الخليفة المأمون بن هارون الرشيد

وقفنا في المقالة السابقة عند تغلب المأمون علي أخية الأمين في حروب الفتنة الرابعة وتوليه الحكم وبذلك اصبح الخليفة المأمون بن هارون الرشيد هو خليفة الدولة العباسية فلو تريد ان تعرف أكثر عن فترة حكم الخليفة المأمون بن هارون الرشيد وأهم إنجازاته تابع المقالة للنهاية.

تولي الخليفة المأمون حكم الدولة العباسية

البعد مبايعة المأمون كخليفه للمسلمين ظل في مدينة مرو بخرسان لمدة ست سنين تقريبا والذي شجعه على ذلك كان وزيره الفضل بن سهل، الذي كان استولى على المأمون تماما وعزل كل الاخبار عنه وليس ذلك فقط بل عزله عن الناس وعزل الناس عنه.

ولأنه هو كان من الشيعة المغاليين فكان هدفه اسقاط الخلافة العباسية واسنادها للطالبيين لان مدينة مرو كانت تضم انصار ومؤيديه الذين أغلبهم من الفرس فطبيعي انه سيظل  فيها بعدما انفرد بالخلافة.

وهنا اريد ان  أقول لك ان الفرس هم كمان كانوا يؤيدوا ان المأمون تستمر اقامته في مرو وتكون هي عاصمة الخلافة العباسية لاتجاهها اكثر للشرق وبعدها عن مركز الدولة، وبذلك سوف تضعف سيطرة المأمون على العرب.

والحقيقة ان بقاء المأمون بعيدا عن عاصمة دولته بغداد تسبب في بعض الازمات السياسية خصوصا انه فوض اداره البلاد لوزيره الفضل بن سهل واخيه الحسن بن سهل،

ولان معظم أعوان المأمون كانوا من الفرس ومعظمهم من الشيعة فاضطر المأمون انه يساند الشيعة ويكسبهم في صفه، وعليه ارسل للزعماء العلويين يطلب منهم يذهبوا له لعاصمته والتي كانت وقتها مدينة مرو. وفعلا ذهبوا للمأمون الذي احسن استقبالهم واكرم ضيافتهم.

موافقة الخليفة المأمون لولاية علي الرضا بن موسي الكاظم من بعده

وفي سنة 201 هجريا قدر الفضل بن سهل انه يقنع المأمون بانه يجعل ولاية العهد من بعده للإمام علي الرضا ابن موسى الكاظم ابن جعفر الصادق الامام الثامن عند الأمامية الاثني عشرية ولقب بالرضا من آل محمد واعلن في جميع انحاء المملكة ذلك الحديث.

والحقيقة ان تلك الخطوة كانت خطوه جريئة جدا لأنه فيها يعلن انتقال الخلافة من البيت العباسي للبيت العلوي ولم يكتفي بذلك بل  بدل لون شعار الدولة العباسية من الأسود الى الأخضر وكانه يعلن عن شعار العلويين.

ووقتها ارسل المأمون رجاء ابن ابي طالب الضحاك وفرناس الخادم لخرسان ومعهم رساله لعلي بن موسى الرضا يبايعوه فيها على توليه الخلافة من بعده، وامر كمان بصك عمله باسمه.

وبرغم اعتراض أقارب الخليفة المأمون بن هارون الرشيد من العباسيين الا ان المأمون كان مصر على رأيه وكان معتقد انه بكده ينال بر الامام علي بن ابي طالب رضي الله عنه، ووقتها ذهبت للمأمون عمة ابوه زينب بنت سليمان بن علي والتي كانت موضع تعظيم العباسيين واجلالهم.

فسألته ما الذي دعاك الى نقل الخلافة من بيتك الى بيت علي فقال لها يا عمة اني رأيت عليا حين ولى الخلافة احسن الى بني العباس وما رأيت أحدا من اهل بيتي حين افضي الامر اليه وصل كافئه على فعله فأحببت ان اكافئه على احسانه.

فقالت له يا امير المؤمنين انك على بر بني علي والامر فيك اقدر منك على برهم والامر فيهم.

والحقيقة ان تلك الأمور كلها جعلت الفترة ما بين 198 حتى سنه 202 هجريا كانت كلها اضطرابات على المأمون وعلى خلافته، ولما وصل ذلك الخبر للعراق نقم عليه اهل بيته والناس هاجوا وثاروا ورفضوا مبايعة علي الرضا وخلعوا المأمون وبايعوا عمه إبراهيم المهدي خليفه عليهم.

وتضيف الرواية ان اخبار تلك الفتنه لم تصل للمأمون وان الفضل بن سهل كان يتعمد اخفاءه عنه ولذلك المأمون لم يكن منتبه للخطر الذي كان يحيطه الا بعد تجرأ علي الرضا ولي عهده واخباره بالأمر.

وبذلك يكون الخليفة المأمون بن هارون الرشيد هو الخليفة العباسي الوحيد اللي كان على مذهب الشيعة وكان يميل لتفضيل علي بن ابي طالب رضي الله عنه عن باقي الصحابة.

وهنا نجد ان جمهور الخلفاء والعلماء والمسلمين رفضوا الامر وليس ذلك فقط بل ان اهل العراق من بني هاشم ووجوه العرب غضب وثاروا من تحيز المأمون للفرس والعلويين، ووقتها أبو السرايا السري ادعى ان فضل بن سهل قدر يسيطر على الخليفة والفرس سيطروا مره ثانيه على زمام الأمور.

ذلك غير ان العرب والهاشميين تهمشوا، وعليها قامت الحرب في مدينة الكوفة وكانت ثوره العراق من بني هاشم التي انضم لها عدد كبير من العلويين الناقمين على سياسة بني عباس رغم سياسة المأمون معه واللي كانت تتسم بالعطف والتسامح وكان يري انه بذلك سوف يعوضهم عن سياسه القسوة اللي كانت تمارس ضدهم من اجداده.

وقدر أبو السرايا السري انه يتغلب على الجيش اللي ارسل له من والي العراق وأيضا استولى على البصر والقادسية ووقتها  ارسل المأمون لهرثمة بن عين الذي انهي جيوش أبو السرايا السري لوم يجعل لها أي وجود على الأرض.

بعدها ذهب المأمون على بغداد وذلك كان في منتصف شهر صفر من سنه 2004 هجريا.

 

الثورات في عهد الخليفة المأمون بن هارون الرشيد

وأيضا بسبب تحيز الخليفة المأمون للفرس في عهده قامت عليه الثورات من الشام والجزيرة العربية وقتها حاول القائد طاهر بن الحسين انه يخمد تلك الثورات دي باللين مره وبالعنف مرات الي ان وجد ان الحل الوحيد بالنسبة لتلك للقبائل ان الخلافة تقلل عنهم الضرائب.

وبالفعل نجح ذلك الحل ده وقدروا انه يخمد تلك الثورات دي بالتفكير وليس بالحرب.

ظهور فرقة المعتزلة

بداية سنه 202 هجريه تظهر فرقة المعتزلة واللي كانت اول ظهور لها في أواخر الدولة الأموية ومؤسسهم الأول كان الواصل بن عطاء.

وفرقة المعتزلة هم كانوا مجموعه من الأشخاص الضالة اللي درسوا علم الكلام وعلم الأسماء والصفات، وفرقة المعتزلة هم كانوا سبب فتنة او محنة خلق القرآن والحقيقة ان تلك الفتنة كانت من اكبر الفتن اللي هاجمت الدولة الإسلامية المسلمين.

وذلك لانهم كانوا يؤمنوا بفكرة ان القرآن الكريم ليس كلام ربنا سبحانه وتعالى اللي نزل به على سيدنا جبريل عليه السلام وانه مخلوق وبالرغم ان كان المأمون يحب العلم الا انه للأسف كان جاهل بالسنة الصحيحة.

وهنا أتي له مجموعة من رؤساء المعتزلة وعبثوا بعقله ومن هنا قدروا جماعة المعتزلة انهم يقنعوا الخليفة المأمون بفكرهم واللي ساعدهم اكتر ان المأمون كان يحب قراءة كتب الفلسفة والمنطق وكان مهتم بكل اللي كان يكتبه الفلاسفة الأوائل فسيطر عليه امر العقل الباطل.

وفعلا بدا المأمون يؤيد تفكيرهم وبدأ يعلي شأن رؤساء فرقة المعتزلة عند الخليفة والذين كانوا بشر الماريسي واحمد بن ابي دؤاد وهم اللي الزموا المأمون بدعوة الناس للفكر الباطل والقول بخلق القرآن.

فكتب المأمون رسائل في تأييد آرائهم وموافقته بان القرآن مخلوق لدرجة ان في السنه الأخيرة من حياته كتب لوالي العراق رساله يطلب منه امتحان القضاة في مسألة القرآن وانه يعاقب أي أحد يعترض.

والحقيقة ان ذلك الموضوع صنع فتنة استمرت لمده 19 سنة وكل العلماء المسلمين اجمعوا ان من اعظم مساوئ الخليفة المأمون انه سمح لمجموعة من الأشخاص الضالة انهم يعبروا عن آرائهم ومعتقداتهم ونشر مبادئهم بالاعتماد على العقل والمنطق فقط من غير ما يتقيدوا بقيد واحد او يقفوا عند حد معين.

وهنا يوصف الامام السيوطي المأمون ويقول انه كان من افضل رجال بني عباس لو لما اتاهم من محنة الناس،

واستمر المأمون الي سنة 218 هجريا يدعو لذلك للفكر ولما رأي اعتراض الناس ورفضهم للبدعة لتلك الخبيثة قرر الاستعانة بسلطته ونفوذه واصبح يجبر اهل العلم والمحدثين انهم يؤمنوا بفكر المعتزلة وعقد لهم محاكم التفتيش وهدد بالفصل والحرمان والتعذيب والتشريد الي ان قدر انه يجبرهم على ذلك.

والحقيقة ان لم يقدر أحد ان يثبت على موقفه في تلك الفتنه غير الامام احمد بن حنبل ومحمد بن نوح ووقتها امر المأمون رجاله يأتوا له بالعالمين  وهم مقيدين على الجبل الى مدينة طرطوس ورفع سيفه واقسم انه سوف يقتلهم لو لم يعترفوا بخلق القرآن.

ولما عرف الامام احمد بن حنبل بالأمر جلس على ركبتيه وظل ناظر للسماء وقال سيدي غر حلمك هذا الفاجر حتى تجرأ على اوليائك بالضرب والقتل اللهم فان يكن القرآن كلامك غير مخلوق فاكفنا مؤنته اللهم لا تجعلنا نراه ولا تجعله يرانا.

فاستجاب الله دعاء العبد الصالح ومات المأمون قبل ان يصلوا الى طرسوس.

السياسة الداخلية في عهد الخليفة المأمون

والان لنعرف السياسة الداخلية في عهد الخليفة المأمون ماذا كان وضعها،

في البداية اجعلني أقول لك ان سياسة المأمون عرفت بانها جمعت بين المواقف المتناقضة واللي يكون صعب التوافق بينها فمثلا المأمون كان يميل للفرس فتره وفي فتره تانية يميل للعلويين ومن بعدهم يميل لأهل السنه والجماعة.

وبسبب سياسته المرنة قدر انه يجمع حواليه كل الأحزاب ويتغلب على الصراع اللي ممكن يحصل بينهم.

السياسة الخارجية في عهد الخليفة المأمون

اما سياسته الخارجية فسنجد ام العلاقة الطيبة اللي كانت بين الخليفة المأمون والإمبراطورية الرومانية ظلت مستمرة حتى بعد موت الامبراطور شارلمان واللي مات في السنة الثانية من تولي المأمون الخلافة وجاء من بعده ابنه الامبراطور لويس واستمر في السعي وراء استمرار سياسة التفاهم مع العباسيين.

لكن كان العكس تماما مع الإمبراطورية البيزنطية والذي ظل العداء بينها وبين الخلافة العباسية مثلما كان مع الخلفاء السابقين،

ولذلك استغل الخليفة المأمون الفتنة الداخلية اللي كانت بين توماس الصقلبي ضد ميخائيل الثاني وارسل  لتوماس الصقلبي السلاح لكي يساعده في فتح القسطنطينية لكن توماس الصقلبي تم قتله قبل ان يدخل أبواب القسطنطينية وجيشه يخسر.

وعليها تفشل خطة المأمون لكن في الحقيقة المأمون لم يكن غافل عن قتال الروم وغزاهم لأكثر من مره.

وفي السنوات الأخيرة من حياته قاد جيوش بنفسه وتوغل في الأراضي البيزنطية في اسيا الصغرى وجعل معظم اقامته في الشام فمن سنه 214 الي سنة 218 هجريا  كان آخذ دير موران في دمشق مقر له.

أهم إنجازات وأعمال الخليفة المأمون بن هارون الرشيد

ونقدر نقول ان اهم واكتر شيء تميز به المأمون في حروبه مع البيزنطيين كانت اتخاذه موقف الهجوم وتغلغلوا في الأراضي البيزنطية وفي حمله المأمون الثالثة تحقق حلمه بالاستيلاء على حصن لؤلؤه اللي يسيطر على مفارق الطرق.

ففي سنة 215 هجريا خرج المأمون بنفسه على راس الجيوش الإسلامية لغزو الروم وقدر يفتح حصن قره وفتح حصون أخري من بلادهم وبعد ذلك رحل عنها، ورجع في سنه 216 هجريا وقرر يغزو الروم مرة أخري  ففتح حرقلة وبعدها ارسل قواته لكي يفتحوا عده مدن وحصون كبيرة.

واللي يقدروا يدخلوا الرعب في قلوب الرومان وبعدها رجع المأمون على دمشق ولما فكرت الروم انها تغدر ببعض البلاد الإسلامية غزاهم المأمون للمرة الثالثة وللعام الثالث على التوالي في سنة 217 هجريا.

وهنا اضطر الروم بسبب الهزائم المتلاحقة انهم يطلبوا الصلح.

اما عن علاقة الخلافة الإسلامية بدوله الأغالبة في افريقيا والمغرب في عهد الخليفة المأمون فكانت افضل ما يكون وكانت السياسة المتبعة في ذلك الوقت هي الاعتراف بحكم الأسرة الحاكمة في الدولة على أساس الاستقلال الذاتي في مقابل انها تكون تابعه لدولة الخلافة الإسلامية.

وقتها كان زيادة الله الأول بن إبراهيم ابن الاغلب هو حاكم دوله الأغالبة واللي في عهدوا قدر المأمون يفتح جزيرة صقليه التابعة للبيزنطيين من خلال جيش كان مكون من 10,000 فارس معظمهم من الفرس الخرسانيين والبقية من الأفارقة والاندلسيين المقيمين في افريقيا بقياده القيروان اسد بن الفرات.

ودارت معركه طاحنه بين الجيش الإسلامي والبيزنطي انتهت بانتصار الجيش الإسلامي واستشهد القائد اسد ابن الفرات وكتب الحاكم زيادة الله الأول للخليفة المأمون وبشره بالنصر وذلك كان سنة 212 هجرية.

وبرغم اهتمام المأمون بالفتوحات واخماد الثورات الا انه اهتم بالعلوم والرياضيات والتاريخ بشكل كبير فكان بيت الحكمة في عهده من اكتر الأماكن الموجود فيها كتب من شتى انحاء العالم ومترجمة كمان للغة العربية.

لدرجة ان في مره ارسل علماء لكي يقيسوا له محيط الأرض والأرقام اللي وصلوا ليها كانت قريبة جدا من الأرقام اللي اكتشفوها العلماء في عصرنا الحالي.

وليس ذلك فقط بل انه امر علماء الفلك واللي كان من اشهرهم موسى الخوارزمي انهم يدرسوا الكواكب المرئية الخمسة،

لكي يقدروا يحددوا وقت النهار او الليل استنادا للأرصاد النجمية او الشمسية واللي كانت مفيدة بشكل كبير خصوصا لضبط أوقات الصلوات الخمسة ومعرفه القبلة الشرعية وتحري الهلال لتحديد بداية الشهر القمري عند المسلمين.

وفي سنه 216 هجريا اقباط مصر عملوا ثورة ضد الوالي بسبب ضيق الأحوال وزياده الضرائب المطلوبة منهم استمرت تلك الثورة لمدة ثمن شهور الي ان اضطر الخليفة المأمون انه يذهب على مصر بنفسه لكي يعرف اصل المشكلة والحقيقة ان الخليفة المأمون،

وقتها غضب جدا من والي مصر وقال له بالحرف “لم يكن هذا الحدث العظيم الا عن فعلك وفعل عمالك حملتم الناس ما لا يطيقون وكتمتوني الخبر حتى تفاقم الامر واضطربت البلاد”

وعليها امر المأمون بعزل الوالي وتهدئة الثوار باللين وأيضا ليس هناك أي نتيجة واللي لم يقدر عليه المأمون باللين قدر عليه بالشدة والعنف وقدر يخمد ثورات الاقباط بشكل نهائي.

كيف مات الخليفة المأمون بن هارون الرشيد

اما عن وفاه الخليفة المأمون هنا قال المؤرخين ان وقت ان كان الخليفة في غزوة من غزواته بأراضي الدولة البيزنطية أصيب بحمى هلكت جسمه بالمعنى الحرفي ولم يقدر ان يتعافى منها ومات ودفن في مدينة طرسوس يوم 18 رجب سنه 218 هجرية.

والي اليوم ضريح الخليفة المأمون بن هارون الرشيد موجود في المدينة.

قميص المأمون السحري الملعون.

قبل ما نختم مقالتنا اريد ان أقول لك معلومة مهمه جدا طبعا كلنا شاهدنا فيلم الفيل الأزرق واللي قصته مأخوذة من رواية الفيل الأزرق للكاتب احمد مراد واللي كان معظم احداثه تدور حول القميص الغريب اللي كان البطل ماسكه في الفيلم.

ها صديقي القميص ده اطلقت عليه بعض الروايات لقب قميص المأمون او القميص المبارك او الحصن المكنون، فبحسب بعض الروايات يقال ان ذلك القميص ملعون واي شخص يرتديه بعدها يصاب بالنحس ويعيش حياته كلها في عذاب الي ان يموت.

واشخاص كتير تقول ان ذلك القميص هو قميص الخليفة أبو العباس عبد الله بن هارون الرشيد والملقب بالمأمون،

واشخاص أخري تقول ان القميص ده يخص واحد من سلاطين بلاد فارس وهو الشاه صفي الثاني بن عباس الثاني الملقب بالسلطان سليمان الأول الصفوي،

والذي تولى حكم ايران وهو عنده 19 سنة واللي كان عاشق للنساء من وهو طفل صغير يقضي يومه كله معهم لدرجة انه كان يخصي رجال الدولة لكي يضمن عدم تعرضهم للنساء في قصره.

والدولة في فتره ولايته تعرضت للخسائر الفادحة على جميع المستويات وكان يشرب الخمور بشراهة فساءت صحته ولم يعد قادر على قياده الدولة نهائيا لدرجة انه فرط في مدينة خرسان واللي كانت تعتبر واحدة من اهم مواقع الدولة.

وقتها اجتمع المنجمين والعرافين واقروا بانه تولى الحكم في ساعه منحوسة من حياته وهي السبب في تدهور حالته النفسية والجسدية الغريبة، وان الاجرام السماوية كانت في حالة تقاطع والكواكب كانت متعامدة وليس ذلك فقط بل أنهم ادعوا امامه بانه سيموت مقتول في وقت قصير،

واتفقوا على اعاده مراسم تنصيبه كحاكم لإيران مره ثانية لكي يفك عنه ذلك النحس  وصمموا له القميص الذي ظهر في الفيلم بغرض حمايته من الشرور والاذى وفك النحس لانهم معتقدين انه تولي الحكم في ساعه منحوسة.

ولو أتينا لنري الخصائص الجسدية للقميص واللي منها ممكن نعرف هل كان القميص للسلطان المأمون ولا كان السلطان سليمان الأول فكانت مساحه الوسط تبلغ 92 سم وذلك يدل على ان صاحبه كان شخص ممتلئ الجسم لدرجه كبيره جدا وانه يمتلك بطن ضخم،

اما عن مساحه عرض الصدر فكانت 89 سم وذلك يؤكد لنا انه كان شخص عريض الاكتاف وكل المواصفات تثبت لنا انه كان مهيئ بانه يكون لرجل محارب ذلك كان الهدف من تصميم تلك النوعيات من القمصان.

وتلك كانت الاقاويل حول قصة القميص الملعون فلو تعرف يا صديقي أي معلومات عن ذلك الموضوع وهل فعلا هو كان للمأمون اكتب لنا في التعليقات وبذلك نسدل الستار على قصة الخليفة العباسي المأمون ويكتب التاريخ اول حروفه في عهد الخليفة أبو إسحاق محمد المعتصم بالله ابقوا في امان الله والسلام.