سيد السلاطين وامام المجاهدين الأسد الباسل عضد الدين والدولة السلطان ألب أرسلان المؤسس الحقيقي لدوله السلاجقة وأول من قاتل الصليبيين وانتصر عليهم في التاريخ في ملحمة لم يعرف التاريخ مثلها فنصره الله ب 20 الف مقاتل على ربع مليون بيزنطي،
فوصف المؤرخون ملاذكرد باليرموك الثانية التي تسببت في انهيار الإمبراطورية البيزنطية وجعلتها دويلة لا تساوي شيئا،
وكذلك دخل ألب أرسلان في معارك شديده مع الشيعة والدولة الفاطمية في كل مكان فقود ملكهم ورد بلاد الإسلام للسنه من جديد وعادت مكة والمدينة من التشيع السنة بفضله فدمدم الشيعة في ملاحم عظيمة.
اهلا بكم مع السلطان الذي قلب التاريخ راسا على عقب ورد للإسلام هيبته في كل الاتجاهات اهلا بكم مع مبيد الدولة البيزنطية والمتسبب في الحروب الصليبية اهلا بكم مع الأسد الشجاع السلطان ألب أرسلان.
تولي السلطان ألب أرسلان حكم الدولة السلجوقية
في مكان ما في أراض ما وراء نهر سيحون خرج سيد قبيله يسمى سلجوق بن دقاق من غياهب الكفر ومنى الله عليه بالإسلام فاصبح سيفا مسلطا على الكفار والمشركين وجاهد عبدة الاصنام والكفار من بني جلدته نصره للإسلام.
فجاء للحكم من بعده حفيديه الاخوين طغرل بيك وجغري بيك والذين وسعوا سلطان الدولة وجعلوها ندا لأقوي دول اسيا في هذا الوقت، فضربوا الدولة الغزنوية في معركه دندانقان واستولوا على خراسان واستجار بهم الخليفة العباسي ليزيل الدولة البويهية الشيعية التي سيطرت على العراق وارض الخلافة.
فأجاره السلاجقة واباد الشيعة في بغداد وفي عام 1060 توفي جغري بيك فحزن عليه اخوه طغرل حزنا شديدا وتوفي بعده بأربع سنوات في عام 1064، بعد ان أوصى بالحكم من بعد لابن أخيه فكان يرى ان اخاه جغري احق بالعرش لأنه اكبر سنا لذلك قرر طغرل رد الحق لأهله.
فجاء الى الحكم ابن جغري بيك الأسد الباسل عضض الدولة السلطان ألب أرسلان، جاء السلطان ألب أرسلان على عرش السلاجقة وهو في الخامسة والثلاثين من العمر وخلال السنه الأولى من حكمه قضى على الفتن والثورات في البلاد وكانت اكبرهم ثوره عمه قتلمش الذي نازعه الحكم فهزمه ألب أرسلان في معركه الري وقتل قتلمش في المعركة.
فتوحات السلطان ألب أرسلان
في السنه الثانية من حكمه فنظم الحملات العسكرية على الفور فبعث بحمله الى الأراضي البيزنطية وقاد حمله أخرى بنفسه باتجاه جورجيا وكان الهدف من تلك الحملات فتح الأراضي البيزنطية واحاطتها من اكثر من جهة وشن الغارات عليه من جميع الاتجاهات.
اما على الجانب الاخر وفي معسكر الكفر فقد قرر الامبراطور البيزنطي الجديد رومانوس ديوجين الخروج في حملة عسكرية عام 1068 وجهز جيشا ضخما من الجنود الذين يثق بهم وضاعف هذه الاعداد عن طريق الجنود المرتزقة.
واتجه ناحيه بلاد الإسلام في الشام كان غرضه من هذه الحملة هو التخلص من القيادات المحيطة به من أصحاب النفوذ في القصر البيزنطي والذين لم يتقبلوا ان يكون هو الامبراطور للدولة البيزنطية لأنه لو عاد منتصرا فسيثبت اركان حكمه للبلاد،
فكانت نتيجة هذه الحملة انه دخل بجيشه البيزنطي للشام واقتحم مدينه منبج في وقت قصير واستولى على القلاع المحيطة بها.
وبهذا استطاع رومانوس ابعاد السلاجقة لشرق الفرات ونفذ المجازر والقتل في اهل الشام لكن بسبب حدوث مجاعات في الشام قرر رومانوس العودة للقسطنطينية على ان يعود للشام في العام القادم ليكمل تلك الحملة الدموية.
نجاح رومانوس لم يكن في الانتصار فقط لان ذلك لم يكن هدفه الأساسي فقد استرد السلاجقة هذه الأراضي بعد ذلك لكن نجاحه يكمن في قدرته على جمع جيش ضخم كهذا الجيش وجعله تحت قيادته.
نعود الان الى السلطان ألب أرسلان والذي لم يكن يعلم بتلك الحملات البيزنطية فقد كان منشغلا بالحملة التي يقودها في جورجيا وبالفعل نجح في السيطرة عليها.
وأيضا انشغل بالحملة التي أرسلها الى الاناضول على خط الاحتكاك مع البيزنطيين فكانت الجيوش المسلمة تحارب في اكثر من جهة على عكس البيزنطيين بقيادة رومانوس.
ورغم مرور الزمن لم ينسى القائد المسلم حلمه وهو ان يجمع العالم الإسلامي تحت راية واحدة خصوصا بعد ان ارسل له اعيان مصر رسالة يطلبون منه انقاذ مصر، وبالفعل قرر ألب أرسلان الاستجابة لهم وتأجيل قضية تحرير الاناضول مؤقتا،
فخرج على رأس حملة متجهة الى مصر وفي الطريق سيطر على بعض الحصون في الاناضول بسرعة فائقة ثم اكمل المسير مسرعا، واغار الب رسلان على شمال الشام وحاصر الدولة المرداسية الشيعية في حلب والتي أسسها صالح بن مرداس على المذهب الشيعي،
واجبر ألب ارسلان اميرها محمود بن صالح بن مرداس على إقامة الدعوة للخليفة العباسي بدلا من الخليفة الفاطمي سنة 462 للهجرة 1070 للميلاد.
ثم ارسل قائده اتنسز بن اوق الخوارزمي في حملة الى جنوب الشام فانتزع الرملة وبيت المقدس من يد الفاطميين العبيديين ولم يستطع الاستيلاء على عسقلان التي تعتبر بوابة الدخول الى مصر.
وبذلك اضحى السلاجقة على مقربة من قاعده الخليفة العباسي والسلطان السلجوقي داخل بيت المقدس.
وفي سنة 462 للهجرة ورد رسول صاحب مكة محمد بن ابي هاشم الى السلطان ألب أرسلان يخبره بإقامة الخطبة للخليفة القائم وللسلطان واسقاط خطبة صاحب مصر العبيدي وترك الاذان بحي على خير العمل فأعطاه السلطان 30 الف دينار وقال له اذا فعل امير المدينة كذلك اعطيناه 20.0000 دينار.
لقد اغضبت فتوحات ألب أرسلان رومانوس ديوجين امبراطور الروم فصمم على القيام بحركة مضادة للدفاع عن إمبراطورته، واثناء مسير السلطان الب أرسلان ارسل له الامبراطور رومانوس رسولا يطلب منه تسليم جميع الأراضي في الاناضول وبعث مع الرسول الهدايا الى الب أرسلان.
وقد وضع رومانوس شروط السلام لكنه لم يكن مهتما بالإجابة لان هدفه لم يكن أراضي الاناضول التي تقع تحت حكم السلاجقة وحسب بل كان يريد دخول مدينة الري عاصمة السلاجقة ومسح الدولة السلجوقية من ذاكره التاريخ.
ودليل ذلك تجهيز جيش بهذه القوة وجمع كل الاجناس والاعراق تحت حكم الدولة البيزنطية من قبائل شرق أوروبا واسيا والأجور غير المسلمين وبالطبع البيزنطيين وأيضا دعم جيشه بالمرتزقة.
اختلفت المصادر في تحديد الحجم الهائل للجيش والذي تراوح بين 200 الى 300 الف مقاتل ووصل في بعض المصادر الى 600 الف مقاتل مدرب ومجهز بالعتاد الكامل لكن اغلب الظن ان الجيش البيزنطي كان عدده بين 200 الف الى ربع مليون مق قاتل كما ذكر في مصادر كثيره والذي لم يكن بالأمر الهين على الاطلاق.
معركة ملاذكرد بقيادة السلطان السلجوقي ألب أرسلان
اخبار الجيش البيزنطي من تسليح واعداد وتحركات لم تكن تصل الى السلطان ألب أرسلان فكان القرار ما زال صعبا للغاية لان أي قرار سيتخذه سيكون مصيريا فكان مشتتا بين امرين اما ان يواجه رومانوس ويخسر حلمه بتوحيد العالم الإسلامي، واما يذهب لمصر ويخسر الاناضول.
الوقت يمر وكان لابد من اتخاذ قرار حاسم خاصه بعدما علم ان رومانوس يتقدم بجيشه تجاه أرضروم وكان القرار الغريب الصادم فقد ارسل الب أرسلان معظم جيشه الى مصر واتجه ب 4000 فارس فقط لمواجهة جحافل الجيش البيزنطي الزاحف.
قرار لولا علم العسكريين بحكمه ألب ارسلان لقالوا انه قد جن وفقد عقله لكن كانت خطة الب أرسلان تقتضي ان يرسل الرسل للمحاربين في الاناضول ويامر ان ينضموا اليه لإعداد الجيش الذي يستطيع ان يواجه به رومانوس.
لكن حين وصلت الاخبار الى رومانوس ان ألب أرسلان خرج مع عدد قليل من الجنود قرر رومانوس ان يريح جيشه من عناء السفر واعتبرها فرصة للتخلص من بعض القادة الذين لم يكن يثق بهم فقام بتسريحهم من الجيش هم وكتائبهم بحجه تعبهم اثناء حمل العتاد، وعلى الرغم من ذلك فما زال عدد الجيش ضخما للغاية.
وعلى الجانب الاخر بدا المحاربون القادمون من الاناضول بالانضمام الى الب أرسلان واختلفت المصادر أيضا في عدد جيش المسلمين والذي ذكر في اغلب المصادر الحديثة ان عددهم يتراوح بين 15 الى 30 الف جندي فكان عددا قليلا للغاية مقارنة بجيش رومانوس.
حين وصلت اخبار اعداد الجيوش الضخمة الى الب أرسلان وعرف بوجود القوه المتمركزة غرب بحيره فان تفاجا للغاية ولم يتوقع ان يكون العدد كبيرا لهذه الدرجة فادرك انه ما زال يحتاج الى الوقت كي يستطيع ان يجمع الجيش الكافي،
ففكر ان يطلب هدنة من رومانوس ولكن لكي يطلب هدنه لابد ان يكون في موقف قوة فقرر ان يهاجم الحامية العسكرية المتمركزة غرب البحيرة والذين بلغ عددهم 20 ال جندي فتحرك ألب ارسل بجيشه تجاههم في سرية تامه واستخدم معهم أسلوب الهجمات الخاطفة والغارات وحرق الخيام.
فقد كان الجنود السلاجقة بارعين في هذه الغارات بسبب سرعتهم الكبيرة فلم يستطع اعداؤهم مجاراتهم وذلك لان الجيش السلجوقي كانت دروعه ولباسه اكثر خفه من البيزنطيين مما منحهم السرعة الرهيبة التي مكنتهم من مباغتة العدو واختراق صفوفه بسهوله ففر الجنود البيزنطيون باتجاه القسطنطينية بعيدا عن ارض المعركة.
حين وصلت اخبار الهزيمة الى رومانوس وعلم ان جنود السلاجقة قريبون منه صادف الامر وصول رسول ألب أرسلان ليتفاوض معه لكن على غير المتوقع سخر من محتوى الرسالة وابلغ الرسول انه سيكون في الصباح في مدينة الري كإشارة على الحرب واحتلال عاصمة السلاجقة.
لم يكن هناك أي خيار اخر غير المواجهة فقام الب ارسلان بتثبيت خيمته على سهل ملاذكرد وفي صباح اليوم ترك الجيش البيزنطي مكان التخييم.
كان الجيشان على ارض المعركة في وضع الاستعداد الجيش البيزنطي كان مقسما الى اربع مجموعات الميمنة وقائدها فيودور والميسره قائدها برنس اما المنتصف فقاده رومانوس بنفسه ووضع القسم الرابع كقوة احتياطيه في مؤخره الجيش لتامين تراجعهم في حاله الانسحاب وهذه القوه كانت تحت قياده اندر نيكوس والذي كان على خلاف مع رومانوس .
اما الجيش المسلم فكان مقسما الى ثلاث مجموعات وكانت الميمنة والميسرة متقدمين عن المنتصف وكان الشكل النهائي على شكل هلال.
مع وجود الجيشين في ارض المعركة والمشهد المرعب لأعداد البيزنطيين شعر امام المسلمين أبو نصر محمد بن عبد الملك البخاري بما يدور في صدر القائد المسلم فبدأ يقوي من عزيمته قائلا “انك تقاتل عن دين وعد الله بنصره واظهاره على سائر الأديان ولعل الله قد كتب هذا الفتح باسمك وعلى يديك”
ظل الجيشان في ارض المعركة والصمت يخيم على المكان وكان ألب أرسلان ينتظر في مكانه وعندما وجد رومانوس ان الجيوش المسلمة لم تقم بعمل أي مناوره ظل محافظا على وضعيته هو الاخر وكان الجميع يتساءل من هو الطرف الأول الذي يكسر هذا الصمت.
وكان جميع الجنود يفضلون القتال على الانتظار من شده التوتر بين الطرفين.
ومع مرور الوقت وبدء حلول الظلام قرر رومانوس التراجع للمعسكر لأنه ظن ان الب أرسلان خائف من القتال ولن يقوم باي مناورة في هذا اليوم ومع تراجع البيزنطيين قرر القائد المسلم ألب أرسلان الهجوم فورا، وبدأت السهام تسقط على البيزنطيين من كل حدب وصوب.
واستمر الجيش المسلم في الهجوم والانسحاب طوال الليل حتى يمنع البيزنطيين من الراحة، حاول رومانوس إعادة تنظيم صفوفه وتقليل الخسائر لكن كان في خاطر قلب أرسلان تنفيذ خطه أخرى اثناء الهجوم وهو ان تتواصل مجموعة من جنوده اثناء الليل مع الجنود الايجور غير المسلمين الموجودين في الجيش البيزنطي.
وفعلا نجح المسلمون في ضمهم لمعسكر المسلمين الامر الذي جعل رومانوس يشعر بالجنون بعدما عرف الخبر.
وعلى الفور استدعى القساوسة ليرفعوا من عزيمه الجنود ويذكرونهم ان حربهم هذه من اجل العالم المسيحي وبهذا ينتهي اليوم الأول من المعركة،
وفي اليوم التالي يوم الجمعة نصحهم الامام أبو نصر البخاري بان يكون الهجوم وقت صلاه الجمعة والخطباء في العالم الإسلامي على المنابر يدعون بالنصر.
وفعلا اخذ بنصيحة الامام وقرر الب أرسلان رفع معنويات جنوده فقام بتغيير ملابس السلطنة ولبس الملابس البيضاء إشارة للكفن وخرج على الجنود وقام بالسجود لله ودعا قائلا “اللهم من انا لتنصرن اللهم انصر المساجد والعباد اللهم انصر حفظه القرآن اللهم انصر قوامي الليل اللهم اني دونهم وبكى وابكى الجنود من حوله”
ثم خطب فيهم القائد المسلم قائلا اليوم ليس لكم امير انا اليوم معكم كل رجل الى نفسه من اراد ان يرجع الى اهله فليرجع انا اليوم جندي معكم وهذا كفني،
وانا قد استعددت للموت وانا احتسب عند الله نفسي فان قتلت فالى حواصل الطيور الخضر من حواصل النسور الغبر رمسي وان نصرت فما اسعدني وانا امسي ويومي خير من امسي.
وهذه كانت اشاره منه لبشارة النبي صلى الله عليه وسلم لجعفر ابن ابي طالب في غزوه مؤتة ان روح الشهيد من كرامته على الله لا تلتزم المراتب والدرجات بالجنة بل تسرح في الجنة حيث تشاء في حواصل الطيور الخضر بعد ان تخطف جسده النسور الغبر في ارض المعركة.
وبعدها قام الب أرسلان بربط ذيل الحصان في يده كعلامة ان خيار الفرار مستحيل.
وتقابل الجيشان وجها لوجه ثانية وقرعت طبول الحرب، وبدأ الجنود البيزنطيون التقدم نحو المسلمين قام الب أرسلان هو الاخر بالتقدم مع فرسانه نحوهم وعند لحظه معينه وقبل الالتحام امر ألب أرسلان فرسانه بالتراجع.
بدا رومانوس واثقا من نهاية المسلمين بعد ما شاهد انسحابهم وتحولت الحرب لمطاردة جيش المسلمين الفار والتي استمرت لأكثر من اربع كيلومترات وبلمح البصر حدث ما لم يكن متوقعا وهاجم المسلمون بكمين من الجانبين والفرسان في المنتصف توقفت عن الانسحاب وعادت لتلتحم وظهر الهلال واضحا في ارض المعركة.
فكان الجيش البيزنطي وجنوده المرهقين من المطاردة التي استمرت لأربعة كيلومترات بالعتاد والدروع الثقيلة وظهر عليهم التعب والاعياء الشديدان والان هم محاصرون من جميع جهات ولم يبقى للعدد أي أهمية.
وفي وقت قاتل انضمت اخر كتيبة ايغورية تركية من الجيش البيزنطي الى قلب جيش ألب أرسلان فاصبح النصر العسكري مسالة وقت لا اكثر.
لكن رومانوس قائد ذكي حاول جمع جيشه مره أخرى ليستمر في صد الهجمات واستطاع استغلال الظروف الجوية التي لها اثر كبير على الجنود حيث كانت الحرارة مرتفعة ويصعب القتال فيها على الطرفين والغبار والدخان الذي خلفته الخيول غطى السهل بأكمله.
والامر لم ينتهي عند هذا الحد بل هبت رياح تسببت في مشكلة لدى المسلمين وجعلتهم يفقدون مجال الرؤية بشكل كامل وبالتالي فقدوا مهارتهم في المناورة السريعة التي كانوا يتميزون بها،
فانتهز رومانوس الفرصة واستطاع التخلص من الفوضى التي حدثت في صفوفه وامر جنوده برد الهجوم بشكل منظم على السلاجقة وانقلبت موازين المعركة في دقائق.
واستمر الضغط والتراجع في المنتصف حتى ان البيزنطيين سيطروا على معسكر السلاجقة ثم اتى فضل الله وحدث التغير باتجاه الريح ثانية ليفتح الطريق امام السلاجقة للضغط على البيزنطيين وتفاجأ رومانوس وقتها بكم الخسائر التي حدثت في وسط وجوانب الجيش وقرر الانسحاب للمعسكر البيزنطي لتنظيم الصفوف واكمال المعركة في اليوم التالي.
وعلى الفور امر ان اندرنيكوس بتأمين مؤخرة الجيش اثناء التراجع لكن اندرنيكوس رفض الأوامر وانسحب بالقوات بعيدا عن ارض المعركة، واثناء التراجع حدث خلل كبير في ميمنة الجيش ففهم امر الانسحاب بالخطأ بسبب ان الجنود كانوا من بلاد مختلفة واغلبهم مرتزقه فظنوا انه يأمرهم بالهروب لا بالانسحاب المنظم.
وبدأت القوات المرهقة تهرب من ارض المعركة وانتشرت الفوضى وشاع مقتل الامبراطور.
واستطاع الب أرسلان استغلال الفرصة وامر جنوده بتكثيف الهجوم فقضى الفرسان المسلمون على ميمنة الجيش البيزنطي،
وبالرغم من مقاومه الميسرة الا انها سقطت وهرب عدد كبير من فرسانها حينها كان رومانوس يعاني في المنتصف بسبب هجوم قلب جيش أرسلان عليه وانتهزت ميمنة وميسره المسلمين الفرصة واحاطوا بالبيزنطيين في المنتصف احاطه السوار بالمعصم وبدأوا بذبح الجنود البيزنطيين.
اما رومانوس فقد كانت له كتيبة خاصه من الفايكينج لحمايته لأنه يضمن ولاءهم ويثق بقوتهم الكبيرة لكن المسلمين احاطوا بهم وابادوهم عن بكره ابيهم.
وعندما رأى رومانوس حراسه يذبحون امام عينيه بادر بالهرب لكن اسدا من جنود الإسلام اسره في الغابة وهو ويحاول الفرار وانتهت المعركة لصالح المسلمين.
ولما احضر رومانوس امام ألب أرسلان كان التاريخ لأول مره يسجل اسر امبراطور بيزنطي،
ويقال ان السلطان سأله ماذا كان سيفعل ان كان هو الأسير مكانه فقال رومانوس انه كان سيفعل كل شيء قبيح، فسأله مره أخرى ماذا تظن اني فاعل بك فأجابه انك ستقتلني او تأخذني اسيرا ذليلا لبلاد الشام والاحتمال الابعد ان تعفو عني وتقبل الأموال فدية وتعويض.
فاخبره الب أرسلان ان هذه رغبته من البداية، وفعلا عامله باحترام واطلق سراحه بعد تعهد رومانوس بدفع فديه بلغت مليون ونصف المليون دينار حالا و 300000 دينار جزيه سنوية، واتفق أيضا على التخلي عن مدن مثل الرها وملاذكرد وانطيوخ وهدنه ل 50 عاما مع التحالف وتزويج ابنة رومانوس لابن الب أرسلان.
ورجع رومانوس لبلاده فوجد ان عائلة دكس خططت للانقلاب ضده وازالة اسمه من سجلات الحكم فقام رومانوس بشن ثلاث معارك ضدهم لاستعاده الحكم لكنه هزم وأصيب أصابة أدت لوفاته وهنا انتهت معركه ملاذكرد التي تعتبر من اهم المعارك الإسلامية في التاريخ،
والتي كبدت البيزنطيين خسائر معنويه ومادية كبيرة وتسببت بالنزاع وحدوث حروب أهلية استهلكت موارد الدولة البيزنطية وبدا فيها الضعف الذي مهد لفتح القسطنطينية بعد عام 857 هجرية ولهذا اعتبر المؤرخ جولزنوريتش في كتابه ان معركه ملاذكرد كانت اكبر كارثة عانت منها الدولة البيزنطية خلال سبعة قرون ونصف من تواجدها.
وبالرغم من الصراعات التي كانت في الدولة البيزنطية الا ان الب رسلان احترم المعاهدة ولم يستغل الفرصة للهجوم على البيزنطيين.
موت السلطان ألب أرسلان
وفي عام 72 ثار يوسف الخوارزمي حاكم إقليم خوارزم على حكم الب أرسلان فسار اليه ألب أرسلان في 200 الف مقاتل فهزم جيوشه ودمر قلعته ووقع اسيرا في يد السلطان الب أرسلان.
فعاتبه السلطان ألب أرسلان على شق عص الطاعة فتطاول عليه يوسف الخوارزمي فامر ألب أرسلان بإعدامه عن طريق دق اربع اوتاد في اطرافه الأربعة ليكون عبره لمن يشق عصى طاعه المسلمين.
لكن حين اقترب منه السلطان وهو يحاوره رماه يوسف الخوارزمي بخنجر في خاصرته تسبب في استشهاد السلطان ألب أرسلان على الفور.
ولم يتبارز الخوارزمي مع السلطان على الاطلاق مثل ما صور مسلسل الحشاشين فالأسري اقل من ان يبارزوا السلاطين لان هذا يعتبر تشريفا للأسير.
حينها قام الجنود بقتل يوسف الخوارزمي على الفور وتوفي السلطان ألب أرسلان وهو في ال 43 من عمره بعدما حقق واحدا من اعظم انتصارات الإسلام في التاريخ.
فرحم الله سيد المجاهدين وامامهم وأول من قاتل الصليبيين في التاريخ وهزمهم السلطان العابد المجاهد غياث الدين والدنيا ألب أرسلان طبتم وطاب الى الجنة مسعاكم والسلام عليكم ورحمه الله.
ولمعرفة المزيد عن سلاطين الدولة السلجوقية يمكنك الاطلاع عليها من هنا