كتب/ احمد عادل محاولة عظماء عن اوروبا استرجاع بيت المقدس في الحملة الصليبية السادسة
ما هي الحملة الصليبية السادسة
كان الامبراطور الألماني فريدريك الثاني اعظم ملوك اوروبا في ذلك الوقت فقد كان تاجه يشمل المانيا وإيطاليا الشمالية وصقليه وضم اليه أيضا تاج مملكة بيت المقدس عندما تزوج بابنة جان دوبريان وارثه مملكة بيت المقدس ولقد سعى البابا هونوريوس الثالث في هذا الزواج
حتى يستغل قوه فريدرك الثاني للقيام بحرب صليبيه جديده وإنقاذ بيت المقدس وقد حصل البابا على وعد منه للقيام بهذه الحملة إذ ذهب ملك بيت المقدس عام (619ه – 1222م) الى إيطاليا مستنجدا بالبابا بعد هزيمته في مصر ووقع الاتفاق مع فريدريك الثاني حتى يقوم بحرب صليبيه ويسترجع بيت المقدس.
فريدريك الثاني والحضارة الإسلامية:
كان فريدريك الثاني امبراطورا على صقليه التي ما زالت عامره بالمسلمين وكان محبا للمسلمين والثقافة الإسلامية متخذا كثيرا من العوائد الإسلامية ومعتمدا على المسلمين في كثير من الأمور وله اطلاع واسع على الثقافة الإسلامية وشديد الاعجاب بها
وكانت سيرته هذه لا يرضى عنها المسيحيين وعلى رأسهم البابا فأشاعوا عنه انه كفر واعتنق الديانة الإسلامية.
كانت له صلات بملوك الإسلام وخصوصا الملك الكامل سلطان مصر فقد كانت المراسلات والوفود تتبادل بينه وبين فريدريك الثاني وزاد من غضب البابا والمسيحيين على فريدريك الثاني انه تباطأ في التوجه الى المشرق واستخلاص بيت المقدس ، حتى إذا تولى البابوية قريقوار التاسع لم يحتمل هذا التلاعب والتباطؤ من الامبراطور الألماني
فأعلن حرمانه ولعنه وحرم الذهاب معه الى الأماكن المقدسة مما جعل المسيحيين يحجمون عن مشاركته في حربه الصليبية الحملة الصليبية السادسة ولم يصاحبه إلا (مئات قليله) من الفرسان لما توجه الى البلاد الشامية فيما بعد.
الخلافات في العائلة الأيوبية في فترة الحملة الصليبية السادسة
كانت السلطنة العظمى التي شادها صلاح الدين الايوبي مسرحا للخلافات والاضطرابات بعد موته ولكن اخاه الملك العادل استطاع ان يتغلب على الموقف وان يمسك بزمام السلطنة ويصبح سيدا قويا إلا أنه عندما مات الملك العادل مدة حصار دمياط (عام 615ه) عادت الخلافات بين (أبنائه الثلاثة) هم:
- الملك الكامل صاحب مصر
- الملك المعظم صاحب دمشق وبيت المقدس
- الملك الأشرف صاحب الجزيرة وخلاط
وساءت العلاقات بينهم وخصوصا بين الملك الكامل والملك المعظم.
تحالف الملك المعظم ضد اخويه الكامل والاشرف مع جلال الدين بن خوارزم شاه طريد جنكيز خان زعيم التتار فقد تفاقم امر التتار في ذلك الوقت واخذوا يزحفون على المشرق الإسلامي فتغلبوا على الدولة الخوارزمية ووصلوا الى شرقي العراق
وخاف الملك الكامل سلطان مصر من هذا التحالف الذي امضاه اخوه المعظم مع جلال الدين بن خوارزم شاه الذي لا تقل قساوة جيوشه ونهبهم وتخريباتهم عن اعمال التتار القاسية ونتيجة لهذا الخوف من تحالف الملك المعظم والخوارزميين
بعث الملك الكامل الى الامبراطور فريدريك الثاني يستقدمه الى عكا ليشغل اخاه المعظم عما هو فيه ووعده ببيت المقدس وكان رسوله الموفد لهذا الغرض فخر الدين بن الشيخ وحدث ان مات الملك المعظم قبل مجيء فريدريك الثاني لأنه مات في ذي القعدة (624ه – نوفمبر 1227م)
فانتهى بذلك اكبر منافس للملك الكامل ولكن رغم هذا فقد سارت الأمور الى غايتها.
استيلاء فريدريك الثاني على بيت المقدس صلحا في الحملة الصليبية السادسة
نزل الامبراطور فريدريك الثاني بعكا (عام 625ه – 1228م) وكان الملك الكامل آنذاك بالبلاد الشامية فقد توجه اليها من مصر ليستولي على مملكة أخيه المعظم التي أصبحت لابنه داوود والملك الناصر بن المعظم ورغم قله العدد الذي كان مع الامبراطور فريدريك في الحملة الصليبية السادسة
فإن مخابرات الصلح جرت بين الامبراطور والملك العادل وانتهت إلى اتفاق بينهما في الحملة الصليبية السادسة على القواعد الآتية:
- تسليم بيت المقدس الى الصليبيين على شرط ان يبقى سور بيت المقدس مخربا ولا يعاد تجديده وبناؤه وأن يحتفظ المسلمون بالمسجد الأقصى وقبة الصخرة جامع عمر ويكون الحكم فيها إلى والي المسلمين.
- يكون على ملك الصليبيين القرى الممتدة على الطريق من بيت المقدس الى مملكة عكا الصليبية.
- يتعهد فريدريك الثاني بمساعده الملك الكامل ضد خصومه سواء كانوا مسيحيين او مسلمين ، كما يتعهد الامبراطور بالحيلولة دون الإمدادات الصليبية إلى الأمراء الصليبيين بالشام مده (10 سنوات ونصف) وكان الاتفاق في ربيع وفي فبراير عام (626ه – 1229م).
الصلح في الحملة الصليبية السادسة
كان الملك الكامل مدفوعا الى هذا الصلح نظرا إلى الخلاف الذي نشب في العائلة الأيوبية ونظرا لما يعلمه عن الامبراطور فريدريك الثاني من اللين وقله التعصب وما له من تسامح وتفهم.
هذا الصلح يجعل بيت المقدس مدينه مشتركه بين المسيحيين والمسلمين ، واحتفظ في كل منهم بأماكنه المقدسة ولكن هذا الصلح لم يكن مرضيا عنه لا من المسلمين ولا من الصليبيين وقد استغل أعداء الملك الكامل هذا الصلح للتشهير به
فعقدت المجالس العامة في دمشق وبكى الناس لهذا الحادث واستغله اعداؤه ضده اما الصليبيين في الحملة الصليبية السادسة فكان من اشد الأمور عليهم تعهد فريدريك بمساعدة الملك الكامل ومنع الإمدادات الجديدة إلى الإمارات الصليبية.
وبعد هذا الصلح بقليل توجه فريدريك الثاني إلى زيارة بيت المقدس وقابله فيها شمس الدين والقاضي بنابلس نيابة عن الملك الكامل ثم اقلع الى أوروبا واما الملك الكامل فانه انصرف بعد ذلك الى توحيد مملكة بني أيوب تحت رايته فتم له ذلك ولكن ما إن مات سنه (635ه – 1237م) حتى عاد البيت الأيوبي الى الانقسام.
استرداد الملك الصالح أيوب لبيت المقدس:
تولى الملك الصالح أيوب بن الملك الكامل عام (637ه – 1239م) وكان حسن التدبير و يعتبر اخر عظماء سلاطين بني أيوب وكانت له عداوة مع بقيه امراء بني أيوب وخصوصا عمه الملك الصالح إسماعيل الذي استولى على دمشق وتحالف مع الصليبيين وتنازل لهم عن بعض البقاع ومنها طبرية.
كانت قد نزلت قوات صليبيه جديده قادمه من فرنسا ومن أشهر رجالها طيبو الرابع كونت شمبانيا وكونت بريطانيا بيير موكلير فلم يكن من الملك الصالح أيوب إلا الاستعانة بالقبائل الخوارزمية
وجرت بينه وبين عمه الصالح إسماعيل والصليبيين معارك شديده انتصر فيها الملك الصالح أيوب عليهم جميعا سنه (642ه – 1244م) واسترجع بيت المقدس الى حظيرة السيادة الإسلامية فاستبشر المسلمون بهذا الانتصار وفزعت أوروبا منه مما كان داعيا الى إثاره حرب صليبيه أخرى.
خاتمة حول الحملة الصليبية السادسة
المراجع/ الحروب الصليبية في المشرق والمغرب.
((كل هذا في اطار مبادرة حكاوي لنشر الوعى الأثري و الترويج و دعم السياحة المصرية تحت اشراف فريق ديوان التاريخ)) ولمعرفة المزيد حول الحملات الصليبية يمكنك الاطلاع عليها من هنا
#مبادرة_حكاوى
#الموسم_الخامس
#أصل_التاريخ_ديوان_التاريخ
