في تلك المقالة سوف نعرف من هم أصحاب الرس من خلال معرفة تفاصيل قصة اصحاب الرس ومن هو نبي أصحاب الرس وكذلك سنعرف ما عذاب اصحاب الرس فتابعوا المقالة لمعرفة كل ذلك.
مقدمة حول اصحاب الرس
تلك الأقوام الغابرة عالمهم وقصصهم أشبه بالخيال نسمعها فنتعجب دائما هل يعقل أن رحلة التاريخ القديم حملت كل هذا الجهل الأسطوري وأن أسلافنا كانوا يعتقدون ويؤمنون بأشياء لا يمكن أن يتقبلها عقلنا اليوم!
أصدقاء القراء سأروي لكم اليوم قصة تقوم ذكروا في القرآن الكريم قوم اختلف المفسرون في تحديد هويتهم عددهم القرآن مع الأقوام التي حقق عليها عذاب الله وبلائه
ولكن النبي المرسل إليهم بقي موضع جدل كبير الي ان المفسرين اتفقوا على أمر واحد وهو عصيانهم وقتلهم لنبيهم وما أصابهم من عذاب وهلاك جزاء أفعالهم الشنيعة وهم أصحاب الرأس إليكم القصة الكاملة
من هم اصحاب الرس
أصحاب الرأس هم قوم من الأقوام الغابرة التي ذكرها القرآن الكريم في سورتي الفرقان وسورة ق فهم بحسب النص الصريح في القرآن الكريم فان اصحاب الرس هم قوم كذبوا رسولهم فحق عليهم العذاب
أما التفاصيل عن من هم اصحاب فقد فندها كبار مفسري القرآن الكريم والمؤرخين المسلمين نقلا عن رسول الله عليه الصلاة والسلام والصحابة في أمر تحديد هويتهم
مر الاختلاف بين أهل التفاسير فالبعض قال ان اصحاب الرس هم أهل قرية من قرى قوم ثمود وآخرين قالوا أنهم من قوم مدين
فيما ذهب البعض إلى القول ان اصحاب الرس بأنهم هم أهل أنطاكيا الذين قتلوا مؤمن آل ياسين حبيب النجار
فيما قال مفسرون آخرون أن اصحاب الرس هم قوم من اليمامة وآخرون ذكروا أنهم هم أصحاب الأخدود
ما هو سبب تسمية أصحاب الرس بهذا الاسم
أما عن سبب تسميتهم بأصحاب الرس فذلك أنهم رسو نبيهم أي أغرقوه ودفنوه وهو ما سأطلعكم عليه في سياق المقالة
من هو نبي أصحاب الرس
بالنسبة عن نبي أصحاب الرس فلم يرد نص صريح في القرآن الكريم والمؤرخين حول هويته قال بعض المفسرين أنه هو حنظلة بن صفوان وآخرين ذكروا أنه قد يكون النبي شعيب عليه السلام ومنهم من قال أنه من ولد يهوذا
قصة اصحاب الرس
والآن لننتقل إلى قصة اصحاب الرس حيث تبدأ قصة اصحاب الرس بقوم يعبدون شجرة صنوبر يقال لها شاه درخت والتي بحسب ما أورد أهله الحديث عن هذه الشجرة قام يافث بن نوح بزراعتها على ضفة عين تسمى روش آب
هذه العين انبعها الله لنوح عليه السلام بعد الطوفان الشهير فأصبحت مصدر للحياة بحسب تلك الأقوال
هؤلاء القوم أي أصحاب الرأس استوطنوا في 12 مدينة على طول نهر سمي بنهر الرس نسبة لهم هذه القرى الاثني عشر كانت من أكثر القرى عمران وازدهارا في محيطها
أكبر تلك القرى كانت تسمى إسفندار والتي بحسب بعض المفسرين ورواة التاريخ سكنها ملك أولئك القوم ويدعى تركوذ من غابور بن يارش بن سازن بن نمرود بن كنعان أي النمرود في زمن إبراهيم الخليل عليه السلام
هذه القرية بنيت حول الصنوبرة والعين المقدستين وفي باقي القرى قاموا بأخذ حبة صنوبر من الشجرة الأم وغرسوا في كل قرية حبة وقاموا بعمل قنوات مائية تتفرع من العين الأساسية لسقاية أشجار الصنوبر
هذه القنوات المائية أو الأنهر كانت محرمة على أهل القرى وعلى انعامها فلا يشربون منها ولا يسقون أنعامهم لأنها بحسب معتقدهم مصدر الحياة لألهتهم
الأغرب من هذا أنهم قاموا بجعل عيد لكل شجرة من الأشجار الاثني عشر موزعة على أشهر السنة فكل شهر يحمل ضمن أيامه عيدا لإحدى أشجار الصنوبر
وفي هذا اليوم يجتمع أهل القرية حول الشجرة ويلبسون ثوبا من حرير مطرز بمختلف أنواع الصور والنقوش
ثم يأتون بشاة أو ببقرة فيذبحونها قربانا للشجرة بوعد الذبح يشعلون النيران بتلك القرابين فإذا على الدخان وحجب السماء عن نظر القوم يخرون ساجدين للشجرة باكين متضرعين وطالبين الرضا والرحمة من شجرتهم الإله بحسب معتقداتهم ولعياذ بالله
فاسمعوا ما كان يحدث : كان القوم يبقون على هذه الحالة حتى يرون أوراق الشجرة تتحرك ويسمعون صوتا كصوت الصبي يناديهم ويبلغهم بنيل الرضا
عند ذلك ترتاح نفوس أهالي القرية لفنهم بأن إلاههم الشجرة ولعياذ بالله قد رضيت عنهم ولا شيء مستبعد كل شيء وارد الحدوث أوليست أفعال الشيطان أكبر من هذا بكثير!
تبدأ الأفراح ويضربون المعازف ويشربون الخمور يوم وليلة وهكذا دواليك في كل قرية حتى يصل دور القرية الكبيرة والشجرة الأم
الملفت في الأمر أن بعض المؤرخين يعتقدون أن أسماء أشهر السنة قد اشتقت من أسماء تلك القرى
فقد أورد بعضهم أن قرى أصحاب الرس كانت تدعى ( آبان – آذر – دي بهمن – إسفندار- فروردين- اردبهشت – خرداد – مرداد – تير – مهر – وشهريورت)
نعود إلى قصة اصحاب الرس في القرية الكبيرة وفي يوم الاحتفال بعيد الشجرة الام يأتي كل سكان القرى الاثني عشر كبارا كانوا أم صغار يجتمعون حول الشجرة والعين التي تسقيها
ويقومون ببناء سرادق أو ما يشبه البناء ويقومون بتغطية هذه السرادق بديباج أي بثوب من الحرير الأصلي المطرز بمختلف الصور والنقوش التي تدل على كل قرية بقريتها
هذه السرادق التي كانت تقام حول الصنوبرة كانت ذو اثني بابا كل باب يخص أهل من أهالي القرى أي أن لكل قرية باب وخارج هذه الأبواب كان القوم أجمعين يسجدون لشرجتهم
ويقدمون لها أضعافا مضاعفة من القرابين التي قدموها لأشجار الصنوبر في قراهم يوم أعيادهم ويشعلون النيران العظيمة التي تملأ الهواء بدخانها وتحجب السماء عن النظر
عند ذلك يأتي دور ابليس الذي كان يهز الشجرة ويحركها بشدة ويصدر أصوات عميقة من جوف الشجرة واعدا القوم بكل ما تمليه أنفسهم ويخبرهم بأن الشجرة راضية كل الرضا عن عبيدها
تبدأ الاحتفالات كما أقيمت في باقي القرى من عزف ورقص وشرب للخمور لاثني عشر يوما وليلة ليعود بعدها كله أهالي قرية إلى قريته ويعيدوا الكرة
بقي القوم على هذه الحال فترة من الزمن حتى بعث الله فيهم نبيا يدعوهم إلى التوحيد وعبادة الله وحده
بالفعل باشر نبي أصحاب الرس بدعوته مستخدما مختلفة الطرق من الترهيب والترغيب حتى أنه حضر كل أعيادهم وصولا إلى العيد الكبير
ووضح لهم أن من يكلمهم هو الشيطان وليس الشجرة التي هي من خلق الله وتوحده مثل باقي مخلوقاته إلا أنهم رفضوا تصديق النبي واتباع دعوته
فما كان من النبي بعد أن ضاق ذرعا بتكذيبهم وإيذائهم له إلا أن دعا ربه أن ييبس أشجار الصنوبر الاثني عشر
وبالفعل أصبح القوم في اليوم التالي على أشجارهم يابسة لا حياة فيها وكان ذلك اليوم عيد الشجرة الام أرعب منظر الأشجار الميتة القوم
فانقسموا إلى فريقين فريق يقول أن الرجل الذي يزعم أنه رسول رب السماوات والأرض ما هو إلا ساحر سحر آلهتهم لكي يوجه اهتمام القوم إلى ربه فيعبدوه
أما الفريق الآخر فقال أن الآلهة غضبت لرؤية هذا الرجل الذي يذمها ويقلل من قيمتها واحترامها لذلك قامت بإخفاء جمالها وبهائها عن القوم حتى ينتصروا لها من ذلك الرجل أي نبي أصحاب الرس
فاجتمع رأيهم التخلص من النبي بقتلهم فكانت الجريمة التي لن ينساه التاريخ
كيف قتل اصحاب الرس نبيهم
قتل اصحاب الرس نبيهمعن طريق انهم قاموا بحفر بئر عميقة ضيقة المدخل وقاموا بإلقاء نبيهم فيها وأغلقوا بابها بصخرة عظيمة بقي النبي يناجي ربه شاكيا قلة حيلته وضعف بدني راجيا منه أن يعجل بقبض روحه.
كان القوم يسمعون أنين النبي وتضرعه فيفرحون لحالة ظنا منهم أن آلهتهم تتشفى من الذي اذاها
استمر الحال هكذا حتى قبض الله روح نبيه إليه.
عذاب أصحاب الرس
بعد وفاة نبي أصحاب الرس ظن القوم أنهم أتوا بإنجازا كبير لإرضاء آلهتهم إلا أنه ما كان بانتظارهم من عقاب الله الجبار أكبر من أن يتخيله عقل بشري
فانتقاما لنبيه كان عذاب أصحاب الرس ان أرسل الله ريحا عاصفة شديدة الحمرة دبت الذعر والرعب في قلوب القوم ثم أصبحت الأرض تحت أقدامهم كحجر الكبريت المتقد
وغطت سماؤهم سحابة سوداء داكنة حاملة في طياتها جمرا يلتهب فأمطرت السماء الجمر الملتهب وأحرقت الأرض سكانها فكان القوم يذوبون كما يذوب الرصاص في النار فجعلهم الله عبرة لكل من طغي وتكبر.
روايات أخري في قصة أصحاب الرس
ورد عند بعض المؤرخين في العالم الإسلامي رواية أخرى مثيرة للاهتمام هذه رواية والتي ذكرت في كتاب البداية والنهاية لابن كثير تستند على حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول
(إِنَّ أَوَّلَ النّاسِ يَدخُلُ الجَنَّةَ يَومَ القِيامَةِ العَبدُ الأَسوَدُ .)
فما قصة هذا العبد الاسود في أصحاب الرس لنستمع سويا تقول الرواية عن قصة أصحاب الرس أن هذا النبي الذي بعث إلى أصحاب الرأس لم يؤمن به إلا عبد الله أسود
هذا العبد كان يبيع الحطب ليأتي بثمنه طعاما وشرابا للنبي الملقى في البئر فكان يزيح الصخرة عن البئر بمساعدة إلهية وينزل الطعام والشراب إلى النبي بحبل ثم يعيد الصخرة إلى مكانها
بقي على هذا المنوال فترة من الزمن حتى أتى يوم كان العبد يحتطب كعادته فلما فرغ من عمله وهم بالرحيل أحس بالنعاس فاضطجع لينام ساعة
بحسب الرواية هذا العبد لسبع سنين على إحدى جنبيه ثم نام سبعة أخرى على جنبه الآخر
فلما أفاق ظن العبد أنه نام لساعة فقط فانطلق إلى السوق وأحضر الطعام والشراب بثمن حطبه وذهب إلى البئر لإطعام النبي فلما وصل لم يجده هناك فاسمعوا ماذا حصل
بحسب هذه رواية بأن القوم أخرجوا النبي وآمنوا به بعد حين فكان النبي يسأل القوم عن العبد وهم لا يفقهون عنه شيئا حتى توفاه الله ليستيقظ العبد من نومه بعدها
يجدر بها أن أذكر أن العديد من المفسرين يقولون بعدم صحة هذه الرواية وينسبون الأمر إلى أن القرآن بصريح العبارة ينص علي هلاك القوم وعذابهم
لذلك فهم يقولون إما أن الرواية تعرضت للتحريف والتغيير أو أن القوم الذين أخرجوا النبي من البئر هم أولاد القوم الذين هلكوا
فبحسب بعض المفسرين قد يكونوا هؤلاء الأولاد قد شهدوا ما حل بآبائهم من عذاب فأخرجوا النبي من البئر وآمنوا به
رواية أخرى جذبت انتباهي أثناء البحث حول هذا الموضوع وحقيقة من هم أصحاب الرأس هذه الرواية تقول أن هؤلاء القوم كانوا قوما ذوي نعمة ولديهم بئر غزيرة الماء
كان يحكم هؤلاء القوم ملك عادل هذا الأمر جعل القوم يحبونه ولكن هنا له جزيل الاحترام
فلما مات الملك استغل الشيطان حب القوم لملكهم فتجسد بصورته ودعاهم إلى عبادته فصدق القوم إبليس وعبدوه ليرسل الله نبيا يسمى حنظله بن صفوان
فبين لهم كذبة الشيطان ودعاهم إلى التوحيد وعبادة الله الي أنهم رفضوا حديث النبي فقتلوه ورموه في البئر التي جف ماؤها ويبست الأشجار ليهلك القوم جوعا وعطشا ويستوطن معشر الجن مساكنهم
إذن أصدقائي هذا ما كان في جعبتنا حول قصة أصحاب الرس المليئة بالعبر
قصة تعلمنا أن الجهل والتخلف يدفع البشر بعيدا عن المنطق ويجعلهم من المؤمنين بما لا يتقبله العقل
كما أنها تعلمنا أن كلمة الحق ستعلو فوق كل كلمة وتنتصر ولو بعد حين فالله يمهل ولا ولايهمل وصاحب الحق سلطان ولو جارت عليه كل الاعادي
قصة اصحاب الرس من التاريخ لنا فيها عبرة والله أعلي وأعلم ولمعرفة المزيد من قصص الأنبياء والرسل يمكنك الاطلاع عليها من هنا .
مصادر من هم اصحاب الرس وما قصتهم
- القرآن الكريم
- الحديث الشريف
- قصص الأنبياء لابن كثير
- كتاب دعوة الرسل عليهم السلام