عم من هم الأسرى الإسرائيليين، فان صفقة تبادل تساوي حرية وحياة، ضغط عسكري يساوي موتا وفشل، إعصار هائل يضرب إسرائيل بعد العثور على ستة أسرى إسرائيليين مقتولين في نفق بغزة، 100,000 إسرائيلي يتظاهرون في القدس، و يهددون بإحراق البلاد، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يهدد بالانتقام.
حماس تعلنها بكل لغات العالم، الوقت ينفد ونتنياهو سيعيد لكم أبنائكم جثثا في أكياس سوداء، الصراع يزداد اشتعالا. الأسرى يصرخون لإطلاق سراحهم، ونتنياهو يزداد عنادا، والأوضاع تنبؤ بالانفجار القريب، فـ من هم الأسرى الإسرائيليين لدى حماس، وكيف تسبب في أكبر أزمة واجهتها إسرائيل؟
من هم الأسرى الإسرائيليين
صرخت الأسيرة عيدان يروشلمي لكن صرخاتها جاءت بعد فوات الأوان، بنيامين نتنياهو يستيقظوا على فشل جديد بعد رفضه عقد أي صفقة لتبادل الأسرى مع حماس، لقد ترك الأسرى يلقون مصرعهم، وصد أذنيه عن صرخاتهم المتكررة.
اتهامات تلاحق نتنياهو بالتعمد في مقتل الأسرى لمنع أي صفقة مع حماس واستمرار القصف دون المبالاة بحياتهم.
لقد كان نتنياهو يراهن على كسب الوقت، لكن رهانه كان خاسرا.
حرب 7 أكتوبر
في 7-10-2003م، بعد عقود من التباهي بالقوة العسكرية والقبضة الأمنية التي لا تقهر، حل السبت الأسود على إسرائيل، حيث ان المقاومة الفلسطينية تطبق ما لا يقل عن 3000 صاروخ على إسرائيل،
بالموازاة مع اختراق حوالي 2500 مقاتل فلسطيني الحاجز بين غزة وإسرائيل بشنهم لهجوم عبر السيارات رباعية الدفع والدراجات النارية والطائرات الشراعية وغيرها على البلدات المتاخمة للقطاع، والتي تعرف باسم غلاف غزة.
ليسيطروا على عدد من المواقع العسكرية في سديروت ويصلوا أوفاكيم، ويقتحمو نتيفوت، ويخوضوا اشتباكات عنيفة في المستوطنات الثلاثة وفي مستوطنات أخرى، كما أسروا العشرات من الإسرائيليين، من بينهم قادة كبار في الجيش الإسرائيلي واقتادوهم لغزة، فضلا عن اغتنامهم مجموعة من الآليات العسكرية الإسرائيلية.
أدت هذه المعركة إلى مقتل ما لا يقل عن 1400 إسرائيلي، وأعلنت حماس مطالبها اسرانا مقابل أسراكم، على الفور أعلنت إسرائيل حربها على قطاع غزة وشنت هجوما رهيبا على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، وفرضت حصارا كاملا على القطاع، مانعة وصول الغذاء والماء والدواء والوقود، ورافضة أية محاولة لعقد تبادل الأسرى مع حماس.
والأوضاع تشتعل في إسرائيل، فعائلات الأسري يتظاهرون للمطالبة بإجراء صفقة فورية لتبادل الاسري مع حماس، ومستقبل نتنياهو علي المحك، فماذا سيحدث في الفترة المقبلة؟ ومن هو الاسير الاسرائيلي الذي اثار جنون نتنياهو؟ اكملوا قادم الفقرات لمعرفة كل ذلك.
صفقة تبادل الأسري بين حماس واسرائيل
علي مدار أكثر من 345 يوما من الحرب المتواصلة علي غزة لم يتوقف القتال ولو للحظة واحدة، ففي كل لحظة تمر كانت غزة تغرق في نيران الغارات الجوية والقصف المدفعي، ليرتقي عشرات الالاف من الفلسطينيين ضحايا لهذه الحرب المدمرة.
ورغم كل ذلك فشلت اسرائيل مرارا وتكرارا في تحديد مكان الاسري الإسرائيليين واطلاق سراحهم، ما جعل القيادة الإسرائيلية تبدو عاجزة امام الشعب اليهودي.
وفي ظل هذا الفشل المتواصل ازدادت الضغوطات علي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ضغوط داخلية وخارجية من عائلات الأسرى والجيش ومن المجتمع الدولي، ولم يجد نتنياهو أمامه سوى خيار وحيد الرضوخ لمطالب حماس.
وهكذا وبعد مفاوضات شاقة تم إبرام صفقة تبادل أسرى وعقدت هدنة استمرت ستة أيام خلال هذه الهدنة، أطلقت حماس راح عدد من الأسرى الإسرائيليين مقابل الإفراج عن مجموعة من الأسرى الفلسطينيين.
لكن ما إن انتهت الهدنة حتي عادت إسرائيل إلى ساحة المعركة، عازمة على استعادة بقية أسرها بأي ثمن، غير مدركة أن حماس تخفي في جعبتها مفاجأة مدمرة، مفاجأة ستزلزل إسرائيل، وتقلب الأوضاع رأسا على عقب، تاركة للقيادة الإسرائيلية أمام أزمة جديدة، قد تكون الأخطر منذ اندلاع الحرب.
أزمة الأسير أساف حمامي
أساف حمامي اسم تردد بقوة في إسرائيل بعد معركة السابعة من أكتوبر، فهو ضابط برتبة عقيد في الجيش الإسرائيلي، وهو قائد اللواء الجنوبي في فرقة غزة، وقد قتل في معركة أكتوبر، حسبما أعلنت إسرائيل.
وقالت إن مقاتلي حماس أخذوا معهم، جثته إلى قطاع غزة، وأقيمت لأسف حمامي جنازة رمزية حضرها كبار القادة العسكريين والسياسيين في إسرائيل، على رأسهم وزير الدفاع يواف غالانت.
لكن القصة لن تنتهي هنا، ففي نهاية مايو أجرت حماس مفاجأة صاعقة هزت الأوساط الإسرائيلية، حمامي لم يقتل، بل أصيب في الهجوم، وهو الآن أسير في يدها، ونشرت حماس فيديو غامضا لم تكشف فيه الكثير من التفاصيل عن حالته الصحية أو مصيره،
لكنها أوصلت رسالة قوية القيادة الإسرائيلية تتخلى عن قادتها في الأسر، هذا الكشف أشعل الرأي العام الإسرائيلي، وزاد من حدة الانتقادات تجاه الحكومة والجيش، وفتح بابا جديدا للأزمات في المشهد السياسي والعسكري الإسرائيلي.
ازداد وضع نتنياهو سوءا عندما أعلنت حماس أسرع عدد جديد من الجنود الإسرائيليين المتوغلين في غزة، وازدادت الضغوط على نتنياهو لإبرام صفقة جديدة مع حماس، وهنا قرر نتنياهو أن يقوم بعملية جديدة لإطلاق سراح الأسرى لتحسين صورته أمام الإسرائيليين.
فكيف تمكنت إسرائيل من إطلاق صلاح أربعة من الأسرى؟ ومن هو فرحان القاضي الذي هرب من أسر حماس؟ هل كان هربه مجرد صدفة؟ أم أن هناك سرا خفيا وراء مقتل عدد من زملائه الأسرى؟
تتكشف الأسرار، ويتصاعد التوتر. تحافظ على تركيزك م، واستعدوا للكشف عن تفاصيل الصراع الكبير بين حماس وإسرائيل.
اسري مخيم النصيرات الاربعة
الحصار يزداد، لا طعام، لا ماء، لا دواء، لا وقود، أبسط مقومات الحياة غير موجودة في غزة بسبب الحصار الإسرائيلي، ووسط هذه المعاناة، رأى الفلسطينيون بصيص أمل مع دخول شاحنات تحمل مساعدات إنسانية.
ظن الجميع أن هذه الشاحنات ستحمل لهما الغذاء والدواء المنقذ، لكن ما حدث كان أشبه بكابوس مروع، فجأة، ومن قلب تلك الشاحنة، خرج عشرات الجنود الإسرائيليين، وبدأوا بإطلاق النار بشكل مكثف على الفلسطينيين المتجمعين تحت غطاء كثيف من نيران المدفعية والغارات الجوية.
كانت العملية مصممة بدقة، ووفقا لبعض المصادر، شاركت قوات أمريكية في دعم هذه الهجمة، حيث استطاعت إسرائيل تحرير أربعة من الأسر المحتجزين لدى حماس بعد الحصول على معلومات استخباراتية دقيقة حول مواقعهم.
لكن ثمن هذه العملية كان باهظا، حيث ذهب ضحيتها 274 فلسطينيا، ورغم نفي إسرائيل استخدام شاحنات المساعدات كوسيلة لخداع الفلسطينيين وإطلاق سراح الأسرى، خرجت تتباهى بالعملية العسكرية، ونجاحها في تحرير الأسرى الأربعة.
إلا أن فرحت نتانياهو لم تدم طويلا، فجاء الرد سريعا من حماس التي أعلنت أن الجيش الإسرائيلي خلال تلك العملية قتل عددا من الأسرى.
بدأت الحقيقة تتكشف لعائلات الأسرى في إسرائيل، لم يكن هدف نتانياهو إطلاق صلاح الأسرى، بل كان يسعى لتحقيق نصر شخصي يستخدمه لتعزيز موقفه السياسي.
وجاء رد حماس ليزيد موقف نتنياهو سوءا، إذ قالت “نقول للجميع وبشكل واضح إن هو بعد حادثة مخيم النصيرات صدرت تعليمات جديدة للمجاهدين المكلفين بحراسة الأسرى بخصوص التعامل معهم، حالة اقتراب جيش الاحتلال من مكان احتجازهم،
إصرار نتنياهو على تحرير الأسرى من خلال الضغط العسكري، بدلا من إبرام صفقة، سيعني عودتهم إلى أهلهم داخل توابيت وعلى عوائلهم، الاختيار إما قتلى وإما أحياء.”
لكن نتنياهو رفض الاستماع إلى كل من نصحه بعقد صفقة لتبادل الأسرى، وها هو ذا يتصور أنه أحرز نصرا على حماس، دون أن يتخيل أن القادم سيحمل أسوأ كوابيسه على الإطلاق، فماذا سيحدث هذه المرة؟
تحرير فرحان القاضي ومقتل 6 من الأسري الاسرائليين
في ال 27 من أغسطس أعلن الجيش الإسرائيلي نجاحه في تحرير أحد الأسرى من جنوبي قطاع غزة وهو فرحان القاضي دون أن يفصح عن أي تفاصيل حول كيفية تنفيذ هذه العملية، وقد لاقى هذا الإعلان احتفاء واسعا من القادة الإسرائيليين وفي الإعلام الإسرائيلي.
حيث بدأ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يشعر بأنه يستعيد بعضا من ثقته بنفسه ومكانته في الساحة السياسية، لكن لم تدم فرحته طويلا، ففي المنطقة ذاتها التي تم تحرير القاضي منها، عثر الجيش الإسرائيلي على ستة من الأسرى الإسرائيليين مقتولين في نفق.
هذا الاكتشاف الصادم، قلب المشهد رأسا على عقب، وجعل الإسرائيليين يعيشون في حالة من الغضب والثورة، وبدأت التساؤلات تتصاعد، هل الجيش الإسرائيلي هو من نجح بالفعل في تحرير فرحان القاضي؟ وإن كان كذلك، فلماذا لم يكشف عن تفاصيل تلك العملية؟ أما أن ما حدث كان جزء من خطة أوسع لحماس؟
هناك من بدأ يعتقد أن حماس. ربما أطلقت صلاح فرحان القاضي بشكل متعمد ومقصود، ليكون بمثابة الطعم الذي يرشد الجيش الإسرائيلي إلى مكان جثث الأسرى الستة.
إذا كانت هذه الفرضية الصحيحة، فإن حماس لم تكتفي بتوجيه ضربة عسكرية، بل استخدمت هذه الحركة لزرع الفوضى والصراع النفسي داخل المجتمع الإسرائيلي، لتكشف عن العواقب الكارثية لاستمرار الحرب، ولتزيد من الضغوط على حكومة نتنياهو، وهو ما حدث بالفعل.
الآن. نتنياهو يواجه غضب مئات الآلاف الذين يطالبون بإسقاطه ويهددون بإحراق البلاد، فما الذي ستحمله الأيام المقبلة؟ هل ستنتهي الحرب على غزة قريبا؟ وهل يضع الأسر النهاية لنتنياهو؟ هذا ما سنعرفه في الأيام القادمة إن شاء الله، ابقوا في امان والسلام.