العلاقة بين ذرية آدم والشيطان
١- خلق الجن على الأرض:
كتب/ محمد فايد عن العلاقة بين ذرية آدم والشيطان انه كان بين صعود “إبليس” للسماء وخلق “آدم” فترة غير كبيرة، وقد يتساءل البعض أين كان يعيش “إبليس” قبل أن يصعد إلى السماء، ويُروى في ذلك أن الجن خُلق على الأرض من (لهيب النار)،
وهو الدخان الساخن المأخوذ من صدر النار، ويقول سبحانه وتعالى في ذلك: (وَخَلَقَ ٱلۡجَآنَّ مِن مَّارِجٖ مِّن نَّارٖ ﴾ ، خلق الجن على الأرض وتوالد قبل الإنسان بآلاف السنين، وتكاثروا وكانوا ممالك، وكان منهم ملوكاً لهذه الممالك، وأختلفت طوائفهم وأشكالهم وقدراتهم وأصولهم ودياناتهم وكثرت فروعهم وشعوبهم (كُنَّا طَرَآئِقَ قِدَدًا).
٢- الصرعات والحروب بين الجن:
نشبت الصراعات بينهم وقامت الحروب وقتل الجن بعضهم وسفكوا دماء بعض طمعاً في المُلك والسطوة أو الطمع والسرقة والإنتقام، ونسوا الله وأوامره وما نزل إليهم من السماء، فقد كانت الملائكة تتنزل عليهم من السماء تعلمهم وترشدهم،
لكن كثُر فيهم الفساد وغضب الله عليهم، فأمر جيوش من الملائكة فنزلت وقتلت الظالمين منهم وتركت الصالحين منهم.
٣- إبليس قبل المعصية:
كان “إبليس” ممن يأمرون بالمعروف ويرشدون إلى ترك الرذائل، ويروى أنه ما ترك شبراً على الأرض إلا وسجد لله فيه، فرفعه الله إلى السماء فكان يتعبد بها ويتبتل إلى الله، حتى رفعه الله مكان عظيم صار به كبيراً لمن حوله من الملائكة، إلا طائفة منهم وهم (العالين)،
ويروى أن “إبليس” تملك مفاتيح الجنة قبل المعصية، واستطاع الوصول إلى أن يطَّلع بشكل ما على اللوح، فوجد أن الله سيخلق بشراً من طين، وسيأمر الله الملائكه بالسجود لهذا البشري، وسيسجد الملائكة طوعاً لأوامر الله سبحانه وتعالى ما عدا واحد،
وتوقفت قرأته عند ذلك لحكمة من الله، ووصل “إبليس” لرتبة رئيس الملائكة بعدما عبد الله (ثمانين ألف سنة).
٤- بداية خلق الإنسان:
( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَـئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَآءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ * وَعَلَّمَ ءَادَمَ الأَسْمَآءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَـئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَآءِ هَـؤُلاَءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * قَالُواْ سُبْحَـنَكَ لاَ عِلْمَ لَنَآ إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَآ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ *
قَالَ يَـاءَادَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّآ أَنبَأَهُم بِأَسْمَآئِهِم قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَـوَاتِ وَالأرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ )، لم تنزعج الملائكة فهي تعلم أن أمر الله نافذ دون معقب لأمره ودون استنكار، ودعاها فضولها كباقي الكائنات إلى أن تسأل لتتعلم من خالقها ما جد من الأمور،
فحبها لخالقها وتنعمها لسماع صوته دعاها لتسأل، فادراكهم لما سبق دعاهم إلى التعليق، وجهلهم بما هو آت دعاهم للتحقيق، وصفائهم النوري جعل عباراتهم صحيحة حتى مع خالقهم ( لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ).
٥- حقد وكره إبليس لآدم:
خلق الله سبحانه وتعالى “آدم” من الطين، وكثيراً ما كانت الملائكة تمر على هذا الجسد الطيني فتشم منه رائحة الطين اللاذب حتى جف فشمت منه رائحة الصلصال، وكان “إبليس” قبل أن تدب الروح في سيدنا “آدم” يدخل من فمه ويخرج من دبره وينقر جسده فيرن رنة الصلصال الجاف ويسخر منه أمام الملائكة،
ويقول لهم: والله لإن سيّدني الله عليه لأهلكنه، ولإن سيّده عليّ لا أطيعنه في شئ، ولا تخافوه وأتركوا أمره لي، فكان حقد “إبليس” لهذا الكائن حقداً دفيناً، وكأنه غريزه زُرعت في قلب “إبليس” منذ أن كان وليداً.
٦- وصف سيدنا آدم:
كان فصيح اللسان أتاه الله من الجمال والهيبة الكثير بعد نفخ الروح فيه وسريانها في أعضاءه، وكان بهي اللون مبرق العينين أسود الحاجبين طويل الشعر مستقيم القامة واسع الصدر قوي البنيه ألبسه الله كساء لامع من جلد وردي لين لامع ستر عورته،
وأسند الله سبحانه وتعالى أمر سيدنا “آدم” إلى “جبريل” بعدما علّم الله جبريل العربية وباقي اللغات واللهجات فعلمها “جبريل” ل”آدم”، فنطقها “آدم” فتعلم الأشياء بلغتها وأسمائها،
وهو ما لم تكن تعلمه الملائكة فأصبح محيطاً بكثير من أمور الخلق المحيطة به، وصنوف الملائكة وأعمالهم وأسمائهم وطبقاتهم، فتعجب جميع الملائكة وأحبوا واحترموا هذا المخلوق الطيني (سيدنا آدم)،
وكان فؤاد “إبليس’ يحترق وكان يستشيط غضباً كلما نظر ووجد إعجاب شديد بهذا المخلوق حتى صدر الأمر.
٧- لحظة المعصية:
صدر الأمر الإلهي بالسجود ل”آدم”، فسجدت الملائكة فور سماع الأمر إلا “إبليس” ظل واقفاً كرمز للتكبر على أمر مولاه، و”إبليس” على وزن إفعيل، وهو مشتق من الابلاس وهو اليأس من رحمة الله،
فأختيار الله لهذا الاسم كان كسابقة غضب عليه، وزاد كِبره واستهزأ ب”آدم”، وصار “إبليس” عند الله سبحانه وتعالى مذموماً مطروداً، ومن أهل النار هو وذريته (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} سورة البقرة.
﴿ قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين) سورة الأعراف.
(قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ۖ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ) سورة ص.
(قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ) سورة الحجر.
(قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ( 34 ) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ( 35 ) قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ( 36 ) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ ( 37 ) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ( 38 ) قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ( 39 ) إِلا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ( 40 )
قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ ( 41 ) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ ( 42 ) وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ ( 43 ) لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ ( 44 ) .) سورة الحجر.
خاتمة حول العلاقة بين ذرية آدم والشيطان
المرجع : أصل العلوم ل مجدي حسين.
((كل هذا في اطار مبادرة حكاوي لنشر الوعى الأثري و الترويج و دعم السياحة المصرية تحت اشراف فريق ديوان التاريخ))
#مبادرة_حكاوى
#الموسم_الرابع
#ديوان_التاريخ_مستقبلك_في_الاثار_والتاريخ