حمزة البسيوني أشهر ضابط تعذيب في السجون المصرية

حمزة البسيوني أشهر ضابط تعذيب في السجون المصرية
حمزة البسيوني

جدول المحتوي

كلنا سمعنا عن المعتقلات والسجون في فترة حكم الرئيس جمال عبد الناصر والضباط الأحرار وبالرغم من أن تلك الفترة كان لها مميزات كثيرة على مستوى التعليم والعدالة الاجتماعية لكن فكرة التعذيب داخل السجون ظلت مسببة للرعب لكثير من الناس

وأكتر اسم عرف عن موضوع التعذيب داخل السجون هو اللواء حمزة البسيوني فمن الضابط حمزة البسيوني وما هي حكايته وكيف كان انتقام الله منه ذلك ما سنعرفه في مقالة اليوم.

 

من هو حمزة البسيوني

اللواء حمزة البسيوني هو أشهر ضابط تعذيب في السجون المصرية ومدير السجن الحربي في فترة حكم الرئيس جميل الناصر الذي يقال أن مجرد ذكر اسمه كان يصنع الرعب لأي مواطن مصري حيث انه كان يدفن المساجين في الصحراء التي بجانب السجن الحربي

وعلى الرغم من أن اسمه لم يذكر في اجتماعات الضباط الأحرار قبل الثورة وإن الرئيس السادات لم يضع اسمه ضمن قرار معاش الضباط الذي اصدر سنة 1972

لكن حمزة البسيوني هو كان واحد من الضباط الذين لعبوا دور مهم للتنظيم في قيام الثورة

وتكلم عن عبد اللطيف البغدادي وصلاح نصر في مذكراتهم ووضعوه ضمن قائمة تنظيم الضباط الأحرار باسمه الكامل وهو سيد حمزة حسين البسيوني

وكانت رتبة حمزة البسيوني وقت قيام الثورة هي صاغ وهي رتبة توازي رتبة الرائد الان ودا لأن كل الضباط الأحرار كان عمرهم صغير وقت ان قاموا بالثورة والرئيس جمال عبد الناصر نفسه كان عمره 34 سنة فقط.

لم يكن هناك نشاط سياسي واضح لحمزة البسيوني في الفترة الأولى لقيام الثورة ويمكن ذلك الذي جعله غائب عن مذكرات ناس كثير مهمين في تلك الفترة زي محمد نجيب وخالد محيي الدين وحتى أنور السادات

ومن الجمل التي اشتهر بها اللواء حمزة البسيوني انا اله السجن الحربي أنا القانون والدولة والقاضي والجلاد أنا الذي لا أتسلم المساجين بإيصال ولا يعلم أحد عددهم عندي ولا يعلم أحد عدد الموت الذين رميتهم في هذه الصحراء

والذي رد علي سجناء وهم يصرخون من ألم التعذيب يا الله فقال لهم المجرم حمزة البسيوني أين الله حتى أسجنه بهذه الزنزانة

نشأ حمزة البسيوني وسط عائلة البسيون الشهيرة بمصر وتخرج في الكلية الحربية وانضم إلى تنظيم الضباط الأحرار ليشارك في ثورة الثالث والعشرين من يوليو لعام 1952 وهو برتبة رائد كما قلنا

كلف بإدارة السجن الحربي في عهد عبد الناصر قبل أن يطلق الرئيس محمد أنور السادات سراح المعتقلين

وكان حمزة عنيفا يتفنن في ممارسة تعذيب ضد المعتقلين وقتل الكثير منهم دون رادع من جمال عبد الناصر الذي كان يمنحه الرتب العسكرية كمكافأة له على هذه الأعمال القذرة

كان المعتقلين يقولون يا رب يا وهم يتعرضون للتعذيب فكان يقول لهم حمزة البسيوني لو أتى ربكم هذا لوضعته معكم في السجن

كانت سياط حمزة البسيوني تمزق جلود المعتقلين وصفعاته تصافي حروب رؤوسهم وقبضاته تكسر افكاكهم وأجسادهم تسحل بحبال خشنة على أرض صخرية ومعتقلين يسحبون من خصيهم

حمزة البسيوني الذي كان يقول للمعتقلين ربنا لو نزلها حطوا بسجن انفرادي وهكلبشه بالحديد حيث كان يعذب العلماء والدعاة بالسجون

 

حمزة البسيوني

 

قصة حمزة البسيوني أشهر ضابط تعذيب في السجون المصرية

لم يبدأ اسم حمزة البسيوني ان يعرف إلا سنة 1954 لما تم تكليفه بالإشراف على السجن الحربي في مدينة نصر

وبالمناسبة ذلك السجن هدم في بداية فترة حكم السادات الذي كان يحاول ان يعمل مظهر ديمقراطي للبلد بعد علاقاته مع أميركا

قبل ما يرجع يعتقل عدد أكبر من الناس في نهاية حكمه لدرجة أنه حدد إقامة البابا شنوده نفسه

في ذلك بدأ الناس يسمعوا اسم حمزة البسيوني أو الوحش زي ما سموه وبدأت حكايات وقصص مفزعة تتردد عن السجن الحربي الذي يديره وسموه سجن الباستيل زي اسم أشهر سجون فرنسا أيام الثورة الفرنسية

والوقت الذي مسك فيه حمزة البسيوني كان وقت صعب وكان في مواجهة شديدة بين الثورة وأعدائها زي ما يقول المؤرخين

وحصلت المواجهة المشهورة بين محمد نجيب ومجلس قيادة الثورة وتم إقصاء محمد نجيب وتحديد إقامته ومسك الحكم الرئيس جمال عبد الناصر

وحصلت محاكمات سريعة وشرسة لأغلب السياسيين القدامى وكمان تم حل جماعة الإخوان المسلمين بعد اتهمهم بمحاولة اغتيال جمال عبد الناصر في المنشية

وحتى أعضاء مجلس قيادة الثورة المعارضين زي خالد محيي الدين تم التخلص منهم

وقدر الرئيس جمال عبد الناصر ان يكون قاعدة شعبية كبيرة جدا بسبب شخصية القوية والكاريزما المميزة وبراعته في الخطابةالتي لم تكن موجودة عند أي قائد ثاني غيره

غير قرارات الإصلاح الزراعي ومجانية التعليم الجامعي ومنح المرأة حق الانتخاب مما زود رصيده عند الشعب

لكن الحقيقة أن جمال عبد الناصر لم يحكم البلد لوحده كان مع مجموعة مجلس قيادة الثورة فلم يكن يقدر ان يتخذ القرار من غيرهم رغم شعبيته الكبيرة

والذي سماه بعد كدا السادات مراكز القوى زي صلاح نصر غيره ووزعوا نفسهم على المناصب قوى الدولة المصرية

لدرجة أن إبراهيم طلعت عضو الوفد السابق بقول في مذكراته أنه في مرة ذهل جمال عبد الناصر البيت قبل ما يمسك الحكم ووجده يخفي مسدس وراء ظهره

وقال انه خايف أن مجلس قيادة الثورة يعتقله لأنه طلب منهم الحكم يكون الحكم ديمقراطي ويعملوا انتخابات

 

قصة حمزة البسيوني أشهر ضابط تعذيب في السجون المصرية

 

في ذلك الوقت ده لمع نجم حمزة البسيوني بداخل السجن الحربي وبدأ يتعرف اسمه كأشهر جلاد في مصر كانت مساحة السجن الحربي كبيرة جدا خمس أو ست فدادين

وبيحكي مصطفى أمين نقلا عن واحد من المعتقلين إن حمزة البسيوني استقبله بكلبين ضخمين لفوا حواليه عشان عضوة وينهشوا لحمه

وبعد كده أخذوه على معتقل واعطوه شوية ورق وطلبوا منه ان يكتب كل حاجة عن حياته

ويحكي مصطفي أمين قصة أكبر كلب في السجن واسمه lucky واللي محدي ممكن يصدق أن مجرد كلب من ضخامته ووحشيته لدرجة ان الكلاب نفسهم كانوا بخافون منه

ويقول مصطفى أمين في كتابه سنة أولي سجن إن السجن كان ملئ بكلاب الحراسة والتعذيب وكان في مجموعة من الكلاب أكبرها lucky وكان أفخر أنواع اللحوم متخصص للكلاب وأسوءها للمسجونين السياسيين

وكانت الكلاب تاكل الأول وبعد ذلك الحراس والويل للحارس الذي يأكل من اللحمة قبل ان تنتهي الكلاب من أكلها

ويقول المستشار حسن الهضيمي المرشد الثاني لجماعة الإخوان المسلمين أنه حمزة البسيوني وضعه في السجن الحربي داخل زنانة فيها 11 كلب

وبيحكي واحد ثاني من الجماعة إن حمزة البسيوني وضعه في زنزانة واحدة مع كلب جعان بس الكلب لم يقرب منه وحاول ان يخرج بأي شكل

ويحكي بعض المساجين السياسيين في مذكراتهم إن طريقة التعذيب المعتادة في السجن الحربي من حمزة البسيوني كانت التعليق في الشباك أو السقف أو في عمود والضرب بكرباج بعد دهن الجسم كله بالزيت عشان تكون الضربات مؤلمة وتوجع أكثر

وفي طريقة اخري سماها حمزة البسيوني يسمبها التعليقة وهي طريقة يعلق فيها المسجون بخطاف من رجله في وضع مقلوب مثل الخفاش لحد ما تكون راسه ستنفجر

 

قصة حمزة البسيوني

 

طرق تعذيب حمزة البسيوني في السجن الحربي كثيرة ولا تنتهي منها التعطيش وتغريق المسجون داخل برميل ملئ بالزبالة والقاذورات

لكن أسوء أساليب التعذيب التي كان يستخدها حمزة البسيوني هي التي تحكي عنها زينب الغزاني في كتبها صور من حياتي واللي وصلت الي حد التهديد بالاغتصاب

ويحكي علي عشماوي إنه كان متعلق مع مسجون اخر ويضربوا بالكرباج قدام شمس بدران مدير مكتب عبد الحكيم عامر

ودخل عليهم رجل أبيض وطويل وله شنب عرف إنه حمزة البسيوني ومسك حمزة البسيوني الراجل الذي بجانبه وضغط على رقبته ضغطات في أماكن معينة وكل ما يضغط ضغطة بيكون الراجل سيغمي عليه

ويحكي أحمد رائد في كتاب البوابة السوداء إن العذاب كان أشكال وألوان من حمزة البسيوني يبتدئ بالضرب بالأقلام والعصيان والشتيمة ويوصل للمشي على أربع رجلين وعمل أصوات الحيوانات

دا غير المشي على المسامير وكنس الأرض من الزجاج بأيديهم ومهما كانت صحة المقولات فواضح إني سجانين السجن الحربي ورئيسهم حمزة البسيوني لم يكونوا يعراف الرحمة أبدا

 

قصة حمزة البسيوني

 

أهم حادثة في السجن الحربي بفترة حمزة البسيوني كان قتل إسماعيل الفيومي الذي كان ضابطا في الحرس الجمهوري وتم اتهامه في مؤامرة لاغتيال الرئيس عبد الناصر سنة 1965

وتحكي بعض المذكرات عن قتل إسماعيل الفيومي في السجن الحربي وتقول إنه علق في الفلكة واشترك في ضربه أربعة من جزارين السجن الحربي واستمر الضرب طول الليل لحد أذان العصر ثاني يوم

لحد ما إسماعيل الفيومي لم يقدر ان يتحمل ومات وقتها ذهب ورآه حمزة البسيوني وقال الود مات خلاص بلغوا عنه فرار

واتي اثنين عساكر ولفوه في بطانية وشالوه ونشرت الجرائد خبرين عن إسماعيل الفيومي واحد منهم من مكتب شمس بدران وقال ان الضابط إسماعيل الفيومي هرب من السجن الحربي

والثاني نشرته جريدة الأهرام وقال إن الضابط إسماعيل الفيومي طلع على سويسرا وعمل مؤتمر صحفي هناك شتم فيه عبد الناصر والثورة

كمان في قصص مختلفة عن معتقلين في قضايا ثانية مش سياسية من بينها قصة أربعة هم محمود فهمي دياب وأحمد محمد الروبي وجرجس إبراهيم سعد وإبراهيم بخيت تم اعتقالهم وضربهم عشان يعترف باختلاس أموال الدولة

وأسوأ أنواع التعدي زي ما بقول النائب العام السابق محمد عبد السلام ظهرت في قضية كمشيش لما مات أربعة من المتهمين بعد الخروج من السجن بسبب إصابات نتجت عن التعذيب

 

قصة حمزة البسيوني أشهر ضابط تعذيب في السجون المصرية

 

نهاية حمزة البسيوني

ورغم كل البلاغات دي فضل حمزة البسيوني يترقى بسرعة لحد ما وصل لرتبة لواء كان طباخ السم يذوق مثلما يقولوا

حصلت نكسة 1967 وقرر عبد الناصر يعمل حملة تنظيف للعناصر السيئة اللي شاف إنهم سبب في النكسة ومنهم حمزة البسيوني

الذي صدر قرارا بإحالته على المعاش وبعدين القبض عليه وسجن بعدها ويحكي الصحفي صلاح عيسي انه رأي حمزة البسيوني في سجن القلعة وانه وقف قدام باب واحد من السجون لكن الحارس وبخه بصوت عالي فمشي ولم يقدر ان يتكلم

وكمان الشاعر أحمد فؤاد نجم قابل حمزة البسيوني في السجن وكان كل المساجين بيتعاملوا معه باحتقار وقال إنه شاف يتوضئ وقال انه انت فاكر ربنا هيسيبك تدخل الجنة؟

أما نجيب محفوظ فقابله على قهوة وهو في نهاية الستينيات وهو الذي الهمه برواية الكرنك وزي ما كانت حياة حمزة البسيوني غريبة وطريقه مفروش بالعنف والدم.

 

نهاية حمزة البسيوني

 

كيف مات حمزة البسيوني

حمزة البسيوني الذي كان ان سمع أحدهم يقول يا رب كان يقول له وانا احطه في الحديد لذا نهايته الحديد

كانت نهاية حمزة البسيوني بنفس الشكل في يوم التاسع عشر من نوفمبر لعام 1971 في أول أيام عيد الفطر المبارك حيث كان يقود سيارته بسرعة كبيرة

وهو مسافر من الإسكندرية الي القاهرة وأمامه عربية نقله تحمل اسياخ حديد فلم يأخذ باله واستمر في قيادة السيارة الي ان اصطدمت عربيته في العربية النقل

فكان موت حمزة البسيوني وشقيقه حيث دخلت الاسياخ الحديد في راسه ورقبته وفصلت كتفه عن جسمه وتعرضت جمجمة حمزة البسيوني وجثته لتشويه غريب بسبب تلك الاسياخ التي اخترقت جسمه وجمجمته

المستشار خيري يوسف أحد المحققين في حادثة البسيوني عندما رأيت جثة البسيوني أغمي علي من هول وفظاعة ما رأيت

وفي جنازة حمزة البسيوني لم يدخل نعش حمزة البسيوني المسجد فلم يصلي عليه وقيل انه تم غسله احدي عشر مرة حيث انه كان يتبرز وهو ميت ويقال انه تم دفنه وهو يتبرز ولم يستطيع الأطباء تفسير ما يحدث لجثة حمزة البسيوني

اشخاص يقولون الحادثة قضاء قدر اشخاص يقولون إن ذلك هو القصاص العادل من دعوة المظاليم عليه لكن المؤكد أن الأقوال ضده لو صحت فالقصاص الحقيقي سيكون يوم الحساب والله اعلي واعلم .

ولمعرفة المزيد حول شخصيات غامضة يمكنك الاطلاع عليها من هنا.

 

 

 

 

 

 

 

Facebook
X
Telegram
LinkedIn
Tumblr
Reddit
Scroll to Top