من هو الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود آل سعود
الإمام الراشد، الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود هو إمام من أئمة آل سعود البارزين الذين حملوا لواء نشر الدعوة الإصلاحية والدفاع عنها حيث شارك في تأسيس الدولة السعودية الأولى مع أبيه
فاجتمعت فيه ملكات الإمارة ومواهبها مع سلفية في العقيدة والرسوخ في العلم فكان أميرا ينصر الحق بقوة الحجة والبرهان قبل السيف والسلطان.
ولد الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود في بلدة الدرعية عام 1133 من الهجرة 1721 من الميلاد، ووالدته هي الأميرة الفاضلة موضي الكثيري .
ونشأ في ظل والده الإمام محمد بن سعود، ودرس القرآن الكريم والسنة النبوية، وتعلم القراءة والكتابة في سن مبكرة.
بدأ الإمام عبد العزيز بن محمد اهتمامه بالعلم الشرعي منذ صغره وكان له اهتمام خاص بعلم الشيخ محمد بن عبد الوهاب ما لا يزال في العيينة.
وبعد وصول الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى الدرعية واستقراره بها أصبح الإمام عبد العزيز أحد طلابه، ومن الملازمين لحلقات هو دروسه حتى نال إعجاب وحب الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذي كان يسمي عليه في مجالسه العامة والخاصة، ويشيد بتقواه وورعه،
ومن هذه الملازمة تشرب الإمام عبد العزيز، التوحيد، والتفسير والفقه، حتى أضحى أبرز تلاميذ الشيخ.
حكم الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود آل سعود
في عام 1179 من الهجرة 1765 من الميلاد، وبعد وفاة الإمام محمد بن سعود بويع الإمام عبد العزيز بالحكم وأصبح بذلك ثاني حكام الدولة السعودية الأولى.
امتدت حكم الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود آل سعود قرابة 40 عام هجرية بنيت خلالها الدولة السعودية الأولى، ونشرت الدعوة الإصلاحية، وفي عهده امتد نفوذ الدولة إلى جميع نجد والقصيم، ووصل شمالا حتى دومة الجندل بالجوف و وادي السرحان، وشرقا وصل نفوذها إلى الأحساء وقطر والبريمي.
وغربا، وصل نفوذها شرقي الحجاز والطائف والخرمة وتربة وما حولها، وأما جنوبا فوصل النفوذ الدولة إلى جزم،
كان الإمام عبد العزيز بن محمد معروفا بالشجاعة والإقدام، صبورا على المكاره، كريما سخيا، عالما بالحديث والتفسير والتوحيد، يحب العلماء وطلبة العلم وحملة القرآن.
وكان كثير الخوف من الله وكثير العبادة والتهجد، وكان رحمه الله عادلا حازما، آمرا بالمعروف، ناهيا عن المنكر، لا تأخذه في الله لومة لائم، ينفذ الحق ولو في أهل بيته، ساهرا على مصالح العباد والبلاد، كثير الرأفة، والرحمة بالرعية والدعاء لهم، فكان يقول اللهم ابقي فيهم كلمة لا إله إلا الله، حتى يستقيموا عليها، ولا يحيدوا عنها،
وكان الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود آل سعود رحمه الله يعطي الضعفاء والمساكين حقهم من الصدقات، ويكثر لهما العطاء ولأهل العلم، وطلبته، ومعلمي القرآن والمؤذنين، وأئمة المساجد،
وكان يوصي عماله على البلدان بتقوى الله، وأخذ الزكاة على الوجه المشروع، ويسجرهم عن الظلم.
كما كان رحمه الله مع رأفته ورحمته بالرعية، شديدا، حازما على الجناة، وقطاع الطرق والسارقين وبسبب شدته وحزمه عليهم أصبحت البلاد بفضل من الله آمنة مطمئنة، حتى أصبح المسافر يجوب بكامل البلاد، ويحمل معه كل أمواله، ولا يخشى إلا الله سبحانه.
امتازت رسائل الإمام عبد العزيز بن محمد بيان حقيقة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب والرد على التهم الباطلة عليها، و بالدعوة إلى التوحيد، والتحذير من الشرك والبدع والرد على المخالفين والمبتدعين،
ومن الرسائل الدعوية الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود آل سعود رحمه الله ما يلي :
- رسالته الي اهل بلدان العجم والروم
- رسالته الي اهل المخلاف السليماني جازان
- رسالته الي احمد بن علي القاسمي
- رسالته الي ياقوت الصغاني
شجرة عائلة الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود آل سعود
وللإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود خمسة من الأبناء، وهم
- سعود، وهو من تولى الإمارة من بعدها، وأصبح ثالث أئمة الدولة السعودية الأولى.
- وعبد الله
- وعمر
- وعبد الرحمن
- ومحمد.
كما كانت له بنت واحدة، وهي سارة.
وفاة الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود آل سعود
في بداية سنة 1217 من الهجرة 1803 من الميلاد أقبل على الدرعية رجل اسمه عثمان، وهو من أهل العمادية، ووصل الدرعية في هيئة درويش مهاجر وكان يظهر التنسك والطاعة، وأنه أتى يطلب العلم.
فأكرمه الإمام عبد العزيز، وأعطاه وكساه، وأمر الإمام بتعليمه وصول الدين والتوحيد والفقه وغيرها من العلوم الشرعية.
وفي أواخر شهر رجب من نفس السنة وبينما كان الإمام عبد العزيز يؤم المصلين في صلاة العصر بمسجد الطريف بالدرعية، وأثناء سجود الإمام عبد العزيز، وثب عليه عثمان من الصف الثالث، و طعنه في خاصرته، فمات الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود آل سعود رحمه الله من تلك الطعنة عن عمر 85 عام.