختلفين بنفس الأفكار أو الأحاسيس، دون أي اتصال مباشر وفي نفس الوقت.

وكأن هذا الشخص هو انعكاس حقيقي لك في مكان ما، هنا ذهب البعض للاعتقاد بوجود رابط بين الحاسة السادسة وظاهرة العالم الموازي، سمعنا عنها جميعا من ذي قبل.

هذه الظاهرة التي يلفها الغموض وجدل كبير، لا أحد يعلم، وللإشارة، سيكون لنا لاحقا مقالة خاصة سنشرح فيها بالتفصيل فرضية تعدد الأكوان والعوالم المتوازية،

ولكن الغريب أن تلك الأحاسيس الغامضة التي نشعر بها ونحاول فهمها كانت عبر كل العصور والحضارات ظواهر آمنوا بوجودها.

وأكثر من ذلك سعوا جميعا إلى تطويرها والاستفادة منها، وكان من يمتلك واحدا من هذه القدرات الخارقة تفتح له القصور الملكية أو يرجم حتى الموت.

عندما ميزنا الله عن باقي الكائنات بالعقل كان على الإنسان أن يفهم آليات عمل هذا العقل والتي هي معقدة جدا بحيث حاول منذ الحضارات القديمة كالإغريقية والبابلية وغيرها تفسير الميكانيكية التي يعمل بها العقل والاستفادة من القدرات الخارقة التي قد يتميز بها.

ظاهرة الحاسة السادسة عبر التاريخ والحضارات

لنرجع قليلا عبر التاريخ ولنرى كيف سرت الحضارات القديمة ظاهرة الحاسة السادسة.

في الواقع، أغلب الحضارات وبينهم بلاد ما بين النهرين والفراعنة والصينيين القدامى آمنوا بوجود الحاسة السادسة وعملوا على تطويرها من خلال تناول أعشاب برية ومن بينها الفطر البري أو ما كان يسمى بالفطر السحري،

والذي كان في اعتقادهم يعزز قدرة تواصل الإنسان مع محيطه من البشر أو الطبيعة، ويساعدهم على التأمل إلى أبعد المستويات، وبالتالي تقوية قدراتهم العقلية والتميز.

أما بالنسبة للحضارة الهندوسية، فقد توارثوا عرف اقضى بوضعهم نقطة حمراء في منتصف جبينهم هل سبق أن تسألتم عن سر هذه النقطة؟

ربطت الحضارة الهندوسية بين الحاسة السادسة والعين الثالثة أو عين العقل والتي تعرف في يومنا هذا بالغدة الصنوبرية، الغريب أن بعض العلماء فعلا آمنوا بهذه الغدة وليس فقط الهندوس،

فمثلا اعتبر الدكتور جوزيف سينيل في كتاب الحاسة السادسة أن الغدة الصنوبرية هي حقا مصدر الحاسة السادسة.

الهندوس اعتبروا أن هذه العين الثالثة هي المسؤولة عن الحاسة السادسة التي يعتبرونها حتى اليوم من الأمور المقدسة التي تساعدهم على اكتشاف العالم المحيط بقدرات العقل الخارقة عبر التأمل الذي يعتبر بدوره من الطقوس الثابتة لديهم حتى يومنا هذا،

ولذلك هم يضعون هذه النقطة الحمراء على جبينهم في إشارة منهم إلى مكان وجود العين الثالثة في منتصف الرأس هذا ما أعتقدته بعض الحضارات فيما يخص الحاسة السادسة.

ظاهرة الحاسة السادسة في الأديان السماوية

ولكن ماذا عن الأديان السماوية؟ هل اعترفت بوجود هذه الظاهرة في الديانة اليهودية؟ تم ربط الحاسة السادسة بما أسموه السيكل أو السيخل، وهو تعبير يعني الحكمة أو قوة الإدراك والقدرات العقلية الخارقة وهم آمنوا بإمكانية تطوير هذه القدرات لدى الإنسان،

واعتبروا أن هذا التطور هو السبيل للارتقاء نحو السموم، لذلك هم لا يؤمنون بها فقط، بل هم يعتبرونها من الثوابت في الديانة اليهودية.

أما في ديننا الإسلامي، فقد حاول بعض المفسرين التلميح إلى وجود الحاسة السادسة في معتقدات الدين الإسلامي مثل الدكتور وسيم سيف الذي اعتبر أن الإسلام تحدث عن الحاسة السادسة في حديث نقل عن رسولنا الأعظم عليه الصلاة والسلام،

وجاء فيه (اتقوا فراسة المؤمن فإن صابت فإنها لا تخطئ) ولكن هذا الحديث بحسب الدكتور وسيم سيف أيضا اعتبر ضعيف السند، إلا أن الثابت العرب كانوا مبدعين في علم الفراسة الذي يعتبر من العلوم الباطنية، والذي يسمح عبر قراءة ملامح الوجه بمعرفة صفات شخصية الإنسان وأفكاره و أطباعه.

ولعل هذا العلم أو القدرة هو ما اعتقده بعض المؤرخين أو ربطه بالحاسة السادسة، ولكن في المقابل وبالنظر إلى مفهوم الحاسة السادسة وربطها ببعض القدرات، مثل التنبؤ والعرافة، فان الدين الإسلامي رفض الاعتراف بكل هذه الظواهر، واعتبرها تفوق القدرة البشرية، و وصف كل من يدعي امتلاكها بالكاذب.

متى وكيف ظهرت الحاسة السادسة؟

سر توقعات الحاسة السادسة

بقيت هذه الظاهرة محط جدل واسع عبر التاريخ والعصور وصولا إلى اليوم ففي العصور الوسطى، كان من يدعي امتلاك هذه القدرات قد يقتل بتهمة التراهات، أو كما قلنا سابقا قد تفتح له القصور الملكية بصفته عرافا أو مستشارا ملكي، وذلك بحسب المعايير أو الأحكام الكنسية أنذاك.

ولعل أبرز هؤلاء العرافين. الذين اشتهروا في تلك الحقبة، كان الفرنسي ميشيل نوستراداموس أو نوستراداموس، أو عراف الرعب، هذا العراف أصدر كتابه الشهير بعنوان النبؤات في القرون الوسطى، وتحديدا في العام 1555.

وفي هذا الكتاب العديد من التنبؤات أو التوقعات التي لا تزال تصيب إلى اليوم، ولعل أبرزها في تلك العصور حريق لندن العظيم الذي حصل في العام 1666، أي بعد أكثر من 100 عام على إصدار نوستراداموس لكتابه.

وفي عصرنا هذا ما فسره البعض من كتاب هذا العراف أنه تنبأ بأحداث عديدة أبرزها ما حدث في 11 من سبتمبر من العام 2001 في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي ما يعرف بحادثة برجي التجارة.

كل هذه التوقعات وغيرها الموجودة في كتاب هذا العراف الفرنسي اعتبارها العالم حدس وقدرات خارقة، بينما فسرها نوستراداموس أنها توقعات اعتمد خلالها على قراءة علم الفلك الله وحدة يعلم

بقي جدل الحاسة السادسة قائما وصولا إلى عصرنا الحديث، حيث أدخلها الإنسان المعاصر ضمن الحروب كسلاح قالب للموازين، ودخلت ضمن قائمة التسابق على التسلح، كيف؟ ركزوا في هذه المعلومة

دخلت هذه الحاسة ضمن الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي في منتصف القرن الماضي، وبدأ التسابق لاكتشاف هذه الحاسة، ومن ثم استخدامها في الحروب تماما بنفس أهمية حرب الفضاء التي كانت دائرة بين الطرفين

فقد أنفقا ملايين الدولارات لاكتشافها عبر تمويل مشاريع أشخاص ادعوا أنهم يمتلكون هذه القوة الخارقة، وكان الهدف من هذا التمويل هو الكشف عن المنشآت والأسلحة السرية الجديدة لكل منهما،

فبحسب صحيفة نيويورك تايمز، وخلال الحرب الباردة، كانت الحكومة الأمريكية تنفق حوالي ال6,000,000 دولار على دراسة القدرات الخارقة كالحاسة السادسة والتخاطر،

كما أنها في العام 2014، أنفقت حوالي 4,000,000 دولار على برنامج بحثي للتوسع في دراسة الحاسة السادسة التي أسموها حاسة العنكبوت للاستفادة منها في المارينز وقوات البحرية،

ولكن مع مرور الوقت وبعد هذه الأبحاث والتطور العلمي هل يمكننا القول أن هذه الجدلية قد حسمت؟ أو بالأحرى هل استطاع الإنسان أن يثبت إن كانت الحاسة السادسة حقيقية أم مجرد وهم؟

العلم اليوم توصل إلى نتيجة مفادها أن الحاسة السادسة هي تلك القوى التراكمية لكل حواس الإنسان الأخرى، سواء كانت البصر أو السمع أو الذوق أو اللمس أو الشمس، حيث تتناغم كل هذه الحواس لتعزز شعورك بالمعرفة الداخلية.

فهي لا علاقة لها بالتخاطر أو الفراسة أو التنبؤ.

سر توقعات الحاسة السادسة 

وأكدت دراسات أمريكية أن هذه الحاسة السادسة هي تراكم للمعرفة تتناقل عبر الجينات، واستندوا في دراستهم إلى الحيوان، حيث اعتبروا أن الفيل مثلا عندما يكون صغيرا يستطيع أن يتحرك آلاف الأميال للوصول إلى المياه دون أن يعلمه أحد وذلك لأنه اكتسب هذه المعرفة عبر الجينات، تماما كقدرة الحيوانات على الصيد من دون معلم

ولكن المفارقة أن الحاسة السادسة عند الحيوان ترتبط بالغريزة، أما عند الإنسان فإنه مرتبطة بالوعي، هنا ركزوا معي،

أشارت الدراسة إلى أن عقل الإنسان في يومه الطبيعي يعمل في منطقة اللاوعي، وبالتالي فإن التطور الحاسة السادسة عند الإنسان ممكن عبر التركيز على الوعي،

ولذلك فان أصحاب التبصر أو التصوف أو الصلاة التي تعتبر اتصالا روحيا مع الرب أو الذين يمارسون رياضة اليوجا مثلا، قدرتهم على تطوير هذه الحاسة تتفوق بشكل أكبر بكثير عن غيرهم، وذلك لأنهم يتفاعلون مع محيطهم عبر منطقة الوعي

بمفهوم مبسط مثلا، القدرة على معرفة ما إذا كان أحد يقف خلفنا من دون النظر إلى الوراء تعتمد على بعض العوامل الطبيعية والمعرفة المسبقة المرتبطة بحواسنا الخمسة التي سبق أن اكتسبناها عبر الأجيال و تناقلناها عبر الجينات.

هذه المعرفة المكتسبة توجد فعليا في منطقة الوعي، لذلك القدرة على ولوج هذه المنطقة هي التي تميز الأشخاص الذين يتمتعون بهذه القدرات عن غيرهم،

إذا استطاع العلم أن يفترض تفسيرات بعض الظواهر المتعلقة بالحاسة السادسة وربطها بالمعرفة الموروثة، ولكن ماذا عن غير الموروث الذي يمكن للإنسان أن يتوقع ما هو مصدر هذه المعلومات في عقلنا؟

ذلك الإحساس بحدوث الشيء قبل وقته، من أين يأتي؟ كيف تتكون هذه المعلومة؟ أو على ماذا اعتمد عقلنا عند إصدار أحكامه؟

هنا الجدل يطول فان علمنا شيئا غابت عن أشياء، والعلم عند الله تعالى.

إذا أصدقائي، كل ما تريدون معرفته عن الحاسة السادسة ذكرناه، ولكن هل تتوقعون أن يجد العلم مستقبلا؟ الإجابة على كل هذه التساؤلات، أنتظر آرائكم في التعليقات،  .

Facebook
X
Telegram
LinkedIn
Tumblr
Reddit
Scroll to Top