مقدمة عن قصة طالوت وجالوت ونبى الله داود
في أي معركة أو حرب لطالما ربط النصر والحسم بعديد الجيوش المقاتلة وتجهيزاتهم هذا ما توقعناه دائما، متجاهلين أو غافلين أن التاريخ حدثنا بعكس ذلك وأثبتت لنا في أكثر من موقع أن الإيمان القوي بالعدل والقضية التي نحارب لأجلها هو مفتاح النصر المشترك في أغلب المعارك هكذا كان ولا يزال،
قصتنا اليوم عن ملكين ذكرت معركتهم في القرآن الكريم في صورة البقرة المباركة كما أنها ذكرت في التوراة والتقارير الإنجيلية على حد سواء
نبوة أحد أنبياء الله بدأت تظهر ملامحها ومعجزاتها في هذه القصة رافقوني أصدقائي لنعرف قصة طالوت وجالوت ونبى الله داود
قصة طالوت وجالوت
ما هي قصة طالوت وجالوت
نبدأ قصتنا مع بني إسرائيل الذين بقوا لسنوات وقرون طويلة دون نبي بينهم حيث أنهم بسبب طغيانهم وقتلهم للأنبياء انقطع نسل الأنبياء بينهم،
ليبدل الله حكم الأنبياء فيهم بحكم بلوك، هذا الأمر بدل حال بني إسرائيل رأسا على عقب، فتعرضوا لجور الملوك وظلمهم وتجبرهم،
والذي زاد الأمور سوءا هو ضياع تابوت الميثاق أو تابوت العهد أو تابوت والسكينة،
هذا التابوت كان يمنح بني إسرائيل الثقة والاطمئنان وكانوا إذا ما خاضوا حربا ضد أحد هزمه بفضله
فقد جعل الله في التابوت من السكينة وبقية ما ترك آل موسى وآل هارون ما جعله عظيم الشأن غزير البركة،
استمر حاله بني إسرائيل على هذا المنوال مشتتين ضائعين دون نبي يحكمهم ويعدل بينهم قرابة 460 سنة، لتتبدل حالهم مع إرسال الله للنبي شمويل بن بالي إليهم
استمعوا معي أصدقائي إلى قصة بعث النبي شمويل أو صموئيل كما ذكر في التوراة والتقارير الإنجيلية إلى بني إسرائيل قبل أن نخوض غمار معركة طالوت وجالوت
قصة بعث النبي شمويل بن بالي
سنعرف من خلال قصة طالوت وجالوت ونبي الله داود من هو النبي شمويل بن بالي:-
بعد العذاب الذي لاقاه بني إسرائيل من الملوك الظالمين وبالأخص من العماليق أو العمالقة القوم الجبريين وملكهم جالوت الذي لم يهزمه أحد قط
تضرعوا إلى الله وترجوه وندموا أشد الندم على ما بدر منهم تجاه الأنبياء والرسل، وطلبوا من الله أن يرسل لهم نبي يقاتلون معه فلم يكن فيه بالناس للأنبياء إلا جنين في بطن أمه
خوفا من أن تبدل المرأة مولودها بغلام آخر في حال كان المولود فتاة دفعهم إلى جعل هذه المرأة حبيسة بيتها لحين ولادتها
فأخذت المرأة في التضرع الله ليكون المولود غلاما فاستجاب لها الله ومنحها غلاما أسمته سمعون
أرسلت الأم ابنها إلى بيت المقدس ليتعلم التورات على يد شيوخ بني إسرائيل، لبس الغلام في بيت المقدس تحت رعاية شيخ كبير حتى بلغ رشده،
ليأتيه الوحي من جبريل عليه السلام ويوقظه من نومه ليبشره ببعثه نبيا إلى بني إسرائيل وتسميته شمويل
طالوت ملك علي بني اسرائيل
بعدما عرفنا في الفقرة السايقة من هو النبي شمويل بن بالي جاء دور معرفة كيف كان دورة في تنصيب طالوت ملك علي بني اسرائيل:-
ذهب شمويل إلى بني إسرائيل وأخبرهم بنبوته ليكذبوه كعادتهم وطالبوه بمعجزة فسألهم إن كانوا يقبلون القتال في حال ولى عليهم ملكا عادلا فأجابوه بالقبول
لتحقيق هذا الغرض أرسل الله إلى شمويل عصا وأوحى له أن الملك الذي سيحكم ببني إسرائيل يجب أن يكون بطول العصا
بالطبع تهاتف رجال بني إسرائيل ليتقسوا مع العصا فلم تأت على قياس أحد منهم خلال هذا الوقت مر رجل سقاه يجلب الماء على حماره ضع حمار هذا الرجل
فأخذ يبحث عنه حتى أوصله الي القوم فطلب منه شمويل أن يتقايس مع العصا ليتطابق طوله مع طولها فختاره الملك شامويل ليكون ملكا عليهم
هذا السقاء كان طالوت أو شاؤول كما ذكر بلغة التوراة هذا الأمر لم يعجب بني إسرائيل فهو إنسان بسيط وليس فيه من نسب الملوك شيئا لكن الله عززه بآية تثبت ملكها فهل تعلموا ما هي؟
آية نبوة شامويل وملك طالوت
كانت آية ملك الملك طالوت تابوت السكينة الضائع منذ زمن طويل فتقول إحدى الروايات أن الملائكة حملت تابوت السكينة إلى طالوت ووضعته بين يديه والقوم يشاهدون ذلك
بينما تقول الرواية الأخرى أن القوم ذهبوا معه إلى بيته بإيعاز من النبي شمويل ليتفاجئوا بالتابوت هناك
أثبتت هذه الآية نبوة شامويل وملك طالوت فرضخ بني إسرائيل لهما واتبعوهما الهم الأساسي الي طالوت كان تخليص بني إسرائيل من ظلم العمالقة ومليكهم جالوت
معركة طالوت وجالوت
فخرج في جيش قوامه 80 ألف رجل معظمهم من الكارهين للقتال استشعر الملك طالوت ذلك وخاف مكرهم وهم أهل المكر والخيانة
فقرر امتحانهم ليرى مدى صدقهم وإخلاصهم خلال مرورهم بأرض قفرة أصيبوا بالحر والعطش الشديد ليظهر أمامهم نهر ذو ماء عذب بارد
وهو بحسب المفسرين نهر الشريعة بين الأردن وفلسطين عندما وصلوا أمام النهر أخبرهم طالوت ان الله مبتلييهم بهذا النهر فمن يشرب منه ليس من جند طالوت وخائن للعهد
ومن يمتنع عن الشرب أو يغترف غرفة صغيرة فهو من جند طالوت تهافت الجند على الماء ليشربون ولا يرتوا أما علماؤهم ومن آمن منه فكانوا إذا غرفوا الغرفة الصغيرة ارتووا منها
كانت نتيجته هذا الابتلاء ثباته 4 آلاف مقاتل فقط مع طلب وتركوا 76 ألف مقاتل بالجيش بعد عبور طالوت النهر مع ما تبقى من جيشه
والتي تقول بعض الروايات أنه بسبب الأحداث والاختبارات المتتالية بقي معه فقط 300 مقاتل
بدأت طلائع جيش جالوت تظهر لهم فهال المنظر جند طالوت وأرهبوهم الأمر فأخذوا يتداولون بين بعضهم عدم قدرتهم على قتل جالوت وجنده
حيث يقول الله تعالى في سورة البقرة بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ( قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاقُوا اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ )
علم طالوت أن قوة جيش جالوت تكمن في ملكهم فطالب من مقاتلي جيشه ان يقتلوا جالوت فتقدم إليه داوود أو بالأصح صح نبي الله داود عليه السلام الذي كان مع أبوه وإخوته الاثنى عشر في عداد جيش طالوت
يجدر بنا أن نذكر هنا أن التوراة تغير بهذه الرواية قليلا فبحسب التوراة أما السبب الذي تقدم لقتال جالوت يدعى داود بن يسا وكان راعيا لاغنام أرسله أبوه لينظر في اثر إخوته الثلاثة الذين انضموا لجيش طالوت.
قصة داود وجالوت
فسمع جالوت بطلب المبارزة فسأل عن مكافأة قتله أي قتل جالوت فأجيب بأن الملك سيعطي المال الكثير ويزوج ابنته لقتل جالوت
نعود إلى رواية الإسلامية الواردة في مختلف كتب التفاسير إذن طلب داود من طالوت أن يبرز بقتل جالوت فمنح داوود الإذن لذلك يبرز حاملا قذافته أو مقلاعه على ما اصطفي
الجيشان للقتال أخرج داود مقلاعه ووضع الحجر فيه ليرمي جالوت بالحجر الرواية التوراتية تذكر هذه الحادثة فتقول أن داوود تقدم حاملا عصاه ومقلاعه وفي جيبه خمسة احجار من الماس
فرمي جالوت بالحجر وأرداه قتيلا ثم أنه تقدم من جالوت فأخذ سيفه واجتز رأسه
بالعودة إلى روايتنا الإسلامية بالفعل رمى داوود جالوت بالحجر فأصابه بالحجر بين عينيه وقتله على الفور فكان حجر داود لا يصيب جنديا من جيش جالوت إلا ويصرعه في أرضه
وهذا كان من علامات النبوة التي كانت بدأت نبي الله داوود عليه السلام وإحدى كراماته
قتل جالوت وتقهقر جنده وصدق وعد الله واقتصر طالوت ليوفي لداوود بدينه ويزوجه ابنته ويسلمه مفاتيح الحكم بعده وما حدث بعد داوود بعد ذلك قصة أخرى قادم المقالات إن شاء الله
قصة طالوت وجالوت في القرآن
بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
{وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلاَئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ(248)
فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلاَ قَلِيلاً مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاَقُوا اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ(249)وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ(250)فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ(251) تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ(252)}.
صدق اللَّهُ العظيم.
ملخص قصة طالوت وجالوت
كانت هذه أصدقائي قصة طالوت وجالوت التي على الأغلب مرت على أكثرهم وهي قصة فيها من العبر الكثير
حيث أن العبرة من قصة طالوت وجالوت مختصرة في أن تذكرنا برحمة الله على عباده في التاريخ رغم ظلمهم وطغيانهم
كما أنها تبين لنا أن الحكمة والمعرفة لا تقتصر على ذوي الشأن دون غيرهم والأهم من هذا كله بينت لنا أن القوة ليست في العدد
بل في الإيمان الصادق بالقضية التي نقاتل لأجلها فهل من يعتبر وتبقى قصص التاريخ متعة للقارئين والسامعين .
لمعرفة المزيد عن قصص الأنبياء والصحابة والتابعين وعن القصص الدينية عموما من هنا