الأمير محمد بن سعود الكبير آل سعود
ولد الأمير محمد بن سعود الكبير آل سعود رحمه الله في مدينة الرياض عام 1326 من الهجرة 1908 من الميلاد، ونشأ في كنف والده الأمير سعود الكبير، و والدته الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، وخاله الملك عبد العزيز رحمهم الله، وكان لهذه النشأة الأثر الكبير في تربيته وتنشئته النشأة الإسلامية والعربية الأصيلة.
كما تعلم القرآن الكريم، وتلقى العلم على يد رجال علم أفاضل، فكان لاجتماع تلك العوامل أثر كبير في تكوين شخصيته المتمثلة في الحفاظ على أمور الدين والتمسك بها، والتحلي بالأخلاق العربية الكريمة، والتفاني في عمل الخير الذي أصبح فيما بعد أشهر من علم.
كما اشتهر رحمه الله بالفراسة في معرفة الرجال، وعالما بالقبائل وأنسابها، عندما كان الأمير محمد بن سعود الكبير في مرحلة الطفولة، حرص والده الأمير سعود الكبير على حضوره بعض المعارك يدون المشاركة فيها لصغر سنه، إنما لمراقبة المعركة عن بعد والتعلم واكتساب مهارات القتال.
ومنها معركة ضم حائل، حيث كان عمره آنذاك 12 عام تقريبا، وكان أحيانا يبيت مع خاله الملك عبد العزيز في خيمته لصغر سنه.
وبعد بلوغ الأمير محمد بن سعود الكبير سن الرشد شارك في بعض المعارك التي جرت في سبيل توحيد أراضي السعودية والدفاع عنها مثل معركة ضم جدة، حرب الرغامة، ومعركة سبيلها،
وفي الحرب السعودية اليمنية، حرب نجران، حيث كان أحد قادة الجيش السعودي في تلك الحرب، وفيها سقطت نقعها على يديه، وتم فتح حصنها واستسلام جميع من فيه، مع أنها كانت من أقوى تحصينات ودفاعات المملكة المتوكلية اليمنية في تلك المنطقة.
أدرك الأمير محمد بن سعود الكبير رحمه الله أن مستقبل التنمية في المملكة العربية السعودية يكمن في الحركة الاقتصادية والصناعية، وذلك من خلال مراقبته لأحوال العالم، واطلاعه على ما وصلت إليه الدول المتقدمة أثناء رحلته التي قام بها عام 1373 من الهجرة، 1954 من الميلاد، والتي تجول من خلالها في أنحاء أوروبا وأجزاء من الشرق الأوسط.
ويعد الأمير محمد بن سعود الكبير من أوائل رجال الاقتصاد الحديث، ومؤسسين نخبة الصناعية في المملكة العربية السعودية، فكان من مؤسسي عدد من الشركات الرائدة في قطاع الإسمنت والجبس والكهرباء والزراعة والألبان، والتي لا تزال قائمة إلى وقتنا الحاضر.
و عاشر الأمير محمد بن سعود الكبير جميعا ملوك المملكة العربية السعودية بدءا من المؤسس الملك عبد العزيز ثم الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد والملك عبد الله عندما كان ولي للعهد وكذلك الملك سلمان حافظه الله عندما كان أميرا لمنطقة الرياض.
فكان مخلصا لدينه، ثم ملكه ووطنه، كما كانت له مكانة خاصة لديهم جميعا، فكان الصديق الأمين لهم، كما كان رحمه الله ساعيا في إيصال حاجات المواطنين لولاة الأمر، وداعما لك لما فيه الخير والصلاح.
تعلم الأمير محمد بن سعود الكبير الفروسية وركوب الخيل منذ صغره، فكبر وكبرت معه تلك الهواية، فأصبح يقتني أفضل وأجود الخيول في الجزيرة العربية، كما كان له واحدا من أكبر الإسطبلات في المملكة العربية السعودية، الإسطبل الأزرق الذي حاز على الكثير من الجوائز والكؤوس منذ عهد الملك سعود إلى أن توفي في عهد الملك فهد.
كما كان من الداعمين لسباقات خيول الإنتاج المحلي مع أخيه الملك عبد الله، كما كان رحمه الله يقتني الهجنة الأصائل التي حققت الكثير من الجوائز في الميادين المحلية والخليجية.
ويعد من المهتمين باقتناء الإبل بجميع ألوانها، كما حرص على تطوير سلالاتها وتحصينها، حتى انتشرت هذه السلالات بين الناس في ذلك الوقت، ولا تزال حتى وقتنا الحاضر.
ومن هوايته المشهورة عنه رحمه الله، حبه للصيد بكافة أنواعه، فقد كان صيادا ماهرا مشهورا ببراعته في الرماية، كما كان صقارا محترفا عارفا بأجود أنواع الصقور والصيد بها.
وفي عام 1415 من الهجرة 1995 من الميلاد، أمر الملك عبد الله بن عبد العزيز بإقامة بطولة كأس الأمير محمد بن سعود الكبير للفروسية وذلك تثمينا من قيادة هذه البلاد بدور الأمير محمد بن سعود الكبير الريادي في إبراز هذه الرياضة العربية الأصيلة، حتى أصبح هذا المهرجان السنوي الكبير كأسا للوفاء.
أسرة الأمير محمد بن سعود الكبير آل سعود
تتمثل الأمير محمد بن سعود الكبير آل سعود في
أولا أولاده :
- عبد الله
- فيصل
- سلطان
- تركي
- بندر
- فهد
- سعود
- خالد
- سلمان
- سعد
- عبد العزيز
- بدر
ثانيا بناته :
- حصة
- موضي
- سارة
- نورة
- نوف
- منيرة
- مشاعل
- الجوهرة
وفاة الأمير محمد بن سعود الكبير آل سعود
بعد حياة حافلة بالإنجازات خدم فيها دينه وبلاده، أعلن الديوان الملكي السعودي عن وفاة الأمير محمد بن سعود الكبير رحمه الله في يوم الخميس الموافق السادس عشر من شهر جمادي الآخرة 1416 من الهجرة الموافق ل9-11-1995م.
والذي وافته المنية في مدينة الرياض عن عمر ناهز ال90 عام، وتمت الصلاة عليه في جامع الإمام تركي بن عبد الله، وبحضور الملك فهد رحمه الله الذي أصر على حضوره من مدينة جدة إلى مدينة الرياض للصلاة عليه، وذلك لمكانته، كما صلى عليه جمع غفير من أفراد الأسرة والعلماء والمواطنين، وتم دفنه في مقبرة العود.