الإمام تركي بن عبد الله مؤسس الدولة السعودية الثانية

الإمام تركي بن عبد الله مؤسس الدولة السعودية الثانية
قصة الإمام تركي بن عبد الله مؤسس الدولة السعودية الثانية

جدول المحتوي

أشهد اني برئ من ظلم من ظلمكم وأنا نصرة لكل صاحب حق، وعون لكل مظلوم تلك كانت كلمات الإمام تركي بن عبد الله مؤسس الدولة السعودية الثانية من كتاب منير العجلاني فتابعوا المقالة للنهاية لمعرفة قصة الامام

أحوال الدولة قبل تأسيس الدولة السعودية الثانية

هنا في قلب شبه الجزيرة العربية، من منطلق التوحيد والبناء، من حي الطريف التاريخي الذي انطلقت منه دعوة الإمامين محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود، وقد لاح في الأفق نورها لسببين،

  • الأول ما دعت إليه من تجديد وإصلاح، حيث استمدت شرعيتها من الدين مباشرة.
  • والثاني أن منحملها رجال غير مبالين بمصاعب الطريق، ولا عقبات المسير، مهما قست المحن، واشتدت الأزمات.

نقف هنا في بلدة الدرعية، في هذا المكان التاريخي العريق، منطلق دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب و الإمام محمد بن سعود، و انطلاق الدولة السعودية.

لماذا سميت بالدرعية؟ وكيف جاء آل سعود لهذا المكان؟ وأصبحوا أمراء على الدرعية؟

نعود بالتاريخ قليلا إلى الوراء منطقة الرياض كانت قديما تسمى وادي حنيفة نسبة إلى قبيلة بني حنيفة، وكان هناك رجل يقال له مانع المريدي، وكان يسكن في عالي شرق نجد، وكان له صديق، قال له ابن درع.

أرسل بن درع على صديقه مانع مريدي ليقدم إليه، يسكن بجواره، فقدم إليه مانع المريدي، فقام بن درع، واقتطع له هذه الأرض الكبيرة، أعطاه أياه فما كان من مانع المريدي إلا يرد الجميل لصديقه بن درع، فسماها الدرعية نسبة إلى صديقه بن درع.

سكنها مانع مريدي ب عائلته وأقاربه. وقام بتسويرها وبنائها وغرسها، وحفر الآبار، قدم إليها الناس فيها، واستوطنوا فيها، أصبح هو وعائلته أمراء على هذا المكان.

توالت الأمارة فيهم أبا عن جد، حتى وصلت أمارة هذه الدرعية إلى الأمير محمد بن سعود، وخرج الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب، وكان يبحث له عن من يؤيده لنشر الدعوة والتوحيد، فقدم إلى الدرعية، و استقبله الأمير محمد بن سعود بأشد الترحيب، واتفقوا على أن يقيموا دولة يكون فيها الحكم الأمير محمد بن سعود وتكون فيها الشؤون الدينية والأمور الشرعية للشيخ محمد بن عبد الوهاب.

وبعد ذلك جاء تولى آل إمام، بعدها بن عبد العزيز ما جاء من بعده ابنه سعود، وكان هو العصر الذهبي للدولة السعودية الأولى، وقد اتسعت رقعة هذه الدولة وأصبحت كبيرة، وبذلك سمي سعود الكبير نسبة إلى كبر هذه الدولة ومساحتها.

والان سوف نتكلم عن هذا الأمير تركي بن عبد الله، وعن بدايته وبداية تأسيسه للدولة السعودية الثانية.

من هو الإمام تركي بن عبد الله آل سعود

الإمام تركي بن عبد الله آل سعود هو مؤسس الدولة السعودية الثانية الملقب براعي الاجرب، حيث ولد الإمام تركي في الدرعية عام 1183 من الهجرة 1769 من الميلاد تقريبا، وهو الابن الأصغر لوالده الأمير عبد الله بن الإمام محمد بن سعود.

نشأ الإمام تركي في بيئة حكم وقيادة وعاصر ازدهار الدولة السعودية الأولى التي شملت معظم شبه الجزيرة العربية وحتى أطراف الشام والعراق، وكان من بين المدافعين عن الدرعية عندما غزتها القوات العثمانية، والذي نتج عنها سقوط الدولة السعودية الأولى، وتخريب الدرعية، وقتل مئات الأبرياء.

قصة الإمام تركي بن عبد الله مؤسس الدولة السعودية الثانية

قصة الإمام تركي بن عبد الله مؤسس الدولة السعودية الثانية

بعد وفاة سعود انتقلت الإمامة إلى ابنه عبد الله ابن سعود الذي كان هو آخر إمام من أئمة الدولة السعودية الأولى، حيث أن الدولة العثمانية أوعزوا إلى والي مصر محمد علي باشا بأن يجهز حملة لقتال دولة آل سعود ذلك بسبب أنهم انتزعوا الحجاز والحرمين فأرسل ابنه إبراهيم باشا.

دخل إبراهيم باشا واستولى على القرى والبلدان حتى وصل إلى الدرعية، فقام الإمام عبد الله بن سعود بالتحصن في الدرعية، حاصرها ابراهيم باشا لمدة ستة أشهر، فما كان من عبد الله بن سعود إلا أن يسلم الدرعية، وذلك بسبب طول الحصار، وقلة المؤونة، وعجز الناس عن الصبر.

أخذ العهد على إبراهيم باشا بأن لا يفسد في الدرعية، وألا يقتل وألا يأخذ شيئا منها، فوافق له إبراهيم باشا، ولكنه غادر، فقبض عليهم إبراهيم باشا على جميع آل سعود وآل الشيخ وذهب بهم إلى مصر وسجنهم في مصر.

أما عبد الله بن سعود فقد أرسلوه إلى إسطنبول وأعدم هناك، كان من ضمن أمراء آل سعود رجل يقال له الأمير تركي بن عبد الله هذا الأمير استطاع الهروب والتخفي من قوات إبراهيم باشا، وخرج من الدرعية متسللا بعد تسليمها، وذهب إلى غار في ظهرة عليا اطلق عليه غار الامام تركي.

في حي الطريف التاريخي هي الأماكن التراثية التي استقر فيها الإمام تركي بن عبد الله آل سعود، غار الامام تركي ذلك الغار الذي يقع في ظهرة عليا جنوب غرب الرياض، و شمال محافظة الحريق، وهو الذي لجأ إليه الإمام عندما سقطت الدولة السعودية الأولى عقب دخول الأتراك إليها، وأثناء مطاردة إبراهيم باشا لأسرة آل سعود وآل الشيخ.

نقف أمام هذا الغار والمسمى بغار تركي، وهو نسبة إلى الإمام تركي بن عبد الله مؤسس الدولة السعودية الثانية جد أسرة آل سعود الحكام الحاليون. وللإمام تركي بن عبد الله كان أحد الأمراء في وقت الدولة السعودية الأولى عندما سقطت على يد القائد العثماني إبراهيم باشا الذي حصل علي الدرعية.

استطاع الإمام تركي بن عبد الله الهروب من الدرعية واللجوء إلى هذا الغار في ظهرة عليا.

وفي إحدى المرات خرج الإمام تركي بن عبد الله آل سعود نهارا. فوجد، فتاة بدوية ترعى غناء من لها في أحد هذه الشعاب، لما رأته هذه الفتاة حلبت من أغنامها ثم سقته، ثم ذهبت هذه الفتاة إلى والدها وأخبرته أنها رأت رجل عليه علاماته الفروسية والشجاعة.

جاء والدها يستطلع الأمر وتعرف على الإمام تركي، وعلم إنه أحد أمراء آل سعود، فأعجب به وزوجه، هذه الفتاة التي اسمها هويدية بنت غيدان من آل شامر من قبيلة العجمان، وهويدية هذه أنجبت للإمام تركي بن عبد الله ولد سماه جلوي نسبة إلى جلائه من الرياض.

وبعد ذلك بقي فترة من الزمن حتى علم أن قوات إبراهيم باشا عشان خرجت من الدرعية، وأن الأمير محمد بن عمر عاد إلى الدرعية، ومنع العينة وقام بتسويرها وبنائها من جديد وتم مبايعة، محمد بن عمر.

فذهب إليه وقدره وبايعه حتى هرب مشاري بن سعود من الأسر من القوات التركية، قيل انه هرب من مصر، وقيل إنه هرب من المدينة المنورة.

فعاد إلى الدرعية، وكان هو أحق بالحكم من محمد بن عمر لأنه أخوه الإمام عبد الله بن سعود آخر حكام الدولة السعودية الأولى، فتمت البيعة لمشاري بن سعود، وبقي إماما وعين الإمام تركي بن عبد الله آل سعود أميرا على الرياض.

حتى انقلب عليها الأمير محمد بن عمر، وأسقط مشاري بن سعود، ثم هرب كذلك تركي بن عبد الله الهروب الثاني من الرياض ليعيد بناء دولة جديدة، وله في ذلك صولات وجولات وقصص كثيرة.

قصة الإمام تركي بن عبد الله مؤسس الدولة السعودية الثانية

تأسيس الإمام تركي بن عبد الله الدولة السعودية الثانية

ننتقل الان الي فصل جديد للإمام تركي في بن عبد الله في قلعة الحلوة، والتي تقع في وسط الحلوة غرب محافظة حوطة بني تميم جنوب العاصمة الرياض، وهي التي قصدها الإمام تركي بعد غزو الأتراك لمدينة الرياض ومكث فيها حتى استقرت له الأمور، ويتوسط المساكن مسجدا، لا تزال الصلاة وادا فيه إلى يومنا هذا.

وقفنا عند خروج الإمام تركي بن عبد الله من الرياض، الخروج الثاني، فالإمام تركي بن عبد الله خرج من الرياض واتجه إلى بلدة الحاير، ومن الحاير ذهب إلى ضرما، وهناك جمع لها الأعوان ومؤيدين لدولة آل سعود، ثم عاد إلى الرياض بجيش معه ودخل الرياض وقبض على محمد بن معمر وابنه مشاري.

تمت البيعة للإمام تركي بن عبد الله آل سعود كبداية لـ تأسيس الدولة السعودية الثانية، بعد ذلك استقرت للأمور تركي وتمت مبايعته من قبل جميع البلدان النجدية وخضعت له نجد.

لكن حصل ما لم يكن بالحسبان حيث أن محمد علي باشا أرسل حملة أخرى للقضاء على الإمام تركي وعلى دولة السعودية الثانية، كانت هذه الحملة بقيادة حسين بك وأبوش اغا،

ما كان من الإمام تركي إلا أن يترك الرياض ويخرج لأنه ليس له استطاعة بالوقوف أمام هذا الجيش الكبير، ترك الرياض وخرج إلى اتجاه حوطة بني تميم وبالذات هنا في بلدة الحلوة.

وجاء إلى هذا المكان، تم تأسيس هذه القلعة كما تشاهدون في الصورة المسماة بقلعة الإمام تركي بن عبد الله آل سعود وبقي هنا لمدة ثلاث سنوات. حتى خرجت القوات الغازية من الرياض لم تبقى هناك إلا الحاميات القليلة.

بعد ذلك ثار السكان أهل الرياض والدرعية والوشم والمنفوحة، فأضطر الإمام تركيب أن يترك بلدة الحلو الحلوة، ويتجه إلى الرياض مرة أخرى.

هناك ذهب إلى بلدة عرقة وجمع معه أعوان ومؤيدين، ذهب إلى الرياضة، فتحها، فتح جميع البلدان النجدية واستقرت له، وعاد ابنه فيصل من السجن من مصر، فكانت الفرحة له بالانتصار، وبعودة ابنه فيصل، وكان مساعدا لوالده.

بعد ذلك اتجه إلى منطقة الإحساء وفتحها وخضعت له وجعل ابنه فيصل عليها.

تأسيس الإمام تركي بن عبد الله الدولة السعودية الثانية

من قلعة الحلوة، إلى الرياض، تلك المدينة التي اتخذها الإمام عاصمة الدولة السعودية الثانية في قرار مفصلي، كان هذا الاختيار لأسباب أمنية وتاريخية، منها أن الدرعية، وهي عاصمة دولة أجداده، قد تهدم معظمها بأيدي إبراهيم باشا، وسويت مبانيها بأرضها، وأحرق جل نخيلها وزرعها، فإعادة بنائها سيكون أمرا صعبا من حيث الجهد والوقت.

ذكرنا فيما سبق أن الإمام تركي بن عبد الله عندما عاد إلى الدرعية، وانتصر على محمد بن عمر، أقام دولة جديدة، وهي الدولة السعودية الثانية، ونقل هذه الدولة أو مقر الحكم إلى قلب الرياض انتقل من الدرعية إلى قلب الرياض في هذا المكان.

وبنى قصر الحكم. وكذلك بنى الجامع وهو جامع الإمام تركي الذي سمي به لاحقا جامع الإمام تركي بن عبد الله.

وفاة الإمام تركي بن عبد الله

بقي الإمام تركي بن عبد الله في هذا القصر، ويدير حكم الدولة حتى استشهد في هذا الجامع على يد أبن أخته مشاري بن عبد الرحمن،

وعاد الإمام فيصل بن تركي من الإحساء، وقد حاصر هذا القصر حيث أن مشاري عبد الرحمن كان متواجد هذا القصر واستطاع التغلب عليه وتولى مقاليد الحكم بعد والده الإمام تركي بن عبد الله آل سعود وتمت البيعة له وسار على نهج والده في تأسيس هذه الدولة.

من بعده أبناءه  حتي جاء الملك عبد العزيز وأعاد بناء هذا القصر من جديد هو الآن المسمى ب قصر الحكم بالرياض، ويعتبر مقر أمارة منطقة الرياضة.

والحمد لله على نعمة الأمن والأمان، ونسأل الله عز وجل أن يديم علينا هذه النعمة، ابقوا في امان والسلام.

المصادر

في الفقرة نتكلم مصادر الإمام تركي بن عبد الله مؤسس الدولة السعودية الثانية:

 

Facebook
X
Telegram
LinkedIn
Tumblr
Reddit
Scroll to Top