في تلك المقالة سوف نقدم سيرة السلطان بايزيد الصاعقة بايزيد الاول من حيث قصة السلطان بايزيد الصاعقة بايزيد الاول منذ ولادته حتي وفاته ونبرز أهم معارك وفتوحات السلطان بايزيد الصاعقة بايزيد الاول.
مقدمة حول قصة السلطان بايزيد الصاعقة بايزيد الأول
لقب بصاعقة الإسلام والحاكم العثماني الرابع السلطان بايزيد الأول وفي واحدة من أشرس معارك الدولة العثمانية معركة نيكوبوليس التي انتصر فيها العثمانيين على تحالف صليبي شاركت في أغلب الدول الأوروبية
فيا ترى من هو السلطان بايزيد الاول وما هي قصة حياة السلطان بايزيد الصاعقة بايزيد الاول وما هي أشهر معاركه .
من هو السلطان بايزيد الصاعقة بايزيد الاول
بايزيد الاول أو بايزيد الصاعقة هو رابع حكام الدولة العثمانية وأشهرهم وقاد اقوي المعارك مثل معركة نيكوبوليس ومعركة أنقرة وكان أكبر أولاد السلطان مراد الأول ولقب بايزيد الصاعقة أو صاعقة الإسلام بسبب سرعة تحركه بالجنود
وولد السلطان بايزيد الاول الصاعقة سنة 762 هجريا 1361 ميلاديا في مدينة أدرنا وهو أكبر أولاد السلطان مراد الأول كما قلنا زوجته البيزنطية كليجك خاتون.
أطلق مراد الأول على ابنه اسم بايزيد وذلك تيمنا بوالد جدته الشيخ إده بالي والذي كانت كنيته هي أبو يزيد فان بايزيد هو اللفظ التركي لأبو يزيد.
اشترك بايزيد الاول الصاعقة في الحملات العسكرية التي خاضها السلطان مراد الأول وكان يقود جناح الأيمن للجيش العثماني وأظهر بايزيد الاول الصاعقة في تلك الحروب كفاءة عسكرية كبيرة
وعرف عنه سرعة تحركه بالجنود من الأناضول إلى الروملي وكان ذلك حصوله على لقب بايزيد يلدريم والذي معناه بايزيد الصاعقة أو البرق.
قصة السلطان بايزيد الاول الصاعقة
تولي السلطان بايزيد الأول الصاعقة الحكم
بالإضافة لذلك شارك بايزيد الاول الصاعقة في معركة كوسوفو وبعد انتصار العثمانيين على الصليبيين فيها واستشهاد السلطان مراد الأول أصبح يزيد هو سلطان الدولة العثمانية سنة 1389 ميلاديةوهو عمره 29 سنة.
بدأ يزيد حكم السلطان بايزيد الاول الصاعقة بتعيين ستفيان ابن لازار ملك على صربيا وهو ابن الملك الصربي الذي قتل في معركة كوسوفو وذلك مقابل تبعيته للدولة العثمانية.
وتزوج السلطان بايزيد الاول الصاعقة من الأخت الصغرى لاستيفان الأميرة اوليفيرا ديسبينة وكان الهدف من ذلك أن تكون صربيا دولة عازلة بين الدولة العثمانية ومملكة المجر.
معارك وفتوحات السلطان بايزيد الاول الصاعقة
من أبرز معارك وفتوحات السلطان بايزيد الاول الصاعقة ما يلي
ولمنع قيام أي تحالف مسيحي في البلقان أرسل السلطان بايزيد الاول الصاعقة عدة فرق عسكرية لشن غارات على أراضي إمارة فيدين في بلغاريا وعلى حدود الأفلاق والبوسنة والمجر .
استغلت إمارات الأناضول انشغال الدولة العثمانية في معركة كوسوفو وأعلنت التمرد عليها بقيادة إمارة بنو قرمان.
واستولى القرمانيين على مدينة كوتاهية وتقدموا باتجاه مدينة اسكي شهير فأنهي السلطان بايزيد الاول الصاعقة أعماله في أوروبا واتجه بسرعة إلى الأناضول في اوائل سنة 1390 ميلادي.
واستطاع إخضاع وضم كل من إمارة بنو حميد وإمارة جرميان وأيدين ومنتشة وصاروهان للحكم العثماني بدون أي مقاومة وبذلك انضمت جميع الإمارات التركمانية المطلة على بحر إيجة للدولة العثمانية.
بعدنا سار بايزيد الاول الصاعقة بجيوشه نحو مدينة قونية وأجبر حاكمها على إعلان الطاعة الدولة العثمانية وتوصل معه إلى هدنة.
وقام السلطان بايزيد الاول بإعادة توطين العديد من القبائل التركية من الأناضول إلى الروملي.
وبعد عودته من حملة الأناضول فرض ما يزيد الأول حصار على مدينة القسطنطينية وهو أول حصار تفرضه عليها الدولة العثمانية .
1. معركة نيكوبوليس
- 1. معركة نيكوبوليس
- 2. الحملة الصليبية الثانية علي الدولة العثمانية
- 3. معركة انقرة ضد المغول
وفي الوقت نفسه دكت 60 سفينة عثمانية جزر بحر إيجة التي تحتلها جمهوريات فينيسيا وجنوة .
فاستنجد الإمبراطور البيزنطي مانويل الثاني بالدول الأوروبية وقبل الشروط العثمانية وبذلك تم إحلال السلام بين البيزنطيين والعثمانيين
في ذلك الوقت شن المجريين غارات على مملكة صربيا الواقعة تحت نفوذ الدولة العثمانية وحرض الملك المجري سيغيسموند أمير الأفلاق ميرجة الأول على مهاجمة العثمانيين.
فأغار على أراضي إمارة دبروجة واحتل أجزاء منها ونهب مدينة كرفوانة .
فقرر السلطان بايزيد الاول الصاعقة التحرك إلى الأفلاق في صيف 1391 ميلادي واجتاز العثمانيين نهر الدانوب نحو الشمال لأول مرة في تاريخهم
وكانوا أول جيش إسلامي يصل إلى تلك المناطق واشتبكوا مع الجيش الأفلاقي وهزموه هزيمة كبيرة وعاد السلطان يزيد بعدها إلى ادرنة .
في ذلك الوقت كانت مملكة بلغارية منقسمة وخاضعة للسيادة عثمانية من زمن السلطان مراد الأول فقرر قيصر البلغار إيفان شيشمان الخروج عن تبعيته للدولة العثمانية بتحريض من الملك المجري
وعاود أمير الأفلاق التقدم جنوبا لتقديم المساعدة للبلغار.
فهاجم يزيد الصاعقة العاصمة البلغارية تارنوفو وهرب القيصر شيشمان إلى مدينة نيكوبوليس وتحصن فيها.
وبعد قتال استمرت ثلاث أشهر سقطت مدينة تارنوفو بيد الجيش العثماني واستمر السلطان بايزيد الاول الصاعقة في تقدمه حتى مدينة نيكوبوليس واستطاع حقها وقبض على شيشمان وأعدمه بعد انتصار الدولة العثمانية في معركة نيكوبوليس
وأعلن أخوه أمير فيدين تبعيته للدولة العثمانية وتم السيطرة على ما تبقى من امارة دبروجة وسيطرت الجيوش العثمانية على جميع نقاط العبور على نهر الدانوب.
وتم تحصين مدن سلسترة ونيكوبوليس وفيدين.
2. الحملة الصليبية الثانية علي الدولة العثمانية
وكان لسقوط بلغاريا في أيدي الدولة العثمانية صدى كبير جدا في أوروبا وانتشر الرعب والفزع والخوف في انحاء القارة وظهرت الدعوات الصليبية للقضاء على الوجود العثماني في البلقان للمرة الثانية.
لكن تلك المرة بصورة أعم وأشمل بكثير من المحاولة السابقة في كوسوفو
قرر السلطان بايزيد الاول الصاعقة فرض حصار جديد وطويل على القسطنطنية سنة 1394 ميلاديا والذي سيستمر الي السنة 1402 ميلاديا.
قام خلاله العثمانيين بإنشاء قلعة أناضول حصار على الضفة الأسيوية من مضيق البوسفور.
وحاول بايزيد الأول تجويع المدينة وإخضاعها عن طريق محاصرتها بجيشه من خلال البر والبحر فطلب الإمبراطور البيزنطي مانويل الثاني المساعدة من الدول الأوروبية وعلى رأسها مملكة المجر
فاستجاب الملك سيغيسموند وراسل جميع الدول الأوروبية ودعا بطريرك الفاتيكان لشن حملة صليبية متعددة الجنسيات تضم جميع الدول الأوروبية
ضمت الحملة الصليبية الثانية علي الدولة العثمانية كلا من فرنسا وانجلترا ودوق بورجندي فيليب الثاني والذي شكل البورجنديين بقيادة ابنه جزء كبير من القوات المشاركة في الحملة.
بالإضافة لكل من فرسان الاسبتارية وفرسان التيوتون وبوهيميا والأفلاق والبغدان وبولندا واراجون وقشتالة والبرتغال ودقية سافوي والكنفدرالية السويسرية
والعديد من الأمراء الألمان في الإمبراطورية الرومانية المقدسة لجانب مشاركة القوى البحرية الأوروبية جنوة والبندقية تقريبا كدا جميع دول أوروبا
وانطلقت الجيوش الصلبية من جميع أنحاء أوروبا إلى نقطة التقائهم في مدينة بودا في المجر ومع صيف 1396 ميلاديا انضمت الصليبية للجيش المجري النبيد في مدينة بودا
كانت خطة الصلبيين قائمة على تحرك جيوشهم لطرد المسلمين من الأراضي البلغارية في الوقت الذي تقوم فيه البحرية التابعة للبندقية وجنوة وفرسان الإسبتارية بإغلاق مضائق البوسفور والدردنيل لعزل الأراضي العثمانية في أوروبا.
ويتجه جزء آخر من سفنهم إلى البحر الأسود ومنه إلى نهر الدانوب ويلتقوا بالجيش الصليبي في مدينة نيكوبوليس.
وبعد التخلص من العثمانيين في أوروبا يتحرك الجيش الصليبي إلى مدينة القدس لتخلصها من حكم المماليك وإعادة إنشاء الممالك الصليبية الذي أضع عليها الزنكيين والأيوبيين قبل ذلك .
وفي شهر سبتمبر وصل الصليبيين إلى إمارة فيدين البلغارية وساروا في طريقهم إلى مدينة نيكوبوليس وفرضوا حصار قوي عليها.
فقرار السلطان بايزيد الأول ترك حصار قسطنطينية وبدأ التحرك للشمال بأغلب قواعد وأرسل إلى ستيفان يطلب منه الانضمام له بجيشه.
وفي يوم ال25 من شهر سبتمبر في نفس السنة سنة 1396 ميلاديا تقابلت الجيوش الصلبية مع الجيش العثماني بالقرب من مدينة نيكوبوليس .
وهناك اختلاف كبير في أعداد جيوش كلا الجانبين وقدرت بعض المصادر أعداد الجيوش بمئات الألوف والبعض الآخر قدرها بعدة آلاف.
في حين أن بعض المصادر اشارت إن أعداد كلا الجانبين كانت شبه متساوية وتتراوح بين 20 و25 ألف جندي .
لكن وفقا للمصادر العثمانية فإن الجيش العثماني كان عددهم 60 ألف جندي وكان الجيش الصليبي عددهم 130 ألف جندي .
وقبل بداية المعركة قام الصليبيين بنصب كمين لقوة استطلاع عثمانية واستطاعوا هزيمتهم وأسر أغلبهم وقاموا بقتل 1000 من الأسري المسلمين وترك الصليبيين جزء من قواتهم لاستكمال حصار مدينة نيكوبوليس .
توزعت القوات الصليبية كالآتي تمركز الفرسان الصليبيون والبورجنديين المدرعين في المقدمة بقيادة الكونت جون وفي الوسط تمركزت المشاهد بقيادة الملك سيغيسموند .
وفي الميسرة والميمنة تمركزت الفرسان الخفيفة وقوات الأفلاق.
أما على الجانب العثماني فوضع السلطان بايزيد الصاعقة بايزيد الأول الفرسان الخفيفة المعروفة باسم الاقنجي في المقدمة ومن خلفهم تم وضع حواجز وفخاخ لحماية المشاه العثمانية ولإعاقة تقدم الفرسان الصليبية.
وفي الميمنة والميسرة تمركزت الفرسان المعروفة باسم السباهي فرسان الأناضول في الميسرة وفرسان الروملي في الميمنة .
وفي المؤخرة كان السلطان يزيد الأول مع قوات الانكشارية وجزء منه قوات الفرسان العثمانية الثقيلة.
وبدأت المعركة مع شن الفرسان الصليبيين في المقدمة لهجوم عنيف على الفرسان العثمانية الخفيفة ظنا منهم أنهم أغلب الجيش العثماني ورفضوا انتظار بوقت القوات الصليبية التي لم تستطع مواكبة تحركهم السريع
واستطاع الفرسان العثمانيين جذب الصليبيين إلى قلب الجيش العثماني وقاموا بعدها بالتراجع إلى الأجنحة في الميمنة والميسرة تاركين الصلبيين عرضة لرماة السهام العثمانيين.
لكن لشد تدريع القوات الفرنسية فشلت السهام في اختراق دروعهم وسرعان ما واجه الفرسان الصليبيين خط الحواجز العثمانية المضادة للخيول والتي أبطأت تقدمهم فقام بعضهم بالنزول عن خيولهم لإزالتها.
بعدها اشتبك الصليبيين مع المشاة والرماة العثمانيين في قتال شرس وعنيف لم يكن صالح القوات العثمانية والذي كان تسليحها خفيفا والتي وقعت العديد من الخسائر في صفوفها .
فأمر بايزيد الاول قوات الفرسان في الميمنة والميسرة بالهجوم عليهم وتطويقهم من الجانبين وتقدم بايزيد الاول بقواته لدعم الهجوم عليهم من الأمام.
وبدأت القوات البورجندية الفرنسية في السقوط والتداعي بشكل تدريجي لكن بصعوبة شديدة وفي ذلك الوقت وصلت المشاهد الصليبية وبقية الجيش الصليبي بقيادة سيغيسموند وأرادوا دعم الفرسان البورجنديين .
لكن قامت الفرسان العثمانية الخفيفة التي انسحبت في أول المعركة بشن هجوم عليهم من الخلف والأجناب وتم احاطة الجيش الصليبي بالكامل بالقوات العثمانية .
وتعقدت المعركة أكثر إلى أن استطاع أمير الأفلاق ميرجة الأول فق التطويق عن قواته والهرب بهم من المعركة.
وعلى الرغم من ذلك استمر المجريين والصليبيين بقيادة سيغيسموند في القتال في محاولة منه لقلب موازين المعركة لكنه فشل مع أمر السلطان بايزيد الاول الصاعقة لفرسان الصرب بقيادة ستيفان بالهجوم على الجناح الأيمن للجيش الصليبي.
وكان هذا الهجوم قوي ومدمر وأدى إلى إيقاف الهجوم المجري وهروب سيغيسموند والقوات الصلبية في اتجاه سفنهم المتمركزة في نهر الدانوب
وقال خلال فراره أننا خسرنا المعركة بسبب تكبر وغرور هؤلاء الفرنسيين وانهارت القوات البورجندية الفرنسية وسقط الصلبيين بين قتلى وأسرى في أيدي الجيش العثماني وتم تدمير معظم الجيش الصليبي
وانتهت المعركة بانتصار ضخمة وعظيم للدولة العثمانية وهزيمة مذلة وساحقة للدول الأوروبية.
وبسبب قتل الصلبيين للأسرى المسلمين قبل بداية المعركة أمر السلطان بايزيد الاول الصاعقة في عمل غير مسبوق لأول مرة في التاريخ العثماني بإعدام 3 الاف من الأسرى الصليبيين وتم الإفراج عن الأمراء مقابل فدية مالية كبيرة.
بعد انتصار السلطان بايزيد الاول الصاعقة على الدول الأوروبية في معركة نيكوبوليس سنة 1396 ميلادي وفشل الصليبيين في التصدي لفتوحات الدولة العثمانية حتى بعد تحالفهم معا بدا وكأنه لا يمكن ايقاف التقدم العثماني في القارة.
وكان لانتصارات بايزيد الأول الصاعقة على القوى الصليبية صدى كبير جدا في أنحاء العالم الإسلامي وقبل معركة نيكوبوليس أقسم السلطان بايزيد الاول الصاعقة أنه سيبني 20 مسجد من أموال الغنائم إن انتصر في الحرب
وبعد انتصار فيها قرر الإيفاء بقسمه لكنه اكتشف صعوبة بناءهم وتكلفتهم العالية فقرر إنشاء جامع واحد في مدينة بورصة مكون من 20 قبة
وكان ذلك هو جامع بورصة الكبير المعروف بمسجد أولو جامع جامع لا يزال موجودا حتى الآن وأحد معالم المدينة وكان مسجد بورصة أحد أهم خمس مساجد في العالم الإسلامي وقتها .
توجه بعدها بايزيد الاول الصاعقة إلى بلاد اليونان وحصر مدينة كورينث وضم أجزاء كبيرة من اليونان ماعدا إقليم المورة
ومع تأمين السيطرة على البلقان التفت بايزيد الاول الصاعقة مرة ثانية نحو القسطنطينية وكان وقتها لا يزال حصار القسطنطينية الذي بدأه العثمانيين سنة 1394 ميلادية قبل معركة نيكوبوليس مستمر فعاد بايزيد الاول إليها لاستكمال حصارها .
استغلت إمارة بنوا قرمان انشغال العثمانيين في محاربة الصلبيين وحصار القسطنطينية وسعوا للاستقلال عنهم فشن أمير القرمان علاء الدين هجوم على الجيش العثماني في مدينة أنقرة وانتصر عليه
فلما عرف السلطان العثماني بذلك ترك حصار القسطنطينية وتحرك للأناضول لتأديبه ودارت بينهم معركة انتهت بهزيمة القرمانيين وقوع الأمير القربامي علاء الدين وأولاده أسرى في أيدي بايزيد الاول الصاعقة
والذي امر بإعدامه بسبب تكرار خيانته وضم ما تبقى من إمارة القرمان إلى الدولة العثمانية سنة 1398 ميلادي وأعلن أمير جاندارلي طاعته لبايزيد الاول.
وبذلك سقطت جميع الإمارات الصغيرة في بلاد الأناضول في أيدي الدولة العثمانية وتم توحيد الاناضول لأول مرة من أيام دولة سلاجقة الروم .
3. معركة انقرة ضد المغول
في ذلك الوقت كان هناك خطر جديد قادم من الشرق يواجه العالم الإسلامي وهو المغول للمرة الثانية لكن تلك المرة اختلف المغول سكنهم أعلنوا إسلامهم وأصبحوا مسلمين.
ويقودوهم تيمورلنك حفيد جنكيز خان والذي تمكن من تأسيس دولة جديدة تحت قيادته امتدت من وسط آسيا إلى كل من أفغانستان والهند بلاد فارس وأذربيجان وسميت بالدولة التيمورية
وأصبحت مجاورة للدولة الجلائرية في العراق والدولة العثمانية ودولة المماليك في مصر والشام والحجاز .
وعلى الرغم من إعلانه الإسلام كان تيمورلنك معروف بوحشيته وإصراره في قتل المدنيين العزل مثل هولاكو وجنكيز خان من قبله
وسنة 1398 ميلادي ضم السلطان بايزيد الاول مدينة سيواس وفي صيف في السنة التي تليها ضم مدينة ملاطية من ايد المماليك مستغلا الأوضاع المضطربة في الشام بعد السلطان الظاهر برقوق وتولي ابنه الصغير الحكم من بعده
مما أدى إلى توتر العلاقة بين الدولة العثمانية والمماليك في الوقت الذي يتعاظم فيه خطر تيمورلنك والمغول
فتقدم بايزيد الاول الصاعقة إلى مدينة أرزينجان وإخضعها لحكم واعترفت إمارة ذو القدر بالسيادة العثمانية.
وبدأ أمراء الأناضول الفارين من السلطان بايزيد الأول يلجئوا تيمورلنك ويطلبوا حمايته وعلى رأسهم أمير أرزنجان ولجأ أمير الدولة الجلائرية إلى السلطان بايزيد الاول وأصبحت الحرب بين الدولة العثمانية والمغول لا مفر منها.
خاف تيمورلنك من تحالف المماليك مع العثمانيين وكان بالفعل قام السلطان بايزيد الاول الصاعقة بتلك المحاولة سنة 1400 ميلادي وحذر السلطان فرج ذو العشر أعوام من تيمورلنك ووحشيته ونيته في مهاجمة مصر.
وعرض على المماليك إقامة تحالف بينهم ضد المغول لكن أمراء المماليك في مصر رفضوا تناسي الخلافات ولم يلتفتوا لمطالبه
فتحرك تيمورلنك إلى بلاد الشام وقام بتدمير ونهب مدن حلب ودمشق واتجه بعدها إلى الدولة العثمانية وهاجم مدينة سيواس واحرقها
في نفس الوقت الذي كان فيه السلطان بايزيد الاول الصاعقة يحاصر مدينة القسطنطنية فقرر بايزيد الاول فك الحصار عنها والتوجه بسرعة إلى الأناضول لقتال تيمورلنك.
ومع وصول العثمانيين لأنقرة واتخاذهم مواقع محصنة انسحب تيمورلنك إلى سيواس لخداع العثمانيين وسحبهم من مواقعهم الحصينة
فتحرك بايزيد الاول بالجيش شرقا خلف جيش المغول لإجبارهم على القتال في منطقة غابات صعبة على الفرسان المغولية
لكن تيمورلنك تحرك بجيش وغربا والتف حول الجيش العثماني وتفاجئ العثمانيين لما عرفوا أن قوات تيمورلنك ظهرت ورائهم في ضواحي أنقرة
فسار بايزيد الاول بالجيش ورجع مرة ثانية باتجاه الغرب خوفا من ترك المغول لاجتياح الأراضي العثمانية من ورائه أو قطع خطوط إمداده وبسبب التحركات السريعة عاني الجيش العثماني من الإرهاق والعطش.
وبعد مسيرة الثمن أيام متواصلة وصل العثمانيين إلى مدينة أنقرة في 27 يوليو 1402 ميلاديا 804 هجريا .
بلغت أعدادا بالشين فمعركة أنقرة من 140 ألف جندي للمغول في حين ضم جيش الدولة العثمانية ما بين 85 : 120 ألف مقاتل ويقال أن العثمانيين خسروا 20 ألف جندي قبل المعركة بسبب تحركهم السريع
كان جيش تيمورلنك مكون من الفرسان رماة السهام مثل جيوش المغول التقليدية وقسم تيمورلنك الفرسان رماة السهام إلى أربع مجموعات ميمنة وميسرة بقيادة أولاده واحتياط بقيادة أحفاده وكان القلب بقيادته هو .
أما بالنسبة للجيش العثماني فانتشر في مواقع محصنة بين التلال والجبال القريبة وتمركز السلطان بايزيد الاول الصاعقة في الوسط مع قوات الرماة والمشاه لبخفيفة والانكشارية ووضع فرسان السباهية في الاحتياط بقيادة محمد جلبي
وكانت الميمنة بقيادة الملك ستيفان لازاريفيتش وضمت الجنود الصرب المدرعين وقوات إمارات الأناضول التابعة للدولة العثمانية.
وشملت الميسرة فرسان الروملي وقوات من فرسان التتار وكانت تحت قيادة الأمير سليمان ابن بايزيد
بدات معركة انقرة مع أمر تيمورلنك لقواته في الميمنة بشن هجوم على ميسرة الجيش العثماني ودار بين الجانبين قتال قوي وعنيف لكن تمكن الفرسان العثمانيين من التصدي للهجوم.
بعدها شن فرسان المغول في الميسرة هجوم على الفرسان الصرب في الميمنة استطاع ستيفان وجنوده الصرب التصدي للهجوم وألحقهوا بالمغول بعض الخسائر وحققوا تقدما كبيرا عليهم وأجبروا المغول على التراجع للخلف.
لكن أرسل تيمورلنك بعض قواته لدعم جنوده في الميسرة فأجبروا الصرب أنهم يتراجعوا للوراء فحاول تيمورلنك التفريق بين بايزيد الاول الصاعقة وأتباعه من المغول وقعوا والذين يشكلون جزء كبير من جيشه في الميسرة
ونجح في استمالتهم إليه قبل المعركة وانضموا إلى جانبه وبدؤوا في مهاجمة العثمانيين من الخلف والأجناب وتم تطويق قوات بايزيد الاول في الميسرة وحصارها
فأرسل قوات الاحتياط بقيادة ابنه محمد جلبي لمهاجمة التتار من الخلف واشتد القتال بين الفريقين إلى أن تمكن الأمير سليمان والوزير الأعظم بصعوبة الشديدة من الهرب بقوتهم البالغ عددها 30 ألف جندي وطلبوا من السلطان بايزيد الاول الانسحاب لكنه رفض
وتمكن أولاد بايزيد الاول الصاعقة محمد وعيسى جلبي من الهرب فانحاز أمراء الأناضول الذين أخذ منهم بايزيد الاول إماراتهم إلى تيمورلنك وهاجموا قلب الجيش العثماني .
وكان ذلك التطور في جانب فارق الأعداد الكبير بين الجيشين سبب رئيسي في تحديد مصير المعركة فتراجعت قوات الأمير ستيفان وعرض على بايزيد الاول الانسحاب لكن ما يزيد رفض للمرة الثانية
وقرر التراجع إلى أحد التلال المعروفة باسم جاتالتبه وحاول مع جنود الانكشارية تغطية انسحاب أولاد الأمراء وقررت قوات الصرب بقيادة لازار بالانسحاب
فأمر تيمورلنك قوات الوسط بشن هجوم شامل على قلب الجيش العثماني وقاموا بتطويق قوات بايزيد الاول بالكامل ومحاصرتهم واستمر القتال بين الجانبين لساعات حتى حلول المساء
قاتل خلالهم السلطان يزيد الصاعقة جنبا إلى جنب مع جنوده الانكشارية وأوقعوا خسائر كبيرة في صف المغول
حاول بايزيد الاول أخيرا الانسحاب من المعركة على ظهر أحد الخيول لكن تم رمي فرسه بسهم ووقع السلم السلطان بايزيد الاول الصاعقة أسيرا في أيدي القوات المغولية وتم إحضاره إلى تيمورلنك مكبلا بالأغلال
وانتهت معركة انقرة بهزيمة كارثية وغير مسبوقة في التاريخ العثماني ككل وانتصار حاسم للمغول بقيادة تيمورلنك
وكانت معركة أنقرة هي أكبر حرب ميدانية حصلت في القرون الوسطى بين جيوش أقوى دولتين في العالم وبين اثنين من أعظم العقول العسكرية وقتها .
وفاة السلطان بايزيد الاول الصاعقة
فرح الصليبيين بانتصار تيمورلنك في المعركة واعتبر الملوك الأوروبيين أن معركة أنقرة وهزيمة العثمانيين فيها كانت السبب إنقاذ أوروبا والعالم المسيحي من الفتوحات العثمانية خاصة بعد هزيمتهم في معركة نيكوبوليس
بلغ الأوروبيين في تصوريهم لحياة السلطان بايزيد الاول الصاعقة في الأسر وقال البعض مثل المؤرخ بن عرب شاه إن زوجته وجواريه أجبروا على خدمة تيمورلنك وإنه تم وضعه في قفص حديدي
وإن تيمورلنك كان يتعمد إذلاله والتحقير منه في حين قال البعض إن تيمورلنك عامل بايزيد الاول بشكل جيد واحترمه وكان هدفه هو إطلاق سراحه على إنه يكون حاكم تابع للمغول
عاش السلطان بايزيد الاول الصاعقة في الأسر لمدة 7 أشهر وأطلق تيمورلنك سراح أولاد بايزيد الاول وزوجته أوليفيرا وأرسلهم إلى الأناضول
وبعد انتصاره معركة أنقرة وصل تيمور لنك تقدموا في اتجاه مدينة بورصة وقام بإحراقها وتدميرها وأعاد تيمورلنك إلى أمراء جاندارلي وصاروهان وجيرميان ومنتشة وقرمان الأراضي التي خسروها
مات السلطان بايزيد الاول الصاعقة بعد ان استمر بايزيد الاول الصاعقة في الحكم لمدة 13 سنة وشهر و8أيام وبلغت مساحة الدولة العثمانية في عهده قبل معركة أنقرة 942 ألف كيلومتر مربع
دخلت الدولة العثمانية بعد السلطان بايزيد الاول الصاعقة مرحلة تاريخية جديدة عرفت باسم عهد الفترة وهي عبارة عن حرب أهلية دارت بين أولاد السلطان بايزيد الاول الصاعقة للسيطرة على الحكم ولإعادة فرض سيطرتهم على الدولة مرة أخرى.
وستكون تلك الحرب الأهلية هي السبب في انتشار فكرة قتل الأخوة في التاريخ السياسي للدولة العثمانية وسوف ينجح السلطان محمد جلبي المعروف باسم محمد الأول في استعادة وحدة الدولة العثمانية مرة أخرى
مصادر قصة السلطان بايزيد الصاعقة بايزيد الاول
ما هي أهم مصادر قصة السلطان بايزيد الصاعقة بايزيد الاول
- كتاب تاريخ الدولة العثمانية
- كتاب تواريخ ال عثمان لعاشق باشا زادة
- كتاب بلاد الترك في العصور الوسطي
- المُصوَّر في التاريخ لكل من سعد: جحا، شفيق ، البعلبكي، مُنير
- التَّاريخ السرّي للإمبراطوريَّة العُثمانيَّة لأرمغان ترجمة: مُصطفى حمزة
- تاج التواريخ، الجُزء الأوَّل لكل من سعد الدين أفندي، خواجه مُحمَّد
- كتاب: تاريخ الدولة العلية العثمانية للكاتب فريد بك