الدولة الصفوية تاريخها من البداية للنهاية

الدولة الصفوية تاريخها من البداية للنهاية
تأسيس الدولة الصفوية الشيعية علي يد إسماعيل بن حيدر 

جدول المحتوي

عن الدولة الصفوية تاريخها من البداية للنهاية، فمنذ أن سقطت الدولة الفاطمية، منذ أن سقطت الدولة الفاطمية بمصر عام 567 للهجرة، لم يعد للشيعة دولة تمثلهم، على الرغم من ظهور بعض الحكام الشيعة في دولة التتار،

حتى جاء صبي في الخامسة عشر من عمره ليؤسس دولة جديدة للشيعة، حاربت المسلمين وتحالفت مع الصليبيين، وإعاقت سعادة الأندلس، لتستمر خنجرا في خاصرة الأمة، حتى كانت نهايتها على يد الأفغان، إنها الدولة الصفوية الشيعية، تابعون للنهاية لمعرفة تاريخ الدولة الصفوية.

أحوال الدولة الإسلامية قبل تأسيس الدولة الصفوية

قبل أن نحدثكم عن الدولة الصفوية، يجدر بنا أن نتوقف عند الظروف المحيطة بالمنطقة قبل ظهور الدولة الصفوية، فقد كانت البداية من الغزو المغولي الذي اجتاح العالم الإسلامي لتسقط الخلافة العباسية، ويرتكب المغول مجازر مروعة في حق المسلمين،

الذين لم يجدوا أمامهم سوى الالتجاء إلى عالم الزهد والتصوف، يتصدرون به على ما حوله من القتل والدمار.

في تلك الأثناء، بدأت التكايا والزوايا الصوفية بالانتشار في كافة أرجاء بلاد فارس، وامتلأت حلقاتها بالأتباع والمريدين، وصار لشيوخ الصوفية الكثير من النفوذ والحضور في المجتمع الفارسي.

ووسط هذا كله وفي مدينة أردبيل ظهر شيخ صوفي يدعى صفي الدين الأردبيلي الذي تخصص في الوعظ والإرشاد والتصوف. وتتمتع بشهرة واسعة، حيث كان يقصده الآلاف من المريدين للإصغاء إلى تعليمه وتلقي العلم منه.

وسار لطريقته الصوفية والكثير من الأتباع والمؤيدين في إيران وآذربيجان والأناضول.

وبعد وفاة الشيخ صفي الدين تولى ابنه صدر الدين حتى انتقل منصب الإرشاد إلى الشيخ جنيد الذي ترك أردبيل وتوجه جنوبا حيث استطاع أن يجمع حوله المزيد من الأتباع والمريدين.

اعتنق الجنيد المذهب الشيعي الاثني عشري بدلا من المذهب السني، وما لبث أن أخذ يغزو البلاد ويحتل الأراضي حتى قتل في إحدى المعارك.

فخلفه ابنه حيدر الذي اعتمد على أتباعه من القبائل التركمانية الأناضولية الذين أعطوه الولاء كراهية في الدولة العثمانية التي ينطوون تحت لوائها.

وأخذت الطريقة الصفوية شكل العمل السري تمهيدا للتمرد قريبا.

تأسيس الدولة الصفوية الشيعية علي يد إسماعيل بن حيدر

تأسست الدولة الصفوية على يد إسماعيل بن حيدر الذي تولى قيادة الطريقة الصفوية وهو في السابعة من عمره بعد مقتل أبيه.

وعندما بلغ إسماعيل الخامس عشرة قرر العودة إلى أردبيل حيث حصل على مساعدة القبائل للثأر لدم أبيه، حيث بدأ إسماعيل سلسلة معركه ب7000 مقاتل، واستطاع عام 1500 للبلاد أن يستولي على شيروان التي تقع في محافظة خراسان الإيرانية.

ثم دخلت تبريز عاصمة إيران عام 1501 للميلاد، لينهي حكم الأق قوينلو، ويعلن قيام الدولة الصفوية وتلقب بالشاه، وضربت النقود باسمه، وتتابعت انتصارات جنود إسماعيل على قبيلة الأق قوينلو التركمانية حتى سيطر على أذربيجان و قرة باغ.

ومنذ اللحظات الأولى لتأسيسها، اتخذت الدولة الصفوية الدولة العثمانية عدوا لها لاختلاف مذهبه او للعداء القديم بين إيران والعثمانيين، ولاعتمادها على التركمان المتمردين أصلا على الدولة العثمانية، إلى جانب التنافس المتوقع بين القوى الكبرى المتجاورة، ومحاولة كل طرف التمدد في الطرف الآخر.

كان السلطان بايزيد الثاني مسالما بطبيعته، ولم يأخذ موقفا جادا تجاه هذه الدولة التي أخذت تتغول على حساب الدولة العثمانية الغارقة في صراعاتها الداخلية من جهة، وفي صراعاتها الأوروبية من جهة أخرى، الأمر الذي سيكون له آثار خطيرة تهدد وجود الدولة العثمانية.

تأسيس الدولة الصفوية الشيعية علي يد إسماعيل بن حيدر 

تاريخ الدولة الصفوية

اضطهاد إسماعيل بن حيدر لأهل السنة

ما إن تولى الشاه إسماعيل الحكم، حتى بدأ بإحياء النزعة الفارسية، والتأكيد على تفوق العنصر الفارسي على العربي، وقد أصدر أمرا بإقرار المذهب الشيعي ال12 مذهبا رسميا، ووحيدا لدولته، فنودي في الآذان عبارة أشهد أن عليا ولي الله و حي على خير العمل.

كما أمر الناس بسبب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في المجالس والطرقات.

وقد سجل التاريخ له من الجرائم في حق المسلمين ما يشيب لها الولدان، فقد فرض التشيع الصفوي على أهل السنة في إيران بقوة الحديد والنار، وقتل من أهل السنة قرابة المليون إنسان.

بل حتى أمه لم تسلم من جبروته وبطشه إذا كانت سنية، فدعاها للتشيع، فأبت ف أمر بقتلها.

وكان من دمويته أنه كان ينبش قبور العلماء والمشايخ السنة، ويحرق عظامهم، وكان إذا قتل أميرا من الأمراء أباح زوجته و أمواله لشخص يختاره.

لم يكن الشاه مكتفيا بإرغام الناس على التشيع، بل كان يعتقد في نفسه ارتباطا إلهيا، فأشاع عن نفسه بأنه معصوم وادعي الربوبية، ولذا كان أصحابه والعسكر يتوجهون إليه بالعبادة ويسجدون له.

كان أول من فكر في مواجهة إسماعيل الصفوي قبائل الأوزبك التي تتمركز في المناطق الشمالية الشرقية من فارس، وكانت تعتنق المذهب السني بزعامة محمد شيباني الذي تتمتع بعلاقات صداقة وثيقة مع الدولة العثمانية،

والذي نجح في أي قطع له إمارة مستقلة على حساب الدولة التيمورية المنهارة، وأن سيطر على عاصمتها سمرقند عام 1507 للميلاد، وعلى مقاطعة هراة.

زحف إسماعيل بجيشه إلى خراسان وتوجه إلى مدينة مرو عاصمة الدولة الأوزبكية حيث دارت معارك لأيام طويلة بين الجيشين، قبل أن يتمكن إسماعيل من استدراج القوات الأوزبكية المتحصنة إلى خارج المدينة ونشبت معركة حامية الوطيس كان النصر فيها للصفويين في النهاية.

وقتل شيبك خان فيها، وقام إسماعيل بإرسال رأسه إلى السلطان العثماني في رسالة تحد واضحة.

تاريخ الدولة الصفوية

الصراع بين الدولة الصفوية الشيعية والدولة العثمانية

الواقع أن طموحات الشاه إسماعيل كانت تجاوز إيران، فكان يطمح إلى بناء إمبراطورية على غرار الدولة الفارسية الساسانية التي سحقتها الفتوحات الإسلامية قبل تسعة قرون،

فأخذ يسيطر على البلاد التي تقع بين حدود الدولتين العثمانية والصفوية، حتى سيطر على معظم إيران وأذربيجان، وأرمينيا، وشرق الأناضول.

ثم في عام 1507، احتلال شاه إمارة ذي القادر الموالية للمماليك، وأسقط مدينة حصن كيفا وأتبعها بإسقاط مدينة ماردين، وقد عبرت جيوش الصفويين إلى الإمارات من خلال الأراضي العثمانية دون إذن.

فكان في دخول الأراضي العثمانية بجيش مقاتل تجاوزا كبيرا، كما أن احتلال إمارة ذي القادر، وهي الإمارات المتنازع عليها سابقا بين المماليك والعثمانيين، يعني تعديا على الدولتين الكبيرتين معا.

ولما لم يجد الشهر دافع للمرتكب اتجه نحو غزو العراق حتى دخل بغداد عام 1508 للميلاد، وكان دخوله دمويا، حيث قتل عشرات الآلاف من السنة، ونبش قبور الخلفاء العباسيين، بالإضافة إلى قبري الإمام أبي حنيفة والإمام عبد القادر الجيلاني.

جاء رد على الصفويين من الأمير سليم بن بايزيد الذي تحرك بجيشه دون استئذان أبيه، وقام بثلاث حملات عسكرية على دولة جورجيا التابعة للصفويين وضم عدة أقاليم منها، ثم قام بعدة حملات على شرق الأناضول في المناطق التابعة للصفويين وضم أرزنجان وعدة مدن حولها.

فأرسل الشاه أخاه إبراهيم ميرزا لاسترداد أقاليم الأناضول، لكن سليم انتصر عليه، ودمر جيشه، وتمكن من أسره.

فقدم الشاه شكوى للسلطان بايزيد الذي كتب لبنه سليم يأمره بإطلاق سراح أخي الشاه ورد أراضي الأناضول إلى الدولة الصفوية.

تصاعد الصراع بين الدولة العثمانية والدولة الصفوية، فقد استغل الشاه الاضطرابات التي تعصف بالدولة العثمانية في أواخر عهد السلطان بايزيد الثاني فساعد الأمير أحمد ضد والده السلطان بايزيد الثاني ثم ضد أخيه سليم الأول الذي ارتقى إلى السلطنة عام 1512 للميلاد.

ليؤلب شاه القبائل الشيعية والعلوية في شرق الأناضول لكي تثير القلاقل لدى العثمانيين، ليس هذا فحسب، بل إنه تعاون مع البرتغاليين والإنجليز ضد المسلمين، حتى إنه كان يعاقر الخمر مع قادتهم ويقول لهما إنني أفضل حذاء مسيحيا على أكبر رجالات الدولة العثمانية.

كان السلطان سليم يسعى إلى سعادة بلاد الأندلس، لكن بسبب الخطر الشيعي المحدق بالبلاد والقلاقل التي يثيرها الصفويون، رأى سليم تأجيل الأمر إلى حين القضاء على ذلك الخطر،

فجهز سليم جيشا كبيرا ومضى به إلى الأراضي الفارسية، حيث دارت معركة جالديران التي وضعت حدا لتجاوزات الصفويين، ودخل العثمانيون العاصمة تبريز وسيطر على الكثير من المناطق التابعة للشاه.

ورغم أن هذا الأخير قد حاول أن يلملم شتات دولته وتغلب على هزيمته، ونقل عاصمة الصفويين إلى قزوين، فإنه لم يعد يشكل خطرا يذكر على العثمانيين حتى وفاته عام 1524 للميلاد.

الصراع بين الدولة الصفوية الشيعية والدولة العثمانية 

خلفاء الدولة الصفوية الشيعية

خلف إسماعيل في الحكم ابنه طهماسب الأول الذي استمر في الحكم أكثر من نصف قرن، خاض فيها ثلاث جولات من الحروب الطاحنة مع السلطان سليمان القانوني بين سليم الأول حتى انتهى الصراع بين الجانبين بعقد معاهدة أماسيا عام 1555 للميلاد.

والتي نصت على تقاسم الطرفين أراضي القوقاز الجنوبية، واعترفت للعثمانيين بسيادة على العراق وما يليها من ساحل الخليج العربي، و للصفويين بالسيادة على أذربيجان، وداعستان وشمالي غرب إيران شاملا العاصمة القديمة تبريز.

وقد تعهد سليمان القانوني بحماية الحجاج الشيعة، بينما تعهد طهماسب برفع الاضطهاد عن أهل السنة في إيران.

بعد وفاة طهماسب الأول عام 1576 تصارع ورثته على العرش وغرقة البلاد في الفوضى حتى آلت الأمور إلى عباس الأول الذي لقب بعباس الكبير والذي حكم البلاد بالحديد والنار وقام بإعادة النظام إلى البلاد ونقل العاصمة من قزوين إلى أصفهان.

وقام بإصلاحات داخل الجيش وتسليحه بأحدث أنواع الأسلحة، وأنشأ أول أسطول بحري، واستطاع السيطرة على الخليج الفارسي.

كما دخل في عدة معارك مع الأوزبك حيث استطاع عباس أن يسيطر على هراة ويطرد الأوزبك من فارس، كذلك خاض عدة معارك مع العثمانيين طلب خلالها مساعدة الإسباني في حربه ضدهم.

حيث استطاع أن يستولي على الكثير من الأراضي التي كانوا قد انتزعوها منه في بداية حكمه، وأعاد العراقة إلى سيطرة الصفويين حتى انتهى الأمر بينهما بعقد صلح إسطنبول.

دخل الشافي صراع محدود مع البرتغال انتزع على إثره مقاطعة بندر عباس التي كانت تحت الاحتلال البرتغالي. وكانت علاقاتها التجارية مع الإنجليز جيدة.

خلفاء الدولة الصفوية الشيعية

سقوط الدولة الصفوية الشيعية

بعد وفاة عباس الأول بدأ عصر انهيار الدولة الصفوية حيث تتابع على عرش الدولة عدد من الشهات الضعاف حتى آلت الأمور إلى الشاه حسين الذي كان ضعيفا سئ تدبير، ثم جاء الأفغان السنة الذين حاصروا العاصمة أصفهان عام 1722 للميلاد.

وخلعوا الشاه عن الحكم لتنتهي الدولة الصفوية أخيرا، بعد أن استمرت قرنين كاملين من الزمن، نأمل بأن يكون المحتوى عن تلك الدولة الشيعية قد نال اعجابكم، ابقوا في امان الله والسلام.

سقوط الدولة الصفوية الشيعية

Facebook
X
Telegram
LinkedIn
Tumblr
Reddit
Scroll to Top