كتبت / 1- هاجر محمد 2- ندى حسين عن أدوات الزينة ومستحضرات التجميل في مصر القديمة
المرأة المصرية في مصر القديمة
المرأة المصرية منذ القِدم وهي تهتم بجمالها وأنوثتها، ووصفها أحد خبراء التجميل في باريس بأنها “صانعة الجمال وكاشفة أسراره”، وأضاف أيضاً أن كل ما توصل إليه فن التجميل وعلوم صناعته كان الفضل والسبق يرجع إلى المرأة المصرية في ابتكار فنونه وكشف أسراره،
والمرأة المصرية بحثت عن المساحيق واكتشفت صناعة البودرة من حجر “التالك” فتعلمت كيف تصحنه وتجعله أنعم وأرق، فلا تختلف تلك الطريقة عن أحدث ما وصل إليه العلم بطرقه الحديثة الآن، صنعت أيضاً أقراص معاجين البودرة بعد خلط “التالك” بدهن النعام وعسل النحل.
وقد كشف العلماء حديثاً معرفة المصريات بغذاء ملكات النحل، وكانت تستعمله الملكة “حتشبسوت” ضمن مستحضرات تجميلها، وكانت تحتفظ بمزرعة خاصة لتربية النحل والنعام لاستخراج العسل ودهن النعام لصناعة مستحضرات تجميلها،
وصنعت أيضاً كل ما تحتاج إليه من أدوات الزينة والتجميل، فصنعت أنواع مختلفة من الأمشاط، وأول من صنعت العطور وأبدعت فيه وعرفت كيف تستخرجه بنفسها لصناعة عطرها المميز لذا اهتمت بزراعة النباتات العطرية وزهورها.
وذكر “ديودورس” كيف كانت المرأة المصرية تستقبل الضيوف في الحفلات التي تقيمها بوضع عقود الزهور حول عنقها، وتقدم زهرة اللوتس المعطرة للنساء ليضعونها في شعورهن،
ووصف أيضاً أنها كانت تضع العطور في مياه الإستحمام والغسيل بعد الطعام وحتى مياه الشرب، وهذه التقاليد مازالت موجودة للآن في مجتمعنا المعروفة باسم “ماء الورد”.
سنخبركم بعد قليل بتوسع أكبر كيف كانت المرأة المصرية تهتم بجمالها، و أدوات الزينة ومستحضرات التجميل في مصر القديمة وأدوات الزينة والتجميل التي صنعتها وأبدعت فيها.
أدوات الزينة ومستحضرات التجميل في مصر القديمة
لا تختلف كثيراً أدوات الزينة للمرأة المصرية قديماً عما تتزين به المرأة اليوم، فكانت المرأة المصرية رقيقة وفريدة في ذوقها، وكانت تلجأ إلى كثير من وسائل التجميل تعالج به لون بشرتها، وتزيد من بريق عيونها السوداء الواسعة الجميلة،
ومن أمثلة أدوات الزينة ومستحضرات التجميل في مصر القديمة التي عثر عليها في مقابر المصريين القدماء “الحُلي والمجوهرات والقلائد والأساور والأقراط والخواتم والأمشاط والمكاحل والمرايا وأحمر الشفاه”، واستكمالاً لذلك عرفت أيضاً طلاء أظافر اليدين والقدمين وتلميعها لتزيدها جمالاً فوق جمالها.
1 – الحلي في مصر القديمة
كان الرجال والنساء يرتدون الحلي المختلفة المصنوعة من المعادن الثمينة لتكملة زينتهم، وقد عُثر في مقابر الأسرة المالكة بالقرب من هرم “أمنمحات الثالث” بدهشور من الأسرة الثانية عشر على تحف فنية تعد من أهم ما عُثر عليه حتى الآن في تاريخ الفن القديم من حيث دقة الصنع وتناسب التركيب وحسن الذوق،
وعُثر في غرفة دفن الأميرة “تاورت” أساور من الذهب وخرز من الحجر الصلب وطوق من الذهب، وعُثر في مقبرة الأميرة “أتا” على خنجر من الذهب ومقبضه من الذهب المرصع وأساور ذات محابس من ذهب، أما الجسم وجدت عليه زخرفة مؤلفة من قطع من الحجر وخرز من الذهب.
أما مقبرة الأميرة “خنمت” فهي أغنى المقابر جميعاً عثر فيها على تاجين أحدهما من الذهب الخالص المرصع بالأحجار نصف الكريمة، والآخر مؤلف من أسلاك من الذهب محلى بزهيات مرصعة بحجر الكرنالين،
ويعد هذا التاج من أبدع القطع الفنية حيث وصل فيها الصائغ المصري القديم إلى محاكاة الطبيعة،
وأيضاً في مقبرة الأميرة “سات حتحور إنت” بالاهون “الفيوم” عثر على حُلي ثمينة دقيقة الصنع جدآ يفوق بعضها كنز دهشور في جمالها ودقة صنعها، وأهمها تاج محلى بالرسوم والأشكال الرائعة والتي تدل على براعة المصريين في هذا العمل،
وعثر أيضاً على صدريتان لأبيها الملك “سنوسرت الثاني”، والآخر لزوجها الملك “أمنمحات الثالث” وأحزمة وأساوار وخلاخيل ومرآة من الفضة مرصعة بحجر الابسدين.
2 – القلائد والأساور والخلاخيل والخواتم والأقراط في مصر القديمة
بالنسبة للقلائد والأساور والخلاخيل فكان الرجال والنساء على حدٍ سواء يلبسون القلائد التى تغطي الصدر وتتدلى من أسفل العنق، وتصنع في معظم الأحيان من خرز مختلف الألوان يبرز لون هذه الخرزة فوق الملابس البيضاء،
ويلبسون حول الرقبة سلاسل ذهبية تحمل حلية ذهبية كبيرة مطعمة بالجواهر الثمينة أو التميمة الجميلة، وكانوا يزينون معاصمهم بالأساور، ويضعون الخلاخيل حول رسخي الرجلين.
أما بالنسبة للخواتم فكانت أيضاً للرجال والنساء، وأهم ما يميز خواتم المصريين القدماء هي أنها بالغة التعقيد في تركيبها أغلب الأحيان، ويظهر ذلك واضحاً في خواتم الملك “توت عنخ آمون”،
والحلقة التي تلتف حول الجانب السفلي من الإصبع، وهي معدن غالباً أو من الذهب والفضة للعظماء، وكانت أكثر الخواتم شيوعاً مصنوعة على شكل الجعلان إذ كان يسهل استخدامها كختم ينقش عليه اسم صاحبها ولقبة أو رسوم أو كتابات لجلب الحظ والفال الحسن.
3 – صبغة الشعر عند المصريين القدماء
إن المرأة المصرية كانت تهتم بجمالها جيداً، لذلك كانت تتفنن في كل شيء يزيدها جمالاً، وكانت أول المواد التي استخدمتها في صبغة الشعر هي الحناء، وكانت الحناء عند المرأة المصرية ليس فقط لصبغ الشعر ولكن كما هو الآن يمكن طلاء الأظافر،
وكما يحدث في الأفراح يمكن التبرك بالحناء في طلاء الكفوف والأقدام، وعندما أرادت أن تغير فى لون شعرها استخدمت قشر الرمان لصبغ شعرها باللون الأحمر، والقرطم لصبغ شعرها باللون الأصفر،
وخليط النيلة والعصفر لصبغ الشعر باللون الأخضر، ونبات الميموزا لصبغ الشعر باللون البني وهو اللون القريب من لون الشعر المصري الطبيعي، ولم تكتفي بهذا بل عرفت كيف تحافظ على هذه الألوان، فقامت باستعمال بعض المواد المستخرجة من بذور شجرة السنط ومسحوق الشيه.
4 – الشعر المستعار او الباروكة عند الفراعنة
كانت المرأة المصرية منذ الأسرة الأولى تستعمل خصلاً من الشعر الصناعي لتكمل ما ينقص من شعرها، ومنها لكبار السن أو لأن الموضة كانت تتطلب ذلك، وكان الشعر الآدمي يستعمل في عمل الجمات “الشعر المستعار”، أو ما يطلق عليه الآن اسم “الباروكة”،
وليس هناك ما يدل على صنع تلك الباروكات من شعر الحصان أو الصوف، وكانت طاقية الشعر المستعار تحلى بالذهب أو بشريط مطعم حول الرأس مع زهرة اللوتس زكية الرئحة، أما الفقراء من النساء كانوا لا يستعملون الشعر المستعار، وكان شعرهم على شكل ضفائر كثيرة معقدة.
خاتمة حول أدوات الزينة ومستحضرات التجميل في مصر القديمة
المرجع/ الجمال والتجميل في مصر القديمة د. محمد فياض & د. سمير أديب
((كل هذا في اطار مبادرة حكاوي لنشر الوعى الأثري و الترويج و دعم السياحة المصرية تحت اشراف فريق ديوان التاريخ)) ولمعرفة المزيد حول الحضارة المصرية القديمة يمكنك الاطلاع عليها من هنا
#مبادرة_حكاوى
#الموسم_الرابع
#ديوان_التاريخ_مستقبلك_في_الاثار_والتاريخ