الراقصة حكمت فهمي اخطر جاسوسة مصرية رقصت أمام هتلر وملوك أوروبا، لكنها لم تكن راقصة عادية، كرهت الإنجليز، وتآلفت مع الألمان للثائر لمصر من محتليها الراقصة التي خطفتها السياسة من مهنتها، فأصبحت جاسوسة. الأجيال الحالية لا تعلم من هي حكمة فهمي، برغم تكرار اسمها في العديد من المناسبات،
من هي الراقصة حكمت فهمي
الراقصة حكمت فهمي هي الجاسوسة المصرية التي قدم المخرج حسام الدين مصطفى في ال من عن حياتها، يحمل اسم الجاسوسة حكمت فهمي، وقامت ببطولته الفنانة المصرية نادية الجندي.
حكمت فهمي، لم تكن مجرد راقصة كمواطنة مصرية تأصل داخلها كراهية الاحتلال وبغضه ومقاومته بشتى الطرق، ما جعلها تساهم في صنع جزء كبير من تاريخ مصر خلال فترة الحرب العالمية الثانية كمان ذلك من عمرها، عامين ونصف العام قضتهما خلف القضبان في سجن الأجانب، عقوبة لها على وطنيتها.
بين الراقصات والسجون قصص وتاريخ طويل في الراقصة الشهيرة تحية كاريوكا كانت صاحبة تاريخ سياسي ونضالي بارز انتهى بدخوله السجن على خلفية انضمامه لصفوف المعارضة بعد قيام ثورة يوليو، حيث وزعت قرابة 150,000 منشور يحملون عبارة ذهب فاروق وجاء فواريق.
وانضمت لحركة حددته التي كانت تطالب بالديمقراطية لتقضي شهورا في السجن بتهمة التآمر لقلب نظام الحكم.
وأثناء تواجدها في السجن شكلت قيادة وكان لها سمن حركي هو عباس وقادة المظاهرات لتحسين معاملة المسجونات قبل أن تخرج بعد تبرئتها وتسافر إلى بيروت.
أما حكمة فهمي فقد تجسست بصالح ألمانيا النازية ضد الحلفاء أيام الحرب العالمية الثانية، وورطت معه الرئيس الراحل محمد أنور السادات.
حكمت فهمي كان تصرح دائما بمدي كرهها للاحتلال البريطاني، ولعل هذه الكراهية تأججت في طفولتها عندما وجدت نفسها فجأة وسط مظاهرة يطاردها الإنجليز، ولم تستطع الركض، فوقعت على الأرض وانهال الجنود عليها بالضرب بالكرباج حتى فقدت الوعي وسالت الدماء من جسدها.
ومنذ ذلك اليوم وهي بداخلها كراهية للإنجليز لا حدود لها.
قصة الراقصة حكمت فهمي اخطر جاسوسة مصرية
ولد تفهمي في 24 من نوفمبر من عام 1907 بدمياط وعملت كممثلة في فرقة على الكسار ثم كراقصة في فرقة بديعة مصابني. ولقبت بسلطانة الغرام، وكان معروف عنها علاقتها القوية بضباط القوات البريطانية من خلال ترددهم على الملهى الذي كانت ترقص فيه،
ولكن لظروف الحرب سافرت لأوروبا علاقتها بضباط بريطانيا التي كانت تحتل مصر أنذاك دفعت الألمان للتفكير في تجنيدها لصالحهم، وبالفعل نجحت في ذلك دون أن تعلم الراقصة المصرية في البداية بتجنيدها من خلال جاسوس ألماني أوقعها في شباك غرامه.
ففي إحدى الليالي التي كانت ترقص فيها حكمة فهمي في ملهم بالنمسا، شاهدها رئيس المخابرات الألمانية، فرشحها لترقص الزعيم النازي أدولف هتلر ووزير دعايته غوبلز في ألمانيا؟
وعندما شاهدها جوبلز أمر بتجنيده لصالح الألمان الذين كانوا على علم بشعبيتها عند الضباط الإنجليز في مصر،
تجنيد حكمت فهمي جاء عن طريق شاب قدم نفسه لها في الملهى الليلي الذي ترقص فيه في النمسة، على أنه طالب مصري اسمه حسين جعفر، وتمكن بعد ليلة أخرى من التقرب منها، بل وأوقعها في حبها ثم اختفى فجأة من حياتها.
حسين جعفر هو الضابط الألماني أبلر الذي كان يتقن اللغة العربية أول المهام التي أوكلت لأبلر لسكان تنزل علاقة غرامية مع الراقصة حكمت فهمي تمهيدا لتجنيدها وعندما نشبت الحرب العالمية الثانية، عادت حكمة لمصر لترقص في ملها الكونتننتال دون أن تعلم أنها وقعت في فخ الجاسوسية لصالح ألمانيا،
ومنه انتقل تلم لملهي الكيتكات ليبدأ هناك إبلر في الاتصال بها مرة أخرى، بعد أن نجح هو وزميله مون كاستر في دخول مصر من خلال تنكر في أزياء الزي العسكري البريطاني.
وقد كشف الكاتب الصحفي ومحمود صلاح عن قصة الحب التي تحولت لشبكة تجسس شارك فيها الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات في كتابه السادات والجاسوس.
فبعد عدة لقاءات بين حكمة أبلر، أبدت استعدادها للتعاون مع الألمان ضمن المعلومات التي كشفتها الراقصة حكمت فهمي للألمان، والتي كان من أهم أهدافها تخليص مصر هي مواقع جيوش الحلفاء، وتواجد الجيش البريطاني في منطقة العلمين، وهي معلومة لم تكن لدى روميل
سلطانة الغرام الراقصة حكمت فهمي، قامت بتأجير عوامة قريبة من عواماتها لابلر ومنها كان يتواصل جاسوس الألماني مع روميل من خلال جهاز اللاسلكي، وفجأة لاحظ عدم رد المخابرات الألمانية عليه،
فطلب من الراقصة حكمت فهمي البحث عن شخص تثق فيه لإصلاح جهاز التجسس لإتمام مهمتها في مصر.
الراقصة حكمت فهمي لجأت لحسن عزت صديق الضابط المصري أنور السادات حينها والذي وافق على إصلاح الجهاز فور علمه بمهمة الجاسوسان الألمان لكره السادات الشديد للإنجليز.
وحمل السادات الجهاز في حقيبته متجها إلى بيته في كوبري القبة بينما استمر إبلر في نشاطه بجمع المعلومات من داخل النوادي الليلية التي يسهر فيها الضباط والجنود الإنجليزي. بمساعدة الراقصة حكمت فهمي،
أبرز الخدمات التي قدمتها حكمة فهمي للألمان كانت عن طريق الميجور سما، فالذي كان متيم بها، إذ نجحت في الحصول منه على معلومات مهمة عندما أخبرها في إحدى الليالي أنه مسافر إلى ميدان الحرب على الخطوط الأمامية.
في هذه الليلة ألغت الراقصة حكمت فهمي رقصته لتقضي السهرة معه في عوامتها وهناك دست له المخدرة في كأس الويسكي لتحصل منه على أخطر تقرير يتضمن كافة المعلومات التي يبحث عنها أبلر فهرولت إليه،
ومنحته التقرير الذي يحتوي على كافة المعلومات عن القوات النيوزيلندية ووحدات من جنوب إفريقيا وأستراليا، بالإضافة إلى وحدة أخرى قومها 5000 جندية كانت سترسل إلى الإسكندرية و2500 لغم لتعزيز الخط الدفاعي، وتركيز الدفاع في العالمين نفسها، وليس على بعد عدة أميال، كما كان يعتقد روميل،
وأسرع أبلر للإبلاغ رؤسائه حقيقة ابر كجاسوس ألمانية كشفتها رفيقتها الراقصة الفرنسية اليهودية، وكان تدعى إيفيت التي عملت لصالح الوكالة اليهودية في مصر وتم إلقاء القبض على أبلر ومون كستر وحكمت فهمي،
و الرئيس الراحل أنور السادات عندما كان ظابطا، الذي أنكر معرفته بالجواسيس الألمان، ولكنه عوقب بالاستغناء عن خدماته بقرار ملكي كضابط في الجيش المصري، وتم خلع الرتب العسكرية من على كتفه
. وداخل سجن الأجانب، التقى جميع أطراف قضية تجسس أبلر، وصديقهم، ومون نكستر، وحكمت فهمي، والسادات ورفيقه حسن عزت
وعندما وصل ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا إلى مصر طلب رؤية الجواسيس الألمان ووعدهما بأن لا يحكم عليهم بالإعدام إذا اعترفا، وبحا المخابرات البريطانية بسر الشفرة التي كان يستخدمونها في التواصل مع المخابرات الألمانية، و
قرر التعاون والإفصاح عن الشفرة، وهو ما ساعد القوات البريطانية في خداع روميل ثعلب الصحراء وخلال تلك الفترة، احتلت قصة حكمة فهمي رؤوس الصحف العالمية أثناء الحرب العالمية التانية،
أما إبلر وصديقه مون كستر فقد عادا إلى ألمانيا وحكمت فهمي ساءت حالتها النفسية، وتمكنت من الخروج من السجن، بعد أن دفعت رشوة مالية قدرها 200 جنيه.
تزوجت الراقصة المصرية من المخرج محمد عبد الجواد وأنجبت منه أبنائها، أما وفاتها فكانت في عام 1974. ولمعرفة المزيد من شخصيات سياسية يمكنك الاطلاع عليها من هنا .