القرامطة وسرقة الحجر الأسود

القرامطة وسرقة الحجر الأسود
القرامطة وسرقة الحجر الأسود

جدول المحتوي

عن القرامطة،  فعلي مدار 20 سنة، ظل الحجر الأسود مع مجموعة من القاتلين اللي ظنوا إنهم ينصروا دين الله، وفي خلال ال20 سنة قتلوا الحجاج داخل الحرم الشريف، وحاربوا الدولة العباسية، بل وانتصروا في بعض المعارك، وكانوا يريدون ان يغيرو من الدين لكي يناسب أهوائهم وينتسبوا وتحديدا للشيعة، فرقة من فرق كتير شيعية ظهرت مع أبناء وأحفاد.

القرامطة هي واحدة من أخطر الفرق اللي ظهرت في الإسلام على مر التاريخ، ولو تريد تعرف تاريخهم الدموي من البداية للنهاية وكيف قدروا ان يسرقوا الحجر الأسود من الحرم المكي، اذا اكمل المقالة للنهاية.

تاريخ القرامطة

ظهرت فرق مختلفة من أبناء وأحفاد علي بن أبي طالب في قيادة الحركة العلوية، وبع ذلك أعتقدت طائفة القرامطة إن لهم حق في الإمامة، ويرون إن النبي صلى الله عليه وسلم أوصي لعلي ومن بعده أبناؤه من فاطمة بالإمامة،

وبعد ذلك انقسموا على أنفسهم في أكتر من فرقة كان أبرزهم. الإثنى عشرية، وهؤلاء إللي يرون إن الخلافة بعد الحسين بن علي ل11 ابن وحفيد معروفين بأسمائهم وأشخاصهم، وصفتهم

تبدأ بالحسين، ومن بعده محمد الباقر، وبعد جعفر الصادق، وبعد موسى الكاظم، ثم محمد الجواد، ثم علي الهادي، ثم الحسن العسكري، ثم محمد ابن الحسن العسكري، والأخير هو الإمام الغائب عندهم اللي معتقدين إنه سوف يرجع ثانية.

ومن الفرق الاثني عشرية طلع منهم الفرقة الإسماعيلية اللي يرون إن الأحق بالإمامة ليس موسى الكاظم ابن جعفر الصادق، وإنما ابنه الأكبر إسماعيل ابن جعفر الصادق، ويرون إن ذلك كان بنص من أبيه جعفر، لكنه مات قبلها،

ومن هنا تتحول سلسلة الائمة لأبناء إسماعيل ابن جعفر الصادق بدل موسى الكاظم.

وكان من أحفاده عبدالله المهدي اللي ظهر في شمال أفريقيا، وملك المغرب، وتوسع لغاية مصر لكي ينشأ الدولة الفاطمية،

لكن أيضا داخل الفرقة الإسماعيلية جبهة أكثر تشددا، اللي كانوا مقتنعين إن المهدي المنتظر سوف يخرج من وسطهم يوما.

بدأت القرامطة الأوائل على رأسهم زعيمهم اللي تنسب للطائفة، وهو حمدان قرمط مع الإسماعيلية، واعتبر داعية ومؤمنا بها، وكانت الحركة الإسماعيلية تكبر بمخطط دعوي دقيق وتنظيم هرمي معقد جدا،

وطبعا في سرية تامة لكي يضمنوا إنهم لا يكشفوا امام السلطات العباسية اللي كانت تجهض أي حركة علوية ممكن تتجهز بالسلاح، فكانت دعوة الفكر والنقاش في الدولة العباسية ليس عليها أي جدال، لكن بمجرد حملة للسلاح فبذلك انت خرجت خارج القواعد الأساسية للدولة.

تاريخ القرامطة 

القرامطة أخدوا مدينة واسط العراقية مقر ليهم في بداية الدعوة، وبسبب إن الأجواء هناك مساعدة على نمو الدعوة وانتشارها، لأن كان أغلب أهلها من الفقراء والجهلة اللي ظلموا من ولاد الحكم العباسي، ومن هنا استجاب عدد كبير جدا منهم إلى القرامطة، ودخلوا في صفوفهم،

لكن حمدان قرمط رأي إن الوضع أصبح أحسن، فقرر إنه يبني مركز لدعوته قرب مدينة الكوفة واللي يعتبر المكان الأهم و الأكبر والأشهر للحركات الشيعية من الدولة الأموية لحد ذلك الوقت.

وسمى ذلك المكان دار الهجرة وبدأ منه ينطلق عشان ينشر دعوته، واصبح مركز تتجمع في العناصر اللي اقتنعت بنظرته، واعتمدت حركة القرامطة على عنصر المال في تقوية مركزها، ولكن كيف؟

فرض حمدان على اتباعه ضرائب ثابتة، وقدر من خلالها تجنيد الشباب، وأيضا أتي بعدد أكبر من الأتباع والمؤمنين بأفكاره، من الفقراء طبعا.

الدولة العباسية وقتها لم تسكت، وقدرت إنها تقبض على مجموعة من أتباع القرامطة وشافت فيهم خطر كبير جدا على الأمن العام في العراق، ذلك عن طريق انتشار دعوتهم وأفكارهم المتطرفة.

ورأت السلطات وعلى رأسها الخليفة نفسه، إنهم يحاولوا يفهموا اللي في رأسهم، واللي ما يريدون الوصول؟

لكن الاستجوابات خيبت ظنهم لأن القرامطة كانوا مؤمنين للنهاية بأفكارهم وأيديولوجيتهم من غير ان يقولوها قدام السلطات.

وقتها استغل القرامطة ثورة الزنج اللي قامت في سواد العراق، وهي المناطق اللي انتشر فيها العمل الفلاحي والزراعة، واشتغل فيها الزنج أو العبيد اللي كانوا آتين من أفريقيا واستقروا في تلك المناطق،

ولكن بعد تأثير بعض الدعاة فيهم إنهم يخرجوا ويطالبوا بحقوقهم، صار الزنوج، فاستغل القرامطة الثورة المسلحة اللي استمرت 15 عام متصلة، فوسعوا فيها دائرة دعوتهم وجذبوا الآلاف لأفكارهم لدرجة إن بعض الناس اتوا لبغداد لكي يحذروا الخلافة من خطورة الدعوة اللي كانت تأخذ منح أشد تصرفا، كل ما يعدي الوقت،

فمثلا الطبري قال في تاريخه “إن مجموعة من أهل الكوفة تقدم إلى بغداد ليحذروا من خطورة الق رابطة، وقال في بيان شهادتهم إن القرامطة أحدثوا دينا غير الإسلام وأنهم يرون السيف على أمة محمد، لكن السلطات العباسية لم تسمع لهم،

بل ثبت أن أحد ولاة غربي العراق آنذاك، كان يأخذ من القرامطة دينارا على كل شخص سنويا، مما جعله يغض الطرف عنهم.”

وليس ذلك فقط بل أيضا الطبري تكلم عن قصص مأساوية حصلت من جرائم قتل وتعذيب واغتصاب وأيضا عملوا دينينا في تماما تعاليم وأحكام القرآن والإسلام، مثل إنهم لغوا الخمس فروض، وجعلوا الصلاة مرتين بس في اليوم، والصوم يوم واحد فقط في السنة.

تاريخ القرامطة 

الحركة القرمطية كبرت وبدأ حمدان القرمطي بتقسيم دعوته، وجعل صهره عبدان يكون هو أداته الرئيسية والعقل اللي يري منه للفكرة القرموطية، فبدأ بتأليف معظم كتب الفرقة المقدسة، ولإن عبدان كان العقل المدبر للأفكار والتنظيم، فعين رجلين في منطقتين كان فيهم عدد كبير من أتباعه، وانتشار أكبر للحركة وأفكارها.

فكان الأول زكراويا اللي عين داع القرامطة الأكبر في غرب العراق، وأما الرجل الثاني فكان أبو السعيد الحسن بن بهرام الجنابي، وذلك عين في منطقة فارس الجنوبية واصبح قرمط نفسه في منطقة قريبة من بغداد تأتي له أخبار العاصمة مثلما تأتي له أخبار الإسماعيلية في بلاد فارس،

فيعمل ويخطط بناء على اللي يوصله من أخبار من الجهتين.

توسع نشاط القرامطة بعد وفاة الخليفة العباسي القوى المعتضد بالله سنة 289 هجرية ووصلت إلى الشام ثم إلى العراق.

وفي ذلك الوقت كان داعي القرامطة في بلاد فارس الجنوبية أبوسعيد الجنبي أكثر داعي ناشط في دعوته ولعب على وتر القومية بذكاء شديد وكان ذلك السبب في ذلك النجاح الكبير.

فكان يقول بين الناس “إن الله يمقت العرب لأنه قتلوا الحسين، وإنه يحب رعاية الأكاسرة وخلفائهم لأنهم الوحيدون الذين قاموا لنصرة حقوق القائمة من آل البيت في الخلافة”

ذلك غير طبعا إنه كان يقول إن في كلام كتير غلط، قالوا الأنبياء وبسبب الأفكار وذلك الكلام تأثر عدد كبير جدا من الفرس، وبدأ يكون لأتباع بشكل أكبر وأخطر لحد ما الحكومة العباسية انقضت عليه، واستولت على أمواله اللي جمعها من أتباعه.

لكن ولحسن حظه إنه قدر يهرب منهم بأعجوبة في نفس الوقت اللي كان كبير القرامطة حمدان القرمطي يطلبه لكي يكون بين يديه في أقرب وقت.

تجمع الرجلين في مدينة كولوادي، جنب بغداد لأول مرة ولما جلس حمدان كرمت جنب أبو السعيد الجنابي، واللي بالمناسبة صديقي أخطر رجل في القرامطة رأي فيه ذكاء وحنكة وإخلاص في الدعوة، واتفقوا إنهم يذهبوا الي البحرين اللي في ذلك الوقت كانت تشمل شرق الجزيرة العربية من تحت البصرة لعمان.

الدعوة كانت واخدة مكان كبير في قلوب البدو واللي نجوا من ثورة الزنج، وهربوا للجزيرة العربية لكي يبعدوا عن جيوش العباسيين، فكان طبعا المجال مفتوح للجنبي ونجاحه ليس سهل.

فتجوز بنت الحسن بن سمبر واللي كان معروف جدا في شبه الجزيرة العربية بمكانته المهمة، وذلك ساهم بشكل أكبر في نشر الدعوة القرمطية في تلك المنطقة.

وفي ع 286 هجرية، أبو سعيد الجنابي كان سيطر على معظم بلاد البحرين واستولى على القطيف، وبدأ يستخدم القوة المسلحة لكي يجبر القرى على الطاعة له.

ويقول الطبري “في السنة ظهر رجل من القرامطة يعرف بأبي سعيد الجنابي بالبحرين، فاجتمع إليه جماعة من الأعراب والقرامطة وكان خروجه فيما ذكر في أول السنة 288 هجرية وكثر أصحابه في جمادي الآخرة وقوي أمره فقتل من حوله من أهل القرى،

ثم سار إلى موضعي، قاله القطيف بينه وبين البصرة مراحل، فقتل من بها.”

تاريخ القرامطة تاريخ القرامطة 

وبسبب التهديدات الخطيرة، أرسل معاون البصرة والمناطق القريبة منها للسلطات العباسية، طالب بتعزيز حماية مدينة البصرة وبناء سور جديد قوي والموافقة أتت سريعا جدا وأنفق على بناء السور مبلغ كبير مثلما قال الطبري في كتابه.

وفورا اجتمع الخليفة العباسي المعتضد بالله مع كبار رجاله وأمرائه وانتهى الحال، إنه يرسل فرقة عسكرية مدعومة بعدد من المتطوعين، تخرج من مدينة البصرة في الجنوب العراقي بقيادة عباس بن عمرو الغنوي، لكي تواجه الجنبي،

لكن كان في مفاجأة صادمة، وهو إن القوات العباسية بقيادة الغنوي هزمت شر هزيمة، وقتل أغلب اللي شاركوا فيها، وأيضا قائد الحملة العسكرية الغنوي اخذ أسير.

لكن الجنبي أفرج عنه وأرسله برسالة يحمل فيها التهديد والوعيد للخليفة العباسي.

في العام 209 هجريا قطع الجناب عن منطقة هاجر قطر حاليا المياه، وقدر إنه يسيطر عليها ونزل ليها، وهما في حالة من الضعف، فعرض عليهم دعوته فلم يقبلوها، فنزل عليهم بالسيف والقتل والتعذيب، وتم تخريب المدينة بشكل كامل.

وبعد ذلك أخذوا مدينة الأحساء لكي تكون هي عاصمتهم في شرق الجزيرة العربية.

وفي وقت ان كان أبو سعيد الجنابي يوسع نفوذ القرامطة في الأحساء والبحرين وهجر، كان الفرع الثاني من القرامطة في غرب العراق يزداد نشاطا وتوسعا لدرجة إنهم دخلوا في مواجهة مسلحة مع بعض الولاة العباسيين، وفازوا في البداية وأتلو كتير من الجنود العباسيين،

لكن على طول استفاق الجيش العباسي وهزمهم وقتل كثير من أمرائهم وأسر الباقيين بما فيهم الشهير أبو الفوارس اللي حكم عليه بالإعدام من قضاة الدولة، وهو في ساحة الإعدام، قال للناس كلها إنه سوف يرجع مرة أخري بعد 40 يوم، وبعدها تم تنفيذ الحكم.

يقول المسعودي.: “فكان يجتمع في كل يوم خلائق من العوام تحت خشبته، ويحصون الأيام، ويقتلون ويتناظرون في الطرق في ذلك، فلما تمت ال40 يوما وقد كان كثر لغتهم واجتمعوا، فكان بعضهم يقول هذا جسد، ويقول آخر قد مر، وإنما السلطان قتل رجلا آخر وصلبه وضعه لكيلا تفتتن الناس،كثر تنازع الناس لغاية نودي بتفريقهم.”

تاريخ القرامطة

لم يتوقف نشاط القرامطة في العراق وشرق الجزيرة العربية، بل امتد لغاية بادية الشام وعمق بلاد الشام نفسها لما هزم واليها طغج الاخشيد سنة 289 هجريا وكانوا قربوا يستولوا على دمشق بعد حصار طويل،

وبعدين استطاع في نهاية السيطرة بالقوة المسلحة على كل من مدن حمي ومعرة النعمان وبعلبك و سليمية، وفي سليمية معقل الدعوة الإسماعيلية المدينة اللي خرج منها عبيد الله المهدي اللي تختلف الروايات في نسبه ما بين أقوال بتقول إنه من أحفاد جعفر الصادق، وبين أقوال تانية بتقول إنه مدعي في المعقل الإسماعيلي التاريخي.

وبدأ القرامطة نشر حقدهم وغضبهم على أهل المدينة أيضا أظهروا مدى وحشيتهم في المدن الشامية اللي وصلوا لها، لدرجة إن مذاهب من الفرق الإسماعيلية أمرتهم بالانسحاب والهدوء والتوقف عن تلك المجازر،

لكنها اترفضت وفي أعمالهم الوحشية يقول الطبري المؤرخ المعاصر لتلك الفترة من الأحداث “سار منها القرموطي إلى حماة، ومعرة النعمان وغيرهما، فقتل أهدها، وقتل النساء والأطفال، ثم سار إلى بعلبك فقتل العامة أهلها، لغاية لم يبقى منهم فيما قيل إلا اليسير،

ثم سار إلى سلمية، فحاربه أهلها، ومنعوه الدخول، ثم وادعهم وأعطاهم الأمان، ففتحوا له بابه فدخلها، فبدأ بمن فيها من بني هاشم، وكان بها منهم جماعة فقتلهم، ثم ثني بأهل سلمية، فقتلهم أجمعين، ثم قتل البهائم، ثم قتل صبيان الكتاتيب ثم خارج منها وليس بها عين تطرف،

فيما قيل سار فيما حاولي ذلك من القرى يقتل ويسبي ويحرق ويخيف السبيل.”

وفي كلام الطبري قصص مأساوية، وجرائم عملها القرامطة في  ذلك الوقت لدرجة إن الطبري يحكي إن في أحد الأبناء اللي آمنوا بالاعتقاد القرمطي تبرأ من أمه اللي ظلت تتدور عليه لأشهر طويلة، وسبب تبرأه منها إنها فضلت على الإسلام ولم تدخل دين القرامطة.

وأيضا حكى إن امرأة هاشمية من العلويين لم تسلم من فظائعهم، فقد تناوب على اغتصابها والعيش معها أربعة من القرامطة، حتى إذا حانت لحظة ولادتها قالت شاكية فأنا مقيمة معهم، أربعتهم، والله لا أدري ممن هو هذا الولد منهم.

ولخطورة القرامطة واعتقادهم المخالف للإسلام. ألف الإمام ابن الجوزي رسالته الشهيرة القرامطة، واللي يقول فيها “أعلم أن مذهبهم ظاهره الرفض، التشيع، وباطنه الكفر ومفتتحه حصر مدارك العلوم في قول الإمام المعصوم،

وعزل العقول أن تكون مدركة للحق، لما يعترضها من الشبهات، هذا مبدأ دعوتهم ثم ان غاية مقصدهم نقد الشرائع، وقد ثبت عنهم أنهم يقولون بإلهين قديمين، و كلهم أنكروا القيامة، ثم إنهم يعتقدون استباحة المحظورات ورفع الحجر، وغرضهم هدم قوانين الشرع.”

القرامطة وسرقة الحجر الأسود

زعامة القرامطة للجزيرة العربية

القرامطة عاثوا في الأرض فسادا في العراق موطن الخلافة العباسية وبلاد الشام وشرق الجزيرة العربية، من قتل واغتصاب وارتكاب للمجازر الجماعية وهزموا كتير من الحملات العسكرية حتى من أشهر القادة.

بدأ الاتصال بين القرامطة من جانب والدولة الفاطمية الناشئة في المغرب العربي قبل الانتقال إلى مصر من جانب اخر، لكن في العام 300 هجرية وعلى فجأة دخل واحد على عبيد أبي سعيد ابن بهرام الجنابي الفارسي فقتله ومسك من بعده ابنه أبو طاهر بن أبي سعيد الجنابي اللي كان أعنف هم وأكثرهم دموية.

ومع بداية ارتقاء لزعامة القرامطة في الجزيرة العربية بدأت تتوثق الصلات بين الفاطميين الإسماعيلية، وبين القرامطة، برغم الاختلاف في اعتقاد الأئمة عند كل واحد فيهم، لكن العداوة المشتركة للعباسيين جعلتهم يدخلوا في تحالف سري.

وكان التحالف الجديد شديد الخبث، صريح العداء، أراد منه كل من القرامطة والفاطميين تدنيس وإضعاف صورة العباسيين في الخيال السني الجمعي في كافة بقاع العالم الإسلامي.

القرامطة وسرقة الحجر الأسود

 

سرقة القرامطة للحجر الأسود

وقرر القرامطة ضرب مكانتهم الإسلامية وإظهارها بمظهر الضعف في أهم بقعة دينية للمسلمين كلهم في مكة المكرمة.

وفي طريق الحجيج والمعتمرين، و بدءا من العام 312 هجرية كانت أول هجماتهم الكارثية على قوافل الحجاج والمعتمرين، حيث خرج 1800 فارس قرمطي من البحرين معترضين لأكبر قافلة للمعتمرين، وقتها كانت تضم آلافا من الرجال والنساء والبضائع،

وقدر شهود العيان أن القرامطة ذبحوا 2200 رجل و500 مرأة، وأخذوا الباقين أسرى إلى هجر، أما الغنائم فقدرت ب1,000,000 دينار ذهب، ذلك غير الباقي من الجمال والمواشي وغيرهم،

وغير كل ذلك انهم حرق العلم العباسي وكانت أكبر إهانة وجه للخلافة العباسية اللي وقفت عاجزة مرة تانية قدام مذبحة جماعية سال فيها الدم أنهارا في قلب الجزيرة العربية.

أرسل أبو طاهر الجنابي القرمطي رسالة إلى الخليفة العباسي المقتدر بالله، يشترط عليه أن تتنازل الخلافة العباسية للقرامطة عن البصرة والأهواز في مقابل كف أيديهم عن الرعايا المسلمين السنة، وعن طرقهم ودمائهم وأموالهم.

ولما كانت الرسالة إهانة في حد ذاتها للخليفة العباسي أعظم شخصية دينية وسياسية في ذلك الوقت، فإنه التزم الصمت ولم يرد على تلك الإهانة، في الوقت اللي بدء الرأي العام في العاصمة بغداد يعلن عن صخته، وتقاس الوزير ابن الفرات اللي لقبوه بالقرمطي الكبير، استهانة وسخرية من ضعفه.

وبسبب ذلك اضطر العباسيين لإعداد جيش ضخم بقيادة القائد العسكري مؤنس التركي، فتوجه ناحية الكوفة، وبعدين استقر في النهاية في مدينة وسط لكي يكون قريب من البصرة والكوفة وبغداد.

زعامة القرامطة للجزيرة العربية

 

واستمر هجوم القرامطة على أطراف مكة، وطرق الحج القادمة من العراق والشام وغيرها، الأمر اللي أثر بالسلب في أعداد الحجاج القادمين لمراسم الحج، وسنة بعد ثانية بدأ عدد الحجاج. والمعتمرين يقل وتهز صورة العباسيين أكثر وأكثر عند عموم الناس،

وفي عام 317 هجرية، أفتى كتير من العلماء ببطلان الحج حماية للأنفس والأعراض لغاية ما جاءت الكارثة الكبرى في نفس العام،

فقرر أبو طاهر القرمطي زعيمهم إنهم يدخلوا مكة نفسها ويفعلوا فيها ما يريدون، وعلى مشارف مكة، خرج واليها ابن محلب مع عدد من أعيانها لمقابلة القرموطي، وجيشه طالبين منهم الابتعاد عن المدينة المقدسة بصورة سلمية، لكن أبا الطاهر رد عليهم بالسيف فقتلهم كلهم،

وبعد ذلك ذهب  وهو راكب الفرس خاصته إلى المسجد الحرام، فدخل بعسكره، وهناك حصلت أكبر مجزرة في حق المعتمرين والحجاج، بدأ يتشبث الحجاج والعباد والشيوخ والنساء بغطاء الكعبة المشرفة، وفي وسط التدافع البشري في موسم الحج كانت جنود أبي طاهر يقتلون ويدنسون كل شيء بوحشية شرسة.

وبدأ يصرخ فيهم ويستهزأ بهم وقال لهم، ألم تقولوا في هذا البيت من دخله؟ كان آمنا؟ أين حرمته الآن؟

ويقول ابن الجوزي وغيره من المفسرين على قوله تعالى {وما دخله كان آمنا}  أي من دخل المسجد الحرام فعلا القائمين على هذا البيت تأمين الزوار والحجاج والمعتمرين، والعمل على راحتهم وعدم التعرض لهم، وقيل آمنا من النار.

وكان من الضمن اللي يردده أبو الطاهر وهو يقتحم ويخرب الحرم المكي، أين الطير الأبابيل؟ وأين حجارة السجين؟ ويقول أنا بالله وبالله أنا يخلق الخلق وأفنيهم أنا.

قتل الناس في مكة في كل مكان، داخل الحرم، وفي الطرقات وشوارع مكة المشرفة، لغاية ما امتلأت البلد الحرام بالجثث، فأمر القرمطي أتباعه بدفن القتلى في ساحة الحرم، وإلقاء البقية في بئر زمزم، ويقول بعض المؤرخين إن عدد القتلى وصل ل20,000 شهيد ويزيد.

سرقة القرامطة للحجر الأسود

وأيضا أبو طاهر القرمطي اعتبر الكعبة المشرفة، والبيت الحرام والطواف به مثل عبادة الأوثان والأصنام، وكان يوبخ اللي يقتله من المسلمين بالكلام قبل قتله، وفوق ذلك طلع رجل من أتباعي ظهر الكعبة لينزع عنها الميزاب، ثم نزع عنها لباسها وستارها وقلع باب الكعبة وأخده.

ثم قرر في النهاية أن يأخذ الحجر الأسود وينقله من مكانه قبل ان يمشي.

ظل الحجر الأسود في مع القرامطة يا صديقي لأكثر من 20 سنة كاملة بلغوا فيها ذروة قوتهم واستولوا على بلاد عمان، وهاجموا الكوفة والبصرة أكثر من مرة، وكانت هزيمة مذلة للعباسيين وأكبر للمسلمين في أحد أركان الاسلام.

والعباسيين، للأسف لم يقدروا ان يفعلوا شيء امام إجرام القرمطية وقرروا يعملوا معاهدة سلام مقابل دفع فدية سنوية ضخمة جدا تقدر ب120,000 دينار ذهبي.

وفي عام 337 هجرية، وبعد تفاوضات طويلة ودفع أموال كبيرة لكي يستلم العباسيون الحجر الأسود ويرجعوه مكانه مرة أخري،

في النهاية سقط القرامطة بسبب انكماشهم الداخلي، وكثير منهم هاجر لإيران، وفي منتصف القرن الخامس قدروا العوينيون وبعض القبائل العربية الموالية العباسيين والسلاجقة بأنهم يهزموا القرامطة، و يطردوهم خارج إقليم الأحساء والبحرين،

في معركة كان الانتصار فيها واضح للقبائل العربية بعد أكتر من مية عام ذاق الناس فيها أفظع الجرائم والمذابح اللي ارتكبت باسم الأفكار المتطرفة في العصر الإسلامي الاوسط.

وبذلك تكون انتهت مقالتنا حول القرامطة وسرقة الحجر الأسود

Facebook
X
Telegram
LinkedIn
Tumblr
Reddit
Scroll to Top