الشريف الحسين بن علي شريف مكة ودوره في نشأة بلاد الحجاز

الشريف الحسين بن علي شريف مكة ودوره في نشأة بلاد الحجاز
الشريف الحسين بن علي

جدول المحتوي

بعدما سقطت الدولة السعودية الثانية، الحقيقة إنها رجعت للمرة الثالثة، لكن لكي نعرف كيف رجعت الدولة السعودية بشكل دقيق، لازم نذهب لشخصية مهمة جدا، آخر أشراف مملكة الحجاز الشريف الحسين بن علي شريف مكة، وذلك ما سوف نعرفه في تلك المقالة.

الشريف الحسين بن علي شريف مكة ودوره في نشأة بلاد الحجاز

ولد الشريف حسين بن علي في إسطنبول وكان والده الشريف علي بن محمد وجده مقيمين في مكة بعد عزلهم من إمارتها، الأسرة الهاشمية كانت تنتمي للنبي محمد صلى الله عليه وسلم من خلال حفيده الحسن بن علي بن أبي طالب، أما الشريف حسين كانت من العرق الشركسي.

الشريف حسين تزوج بنت عمه الشريفة عابدية، وأنجب منها ثلاثة أولاد الأمير علي والأمير عبد الله والأمير فيصل، بعد ذلك تزوج فتاه شركسية وأنجب منها بنت واحدة، وكان زواجه الأخير من عادلة خانم حفيدة الصدر الأعظم رشيد باشا، وهي أم أصغر أولاد الأمير زيد بن الحسين.

الشريف حسين تلقى تعليمه الأولي في مدارس إسطنبول وبعدها انتقل الحجاز مع أسرته لما تم تعيين جده محمد بن عبد المعين شريفا على مكة المكرمة للمرة الثانية سنة 1856.

جده كان أول مرة يكون شريف على مكة سنة 1827، لكنه توفى بعد سنتين، ومن بعدها تبادل الأشراف المنصب الي ان أتي عون الرفيق باشا عم الشريف حسين اللي عين أمير من إسطنبول سنة 1882.

وبرغم قربه من عمه الشريف حسين كان ينتقد سياسات عون الرفيق بشدة واتهم وبإهمال شؤون الأمن وابتزاز الحجاج، وفرض ضرائب ظالمة على السكان.

ذلك الخلاف جعل العلاقة بينهم تتوتر، ورفع عون الرفيق شكوى للسلطان عبد الحميد الثاني طالب فيها بنقل ابن أخيه لإسطنبول لكي يبعده عن الحجاز.

السلطان استجاب لمطلب عون الرفيق، وأمر بنقل الشريف حسين لإسطنبول لكي يكون تحت ضيافته، ومراقبة الأجهزة الأمنية العثمانية.

الشريف حسين عين عضو في مجلس شورى الدولة واستقر في إسطنبول لمدة 15 سنة لحد ما تم تعيينه أمير على مكة سنة 1908.

الأمير عبد الله بن الشريف حسين كتب في مذكراته عن نفي والده لإسطنبول، “لقد كانت إقامتنا في إسطنبول إقامة جبر وإكراه، بالرغم من أن السلطان عبد الحميد الثاني لما مثل والدي في حضرته يوم وصوله الأستانة، قال له إنه إنما استدعاه ليرجو منه أن يخدم الدولة ويخدمها،

وعلى الرغم أنه عينه عضوا في شورى الدولة، وأمر أن تهيأ له دار ساحلية في البوسفور، وتفرش، فقد كان في الحقيقة، ورغم هذه الاعتبارات أخذ إلي الأستانة نفيا بناء على سياسة الظلم و الاعتساف بالحجاز.” الأمير عبد الله كان يوصف إسطنبول بإنها كانت السجن المحترم أو منفي لإكرام.

الشريف الحسين بن علي

بعد وفاة عون الرفيق سنة 1905، تنافس عدد من الأشراف على إمارة مكة، ولكن المنصب ذهب الي الشريف علي باشا ابن عم الشريف حسين، لكن إمارة الشريف علي لم تدم لفترة طويلة لإنه عزل بعد الانقلاب إللي حصل في إسطنبول سنة 1908 بقيادة جمعية الاتحاد والترقي.

وبعده أتي الشريف عبد الإله باشا لكنه توفى قبل ما يتولى المنصب، فذهبت الإمارة في النهاية للشريف حسين يوم 24-11-1908م.

الشريف وصل في الأول لجدة، وبعدها انتقل لمكة يوم 6-12-1908م، في طريقه من إسطنبول للحجاز لكي يتولى مهامه، وتوقف في بيروت، وعمل حوار صحفي مع جريدة الاتحاد العثماني، أعلن فيه عن رغبته في إحلال الأمن في الحجاز وإجراء إصلاحات كبرى.

وبدأ الشريف الحسين بن علي تعاونه مع والحجاز كاظم باشا، وقاد حملتين عسكريتين لصالح الدولة العثمانية، الحملة الأولى كانت سنة 1910 ضد سلطان نجد عبد العزيز آل سعود اللي كان استولى على أرض عتيبة من العثمانيين.

والحملة الثانية كانت للقضاء على الشيخ محمد الإدريسي، أمير إمارة الأدارسة في منطقة جازان اللي أعلن انفصال إقليم عسير عن الدولة العثمانية.

وبرغم أن الشريف حسين أظهر ولاءه المطلق للدولة العثمانية في الحملتين، إلا أن علاقته بقادة جمعية الاتحاد والترقي كانت مضطربة، وذلك كان بسبب معارضته لسياسة التتريك اللي فرضوها على مفاصل الدولة العثمانية كلها،

وقمعهم للجمعيات اللي كانت تطالب بتوسيع صلاحيات الولايات العربية، وتعزيز اللغة العربية فيها.

ولما حاول قادة الاتحاد والترقي فتح فروع للجمعية في الحجاز، عارضهم الشريف حسين بشدة، ورأي ذلك تدخل في شئون إمارته الدولة، طبعا ردت، فأرسلت الفريق فؤاد باشا والي على الحجاز بهدف إسكات الشريف حسين.

وفي سنة 1914 عينة الضابط وهي باشا والي على الحجاز وزودته، بقوة عسكرية من سبع كتائب مشاة وكتيبة مدفعية، مع تعليمات لتقليل صلاحيات الشريف حسين، تمهيدا لعزله.

وهنا يجي دور بريطانيا اللي تدخلت لصالح الشريف حسين لكي تقدم ليه دعم كامل في الثورة ضد السلطات العثمانية، وذلك ده كان لأجل إنهم يقضوا تماما على الدولة وبالتالي يتيح لها نفوذ أكبر داخل دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ولكي تعرف كل شئ الثورة العربية الكبرى تابع المقالة القادمة .

الشريف الحسين بن علي

 

 

Facebook
X
Telegram
LinkedIn
Tumblr
Reddit
Scroll to Top