قصة اختفاء حراس المنارة الثلاث

قصة اختفاء حراس المنارة الثلاث
قصة اختفاء حراس المنارة الثلاث

جدول المحتوي

مقالة اليوم أتت بناءا على طلب العديد منكم لتناول هذا الموضوع حول قصة اختفاء حراس المنارة الثلاث وبعد البحث والتدقيق لم نجد الكثير من التحقيقات أو التفسيرات حول هذا الموضوع ولكنه موضوع يحمل في طياته قصة حزينة ومأساة إنسانية يتشاركها كل البشر

اليوم الوجهة إلى اسكتلندا وتحديدا إلى جزيرة تدعى إيلين مير هذه الجزيرة هي إحدى جزر فلانان الواقعة على الساحل الشمالي الغربي لإسكتلندا شهرتها ليست نابعة من جمالها الأخاذ وتضاريسها الرائحة بل أمر آخر تماما

لغز عمره أكثر من مائة عام لغز يختص بمنارة فلانان الشهيرة منارة انطفأ ضوئها المرشد ليلة ليختفي معه حراس المنارة الثلاثة

اذا ما هي قصة اختفاء حراس المنارة الثلاث الغامضة والمثيرة اختفوا لننطلق سويا إلى جزيرة فلانان وتحديدا إلى جزيرة إيلين مير لنسمع قصة لغز منارة فلانان وحراسها الثلاثة

 

قصة اختفاء حراس المنارة الثلاث

 

ما هي منارة جزيرة إيلين مير أو منارة فلانان

منارة جزيرة إيلين مير أو منارة فلانان كما عرفت على مر السنوات هذه المنارة الواقعة في إحدى جزر فلانان والتي تحمل هي الأخرى في الأساس الطابع الأسطوري فهذه الجزيرة التي يقطنها بالأغلب رعاة الأغنام معروفة أيضا بكنيسة بناها القديس فلانان في القرن السابع الميلادي

وهو ما أكسب هذه الجزر اسمها بل إن هذه الكنيسة كانت مركزا للعبادة والطقوس الدينية للعديد من المحليين والسياح هذه الجزيرة عرفت منذ القدم بين المحليين بوجود قوة خارقة وهالات روحية تحيطها

إلا أن لا هذه الكنيسة ولا ما ادعاه السكان من وجود قوة خارقة كان سبب شهرتها بل منارتها ذات المظهر الطبيعي من الخارج والقصة الغريبة من الداخل

 

منارة جزيرة إيلين مير أو منارة فلانان

 

قصة اختفاء حراس المنارة الثلاث

تبدأ قصة اختفاء حراس المنارة الثلاث في ليل الخامس عشر من ديسمبر من العام 1900 حيث كان قبطان سفينة بخارية يدعى آرتشر يتجه إلى ميناء ليث مارا بمنارة فلانان الطريق كان طبيعيا والربان كان يتوقع أن يشاهد الضوء المنبعث من المنارة كما جرت العادة

إلا أنه في هذه الليلة كانت المنارة مظلمة وضوئها مختفي أكمل الربان طريقة وأن أكبر المسؤولين عن المنارات عما شاهدناه.

في السادس والعشرين من ديسمبر من نفس العام سفينة أخرى تدعى هيسبيروس تقل علماء المياه الحراس البديلين بقيادة القبطان هارفي انطلقت قاصدة المنارة لعملية تبديل روتينية

وعند الوصول وجد هارفي وطاقم السفينة المنارة غارقة في الظلام ولا علم يرفرف على الناصية كما هو معتاد

 

قصة اختفاء حراس المنارة الثلاث

 

حاولت سفينة هيسبيروس عدة مرات الحصول على رد من المنارة دون أي جدوى فلم ينفع لا إطلاق أبواق السفينة ولا حتى الشعلات المضيئة عندها قام القبطان هارفي بإرسال أحد الحراس البديلين ويدعى جوزيف مور إلى الجزيرة وتحديدا إلى المنارة المظلمة في قارب صغير

مرو هذا كان يشعر بالخوف من تسلق الجرف الذي تقع عليه المنارة رغم وجود طريق واضح لبلوغها إلا أن الظلام والصمت التام المحيط بالمنارة زراعا الخوف في قلب الحارس الذي أكمل طريقه رغم ذلك

إحساس الرجل كان في مكانه فما داخل المنارة أكد شكوكه بأن أمرا جسيما قد حصل

عند وصول الحارس مور إلى المنارة وجدت كل شيء في مكانه حتى أنه وجد ثلاث وجبات طعام على طاولة المطبخ غير ممسوسين الأسرة كانت بالوضع الطبيعي وأضواء المنارة ومستلزماتها لا شيء غريب حولهم

ساعة الحائط المعلقة في المطبخ وجدت متوقفة وبجانب الطاولة كرسي مقلوب الشيء الوحيد المفقود من المنارة كان حراسها الثلاثة الرئيس جيمس دوكت ومساعديه توماس مارشال ودونالد ماك آرثر الرجال الثلاثة لم يعثر على أي أثر لهم في المنارة

بل إن هيئة المنارة كانت تدل بوضوح على أن المنارة خالية من سكانها منذ أكثر من أسبوع الباب المفتوح وحيد كان باب المطبخ وباقي الأبواب موصدة من الداخل في دلالة على خروج الرجال الثلاثة من باب المطبخ

وأحدهم ترك معطفه في المنارة واكتفى بقميص قطن كأمر غير اعتيادي إطلاقا في مثل هذا الطقس البارد

 

قصة اختفاء حراس المنارة الثلاث

 

عاد مور أدراجه إلى السفينة وأخبر القبطان هارفي بما رأه وأعلمه باختفاء الرجال الثلاثة هذه المرة أرسل هارفي مور ورجلين آخرين إلى المنارة ومحيطها للبحث عن حراس المنارة الثلاث علهم يجدون أي خيط يمكن أن يوصلهم إلى حقيقة ما جرى

لم يجد فريق البحث أي أثر للرجال ولكن منصة الهبوط في الجانب الغربي من الجزيرة حملت بصيص من الأمل لما يمكن أن يكون قد جرى

فقد وجد فريق البحث دليلا على تعرض الجزيرة لعاصفة هوجاء فوجدوا صندوقا من المعدات والمستلزمات محطما على الأرض قضبان الحديد المزروعة على جانب الممر وجدت ملتوية وشكلها مختلف

جزء من الطريق الإسمنتي كان مقتلعا من مكان أنه وصخرة كبيرة تزن أكثر من طن وجدت مزاحة من مكانها ولكن لا أثر للحراس الثلاثة لا جثث لا دماء لا ملابس ممزقة لا شيء إطلاقا

عادت فرقة البحث أدراجها وروت للقبطان ما وجدت ليسارع الأخير إلى إرسال تلغرام إلى مجلس إدارة المرارات الشمالية يخبرهم بتقريره النهائي

التيلغرام جاء فيه زملائي المساكين يبدو أنهم سقطوا عن الجرف وغرقوا وهم يحاولون تأمين حبال السحب وصناديق المستلزمات

في التاسع والعشرين من ديسمبر وصل إلى الجزيرة مشرف مبعوث من قبل مجلس المنارات يدعى روبرت جرت مورهيد للاستضاح أكثر حول ما جرى هناك

مورهيد هذا كان على معرفة وثيقة بالرجال الثلاثة وقد تمكن من تحديد هوية صاحب المعطف الوحيد ذلك وبعد معينة للأضرار في الجزء الغربي من الجزيرة استطاع مورهيد تكوين قصة أو تصور عما يمكن أن يكون قد جرى

المعطف يعود لماك آرثر ومن المفترض أن مارشال ودوكت قاموا بالخروج من المنارة لتأمين مستلزمات في الجانب الغربي في خضم العاصفة

في هذا الوقت ربما سمع ماك آرثر استغاثة أو أرعبه صوت العاصفة فخرج دون معطفه محاولا اللحاق بزملائه لتقع الكارثة

التقرير الرسمي التي نشره المشرف العام في الأول من يناير من العام 1901 أشار إلى أن الرجال كانوا على رأس عملي حتى وقت العشاء في الخامس عشر من ديسمبر وخرجوا لتأمين سلامة المعدات من حبال ونواصي وغيرها

كانت مخبأة في أحد الشقوق الصخرية الواقعة على ارتفاع 34 مترا فوق سطح البحر وفجأة ودون أي سابق إنذار هبت موجة قوية وارتطمت بالشق الصخري وعادت أدراجها آخذة معها الرجال الثلاثة إلى أعماق البحر للأبد

 

قصة اختفاء حراس المنارة الثلاث

 

هذا التقرير لم يحسم الجدل القائم فالجزيرة كما ذكرت سابقا تشتهر بموضوع القوى الخارج والهالات الروحية وما شابه إذن لا بد أن تظهر الروايات التي سيكون أبطالها حتما الكائنات الخارقة وهو ما حدث

فانتشرت الحكايا بين المحليين أن الرجال الثلاثة انساقوا تحت تأثير حوريات البحر ورواية أخرى أشارت إلى اختطاف حراس المنارة الثلاث من قبل طائر بحري كبير

إحدى النظريات أشارت إلى أن الرجال قاموا عمدا بترك الجزيرة على متن أحد القوارب هربا من ديونهم المتراكمة واختفوا في عرض البحر الهائج

إلا أن ما أثار جدل في التحقيق هو سجلات المنارة التي أظهرت آخر معطيات من قبل حراس المنارة الثلاث مسجلة بيد مارشال المعطيات

المسجلة ما بين الثاني عشر والخامسة عشر من ديسمبر تحدثت عن عاصفة غريبة عجيبة تضرب الجزيرة وذكر مارشال أن دوكات كان هادئا على غير العادة

أما ماك آرثر الرجل الكبير القوي فقط كان ينحب بالبكاء لتعود بعدها التسجيلات وتذكر أن العاصفة انتهت والهدوء يعم في الخامس عشر من ديسمبر

هذه التسجيلات خرجت إلى العلن وبدأت معها التحقيقات هيئة مراقبة الطقس أكدت أن لا عواصف هوجاء غير اعتيادية هبت على المنطقة ما بين الحادي عشر إلى السابع عشر من ديسمبر  الطقس كان جيدا وارتفاع الموج وسرعة الرياح كالمعتاد.

 

 

ما دفع بالصحفي مايك داش في جريدة فورتين تايمز إلى التحقيق في أمر هذه السجلات بعد سنوات من حادثة الاختفاء التحقيقات أثبتت و بالدليل القاطع أن موضوع التسجيلات مفبرك ولا دليل نهائيا على وجودها وقد تم إضافتها إلى القصة للتشويق لا أكثر

إذا فرضية الظواهر الخارقة مرفوضة بحكم العادة والسجلات مفبرك حركة ولا عاصفة هوجاء غير طبيعية هبت من العدم فما الذي حدث فعلا؟

 

قصة اختفاء حراس المنارة الثلاث

حقيقة اختفاء حراس المنارة الثلاث

عدا عن التقرير الرسمي الذي ذكرناه سابقا ظهرت نظريتان تحاولان فك اللغز الأولى ان ماك آرثر كان شابا حامي الطباع يميل إلى العنف والسجلات رسمية تؤكد الأمر فمن الممكن أن يكون قد نشب عراك بين الرجال الثلاثة أدى إلى سقوطهم من على الجرف وابتلاعهم في البحر

النظرية الثانية أيضا توجه أصابع الاتهام إلى ماك آرثر بحكم ماضيه العنيف وتفترض أن الرجل قتل زملائه الاثنين في نوبة غضب ورمى بجثتيهما من على الجرف وانتحر قفزا بعدها

لكن عدم وجود الجثث او اثار عراك ودماء ستبقي هاتين الفرضيتين في خانة النظريات فقط

البعض تساءل إن كان هناك عاصفة ما الذي دفع بالرجال إلى ترك أمان المنارة الجواب أتى في مقالين منفصلين في موقع ديسكوفري تشانال وهستيري

والموضوع الآن مرتبط بمارشال فسجلات الرواتب أثبتت أن الرجل كان قد خصم من مرتبه في وقت سابق من نفس العام 5 شلن نتيجة فقدانه أمتعة ومعدات وهو مبلغ كان يعتبر ضخما ومهما لرجل لديه عائلة تعتمد عليه لإطعامها

ولتفادي تكرار الموضوع أصر مارشال على الخروج من مكانه الآمن لتثبيت الحبال وصناديق المعدات وغيرها ليلحقه رفيقاه وتبتلعهم الموجة وكبيرة كما ذكر التقرير الرسمي.

اما أغرب ما قرأت فهو تفسير السكان المحليين الرجال الثلاثة صعدوا إلى السماء والدليل من وقت لآخر ادعي المحليون أن أصوات من السماء تصدر منادية بإسم حراس المنارة الثلاث

 

حقيقة اختفاء حراس المنارة الثلاث

 

 

 

إذا أصدقائه هذا ما كان في جعبتنا حول موضوع لغز جزيرة فلانان الموضوع الذي طلبه العديد منكم والذي نأمل بأن نكون قد أضأنا عليه بالشكل الكافي فلغز اختفاء حراس المنارة الثلاث لمنارة جزيرة فلانان ما زال لغزا من ألغاز العصر منذ ما يقارب المئة عام

وقد جرت العديد من المحاولات لفك هذا اللغز ووضع خاتمة لهذه القصة المأساوية وتكريما لأرواح حراس المنارة الثلاث الذين اختفوا وهم على رأس عملهم

ثلاثة حراس خلفوا ورائهم ثلاث عائلات كواها نار الفقد وعدم معرفة مصير أحبائهم والأكيد أن من مات منهم مات والحسرة في قلبه لعدم معرفة مصيرهم ومن بقي من سلالاتهم إن كان من الأولاد أو الأحفاد فهم دون شك سيرغبون بمعرفة ما جرى لأجدادهم

ورغم أن موضوع اليوم من الغرب إلا أن موضوع المفقودين موضوع بارز ومنتشر في مجتمعاتنا نحن في أيام الحرب والسلم وكحال عائلات حراس المنارة الثلاث هناك مئات إن لم يكن آلاف العائلات العربية من أمهات وآباء وإخوة وأخوات وزوجات وأولاد فقدت عزيزا وقريبا ومازالوا لا يعلمون عن مصيرهم شيئا

تلك العائلات هي العائلات التي تعلمنا منها الصبر بكل ما للكلمة من معنى فهم انتظروا وما زالوا ينتظرون أي خبر عن أحبائهم وهم ما زالوا يمتلكون في قلوبهم فسحة الأمل تلك التي نحتاجها أغلبنا في وجه المآسي التي نشهدها يوميا

لهذه العائلات نقول لكم منا الف تحية واحترام وابقوا متمسكين بالأمل ففي السماء رب ينظر ولا ينسى عبادة وعسى أن يكون ما عانيتم من فقد في عين الله

وإلى أن نلتقي في دراسة جديدة ابق واصدقائي في أمان الله  ولمعرفة المزيد من قصص الغموض الواقعية يمكنك الاطلاع عليها من هنا 

 

Facebook
X
Telegram
LinkedIn
Tumblr
Reddit
Scroll to Top