العصر النحاسى وحضارات ما قبل التاريخ في مصر القديمة

العصر النحاسى وحضارات ما قبل التاريخ في مصر القديمة
حضارة دير تاسا

جدول المحتوي

عن العصر النحاسى وحضارات ما قبل التاريخ في مصر القديمة يشير مصطلح العصر النحاسي في علم آثار العالم القديم إلى فترة انتقالية، ظهر فيها تحس المبكر إلى جانب الاستخدام الواسع للأدوات الحجرية، فظهرت خلال تلك الفترة بعض الأسلحة والأدوات المصنوعة من النحاس،

ولا يزال طابع تلك الفترة مشابه جدا للعصر الحجري الحديث، فهي مرحلة من العصر البرونزي، ولكن ما هو معني البرونز بالضبط؟ البرونز يعتبر هو إضافة القصدير إلى النحاس لتشكيل البرونز الأكثر صلابة،

ويعرف العصر النحاسي في الأصل على إنه انتقال بين العصر الحجري الحديث والعصر البرونزي، ولكن نظرا بإنه يتميز باستخدام المعادن فيعتبر العصر النحاسي جزء من العصر البرونزي بدلا من العصر الحجري.

فلو تريد ان  تعرف أكتر عن عصور ما قبل التاريخ، وكيف عرفنا معدن النحاس والبرونز، اذا اكمل المقالة للنهاية.

معرفة المصري القديم الكلاب البوليسية

ولنعرف في بداية رحلتنا، هل يا ترى المصري القديم كان يعرف الكلاب البوليسية أو لا؟ المصري القديم، في البداية استأنس الكلب  وذلك كان من عصور ما قبل التاريخ، وكيف عرفنا إنه استأنس الكلاب؟

باحثين الآثار واجد وجماجم للكلاب من عصر حضارة مرمدة بني سلامة، وذلك كان 5400 سنة قبل الميلاد، كان فيه أنواع كثيرة من الكلاب، منها السلوقي الشهير جدا، و الدرواس وغيرها، وللكن هل المصري القديم كان يربي الكلب لأنه هو حيوان أليف فقط؟

لأ طبعا ف كان يستخدمها في الحراسة أيضا، الكلاب استخدمت في مصر القديمة، في الشرطة ككلاب بوليسية، فيقول المؤرخ ديودور الصقلي “إن الكلب في مصر حيوان مقدس، من يقتله عامدا، جزاؤه الموت”

وأيضا العلماء وجدوا دفانات لبعض كلاب كبار الدولة وعلية القوم وذلك كان بجانب قبور أسيادها، ذلك غير إن كان لهم لوحات تكريم على قبورها من وقت عصر الأسرة الأولى،

ليس ذلك فقط بل ان الكلاب البوليسية أيضا كانت تستخدم في الحراسة، فبتذكر لينا أحد النصوص إن كان أحد النبلاء على باب داره 200 كلب عظيم و300 كلب سلوقي لحراسته.

وكان استخدام الكلاب للحراسة من الأمور الشائعة في عصر الدولة الحديثة، ففي أحد رسائل العمارنة يقول عبدي شرتا إنه هو خادم الملك أمنحوتب التالت، وإنه كلب حراسته

الكلاب البوليسية أيضا كانت تستخدم لمطاردة الأعداء والقبض عليهم، ففي معبد بيت الوالي نجد كلب الملك رمسيس الثاني يقبض على أعداء ملك الليبيين، وكان أيضا من استخدامات الكلاب البوليسية تتبع أثر الأعداء والمجرمين.

الكلاب أيضا كان ليها دور كبير في الأسطورة الشهيرة أسطورة حورس وست، فالكلاب ساعدت إيزيس في البحث عن جثة أوزير، ولذلك تتقدم الكلاب مواكب أعياد إيزيس.

كما يقول ديودور الصقلي، “ووجدنا لوحة تذكارية لموظف كبير من الدولة الوسطى، وكان من رؤساء الشرطة الموكل اليهم بتمشيط الصحراء الغربية، التي كانت مأوي للصوص والمجرمين، ونجد في اللوحة الكلب الخاص به معه، وهو بلا شك كلب بوليسي من كلاب اقتفاء الأثر”

فكان الإشراف على الكلاب، والعناية بهم شأن هام جدا في مصر القديمة، وكان من ألقاب الموظفين ذوي الشأن. في عهد الأسرة الثالثة عشر لقب مدير حراس الكلاب.

معرفة المصري القديم الكلاب البوليسية

العصر النحاسي والبرونزي في مصر القديمة

لنرجع لحضارة مرمدة بني سلامة وما حكايتها، ولكن قبل ان نعرف حكايتها لنتعرف على العصر النحاسي، وأهم الحضارات اللي كان من ضمنها مرمدة بني سلامة،

يحتوي موقع أثري في صربيا على أقدم دليل مؤرخ وثابت على صناعة النحاس عند درجة حرارة عالية من 7500 سنة، وفي يونيو 2010 بتوسيع الاكتشافات وجدوا سجل لصهر النحاس في حوالي 800 سنة مما يشير إلى إن صهر النحاس ربما تم اختراعه بصورة مستقلة في مناطق متفرقة من آسيا وأوروبا، في ذلك الوقت بدلا من انتشاره من مصدر واحد،

وممكن يكون علم المعادن ظهر في الفترة الزمنية اللي تعرف بالهلال الخصيب، وده أدى لظهور العصر البرونزي في الألفية الرابعة قبل الميلاد.

وتلك تعتبر وجهة النظر التقليدية، إلا إن التعديل النحاس في معظم الحضارات في أوروبا، تم تأريخه أقدم قليلا من الهلال الخصيب، ولكن احتوت بعض الأودية على أدلة تثبت تعدين النحاس ما بين 9000 و7000 سنة.

وتتميز عملية الانتقال من العصر الحجري الحديث للعصر الحجري النحاسي في الشرق الأوسط بوجود مجموعات الأدوات الحجرية الأثرية بانخفاض جودة الحصول على المواد الخام واستخدامها.

فاستورد إنسان شمال أفريقيا و وادي النيل تقنياتهم الحديدية من الشرق الأدنى، وتتبع مسارها وقت دخول العصر البرونزي والعصر الحديدي.

العصر النحاسي والبرونزي في مصر القديمة 

حضارات ما قبل الأسرات

إلا إن العصر الحديدي والعصر البرونزي حدث في وقت واحد في كذا مكان في أفريقيا، أما بالنسبة للحضارات وترتيبها الصحيح، فتعالوا مع بعض نعرف الحضارات في تلك الفترة حضارات ما قبل الأسرات، وملوك الأسرة الصفر، وصفرين.

هناك ثلاث حضارات سبقت عصر الأسرات، يبدأ عصر الأسرات بالتحديد من سنة 3200 قبل الميلاد، وذلك كان بعد توحيد مينا لمصر العليا، ومصر السفلى، لإن قبل ذلك كان موجود أربع حضارات بالضبط، حضارات ما قبل الأسرات، وهم:

  1. حضارة مرمدة بني سلامة،
  2. حضارة دير تاسا،
  3. حضارة البداري،
  4. حضارة نقادة.

وحضارة نقادة كان ليها ثلاث أجيال، أول تلك الحضارات دي كانت في العصور الحجرية وخصوصا العصر الحجري الحديث، وهي حضارة مرمدة بني سلامة في الشمال بعدها حضارة دير تاسا في الجنوب.

تلك الحضارتين، العلماء قالوا إنهم كانوا في حدود 6200 أو 5800 قبل الميلاد، يعني الموضوع عدى ال7000 سنة بكثير، تخيل! تلك الحضارة سبقت الهرم ب2500 سنة، عرفت إن المصريين القدماء قدام للغاية على الكوكب.

مع التطور البشري والحضاري أكتر في العصر النحاسي ظهرت حضارة البداري، وبعد ذلك عصور ما قبل الأسرات، وظهرت حضارات مثل نقادي الأولى، ونقادي الثانية، وحضارة المعادي.

وسبق توحيد مصر على يد الملك مينا في الأسرة الصفرية، واللي من أشهر ملوكها الملك العقرب.

حضارات ما قبل الأسرات

حضارة دير تاسا

ركز معي ولنذهب مع بعض لمصر العليا، وتحديدا أسيوط، فقد قامت في أسيوط حضارة من أقدم الحضارات على مستوى العالم، في حوالي سنة 4800 قبل الميلاد. ولكن هل أحد يعرف الموقع اللي نشأت فيه تلك الحضارة؟

تلك الحضارة عرفت باسم حضارة دير تاسا، ومكانها كان بالتحديد على الضفة الشرقية للنيل بمركز ساحل سليم، تميزت حضارة دير تاسا عن مثيلتها من الحضارات بصناعة الفخار الأسود، وكان فخارهم أرقى نسبيا من فخار أهل المناطق الثانية اللي عاصرتهم من حيث الشكل أو الزخارف.

كمان تميزت الحضارة تلك بالتطور في عادات الدفن فعادات الدفن عندهم، وعقائد الآخرة كانت مختلفة وتلك دلت عليه مقابرهم، فكانت المقبرة متميزة أكتر عن المناطق الأخرى اللي عاصرتهم وكانت مقابرهم،

عبارة عن حفرة برميلية ليها أركان ملفوفة ويتكفن المتوفي فيها بلفائف من جلود الحيوانات أو الكتان أو الحصير، وذلك كان بما يتفق مع بدرجة ثراء أهله ويوضع معه آنية أو أكتر من الفخار مع بعض الأدوات اللي كان يستخدمها في حياته، ذلك غير بعض الحلي وأدوات الزينة.

ويرقد على جانبه الأيسر في هيئة الانثناء أو القرفصاء، وكانوا يدفنوا كمان ناظرين تجاه الغرب.

عثر كمان في آثار حضارة دير تاسا على فؤوس وأقداح وكؤوس على هيئة الزهر وأدوات زينة بسيطة تكاد تقتصر على خرزات من صدف أو عظم أو عاج.

وأرجع بعض الباحثين والأثريين إن تلك الحضارة دي طور من أطوار حضارة البداري.

حضارة دير تاسا

حضارة مرمدة بني سلامة

الان لنعرف مع بعض الآثار المكتشفة في حضارة حضارة مرمدة بني سلامة اللي تقع على بعد 50 كم شمال غرب القاهرة، وأيضا حضارة الفيوم في الشمال، وحضارة دير تاسا. بالقرب من أبو تيج في محافظة أسيوط في الجنوب،

الآثار المكتشفة تدل على إن سكان حضارات تلك المناطق كانوا يمارسوا الزراعة والرعي وإنهم كانوا يمتلكوا مهارات حرفية عالية جدا مثل صناعة النسيج وتشكيل العاج وصناعة الأدوات من حجر الصوان ومختلف أنواع الحجارة شديدة الصلابة.

طقوس الدفن في ذلك في الوقت كانت تختلف في شمال مصر عن جنوبها، ففي حضارة مرمدة بني سلامة، كان الجسمان يدفن في وضع الجنين ويوضع على جنبه الأيمن، أما الرأس فكان بيتم توجيهه إلى الجنوب والوجه كان ينظر اتجاه الشرق،

وذلك كان بعكس دير تاسا اللي قلنا قبل قليل إن اتجاه الرأس عندهم كان يكون نحو الغرب بدلا من الشرق.

أهم القطع الأثرية المكتشفة من المواقع العتيقة فيها كانت الأواني الحجرية، وتلك تختلف عن الأواني الفخارية فالأواني الفخارية تتشكل من الطين، وذلك لما بيكون عجينة لينة وسهلة في يد الفخراني،

أما الأواني الحجرية فبيتم حرفيا نحتها من صخور شديدة الصلابة، وذلك طبعا عمل شاق جدا ويحتاج لمهارة عالية، ويكاد يكون مستحيل بالأدوات البدائية مثل المطرقة والإزميل.

في ذلك الزمن البعيد جدا من حوالي 4500 سنة قبل الميلاد قدر الفنان المصري إنه ينحت أواني من حجر البازلت والديوريت شديد الصلابة، ويصنع فيها تجويفات وثقوب تبدو في منتهى الدقة، كإنها من صنع آلة دقيقة لا تخطأ في المقاييس.

الفنان المصري أيضا استطاع بمهارته ودقته إنه يبدع من أشد أنواع الأحجار صلابة أواني وألواح لمساحيق التجميل، ما زال بعضها حتى الآن يحمل بقايا المواد اللي كانت مستخدمة في صنع مساحيق التجميل.

من المحاصيل أيضا اللي انتشرت زراعتها في تلك الفترة الزمنية كانت القمح والشعير والحنطة السوداء والكتان اللي كانت تصنع منه الملابس.

عثر أيضا على بقايا من الشعير في صوامع بالفيوم، ولما تم إجراء فحص الراديو كاربون ليها تبين إن تلك الحبوب ترجع لحوالي 4600 سنة قبل الميلاد، وذلك دليل على إن قدماء المصريين عرفوا الزراعة قبل ذلك التاريخ بقرون طويلة أيضا.

لإن نوع الشعير ذلك بالتحديد هو في الأصل من النباتات البرية، وتحويله محصول زراعي لا يحدث بين يوم وليلة، بل يستغرق فترة زمنية طويلة جدا للحصول على حبوب تحمل صفات وراثية جديدة تصلح للاستزراع.

حضارة مرمدة بني سلامة

حضارة نقادة الأولى والثانية والثالثة

نأتي بعد ذلك لحضارة من أهم الحضارات، وهي نقادة الأولى والثانية والثالثة.

حضارة نقادة الأولى

ونبدأ بحضارة نقادة الأولى نقادة كانت تعتبر جبانة لإحدى المدن المصرية الهامة، وهي مدينة نوبت، واللي كانت مركز لعبادة الإله ست تشتهر نقادة بفخارها اللي لعب دور بارز في تاريخ حضارات ما قبل التاريخ في مصر.

وعرف أهل نقادة أنواع كثيرة من الفخار، منها مثلا الفخار ذو حافة السوداء، والفخار ذو الزخارف البيضاء المتقاطعة، ذلك غير الفخار ذو الزخارف الحمراء،

وصور أهل نقادة على السطوح الخارجية والداخلية أحيانا لفخارهم الحيوانات الموجودة في بيئتهم للصيد البري والنهري، وسجلوا كتير من العناصر الزخرفية الهندسية والنباتية

أما عن مساكنهم فكانت بسيطة جدا، تشيد بشكل أساسي من أغصان الأشجار المكسوة بالطين، وعثر في جبانة نقادة على بعض الدبابيس والأدوات الأخرى الصغيرة المصنوعة من النحاس.

مقابرهم كانت عبارة عن حفرة بيضاوية قليلة العمق، وكان المتوفى يوضع بوضع القرفصاء، ويلف أحيانا بجلد الماعز.

حضارة نقادة الثانية

حضارة نقادة الثانية وتلك كانت حضارة أوسع انتشارا بكتير من اللي قبلها تتميز الحضارة تلك بإنها أرست قواعد الحضارة الزراعية، وخطت خطوات واسعة في الصناعات الحجرية والمعدنية، أيضا تلك الحضارة توسعت في استخدام النحاس في صناعة الأدوات وتميزت بتقدم صناعة الفخار وتنوع العناصر الزخرفية والموضوعات اللي كانت تسجل على سطوحها.

نجح سكان نقادة في تصوير المراكب بشكل دقيق جدا على سطوح فخارهم وتقدموا في صناعة الأسلحة من الذران.

أما عن مساكنهم، فتطورت قياسا بمساكن أهل نقادة الأولى، وكانت مستطيلة الشكل، تبنى من الطوب اللبن، أما عن مقابرهم فتطورت أيضا، فجرى تحديد جوانب الحفرة وتقويتها أكتر عن طريق إنها كانت تكسي بالطمي أو البوص أو الحصير.

وفي بعض المقابر لمم يقتصر الأمر على حجرة الدفن، إنما الحقت في بعض الأحيان حجرة صغيرة كانت مخصصة لحفظ الأواني، والأساس الجنائزي.

حضارة نقادة الثالثة

بالنسبة الي حضارة نقادة الثالثة فازداد فيها إتقان صناعة الفخار أيضا بدء خلالها ظهور مبادئ الكتابة الهيروغليفية، وزاد استخدام النحاس بشكل أوسع، وأتقنت بشدة الصناعات الفخارية، وكانت زخرفتها بأشكال الإنسان والحيوان والنباتات، وشكلت القوارب فيها نماذج لتزيين القوارير.

ليس ذلك فقط بل نهضت مدينة جديدة في الشمال بعنوان بوتو وعمر المصري القديم منطقة منشية أبو عمر.

وتختلف حضارة نقادة الثالثة عن سابقيها في طريقة تجهيز الموتى، وخصوصا أفراد الطبقة العليا، زاد عدد غرف الدفن لغرفتين وكانت توضع الجثة المحنطة للشخص معها طعام وشراب وبعض الأساس.

وهنا يا صديقي نكون انتهينا من معرفة حضارات عصور ما قبل الاسرات والعصر النحاسى وحضارات ما قبل التاريخ في مصر القديمة، ابقوا في امان الله والسلام.

حضارة نقادة الأولى والثانية والثالثة

Facebook
X
Telegram
LinkedIn
Tumblr
Reddit
Scroll to Top