كي تكون صادقا في تقييم نفسك قم بمحاسبتها على انك شخص اخر وحاول ان تحصي مالها وما عليها مؤسس الخلافة العباسية الحقيقي أبو جعفر المنصور خليفة برتبة سياسي بن الطراز الأول كان آية في الدهاء والذكاء والحنكة.
في عهده أصبحت مدينه بغداد مناره للعلم اهتم بالعلم والعلماء وقلل من عطايا الشعراء وانشا بيت الحكمة واشرف عليها بنفسه ولقرارته الاقتصادية تسببت في ملء خزائن الدولة لمده عشر سنين كانت اول قراراته في الخلافة هي القضاء على خصومه وأيضا تنبأ بموته.
قال عنه أبو هبيره وهو واحد من معصريه ما رأيت رجلا في حرب او سلم امكر ولا انكر ولا اشد تيقظا من المنصور، لو تريد ان تعرف من هو جعفر المنصور وكيف بدأت حكايته فتابع المقالة للنهاية.
من هو أبو جعفر المنصور
هو عبد الله بن محمد بن علي العباسي ولد سنه 95 هجريا في مدينة الحميمة بالأردن ونشا في المجتمع الهاشمي وكانت كنيته أبو جعفر المنصور وهو صغير اصر على تلقي علوم مختلفة وتفقه في الدين وذلك الذي اثر على شخصيته لدرجه ان أبو جعفر المنصور كان يلقب بالأديب الفصيح الملم بسير الملوك.
يقال ان المنصور كان فحل بني عباس هيبة وجبروتا اسمر البشرة وغزير الشعر كان يلبس الخشن ويرقع القميص ورعا وزهدا وتقوى ولم يري في بيته ابدا لهو ولعب ولم يقف ببابه الشعراء لعدم وصله لهم بالأعطيات مثلما كان يفعل الخلفاء من قبله.
اتسم بالشده والصلاح وعرف عنه الثبات عند الشدائد وكانت تلك من ابرز الصفات التي اتسم بها المنصور ومكنته من النجاح في فتره حكمه.
كان اكبر من اخوه أبو العباس الخليفة الأول بعشر سنين ولما مات أبو العباس السفاح لم تكن الخلافة العباسية قوية والمشاكل الداخلية والطامعين في الخلافة كانوا اكثر من واحد.
واولهم كان عمه عبد الله بن علي العباسي واللي كان قائد معركه الذاب والتي بسببها انتهت الخلافة الأموية واللي امتنع أيضا عن مبايعه المنصور وجعل نفسه خليفه وذلك لأنه كان يري نفسه الخليفة الاحق للعباسيين خصوصا ان كان له مكانه عظيمة بين العباسيين.
وكمان قائد جيوش الخلافة في الشام والجزيرة وخراسان وقال اهل الشام ان أبو العباس السفاح تعهد لي بالخلافة من بعده وذلك كان بالتزامن مع بداية توليه أبو جعفر المنصور الحكم.
تولي أبو جعفر المنصور حكم الدولة العباسية
وعندما رجع أبو جعفر المنصور استلم أبو جعفر الخلافة واللي كانت مقرها في العراق وكان عمه عبد الله بن علي هو الشوكة الأولى في طريق أبو جعفر المن انه يجلس على عرش الخلافة.
وحسب كتاب البداية والنهاية لما رجع أبو جعفر المنصور من الحاج بعد موت أخيه السفاح دخل الكوفة فخطب باهلها يوم الجمعة وصلى بهم ثم ارتحل منها الى الانبار وقد اخذت له البيعة من اهل العراق وخراسان وسائر البلاد سوى الشام
وقد ضبط عيسى بن علي بيوت الأموال والحواصل للمنصور حتى قدم فسلم اليه الامر وكتب الى عمه عبد الله بن علي يعلمه بوفاة السفاح.
فلما بلغه الخبر نادى في الناس الصلاة جامعه فاجتمع اليه الامراء والناس فقرأ عليهم وفاه أبو العباس السفاح ثم قام فيهم خطيبا فذكر ان السفاح كان عهد اليه حين بعثه الى مروان انه ان كسره كان الامر اليه من بعده وشهد له بذلك بعض امراء العراق ونهضوا اليه فبايعوه .
ورجع الى حران فتسلمها من نائب المنصور من بعد محاصره أربعين ليله وقتل مقاتل العكي نائبها.
قتل عبد الله بن علي العباسي
ولما عرف المنصور بأمر عمه قرر انه يخلص منه ومثلما أبو مسلم الخرساني كان صاحب فضل كبير في قيام الخلافة العباسية أيضا كان الايد اليمين لأبو جعفر في التخلص من عمه وهذا الذي حدث لما اتفق أبو جعفر مع أبو مسلم الخرساني انه يقول لعمه عبد الله ان المنصور جعله والي على الشام وأصبحت تحت حكمه هو.
لكن لم ينطلي ذلك الكلام على عبد الله بن علي نهائيا لان تلك العائلة كان تمتاز بالذكاء الشديد.
ومن هنا عرف عمه عبد الله بن علي ان المنصور قرر يقتله وذلك الذي جعله يدخل بجيشه في معركه ضد أبو مسلم الخرساني في الشعر وكان على خيل عبد الله بن علي اخوه عبد الصمد بن علي وكان أبو مسلم الخرساني اذا حمل يرتجس ويقول من كان ينوي اهله فلا رجع فر من الموت وفي الموت وقع.
وفي يوم الثلاثاء او الأربعاء لسبع خلو من جماد الآخرة يعني في اليوم السابع او في الليلة الثامنة من شهر جماد الآخرة التقوا الجيشين وتقاتلوا قتالا شديدا ولان أبو مسلم الخرساني كان اقوى عسكريا قدر انه يهزم جيش عبد الله بن علي فهرب عبد الله بن علي لأخوة والذي كان في ذلك الوقت والي على البصرة.
لكن المنصور قدر يعرف مكانه وطلب من اخوه انه يسلمه وفعلا تم تسليمه وتم سجنه تسع سنين وقتل أبو جعفر المنصور كل من كان معه بعد ذلك المنصور قال كفي عليه ذلك فلتقتلوه.
وامر رجاله انهم يضعوه في بيت حجارته مصنوعه من الملح وامر الفراشين انها تغسل البيت كل يوم مرتين لحد ما الملح داب ووقع البيت على عمه فمات بذلك يكون المنصور خلص من اول خصومه واللي هو عمو عبد الله بن علي العباسي.
قتل أبو مسلم الخرساني
والان نأتي لراس الافعى مثلما كان يراه المنصور بالنسبة للخرساني بعد ما فاز على عبد الله بن علي في المعركة قال انا سوف ارجع الي خراسان ووقتها المنصور شاف ان الخرساني يريد ان يرجع لخرسان لكي يرتب حاله ويسيطر عليها ومن بعدها يسيطر على الخلافة ما هو راجل لا يهزم بصراحة.
وزاد الشك في قلبه اكتر من ناحيه الخرساني فقال المنصور انا مثلما تخلصت من عمي اتخلص من أبو مسلم الخرساني فهو ليس اعز من عمي خصوصا ان المنصور كان يكرهه وكان يحاول يقنع اخوه أبو العباس السفاح لما كان خليفة بقتله.
طبعا كلنا نعرف ان أبو مسلم الخرساني كان داهية حرب واكتر حاجه تميزه كان ذكائه وطموحه وهو الذي لم يكن المنصور قادر ان يتحمله او يتقبله في الخرساني لكن لو كان الخرساني ذكي قيراط فكان المنصور ذكي 24 قيراط.
فعرف ان واحد بقوه ودهاء الخرساني من المستحيل ان يأتي بالقوة ابدا ولا ينفع انه يدخل معه فحرب لذلك قرر انه يستعمل معه اللين ثم اللين فبدا يقرب اكتر من الخرساني ويجعله يشعر انه لا يعرف ان يخطو خطوه من غيره وذلك الذي جعل أبو مسلم الخرساني يستأمنه.
فظل المنصور على ذلك الحال فترة بعدها طلبه في قصره ووقتها الخرساني لم يضع في رأسه ان المنصور ممكن يغدر به فذهب فعلا أبو مسلم الخرساني للمنصور القصر وبعد ما وصل الخراساني استقبله المنصور بنفسه احسن استقبال ولا كأنه هو الخليفة.
وطبعا أبو مسلم الخرساني بقى اطمئن مائة بالمائة والحيلة دخلت عليه ولكن فجأة واجه المنصور الخرساني بكل ما فعله من الأول للآخر وليس ذلك فقط بل أيضا اعطي له فرصه يدافع عن نفسه وبعدما الخرسان انتهي من كلامه قال كفي عليك ذلك يا معلم وامر الحراس بقتله.
وذلك كان سنه 137 هجرية وبعد ما تخلص المنصور من راس الافعى زي مثلما كان يري لدرجه انه قال ابن اخوه عيسى بن موسى العباسي والله ليس لك على وجه الأرض عدو أعدي منه وهل كان لكم ملكا في حياته!.
وعلى فكره عيسى بن موسى العباسي كان معترض على موت الخرساني.
انقلاب ضد أبو جعفر المنصور
بعد مقتل ابو مسلم الخرساني ثار رجل مجوسي اسمه صنباذ وقدر ان يجمع حوله عدد كبير من اهل خراسان وهجموا على ديار المسلمين في نيسابور وقمص والري ونهبوا الأموال وقتلوا الرجال وسبوا النساء ومن بجاحتهم انها وصلت بهم انهم يقولوا احنا سوف نذهب لنهدم الكعبة المنصور.
لما عرف ارسل لهم أبو جعفر المنصور جيش بقياده جمهور ابن مرار العجلي وهزم صنباذ واسترد أموال المسلمين .
بعدها منصور وجد ان جمهور بن مرار العجلي قائد الجيش يرتب لانقلاب ضده ورفض يرجع فلوس المسلمين اللي استردها من صنباذ بل أيضا نقد البيعة فارسل المنصور جيش بقيادة محمد بن الاشعث قدر الاشعث انه يهزم جيش جمهور واجبره على الهرب لأذربيجان.
لكن الحمد لله محمد بن الاشعث لم ينقلب هو الاخر.
التخلص من محمد بن عبد الله بن الحسن
وبذلك بقي الخطر الثالث اللي كان يواجه المنصور وهو محمد بن عبد الله ابن الحسن حفيد سيدنا علي بن ابي طالب رضي الله عنه .
كان المنصور يري ان ابن عمه محمد بن عبد الله ذات النفس الذكية مثلما كان يلقب انه خطر مكرر بالنسبة له وعينيه كانت على الحكم وخصوصا بعد ما اعلن احقيه احفاد علي بن ابي طالب في الخلافة عن العباسيين.
وكان وقتها موجود في المدينة وذلك الذي جعل محمد ذو النفس الذكية يتفق مع اخوه إبراهيم الموجود في البصرة ويعملوا ثوره على أبو جعفر المنصور .
المنصور ما تعبش نفسه وامر ابن اخوه عيسى بن موسى انه يتولى الامر ويأتي له براس لاثنين وبالفعل ذلك ما حدث فأخذ عيسى بن موسى جيشه وذهب الي المدينة ودخل في معركه مع محمد ذو النفس الذكية وقدر يتغلب عليه ويهزمه.
وبالقرب من الكوفة قاد عيسى بن موسى المعركة الثانية مع إبراهيم بن علي ابن ابي طالب وتخلص منه هو الاخر في نفس السنة ورجع برأس محمد بن عبد الله حفيظ علي بن ابي طالب لأبو جعفر المنصور وذلك كان سنه 145 هجريا.
وقتها فقط رأي أبو جعفر المنصور انه يقدر يتولى الخلافة من غير أي قلق.
ثورة العلويين أثناء الخلافة العباسية
وكانت ثورة العلويين اللي بعدها لقب أبو جعفر نفسه بالمنصور لكي يقدر يتغلب على اعدائه على الرغم ان عيسى بن موسى انقذ عرش الخلافة العباسية اكثر من مره وقت ثورة العلويين الا ان المنصور اجبره على ترك منصبه لكي تكون الخلافة لابنه المهدي ومن بعدها لعيسى بن موسى.
بناء مدينة بغداد في عهد الخليفة أبو جعفر المنصور
بعدها بدأ الخليفة أبو جعفر المنصور في بناء مدينة بغداد وذكر المؤرخين ان اسم بغداد مشتق من صيغه جمله فارسية مركبه بمعنى باغ و داد معناها عطيه الله.
وسماها المنصور مدينة السلام ويقال أيضا ان ذلك الاسم بسبب ان وادي دجلة في ذلك الوقت كان يسمي بوادي السلام.
بدأ بناءها سنه 145 هجريا وشارك في البناء حوالي 5000 عامل يوميا كانت التخطيط تحت قياده افضل المهندسين في الشام وايران والموصل والكوفة والبصرة وتكلف انشاء مدينة بغداد حوالي 18 مليون دينار على حسب اغلب المصادر.
اما ابرز المراقبين على العمال فكان أبو حنيفة النعمان واللي كان مسؤول عن عد الطوب واجر العمال.
تميزت مدينة بغداد انها بنيت على شكل دائري وذلك كان شيء فريد من نوعه وقتها لان كل العواصم الإسلامية في ذلك الوقت صممت على شكل مستطيل مثل مدينه الفسطاط ومربع مثل القاهرة وعلى شكل بيضاوي مثل مدينة صنعاء ويمكن تأثر أبو جعفر المنصور بمدن فارس هو الذي جعله يفكر انه يبنيه بذلك التصميم.
انتهوا من بنائها سنه 149 هجريا لكي تكون مدينة بغداد هي عاصمه الخلافة العباسية .
الأوضاع الخارجية للدولة العباسية في عهد الخليفة أبو جعفر المنصور
في ذلك الوقت كانت أوضاع السياسة الخارجية ليست في احسن احوالها لأنه لو نفتكر ان الشخص الوحيد الذي نجا من معركه الزاب الكبرى كان عبد الرحمن ابن معاوية والذي قدر بعدها يهرب على الاندلس .
وبسبب تعاونه مع القبائل اليمنية قدر انه يؤسس خلافه اموية من جديد وبذلك تكون الاندلس اول دوله خرجت من تحت ايد الخلافة الإسلامية الكبرى بالمشرق.
وطبعا المنصور لم يكن يعجبه ذلك الوضع فقام الخليفة أبو جعفر المنصور ارسل جيش بقيادة العلاء ابن مغيث الجذامي لكن للأسف لم يقدر انه يفوز على عبد الرحمن ابن معاوية وخسر الحرب في مدينة قرمونه بالأندلس.
غير الدولتين اللي خرجوا عن الخلافة الإسلامية في المغرب والمغرب الأوسط لان كل دولة فيهم كانت تتبع مذهب مختلف والعباسيين كانوا مشغولين بإنهاء مشاكلهم الداخلية فاستغل البيزنطيين الوضع وقاموا اخذوا منطقة ملطية وأصبحت تحت حكمهم
ولكي يحد أبو جعفر المنصور يحد من طمع البيزنطيين عمل على تحصين المناطق المجاورة ونظم الصوائف والشوادي والنظام وذلك النظام كان عبارة عن عمليات عسكريه منتظمة مهمتها حمايه حدود البلاد الإسلامية وبتكون متاحه في فصل الشتاء والصيف واللي من خلالها حد المنصور من خطر الغزو الخارجي.
فمثلما كان المنصور رجل سياسي من الطراز الأول فأيضا كان رجل اقتصادي بحت فبفضل الله ثم بفضل خطته الاقتصادية اللي كان يتبعها قدر يملأ خزائن الدولة بالمال فيقال ان المنصور كان لا يعطي الشعراء العطايا البالغة مثلما كتير من الخلفاء من قبل فعل ذلك .
وذلك الذي جعل كتير من الناس في عهده تقول عليه بخيل ويمكن ده اللي خلى المنصور يكون عنده القدرة المطلوبة لكي يجهز مرافق الدولة ويسلح الجيش ويدربه احسن تدريب.
لدرجه ان الطبري قال على لسان المنصور لو الخلافة لم تقدر ان تجمع الخراج او الضريبة لمده عشر سنين فان الأموال وعز الدولة الذين تركهم المنصور يكفوا ويوفوا ويغنوا الدولة الإسلامية في تلك العشر سنين .
وصايا أبو جعفر المنصور لابنه المهدي
وقبل موت الخليفة أبو جعفر المنصور تنبأ بموته فقال لابنه المهدي وصايا تدرس الي اليوم وكان اول كلام المنصور مع المهدي وولدته في ذي الحجة ووليت تفيد الحجة واعتقد اني اموت في ذي الحجة هذا.
يا بني اتقي الله فيما عهد اليك من أمور الناس اياك والدم الحرام فانه حوبا عند الله عظيم والزم الحلال وابتعد عن الحرام ولا تسعى في الارض فسادا واقمع المارقين واقتل الخارجين الظالمين للناس واحكم بالعدل ولا تشطط واحفظ بيضه البلاد ولا تتهاون فيها لغريب او عدو ولا تقهر واحدا ولا تظلم اخر.
واياك والاثرة وتبذير أموال الرعية ووسع المعاش وسكن العامة ولا تهجر واحدا منه واتقي الله فان النوائب غير مأمونة والحوادث غير مضمونة هذه وصيتي والله خليفتي عليك.
وفاة الخليفة أبو جعفر المنصور
بعد موت الامام أبو حنيفة النعمان في بغداد في سجن الخليفة العباسي بعد رفضه لتولي القضاء سنه 150 هجريا سأل المنصور من من الممكن ان يتولى مسؤولية القضاء وكان المنصور في اخر أيامه واشتد عليه التعب المعدة والامعاء غير فرط التفكير اللي كان يعاني منه واللي وصل لحد الهلاوس أحيانا.
فأصبح يري جمل مكتوبة لا أحد غيره يراها وكلها كانت اشاره على قرب موته فأشاروا عليه بسفيان الثوري وقالوا لي بانه من اكتر اهل الأرض علما فامر المنصور انه يحضر فورا لكي يتولى منصب القضاء لكن سفيان الثوري كان يتهرب من الخليفة الي ان اضطر ان يهرب من الكوفة لمكه وذلك كان سنه 155 هجري.
اضطر سفيان الثوري أيضت ان يعمل في حراسة البساتين وقتها غضب المنصور جدا وعمل مكافاة 10.000 دينار لمن يقبض على سفيان الثوري لكن للأسف الناس عرفت توصل له فاضطر ان يهرب لليمن لحد ما رجع لمكه مره ثانية في موسم حج سنه 158 هجرية.
وبالصدفة كان المنصور ذاهب الي مكة في تلك السنة لكي يحج .
لما عرف المنصور ان الثوري في مكة طلب من رجاله انهم يقبضوا عليه فارسل الخشابين وقال لهم انصبوا الخشب واقبضوا عليه وعلقوه على باب الحرم حتى اتي انا واقتله بنفسي واذهب ما في قلبي من غيظ عليه.
وبالفعل دخل الخشبين الحرم وبدأوا يصيحوا من لنا بسفيان الثوري ولما عرف سفيان الثوري الخبر كان بين العلماء اللي احاطوا به يسالوه ويأخذوا من علمه فلما سمع العلماء ان الخشابين يبحثوا عنه قالوا لسفيان يا أبا عبد الله لا تفضحنا فنقتل معك فرد سفيان الثوري عليهم وقال والذي نفسي بيده لا يدخلها.
بعدها قام ومشي وذهب عند الكعبة ورفع ايده وقال اللهم
اني اقسمت عليك الا يدخلها أبو جعفر اللهم اني اقسمت عليك الا يدخلها أبو جعفر وظل يكرر دعاءه وسبحان الله قبل ما يدخل المنصور مكة مرض وتوفى وبعدها دخلوا بأبو جعفر المنصور المسجد الحرام وصلى عليه أبو سفيان الثوري.
اخر اللي قاله أبو جعفر المنصور قبل موته اللهم ان كنت تعلم اني قد ارتكبت الأمور العظام جراه مني عليك فانك تعلم اني اطعتك في احب الأشياء اليك شهاده ان لا اله الا انت منا منك لا منا عليك.
وعلى حسب ما ذكر في كتاب أبو جعفر المنصور لدكتور عادل إبراهيم ففي يوم 6 من ذي الحجه كان أبو جعفر المنصور في طريقه للحج واشتد المرض عليه في الطريق وقبل وصوله للحج التعب زاد عليه ومات في نفس اليوم بالليل سنه 158 هجرية
لكي يسدل الستار على الخليفة العباسي الثاني ويصدر التاريخ اول سطوره في قصه الخليفة العباسي الثالث أبو عبد الله المهدي وبذلك تكون انتهت مقالتنا لليوم وسوف انتظر رأيكم في التعليقات.