في تلك المقالة سوف نروي قصة قمبيز الثاني الملك الفارسي الذي قتل نفسه بالخطأ ونعرف ماذا حدث قمبيز الثاني في مصر وكيف كانت وفاة قمبيز الثاني فتابعوا المقالة.
مقدمة حول قمبيز الثاني الملك الفارسي الذي قتل نفسه بالخطأ
في العالم القديم قبل الميلاد لم تكن الدول على ما كانت عليه الآن ففي القرن السادس الميلادي تكاد تنحصر الإمبراطوريات الكبرى في الإمبراطورية الإخمينية الفارسية والتي ورثت بابل وأشور القديمتين .
وبين مصر الفرعونية القديمة وبعض الممالك الصغيرة على ساحل الشام والمستعمرات الفينيقية على البحر المتوسط .
إضافة إلى الممالك الصغيرة الأخرى في اليونان التي انطلق منها لاحقا الإغريق..
وسنروي في تلك المقالة قصة الإمبراطور الفارسي قمبيز الثاني الذي حكم مصر وقتل نفسه بالخطأ .
حيث يعرف كورش العظيم باعتباره أكبر أباطرة الفرس في التاريخ تقريبا فهو الإمبراطور الذي قضى على امبراطورية بابل وإمبراطورية ليديا وضم أيضا أملاك الفينيقيين إلى إمبراطوريته
فأصبحت فارس الإمبراطورية الإخمينية حينها قطب العالم الأكبر في ذلك الوقت.
لكن حلمه لم يكتمل في حياته بأن يضم الدولة المصرية إلى حكمه.
لكنابنه قمبيز الثاني الذي حكم سنين أقل بكثير من سنين حكم أبيه استطاع أن يغزو ومصر ويخضعها لسلطانه.
لكن هذا الانتصار وغيره من الانتصارات التي حققها قمبيز في 8 سنوات فقط قضت على حلم أبيه بإمبراطورية ضخمه وموحدة يرثها أولاده وأحفاده من بعده
من هو قمبيز الثاني
من هو الإمبراطور قمبيز الثاني
الإمبراطور قمبيز الثاني هو الملك الثاني للإمبراطورية الإخمينية التي أسسها أبوه الامبراطور كورش حكم الإمبراطور قمبيز الثاني ما بين عامي 530 إلى 522 قبل الميلاد
وكان قمبيز الثاني الابن الأكبر للإمبراطور كورش العظيم وزوجته كسندان ولديه شقيق أصغر اسمه سميراديس.
وفي وقت مبكر من عام 539 قبل الميلاد عندما غزا قرى كورش مدينة بابل وضمها لحكمه شغل قمبيز الثاني منصب ولي العهد
وفي الوثائق البابلية التي يرجع تاريخها إلى الفترة ما بين إبريل نيسان وديسمبر كانون الأول من عام 538 قبل الميلاد يوصف قمبيز الثاني بأنه ملك بابل .
بينما كان لقب أبيه كورش ملك الأراضي وربما عين قمبيز الثاني حينها ملكا لبابل استعدادا لخلافة العرش الفارسي
- وكان لقب قمبيز الثاني هو شاه إيران ملك بلاد فارس فرعون مصر
- بينما كانت ديانة قمبيز الثاني هي الديانة الزرادشتية
قصة قمبيز الثاني
ما هي سيرة وقصة قمبيز الثاني؟
بدأ عهد قمبيز ملكا لبابل من خلال مشاركته في حفظ رأس السنة البابلية في السابع والعشرين من مارس آذار 538 قبل الميلاد وكانت دور الأكثر أهمية لحفل رأس السنة البابلية هو نقل الشرعية الإلهية إلى الملك البشري الحاكم
من صفات قمبيز الثاني انه لم يكن ملتزما أثناء الحفل بالمظهر الذي كان يجب أن يكون عليه مما أساء إلى الكهنوت البابلي وربما كان هذا السبب وراء تنحيه عن ملك بابل لاحقا.
وفاة كورش العظيم وانفراد قمبيز الثاني بالساحة
عندما توفي كورش العظيم في شهر ديسمبر 530 قبل الميلاد خلفه ابنه ووريثه قمبيز الثاني دون أي مشكلة
وقد كانت السنوات الأولى في حكم قمبيز الثاني هادئة نسبيا على الرغم من أن المجاعة التي حدثت في بابل بين عامي 528 و 526 قبل الميلاد قد تكون أدت إلى شائعات بأن الآلهة لا يوافقون على الملك الجديد قمبيز الثاني.
حيث تذكر لنا بعض النقوش القديمة سلسلة طويلة من الأحداث التي أعقبت وفاة كورش العظيم منها أن قمبيز الثاني قتل شقيقه الأصغر سميراديس خلال السنوات الأولى من حكمه.
ولم يكن معروفا بين الناس حينها أن سميراديس قد قتل.
أما المؤرخ اليوناني كتسياس فيخبرنا أن كورش العظيم قد عين سميراديس في منصب كاساتراب وهو حاكم المقاطعة في الدولة الفارسية القديمة وهو منصب مخصص عادة لولي العهد.
وبما أن قمبيز الثاني لم يكن له وريث فقد كان سميراديس هو التالي في خط الخلافة وربما خاف قمبيز من موقف شقيقه الأصغر القوي فقتله سرا
قمبيز الثاني في مصر
ما هي قمبيز الثاني في مصر ولغز جيش قمبيز المفقود
قمبيز الثاني يحقق حلم والده ويغزو مصر حيث حلم كرش العظيم كما ذكرنا سابقا بضم مصر إلى أراضيه لكي يكتمل له حكم العالم القديم تماما لكن حلمه لم يتحقق حتى وفاته.
لكن ابنه قمبيز الثاني استطاع تحقيق حلم والده فقد بدأ التجهيز للحملة على مصر طيلة أول أربع سنوات من حكمه .
وهنا يروي لنا المؤرخ هيرودوت قصة طريفة هي القصة التي أعطت قمبيز الثاني الفرصة لغزو مصر والسيطرة عليها وحققت أكبر انجازات قمبيز الثاني
في عام 525 بعث قمبيز الثاني لفرعون مصر حينها أحمس الثاني يطلب منه تزويج ابنته لكن أحمس كره تزويج ابنته لقمبيز الثاني
وفي طريقه إلى مصر عاجل الموت الفرعون المصري أحمس الثاني الذي فيما يبدو كان يتمتع بمهارة حربية وعسكرية فائقة وتولى مكانه ابنه بسماتيك الثالث
كان قمبيز على الناحية الثانية قد عقدت اتفاقا مع ملك جزيرة ساموس ليمده بأسطوله البحري الضخم
كانت مصر معروفة في عهد أحمس الثاني بتقدم كبير واستقرارا طوال فترة حكمه ومع ذلك كانت هناك بعض نقاط الضعف التي بدا أنها تشكل خطرا واضحا في بنية الدولة المصرية.
وهي أن الجيش المصري كان مكونا بشكل رئيسي في ذلك الوقت من العديد من المرتزقة الأجانب مما جعلهم موضع شك.
وكانت نتيجة هذا أن أحد قادة الجيش المسمى فانيس قد خان الجيش المصري وانضم إلى صفوف جيش قمبيز الثاني فجأة وأبلغه بخطط ومواقع الجيش المصري على الطرق الصحراوية
سار قمبيز الثاني مع جيشه على طول ساحل البحر المتوسط يسانده أسطول فينيقي قوي.
حاول بسماتيك الثالث ايقاف الأسطول الفينيقي فقد كان يأمل أن تكون مصر قادرة على الصمود في وجه التهديد بالهجوم الفارسي من خلال التحالف مع اليونان.
لكنهم فضلوا الانضمام للفرس وبقي بسماتيك وحيدا دون حلفاء.
وفي الخامس من مايو أيار وصلت قوات قمبيز إلى مدينة بلوزيوم حيث يصل الفرع الشرقي الأقصى لدلتنا النيل البحر الأبيض المتوسط وهزمت القوات الفارسية القوات المصرية في المعركة
واستمرت في حصار ممفيس بعد سقوط مدينة ممفيس واصل قمبيز مسيرته على طول نهر النيل وبحلول الخامس من شهر أغسطس من نفس السنة كان بر مصر بالكامل تحت سيطرة قمبيز الثاني.
ذهب قمبيز الثاني بعد ذلك إلى العاصمة المصرية صا الحجر والتي يطلق عليها أيضا اسم سايس لتتويج نفسه فرعونا.
ثم تولى العرش المصري وشارك في الاحتفالات المصرية كما فعل والده كورش عند فتح بابل .
جيش قمبيز المفقود في مصر
وعلى الرغم من أن قمبيز الثاني لم يواجه الكثير من المتاعب أثناء غزوه الأول لمصر إلا أن هناك بعض الأدلة تقول إنه واجه بعض المقاومة من السكان المحليين
منها نضال الحاكم المصري بيتوباستيس الثالث والذي أقام في واحة الداخلو وأرسل له قمبيز الثاني جيشا لإخماد ثورته
ولكن لا يعرف على وجه الدقة ماذا حدث لجيش قمبيز الثاني ربما يكون الجيش قد هزم في المعركة.
عدم الوضوح في هذا الحدث هو ما خلق في وقت لاحق أسطورة جيش قمبيز المفقود.
رواية أخرى ذكرت في تاريخ هيرودوت وهي أن جيش قمبيز الثاني كان في طريقه لهدم معبد آمون لأنه أراد غزوة بلاد النوبة وتنبأ له كهنة آمون بهزيمة ساحقة .
وحين تحرك الجيش أثيرت العواصف الرملية ودفنت الجيش في الرمال ولم ينج منه أحد وبحسب هيرودوت كان عدد الجنود نحو خمسين ألف جندي.
وتلك مقالة كاملة حول جيش قمبيز المفقود في مصر يمكنك الاطلاع عليها من هنا لمزيد من المعلومات
جنون قمبيز الثاني وحياته الغريبة
في حين أن المصادر المعاصرة تصور لنا قمبيز على أنهم ملك رزين يستوعب الممارسات الثقافية والدينية للأراضي التي غزاها بشكل جيد
إلا أن هيرودوت يصوره لنا كملك مجنون ويتهمه بتشويه وحرق جثة الفرعون أحمس الثاني الذي خدعه بعدم إرسال ابنته له لتتزوجه
كما ذبح عجل أبيس المقدس حديث الولادة والذي كان يعبد إلها في الديانة المصرية القديمة.
زوجة قمبيز الثاني
بالإضافة إلى ذلك يفسر هيردوت لنا قتلى قمبيز لأخيه سميراديس وزواج قمبيز الثاني من شقيقتيه روكسانا واتوسا كعلامات على جنونه
ووفقا للموسوعة البريطانية اتهم المؤرخ اليوناني هيرودوت قمبيز بارتكاب الكثير من الفظائع في مصر وأرجعها إلى الجنون
لكن المصادر المصرية المعاصرة تشير إلى أن هذه الاتهامات كان مبالغا فيها إلى حد كبير
فعلى الأقل في بداية حكمه كان قمبيز الثاني متبعا لسياسة تصالحية وحكيمة
وفاة قمبيز الثاني
كيف مات قمبيز الثاني
تلقى قمبيز ثاني أنباء جديدة عن الثورات في بلاد فارس وهو يحكم مصر كانت الأنباء تشير إلى أن سميراديس شقيقه يطالب بالعرش.
عند سماع قمبيز عن التمرد جمع جيشه واستعد للعودة إلى بلاده واعترف لقادته أنه قتل سميراديس الحقيقي سرا منذ سنوات
وأن هذا الرجل الذي يدعي كونه سميراديس ويطالب بالعرش ما هو إلا شخص كاذب.
لم يلتق قمبيز الثاني بسميراديس المزيف في أية معركة ذلك أن قمبيز الثاني توفي في إبريل نيسان من عام 522 قبل الميلاد بينما كان في طريقه
إلى وطنه يزعم لنا هيرودوت بأن قمبيز قد توفي في بلدة سورية بعد أن انزلق سيفه من غمده واخترق فخذه في نفس المكان بالضبط حيث كان قد طعن عجل أبيس المقدس عند المصريين قبل سنوات.
لكن يبدو أن هذه القصة مستمدة من الشهادات الشفوية للمصريين وهو ما يجعلها شهادات منحازة وغير موثوقة وترجع تفسيرات أخرى أن قمبيز ربما يكون قد انتحر أو اغتيل من قبل قادته
وبذلك فقد انتهينا من قمبيز الثاني الملك الفارسي الذي قتل نفسه بالخطأ