في تلك المقالة نقدم سيرة السلطان أورخان غازي بن عثمان من حيث قصة السلطان أورخان غازي بن عثمان منذ ولادته حتي وفاته ونبرز أهم معارك وفتوحات السلطان أورخان غازي بن عثمان.
من هو السلطان أورخان غازي بن عثمان
من هو السلطان أورخان غازي بن عثمان
ثاني حكام الدولة العثمانية وثاني أولاد عثمان الأول بن أرطغرل وأطلق عليه لقب أورخان بك كما أنه أسس القوات الانكشارية إلي أرعبت أوروبا لقرون واستطاع الانتصار على الإمبراطورية البيزنطية في معركة حاسمة.
كما أنه فتح مدينة بورصة مدينة نيقية وقال عنه الرحالة بن بطوطة مغلوطة عن أورخان غازي إِنَّهُ أكبَرُ مُلُوكِ التُركُمَان، وَأكثَرَهُم مَالًا وَبِلَادًا وَعَسكَرًا، وَإنَّ لَهُ مِنَ الحُصُونِ مِا يُقَارِبُ مَائَة حِصنٍ، يَتَفَقَّدُهَا وَيُقِيمُ بِكُلِّ حِصنٍ أيَّامًا لِإصلَاحِ شُؤُونِهِ»
ولد السلطان أورخان غازي في عام 687هـ 1281م في مدينة سوغوت بالأناضول وتوفي في عام 761هـ 1360م في مدينة بورصة بالأناضول ووالدة السلطان أورخان غازي هي مال خاتون
كما أنه تولي حكم الدولة العثمانية لمدة 34 عام من سنة 726 حتي 761هـ الموافق 1326 – 1360م فدعونا نروي قصة سيرة السلطان أورخان غازي بن عثمان من ميلاده حتي وفاته في قادم الفقرات.
نشأة السلطان أورخان غازي بن عثمان
متي وأين ولد السلطان أورخان غازي بن عثمان؟
السنة 761هـ 1360م وتحديدا في مدينة سوغوت أنجب السلطان عثمان بن أرطغرل وزوجته مال خاتون ولد سماه أورخان.
صفات السلطان أورخان غازي بن عثمان
عرف عن أورخان بن عثمان بن أرطغرل الهمة والشجاعة وحب القتال
كيف كانت نشأة السلطان أورخان غازي بن عثمان
نشأ أورخان غازي في كنف أبيه السلطان عثمان بن أرطغرل وحرص أبوه علي اعداده لتولي المسؤولية ومهام الحكام فعهد عليه بقيادة الجيوش التي كان يرسلها لحدود الدولة البيزنطية وكان أورخان عسكريا من الطراز الأول
وفي عمر ال 18 سنة تزوج السلطان أورخان غازي بن عثمان من ابنة حاكم مدينة يار حصار البيزنطي وكانت تدعي زوجة أورخان الأولي نيلوفر خاتون والتي أنجبت له أولاده مراد وسليمان .
قصة السلطان أورخان غازي بن عثمان
ما هي قصة السلطان أورخان غازي بن عثمان
شارك أورخان غازي بك في عدة حروب ومعارك خلال فترة حكم والده عثمان بن أرطغرل وكانت آخر الحروب تلك هي حصار مدينة بورشة والتي تم فتحها 1326 ميلادية مع نهاية عهد عثمان بن أرطغرل .
وعلى الرغم من كون أورخان هو ثاني أبناء عثمان بن أرطغرل إلا أنه أوصى أبوه له بالحكم من بعده وذلك لخبرته العسكرية وحبه للجهاد ولم يوصي بالحكم للأكبر أولاده علاء الدين باشا لكونه معروف عنه الزهد والورع والميل للعزلة.
وبعد عثمان بن أرطغرل اجتمع أمراء وقادة الإمارة العثمانية مع أولاده اقترح أورخان تولي أخوه الأكبر علاء الدين الحكم بدلا منه لكن علاء الدين رفض ذلك ولم يعارض تولي أورخان غازي بن عثمان للحكم
لأنه كان يري إن أورخان غازي بن عثمان هو الأنسب للمنصب منه بسبب نجاحاته وخبراته العسكرية فوافق الأمراء على قراره.
كيف تولي أورخان غازي بن عثمان حكم الدولة العثمانية
وبهذا أصبح أورخان غازي بن عثمان بن أرطغرل سنة 1326 مناديا 726 هجريا حاكم على الدولة العثمانية بشكل رسمي وهو عمره 40 سنة.
تجنب الأخوين أورخان غازي وعلاء الدين الدخول في صراع فيما بينهم على الحكم واتفقوا على اقتسام السلطة فيما بينهم.
وأن يكون الحكم والقيادة العسكرية لأورخان وتكون الإدارة المدنية والوزارة والشؤون الداخلية لعلاء الدين
والذي منحه السلطان أورخان غازي بن عثمان لقب باشا وعلاء الدين هو أول من حمل لقب باشا في التاريخ العثماني وأول وزير أعظم في تاريخ الدولة العثمانية.
وبهذا تفرغ السلطان أورخان غازي بن عثمان للفتوحات ورفع راية الدولة العثمانية.
وكانت أول أعمال السلطان أورخان غازي بن عثمان بعد فتح مدينة بورصة سنة 1326 ميلادية 726 هجريا بشكل سلمي هي نقل مقر عاصمة الدولة العثمانية إليها بعدما كانت العاصمة في مدينة سوغوت ومدية يني شهير قبل ذلك.
أول أعمال السلطان أورخان غازي بن عثمان بعد توليه حكم الدولة العثمانية
في ذلك الوقت ده كانت الإمبراطورية البيزنطية دخلت في حرب أهلية استمرت لمدة 8 سنوات ابتداء من سنة 1321 ميلاديا وحتى سنة 1328 ميلادية والتي أدت إلى زيادة مشاكل وضعف الإمبراطورية البيزنطية أكثر وأكثر.
فقرر السلطان أورخان غازي بن عثمان استغلال الفرصة والقيام بفتح الأراضي البيزنطية وضمها إليه.
فبدأ بإرسال جيش بقيادة كلا من الغازي عبد الرحمن وقونور ألب إلى منطقة قوجة ابلي الواقعة بين بحر مرمرة والبحر الأسود واستطاع الجيش ذلك فتح مدينة صبنجة وادابازاي وسمندرة وضم المنطقة بالكامل للحكم العثماني.
وبعد تلك الفتوحات العثمانية أصبحت الإمبراطورية البيزنطية لا تملك في الأناضول وقارة آسيا إلا اثنين من المدن الرئيسية هم مدينة نيقية ومدينة نيقوميديا المعروفة باسم ازميت حاليا وبتلك الفتوحات أصبحت الجيوش العثمانية بالقرب من مدينة القسطنطينية.
شهادة ابن بطوطة عن السلطان أورخان غازي بن عثمان
ما هو نص شهادة ابن بطوطة عن السلطان أورخان غازي بن عثمان والعثمانيون الأوائل
في الفترة دي بين 1331 و 1332 ميلادي زار الرحالة المسلم الشهير ابن بطوطة الأناضول وقابل السلطان أورخان غازي وقال عنه
«إِنَّهُ أكبَرُ مُلُوكِ التُركُمَان، وَأكثَرَهُم مَالًا وَبِلَادًا وَعَسكَرًا، وَإنَّ لَهُ مِنَ الحُصُونِ مِا يُقَارِبُ مَائَة حِصنٍ، يَتَفَقَّدُهَا وَيُقِيمُ بِكُلِّ حِصنٍ أيَّامًا لِإصلَاحِ شُؤُونِهِ ويقال أنه لم يمكث لمدة شهر كامل في أي مدينة واحدة كما أنه يحارب الكفار باستمرار ويبقيهم تحت الحصار ».
وقال كمان بن بطوطة في كتابه تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار أنه في نهاية سنة 1332م 732 هجريا زار مدينة القسطنطينية واجتمع مع الإمبراطور أندرونيقوس الثالث وزار كنيسة آياصوفيا
وتكلم مع البطريرك حول أسفاره في مدينة القدس.
تأسيس السلطان أورخان غازي الجيش الانكشاري
كيف قام السلطان أورخان غازي بتأسيس الجيش الانكشاري
في تلك الفترة كان الجيش العثماني الذي يقوده السلطان أورخان غازي بن عثمان هو جيش غير نظامي مسلح بتسليح خفيف ويقوم أفراده بالتجمع قبل الحرب والتفرق بعدها ويعود كل منهم إلى قبيلته ومهنته الأصلية
وكان الخوف في ذلك الوقت من تعصب جنود الجيش لقبائلهم على حساب الدولة وأورخان غازي
من هو صاحب فكرة انشاء الجيش الانكشاري
فأقترح أحد الأمراء العثمانيين والاسم قرا خليل على الوزير علاء الدين باشا أخذ الشبان من أسرى الحرب وفصلهم عن أصلهم ودينهم والقيام بتربيتهم تربية إسلامية وتدريبهم على الحرب والقتال
ومع بلوغهم سن الخدمة العسكرية يدخلوا ضمن تشكيلات الجيش ويكون الجهاد هو شغلهم الشاغل.
أعجبت تلك الفكرة السلطان أورخان غازي بن عثمان وبدأ في تنفيذها في عهده وتحديدا في سنة 1330 ميلاديا 730 هجريا.
وسميت تلك الفرقة العسكرية الانكشارية والتي تعني الجيش الجديد وكان الانكشارية هم الجيش النظامي فقرة أوروبا.
وعلى أيدي الجيش الانكشاري سيجري فتح غالبية مناطق أوروبا بعد ذلك وسيكون الجيش الانكشاري الدور الأكبر والأساسي في رحلة صعود وسقوط الدولة العثمانية..
معارك وفتوحات السلطان أورخان غازي بن عثمان
ما هي أبرز معارك وفتوحات السلطان أورخان غازي بن عثمان
- حصار مدينة نيقية
- معركة بيليكانون 11 يونيو 1329
- فتح مدينة نيقية 731 هجرية 1331 ميلادي
- فتح مدينة نيقوميديا سنة 1337 ميلادي المواق 737 هجرية
- توسعات الدولة العثمانية في الأناضول وامارة قراسية سنة 1336 ميلادية 736 هجرية.
- فتح امارة أنقرة سنة 1354 ميلادي 745 هجرية
- ضم منطقة بولو سنة 1354 ميلادي 745 هجرية
وسنبدأ في سرد معارك وفتوحات السلطان أورخان غازي بن عثمان بالتفصيل وتلك خريطة الدولة العثمانية في عهد السلطان أورخان غازي بن عثمان
حصار مدينة نيقية
كانت الخطوة التالية لأورخان غازي هي فتح كلا من مدينة نيقية ومدينة نيقوميديا وسنة 1828 ميلادية 728 هجريا تحرك أورخان غازي بن عثمان بجيشه لحصار مدينة نيقية.
وكان صعب على العثمانيين اقتحام المدينة عبر ميناء البحيرة اللي تطل عليها مما أدى لزيادة مدة الحصار
وقتها كانت انتهت الحرب الأهلية البيزنطية بتولي حاكم جديد للإمبراطورية وهو الإمبراطور أندرونيقوس الثالث .
استمر حصار العثمانيين بقيادة أورخان غازي بن عثمان لمدينة نقية لمدة ثلاث سنوات كاملة حتى سنة 1331 ميلادي 731 هجرية
معركة بيليكانون 11 يونيو 1329
معركة بيليكانون 11 يونيو 1329 بقيادة السلطان أورخان غازي بن عثمان
الا أن قرر الإمبراطور أندرونيقوس الثالث جمع قوة عسكرية من المرتزقة سعيا لإنقاذ مدينة نيقية وإيقاف التقدم العثماني المندفع تجاه عاصمة الروم.
وعلى أمل إعادة الوضع على الحدود الإسلامية البيزنطية إلى حالة من الاستقرار والهدوء واستعادة بعض القلاع والأراضي اللي تم خسارتها.
فقاد الإمبراطور الجيش البيزنطي بنفسه في حملة عسكرية وعبر بهم مضيق البوسفور 2 شعبان 729 هجريا 1 يوليو 1329 ميلادية ونزلوا في مدينة اوسكودار وبدؤوا في التحرك باتجاه مدينة نيقية.
ولما عرف أورخان غازي بن عثمان بهذا ترك جزء صغير من جيشه لاستكمال الحصار وتحرك بأغلب قواته بسرعة لمواجهة الروم قبل وصولهم إلى مدينة نيقية.
وبالقرب من منطقة بيليكانون والمسماة حاليا إيسكي حصار شمال مدينة جبزة تقابل الجيشين العثماني والبيزنطي.
كان عدد الجيش العثماني بقيادة أورخان غازي بن عثمان حوالي 8 آلاف جندي أما عدد الجيش البيزنطي فكان 4 آلاف جندي فقط.
وعلى الرغم من التفوق العدد للمسلمين فإنهم كانوا يتميزوا بالدروع الخفيفة في حين كان بنود الجيش البيزنطي مدرعين بالكامل.
تمركزت القوات العثمانية على التلال والأراضي المرتفعة المطلة على أرض المعركة مما أكسبهم ميزة استراتيجية كبيرة على أعدائهم.
واستمرت المناوشات والمناورات بين الجانبين لعدة أيام وفي يوم 11 شعبان الموافق 10 يونيو بدأت المعركة مع إرسال أورخان غازي بن عثمان 300 فارس من رماة السهام إلى أسفل التلال لتحفيز البيزنطيين على ترك مواقعهم واستدرجهم إلى أعلى خلال المتمركز فيها الجيش العثماني.
لكن الروم تمكنوا من صد هذا الهجوم ورفضوا التقدم أكثر خلف الفرسان العثمانية بعد ما شعروا بالفخ المنصوب لهم.
في ذلك الوقت أمر أورخان بيك بالهجوم عليهم ونزل الجنود العثمانيين من مواقعهم وشنوا هجوما مباشرا على الروم .
واشتبك الجيشين في قتال قوي وعنيف لكن أدى التسليح الثقيل للبيزنطيين وقتالهم المنظم إلى إطالة أمد المعركة.
وعلى الرغم من الميزة العددية للمسلمين إلا إن استمر الاشتباك بين الجيشين حتى حلول الظلام.
في هذا حاول الجيش البيزنطي الانسحاب والتراجع إلى معسكرهم لكن العثمانيين لم يمنحوهم تلك الفرصة واستطاعوا قتل الكثير منهم.
وانتشرت شائعة في صفوف الروم تقول أن الإمبراطور تم قتله في المعركة لكن في الواقع كان الإمبراطور أصيب إصابة خفيفة قرر بعدها الهروب والعودة إلى القسطنطينية عن طريق البحر.
وتحول التراجع البيزنطي إلى هزيمة وخسائر ضخمة في صفوفهم وطاردت قوات الدولة العثمانية بقايا الجيش البيزنطي الهارب وتم القضاء على قوات الروم بشكل شبه كامل.
وانتهت المعركة بانتصار حاسم للدولة العثمانية وهزيمة كارثية ومذلة للإمبراطورية البيزنطية.
واستشهد من المسلمين في معركة بيليكانون 275 شهيد فقط وغنموا الكثير من الغنائم بما فيها رايات الإمبراطورية البيزنطية وخيمة الإمبراطور.
أما البيزنطيين فكانت خسائرهم ضخمة وتمكن عدد قليل جدا منهم من الرجوع إلى القسطنطينية.
فكانت معركة بلا قانون سنة 1329 ميلادي 729 هجريا المعركة الأولى التي يواجه فيها الإمبراطور البيزنطي بنفسه حاكم عثمان وكانت التأثير المعنوي للمعركة أكبر وأهم من المعركة نفسها.
وشكل هرب الإمبراطور البيزنطي أمام السلطان أورخان غازي بن عثمان إشارة على تخلي الأباطرة البيزنطيين عن الأناضول وآسيا الصغرى إلى الأبد
وستكون الإمبراطورية البيزنطية من هذا الوقت وفيما بعد إمبراطورية من ناحية الاسم فقط وتحكم من الناحية الفعلية أراضي أقل من جميع الدول المجاورة لها.
فتح مدينة نيقية
فتح مدينة نيقية بقيادة السلطان أورخان غازي بن عثمان
وبعد ذلك الانتصار الكبير على الروم في معركة بيليكانون عاد أورخان غازي بن عثمان وشدد الحصار على مدينة نيقية مرة أخرى وأدرك سكانها استحالة وصول أي إمدادات من القسطنطينية فاضطروا لإعلان استسلامهم وفتح أبواب المدينة للمسلمين
ولم يحاول أي منهم مقاومة الجنود العثمانية وفي واحد جماد الأول 731 هجرية 2 مارس 1331 سقطت مدينة نيقية عاصمة السلاجقة الروم القديمة والتي أحتلها الصليبيون قبل أن تقع في يد السلطان أورخان غازي بن عثمان بن أرطغرل
أظهر السلطان أورخان غازي بك تسامح كبير مع سكان نيقية وترك لهم حرية الإقامة فيها أو مغادرتها وأصلح ما تهدم من مباني وأسوار المدينة وحول بعض كنائسها إلى مساجد.
وأسس فيها هو وزوجته نيلوفر خاتون مجموعة جديدة من المدارس والتكايا للفقراء وكان من بينهم أول مدرسة في التاريخ العثماني
بعد ذلك عين السلطان أورخان غازي أحد أبناءه الذي يسمي سليمان باشا حاكم على مدينة نيقية.
حصار وفتح مدينة نيقوميديا
كيف تم حصار وفتح مدينة نيقوميديا؟
وبعد ذلك السلطان أورخان غازي إلى مدينة نيقوميديا آخر مدن الإمبراطورية البيزنطية في الأناضول فقرر الإمبراطور البيزنطي التوصل لاتفاق مع السلطان أورخان غازي عرض فيه دفع جزية سنوية للإمارة العثمانية
وكانت قيمتها 12 ألف دينار ذهبي مقابل فك الحصار عن مدينة نيقوميديا فوافق السلطان أورخان غازي على ذلك وعاد إلى مدينة بورصة.
لكن بعد فتح مدينة نيقية وعقد معاهدة صلح مع الإمبراطور البيزنطي سنة 1331 ميلادية 731 هجرية أصبح واضحا للجميع وقتها أن سقوط مدينة نيقوميديا في أيدي الإمارة العثمانية و السلطان أورخان غازي بن عثمان مسألة وقت.
وعلى الرغم من اتفاق الجانبين على عقد هدنة مؤقتة إلا أن العلاقات ساءت بينهم مع حلول سنة 1333 ميلادية الموافق 733 هجرية.
وأدي ذلك إلى تحرك السلطان أورخان غازي بن عثمان بالجيش وحصار مدينة نيقوميديا في نفس السنة واستمر حصار نيقوميديا لمدة أربع سنوات كاملة .
وبعد توسعات الدولة العثمانية في الأناضول وامارة قراسية سنة 1336 ميلادية 736 هجرية التي سنعرفها في الفقرة القادمة عاد أورخان غازي يركز جهوده لضم نيقوميديا وشدد الحصار عليها.
خاصة بعد معرفة أن الإمبراطور البيزنطي مشغول بقمع أحد التمردات في ألبانيا وإخضاعها للحكم البيزنطي مما صعب من احتمالية وصول أي مساعدات للمدينة.
كانت مدينة نيقوميديا يحكمها أحد الأمراء البيزنطيين والذي قبل فرض الحصار عليها هرب وترك أخطوا الأميرة ماريكا لإدارتها لكن استطاع العثمانيين القبض عليه وقتله.
وبسبب الجوع ونقص المؤن لم يتمكن أهالي المدينة من الصمود أمام الحصار فقررت الأميرة الاستسلام واتفقت مع السلطان أورخان غازي بن عثمان على شروط التسليم.
والتي نصت على رحيل من يريد من الروم إلى القسطنطينية ومع خروج الأميرة وحاشيتها من نيقوميديا الي القسطنطينية دخلت الجيوش العثمانية إليها.
وبذلك إذا تم فتح مدينة نيقوميديا سنة 1337 ميلادي المواق 737 هجرية وامتدت الأراضي العثمانية من الشواطئ الآسيوية لبحر ايجا في الجنوب حتى شواطئ البحر الأسود في الشمال الغربي
وتم طرد البيزنطيين نهائيا من الأناضول وتم تغيير اسم المدينة من نيقوميديا إلى إذميد ومنح السلطان أورخان غازي بن عثمان لحكمها إلى ابنه الأكبر سليمان غازي وبالإضافة لكون حاكم لمدينة نيقية عينه أورخان بيك وليا للعهد من بعده
توسعات الدولة العثمانية في الأناضول وامارة قراسية
ما هي توسعات الدولة العثمانية في الأناضول
1. فتح امارة قراسية
لكن في ذلك الوقت أثناء حصار مدينة نيقوميديا حصلت تطورات جديدة فدولة الخانات المغول لبلاد فارس والتي كانت جميع إمارات الأناضول بما فيها الإمارة العثمانية تعتبر تابعة لها من الناحية الاسمية سقطت وتفكتت أراضيها.
وتأسست مكانها عدة دول وممالك صغيرة فقرر السلطان أورخان غازي بن عثمان إعلان استقلال امارته عن الدولة الخانية
وبذلك أصبح السلطان أورخان غازي بن عثمان بن أرطوغرل حاكم غير تابع لأي أحد وعلى نهجه سارت الإمارات التركمانية الأخري
وكان ينظر إلى السلطان أورخان غازي بن عثمان على أنه الأقدر والأحق في توحيد الأناضول تحت قيادته وإنه الخلف الشرعي للسلاجقة الروم وإن على جميع الإمارات الأخرى الانضمام اليه.
وذلك لان العثمانيين الأقوى عسكريا والأكثر جهادا ضد الروم والأكثر شعبية بين مسلمين الأناضول بفضل انتصاراتهم المتلاحقة على الإمبراطورية البيزنطية
لكن السلطان أورخان غازي بن عثمان كان رافضا مهاجمة أو قتال الإمارات الإسلامية الأخرى في الأناضول تنفيذا لأوامر والده عثمان بن أرطوغرل وتجنبا لسفك دماء المسلمين
لكن سنة 1335 الموافق 735 كانت الفرصة متاحة لأورخان غازي بن عثمان للسيطرة على غرب الأناضول ودا مع قيام صراع على الحكم في إمارة قراسية بين كلا من طورسون بيك ودمير خان أولاد حاكمها السابق
ولجوء طورسون بك إلى السلطان أورخان غازي بن عثمان وطلبه للمساعدة منه ضد أخوه ديمير خان
بالإضافة لطلب أهالي مدينة باليقيسري من السلطان أورخان غازي بن عثمان تخلصه من حكم ديمير خان وتعيين طورسون بك عليه
فاستغل السلطان أورخان بيك الفرصة دي وتحالف مع الأمير طورسون سعيا لإعادة الأمن والسلام إلى الأراضي الإسلامية
متجه بجزء من جيشه لمهاجمة إمارة قراسية واستطاع السيطرة على مدن اولوباط وباليقيسري بدون أي مقاومة وهرب ديمير خان إلى قلعة تسمى بيرجام.
فاتبعه السلطان أورخان غازي بن عثمان وطورسون بيك وفرضوا حصارا شاملا عليه حاول طورسون بك التوصل لصلح مع أخوه ديمير خان لكنه رفض وقتل أخيه فغضب السلطان أورخان بيك وقرر ضم إمارة قراسية لحكم الدولة العثمانية بشكل مباشر.
وترك جزء صغير منها بالقرب من مضيق الدردنيل تحت حكم أحد أبناء قراسية وبكده تضاعفت مساحة الدولة العثمانية بشكل كبير في حملة عسكرية واحدة
وخضع الساحل الجنوبي لبحر مرمرة للسيطرة العثمانية وأصبحت الدولة العثمانية أقوى الإمارات التركمانية وكانت إمارة قراسية هي أول إمارة إسلامية في الأناضول يضمها العثمانيين إليهم بشكل رسم سنة 1336 ميلادية 736 هجرية.
2.فتح امارة أنقرة
كان الأناضول في الوقت ذلك يشهد صراعا ومنافسة بين كل من إمارة ارتين وإمارة بنو قرمان للسيطرة علي إمارة أنقرة
فأرسل السلطان أورخان غازي بن عثمان بقيادة ابنه سليمان غازي إلى أنقرة واستطاع ضمها لحكم الدولة العثمانية سنة 1354 ميلادي 745 هجرية
3. ضم منطقة بولو
وفي نفس السنة تم ضم منطقة بولو التابعة لإمارة جندرلي.
الحرب الأهلية البيزنطية
في عام 1341 ميلاديا انتهي عهد الإمبراطور البيزنطي أندرونيقوس الثالث وترك الحكم من بعده لابنه جون الخامس والذي كان عمره وقتها 9 سنوات ووضع على وصيته كلا من زوجته الإمبراطورة انا وبطريرك في القسطنطينية ووزيره المعروف بحون السادس .
لكن دخل الأوصياء على العرش البيزنطي البطريرك والإمبراطورة في صراع ضد جون السادس فيما عرف بالحرب الأهلية البيزنطية الثانية والتي استمرت لمدة 7 سنوات متواصلة من 1341 ميلادي حتى 1348 ميلادي
لجأ خلالها جون السادس إلى ملك الصرب ستيفان دوشان والذي قدم له المساعدة العسكرية واستطاع جون السادس بدعم منه تحقيق النصر في البداية وأعلن نفسه إمبراطور في مدينة أدرنة.
لكن تعقدت الأمور أكثر وقرر الصرب التخلي عنه ودعم الامبراطور الصغير جون الخامس واستغلوا الصراع البيزنطي الداخلي لصالحهم واحتلوا أجزاء كبيرة من الإمبراطورية البيزنطية في ألبانيا ومقدونيا .
ودخلت مملكة بلغارية على خط الصراع واحتلت مناطق في إقليم تراقيا شمال وغرب أدرنة وشنت إمارة صاروهان الإسلامية غارات بحرية على سواحل الإمبراطورية البيزنطية في بحر إيجه
فلم يكن أمام جون السادس إلا طلب المساعدة من الإمارات التركمانية في الأناضول وعلى رأسهم إمارة آيدين وحاكمها عمر بيك والذي دعمه بأسطوله البحري وهاجم به شواطئ مملكة بلغاريا.
فتوحات ومعارك الدولة العثمانية في أوروبا في عهد السلطان أورخان غازي بن عثمان
ما هي أبرز معارك الدولة العثمانية في أوروبا في عهد السلطان أورخان غازي بن عثمان
وسنة 1345 ميلادي الموافق 745 هجري طلب جون السادس المساعدة من الإمارة العثمانية بالنصيحة من عمر بيك وذلك بأن عمر بيك كان منشغل بقتال حملة صليبية ضده مدينة إزمير
فعرض جون السادس على أورخان بيك أنه تكون ابنته تيودورا زوجة من زوجات السلطان أورخان غازي بن عثمان مقابل منحه 6 الاف جندي
استجاب السلطان أورخان غازي بن عثمان لطلبه وأرسل القوات العثمانية التي طلبها ولتسهيل عبور الجيوش العثمانية إلى بلاد الروم قرر السلطان أورخان غازي بن عثمان ضم بقايا إمارة قراسيه بشكل نهائ
ي ولأول مرة في التاريخ وبطلب رسمي من الإمبراطور البيزنطي تعبر الجيوش العثمانية إلى أوروبا واستطاعت القوات العثمانية وجون السادس تحقيق الانتصار على جيش جون الخامس المدعوم من اللغار والصرب والتمكن جون السادس من الدخول إلى القسطنطنية بدعم من أنصاره والسيطرة عليها
وانتهت الحرب الأهلية البيزنطية بتزويج هيلينا ابنة جون السادس من جون الخامس وأصبح جون السادس هو الإمبراطور البيزنطية
ومع حلول سنة 1349 ميلاديا الموافق 749 هجري نصب ملكا الصرب ستيفان دوشان نفسه إمبراطور وحول المملكة الصربية إلى إمبراطورية وشن هجوم جديد على البيزنطيين
حاصر خلال مدينة سالونيك والتي كانت تعتبر وقتاها ثاني أهم وأكبر المدن في الإمبراطورية البيزنطية بعد القسطنطينية.
فطلب جون السادس المساعدة من السلطان أورخان غازي بن عثمان فأرسل السلطان أورخان غازي بن عثمان ابنه سليمان باشا بجيش عددهم 20 ألف جندي لمساعدة الروم
وبالفعل استطاع العثمانيين بقيادة سليمان باشا تخليص مدينة سالونيك من الحصار وإنقاذها من الصرب بعدما كانت على وشك السقوط في أيديهم وإعادتها مرة أخرى لصالح الروم ورجع بعدها إلى الأناضول مرة ثانية
فقرر الصرب والبلغار توحيد قواهم معا في جيش موحد والهجوم بحملة عسكرية على القسطنطينية واستطاعوا احتلال مدينة أدرنة فعبرت الجيوش العثمانية بقيادة الغازي سليمان باشا مضيق الدردنيل لتقديم المساعدة.
والتقت بالجيش البيزنطي واستطاع العثمانيين والبيزنطيين هزيمة قوات الصرب والبلغار في معركة على ضفاف نهر مريج سنة 1352 لدينا 753 هجرية.
وفي السنة اللي بعدها واعترافا بفضل السليمان باشا اهداه الإمبراطور البيزنطي قلعة جمبة الواقعة على الضفة الأوروبية من مضيق الدردنيل وذلك لتسهيل عبور قواته إلى أوروبا واتخاذها كقاعدة له.
وبذلك استطاعت الدولة العثمانية السيطرة ولأول مرة في التاريخ على أراضي بصورة رسمية في شرق أوروبا وستكون نقطة الانطلاق للفتح العثماني في بلاد القارة الأوروبية.
وقام سليمان باشا بتسكين عائلات الجنود التركمان المهاجرين من الأناضول في مدينة جمبة .
ولما رأي الإمبراطور البيزنطي بداية استقرار المسلمين فيها أدرك خطأه الفادح وعرض 10.000 قطع ذهبية للسلطان أورخان غازي كتعويض مقابل التنازل عنها لكن السلطان أورخان رفض ذلك
ما هي أبرز فتوحات الدولة العثمانية في أوروبا في عهد السلطان أورخان غازي بن عثمان
أما على الجانب الآخر من مضيق البوسفور فتغير الحكم في الإمبراطورية البيزنطية وقرر الإمبراطور جون السادس التنازل عن الحكم والاتجاه إلى الرهبنة وأصبح جون الخامس هو الإمبراطور الجديد.
وبشكل مفاجئ سنة 1357 ميلادي 757 هجري ضرب زلزال كبير سواحل شبه جزيرة جاليبولي حول مضيق الدردنيل وانهارت اسوار مدينة جاليبولي وعدة قلاع ومدن بيزنطية أخري
وقام سكانها البيزنطيين بتركها والهرب منها واعتبر العثمانيين ذلك إشارة الاهية لهم للسيطرة على تلك المناطق وقاموا بضم كل المدن القريبة من قلعة جمبة ومن بينها مدن جاليبولي وتكيرداغ وجورلو وكيشان .
وبعد ضم شبه جزيرة جاليبولي بفترة قصيرة انتهت حياة ابن أورخان غازي الأكبر سليمان باشا وصارت ولاية العهد من بعده إلى أخوه مراد الأول.
انتهاء ولاية السلطان أورخان غازي بن عثمان
متي وكيف انتهت ولاية السلطان أورخان غازي بن عثمان
وسنة 1960 ميلاديي 761 هجري ينتهي عهد السلطان أورخان غازي بن عثمان بن أرطغرل وهو عمره حوالي 80 سنة
ومن بعده السلطان أورخان غازي بن عثمان تولى حكم الدولة العثمانية ابنه مراد الأول الذي سنتكلم عنه في المقالات القادمة
إنجازات السلطان أورخان غازي بن عثمان
ما هي أهم إنجازات السلطان أورخان غازي بن عثمان
- شكل حكم أورخان غازي بداية النهاية بالنسبة الإمبراطورية البيزنطية و
- شكل مرحلة جديدة في التاريخ الإسلامي شملت أول استقرار للمسلمين في أوروبا الشرقية
- أحد أنجح الحكام العثمانيين خصوصا والمسلمين عموما سواء في مسيرتهم العسكرية أو السياسية
- كان أورخان غازي قائد عظيم ومتميز وصاحب إنجازات كثيرة
- استطاع بذكائه واستغلاله للفرص المتاحة توسيع مساحة الدولة العثمانية من 16 ألف كيلومتر مربع في عهده عثمان إلى 60 ألف كيلومتر مربع أي حوالي ثلاث أضعاف.
شجرة عائلة السلطان أورخان غازي بن عثمان
1. زوجات السلطان أورخان غازي بن عثمان
- سُلطان بك خاتون
- نيلوفر خاتون
- بيالون خاتون
- آسپورچه خاتون
- تُيُودورة قانتاقوزن خاتون.
- مريم خاتون
- إفتان ديسه خاتون
2. أبناء السلطان أورخان غازي بن عثمان
- سُليمان باشا
- مُراد الأوَّل
- قاسم باشا
- إبراهيم باشا
- خليل باشا
3. بنات السلطان أورخان غازي بن عثمان
- خديجة خاتون
- فاطمة خاتون.
- سُلجوق خاتون.
وفاة السلطان أورخان غازي بن عثمان
متي توفي السلطان أورخان غازي بن عثمان
توفي السلطان أورخان غازي بن عثمان في 1326 – 1360م عن عمر يناهز ال80 عاما عاش خلالهم أروخان حياة زهد أقرب إلى حياة المتصوفين ولم يلقب بالسلطان رغم شيوع اللقب داخل المؤلفات التي تكلمت عنه وإنما عرف بلقب بيك أو أمير .
وهكذا ينتهي عصر السلطان عثمان الأول بن أرطغرل ويبدأ العصر الجديد في الدولة العثمانية وهو عصر أورخان غازي ولمعرفة المزيد عن سلاطين الدولة العثمانية أو يمكنك الاطلاع سلسلة تاريخ الدولة العثمانية من هنا.
مصادر قصة السلطان أورخان غازي بن عثمان
ما هي أهم مصادر قصة السلطان أورخان غازي بن عثمان
- كتاب تاريخ الدولة العثمانية
- كتاب تواريخ ال عثمان لعاشق باشا زادة
- كتاب بلاد الترك في العصور الوسطي
- المُصوَّر في التاريخ لكل من سعد: جحا، شفيق ، البعلبكي، مُنير
- التَّاريخ السرّي للإمبراطوريَّة العُثمانيَّة لأرمغان ترجمة: مُصطفى حمزة
- تاج التواريخ، الجُزء الأوَّل لكل من سعد الدين أفندي، خواجه مُحمَّد
- كتاب: تاريخ الدولة العلية العثمانية للكاتب فريد بك
