الوميض الأزرق قبل الزلزال

الوميض الأزرق قبل الزلزال
الوميض الأزرق قبل الزلزال

جدول المحتوي

حقيقة الوميض الأزرق في زلزال المغرب

السلام والاحترام أصدقاء الكرام. طبتم وطابت أوقاتكم، و يا مرحبا بكم في هذه الدردشة، يؤسفني بل ويؤلم قلبي أن أستهل مقالتنا عن الوميض الأزرق قبل الزلزال بتقديم خالص آيات العزاء لأهلنا في المغرب الحبيب، وليبيا الصمود على المصاب الجلل الذي أصاب هذه الشعوب الطيبة بفارق أيام وساعات القليلة،

فلم نكد نستفيق من هول مأساة زلزال سوريا وتركيا، التي ما زالت آثاره قائمة إلى اليوم، حتى صعقنا بما حدث في المغرب وليبيا، صور فظيعة ومناظر مهولة، ودمار لا يصدق، والأصعب من هذا كله، الأرواح التي انتقلت إلى بارئها.

عائلات بأكملها فقدت، وأخرى تشتت، زلزال مدمر في المغرب، تلاه إعصار لا يستوعبه العقل في ليبيا، التقارير أكدت اختفاء قرى ومدن عن بكرة أبيها نتيجة الكارثتين.

الكل مصدوم، فالمصيبة أكبر من أن يتحملها عقل وقلب الإنسان، فكيف إن كان المصاب بها إخوتنا في المغرب وليبيا

فالعزاء كل العزاء للشعبين المغربي والليبي أولا وللشعوب العربية كلها، ثانيا على ما جرى في بلادنا والرحمة لأرواح الضحايا والدعاء بالشفاء العاجل للجرحى،

وأيضا يا أصدقائي أنتم تعلمون أنه في ليبيا بالأخص هناك تحت هذه المياه مدينة بأكملها ببيوتها وساكنيها ومفقودين بالآلاف، ناهيك عن عداد الموت المخيف وعن الأخبار أنها ستصبح أي مدينة درنة مدينة مهجورة غير قابلة للسكن وسيجبر من بقي من أهلها على الرحيل منها،

لذلك أتمسك بالأمل واجب والدعاء واجب علينا أن يفرج الله عن المفقودين في المدينة الغارقة، أو تحت أنقاض الزلزال، وان يجد المنقذون من فقدنا من أحبتنا، والحمد لله رب العالمين،

أما بعد وباختصار وبجملتين. قبل زلزال المغرب هل حقتا ظهر ذلك الوميض الأزرق قبل الزلزال الغامض من جديد؟

الوميض الأزرق قبل الزلزال

طبعا فور وقوع زلزال المغرب، بدأت الصور والفيديوهات التي وثقت الكارثة بالتوافد تباعا إلى مواقع التواصل الاجتماعي، التركيز في بادئ الأمر كان على حجم الدمار الذي وقع واختفاء قري عن بكرة أبيها، ولكن فيديوهات ولقطات أخرى بدأت بالانتشار، اعادت فتح موضوع لم يغلق ملفه من الأساس.

ضوء ووميض يشبه البرق يظهر قبيل وقوع الزلزال بثواني، أو عند لحظة وقوعه، وميض ظهر سابقا في العديد من الفيديوهات التي وثقت الزلازل السابقة مثل زلزال سوريا وتركيا. وطبعا كان موضع أخذ ورد بين رواد المواقع

وظهر فورا المكذبون والذين يرمون الاتهامات بالتركيب والفبركة فورا، ومن دون أدنى جهد بالبحث أو ترك هامش أن تكون تلك الرؤية صحيحة إلا ان وميض زلزال المغرب، قلب الطاولة رأسا على عقب، وأسكت تلك الفئة وضع العالم في حالة من الصدمة

الوميض، كان واضحا ولا لبس فيه وسائل الإعلام، النشرات الإخبارية، مواقع التواصل، كلها تداولت الصور ومقاطع الفيديو المصورة، ولأول مرة نشهد هذا الإقبال العلمي لفك لغز هذا الوميض، تفسير من هنا وآخر من هناك سنتعرف إليهم في سياق المقالة،

ولكن دعونا أولا نتعرف إلى تاريخ مشاهدات هذا الوميض أو الوميض الأزرق قبل الزلزال؟ أو الوميض الأزرق، مهما اختلفت التسميات.

 

وميض الزلازل الأزرق

ما هو الوميض الأزرق قبل الزلزال

قد يظن البعض منكم أن موضوع وميض الزلازل قد يكون حديثا، وخصوصا أنه على الأقل في عالمنا العربي اشتهر الموضوع بعد زلزال سوريا وتركيا، ولكن الأمر أقدم من هذا بكثير،

فأول التقارير التي أشارت إلى هذا الضوء الازرق تعود إلى 9 من يونيو من العام 1869 على إثر زلزال سان ريكو في اليابان، حيث ذكرت التقارير المكتوبة والمحفوظة في أرشيف المكتبة الوطنية في اليابان، ظهور أضواء غريبة في السماء لحظة وقوع الزلزال،

لتعود الأضواء أو الضوء، إن صح القول، بالظهور مجددا في 1 من سبتمبر من العام 1888 في نيوزيلندا نتيجة وقوع زلزال نورث كانتربيري، الأضواء عادت إلى الظهور في اليابان مجددا، وقدر مدى الارتفاع الذي وصلت إليه إلى 110 كم من مركز الزلزال الذي ضرب منطقة إيدو أو إيزو في 26 من نوفمبر من العام 1930.

في 29 من نوفمبر من العام 1975 بهار الوميض الأزرق مجددا لحظة وقوع زلزال كالبانا في هواي، لتتوقف التقارير حول الضوء الأزرق الذي يرافق الزلازل لما يقارب العقدين من الزمن، قبل أن تعود إلى الظهور مجددا مع وقوع زلزال كليمة في المكسيك في الحادي والعشرين من يناير من العام 2003،

حيث سجل ظهور أضواء براقة وملونة في السماء لحظة وقوع الزلزال لم تطل المدة قبل أن يظهر الوميض إلى الواجهة من جديد، وهذه المرة من البيرو،

ففي 15 من أغسطس من العام 2007 ضرب زلزال بقوة 8 ريختر ولمدة دقيقتين البيرو، وطبعا لحظة وقوع الزلزال، وبهارات أضواء في السماء فوق البحر وتم تصويرها من قبل الكثير من الشهود،

وفي 12 من مايو من العام 2008، شهدت الأضواء الازرقاء لحظة وقوع زلزال سيشوان في الصين في 6 من إبريل من العام 2009،

وعقب وقوع زلزال لاكويلا في إيطاليا، تم تسريب مقاطع فيديو لوسائل إعلام المحلية وبعض الوسائل الأجنبية ظهر الوميض الأزرق الذي ظهر في سماء منطقة الزلزال الأمر نفسه حدث مع وقوع زلزال تشيلي في 27 من فبراير من العام 2010،

بعد أربعة سنوات من آخر تقرير مشاهدة عوض الوميض الأزرق للظهور، وهذه المرة في الولايات المتحدة الأمريكية، وتحديدا في كاليفورنيا مع زلزال، ساوث نابا التي ضرب منطقة خليج سان فرنسيسكو في 24 من أغسطس من العام 2014،

في 14 من نوفمبر من العام 2016 ضرب زلزال منطقة وليتون في نيوزيلندا وترافق مع الزلزال ظهور وميض أزرق يشبه البرق، بحسب الشهود. وبحسب مقاطع الفيديو التي وثقت الحادثة.

أيضا الوميض الازرق ظهر ووثق على إثر زلزال المكسيك في 8 من سبتمبر من العام 2017، ونبقى في المكسيك، وهذه المرة مع زلزال أكابولكو الذي وقع في 7 من نوفمبر من العام 2017،

حيث أوردت جريدة نيويورك تايمز أن مقاطع الفيديو الواردة من هناك أظهرت السماء مضاءة من قبل أضواء تشبه الصواعق الكهربائية .

ال 8 من يناير من العام 2022، تم تصوير هذه الأضواء أو الوميض الأزرق في الصين، عقبة زلزال ضرب مقاطعة شنجاي، لتعود هذه الظاهرة و تظهر إلى العلن و من زوايا مختلفة، عبر فيديوهات واردة من اليابان، عقبة زلزال فوكوشيما في 16 من مارس من العام 2022،

فيديوهات كثيرة ومتعددة انتشرت للأضواء الصاعدة من الأرض إلى السماء لحظة وقوع زلزال ميتشوكان في المكسيك في 22 من سبتمبر من العام 2022، وصولا إلى الفيديوهات التي انتشرت بعدم وقوع زلزال السورية وتركيا. المدمر في 6 من فبراير من عام 2023،

وميض الزلازل الأزرق

لتختتم آخر المشاهدات على إثر الكارثة التي أصابت مغربنا الحبيب في 8 من سبتمبر من هذا العام، الفيديوهات التي انتشرت للوميض الشهير عقب زلزال المغرب كانت واضحة وبقوة، والجدل أضحى في أعلى درجاته. ما استدعى تدخل أهل العلم بصورة أكبر.

موضوع الوميض الأزرق، أو ضوء الزلازل أو earthquake lights، لم يستثنى من دائرة بحث العلماء في الأبحاث حول هو النظريات كثيرة حول مسبب هذه الظاهرة التي وأخيرا أضحت موجودة وحقيقية علميا.

والمستغرب أن هذه الظاهرة هي من النوادر إن لم تكن الوحيدة التي وضعها أهل العلم ضمن تصنيف الغوامض أو الظواهر الغامضة الحقيقية،

كثيرة هي الأبحاث والدراسات التي أقيمت بهذا الصدد و النظريات والفرضيات، تنوعت الأمر الأكيد هو أن هذه الظاهرة حقيقية وليست من نسج الخيال كما كان يشاع سابقا.

وهو ما أكده عالم الجيوفيزياء جوندر في الدراسة التي نشرها في أكثر من مجلة علمية، وتناولها موقع السي ان ان،

عالم آخر يدعى خوان أنتونيو كاتشو، أكد أن هو قبل 40 عاما، لو أخبرت أحدهم أنك رأيت وميض الزلازل، سيتهمونك بالكذب وربما الجنون، ولكن مع تطور العلم ووسائل الاتصالات، أضحى الأمر مثبتا، لا جدل في حصوله،

العلماء أكدوا أن وميض الزلازل يتخذ أشكالا وهيئات مختلفة فهي ترى على هيئة صاعقة رعدية، وتارة أخرى أضواء ملونة في السماء، وتارة كشفق المضي. العلماء أيضا أكدوا أن أكثر من 80% من ظاهرة مميت الزلازل تمت ملاحظتها أو تسجيلها قبل أو عقب وقوع زلازل تفوق قوتها ال5 درجات، بحسب مقياس رختر.

كما أن معظم الأضواء خرجت من مركز الصفائح التكتونية التي تسببت حركتها بالزلزال عوضا عن ما كان يشاع أن الوميض أو الضوء يخرج من حدود هذه الصفائح.

كما أنه، بحسب موقع الصين أن، فإن أضواء الزلازل كانت تظهر بشكل واضح في الوديان المتصدعة، والتي تعرضت فيما مضى إلى انشقاق في القشرة الأرضية، نتج عنها تكون منطقة منخفضة بين منطقتين أعلى منها.

أسباب الوميض الأزرق قبل الزلزال

أما عن الأسباب التي تؤدي إلى ظهور الوميض الأزرق قبل الزلزال او الضوء الأزرق المخيف ان صح التعبير، فهنا بيت القصيد، الدراسات والأبحاث كما ذكرت وضعت الكثير من التفسيرات والفرضيات، ولكنها لم تستطع حسم الموضوع تماما،

البروفيسير والعالم الجيوفيزيائي فريدمن فروند. وضع إحدى الفرضيات التي تنص أن هذه الأضواء تنتج بعد تعرض الكريستالات الغير نقية الموجودة في صخور الأرض بمختلف أنواعها و تركيباتها الكيميائية إلى ضغط ميكانيكي كبير مثل ضغط الألواح التكتونية خلال أو قبل حدوث الزلازل.

هذا الضغط يؤدي إلى تفكك الكريستالات عن بعضها ومع ضغط الصخور والاحتكاك الكبير الناجم عن هذا الضغط تتولد شحنات كهربائية هائلة تؤدي إلى ما يشبه الانفجار الذي يظهر على هيئة وميد هائل يخرج من الأرض،

فرضية أخرى جعلت غاز الأوكسجين مسؤولا عن هذا وميض الزلازل الأزرق، فبحس بهذه النظرية التي ذكرتها مختلف المواقع العلمية وغيرها، فنضغط الألواح التكتونية لا يسبب الزلزال فقط، بل يتسبب في طحن الصخور المختلفة.

هذا الأمر يؤدي إلى خروج ملايين الذرات من الأوكسجين  السالب الشحنة، وخروجه إلى سطح الأرض، ليتحول مباشرة إلى غاز مشحون، مسببا هذا الوميض بلونه الأزرق،

الأمر الذي أورده الأستاذ عبد الله المسند أستاذ المناخ بجامعة القصيم سابقا، ونائب رئيس جمعية الطقس والمناخ السعودية في أكثر من مقابلة، وعلى أكثر من موقع.

فرضية أخرى طب ما طرحه عام 2014 في المؤتمر الفيزيائي الأمريكي نصت على أن الوميض الأزرق قبل الزلزال يظهر نتيجة احتكاك طبقتين من نفس التركيب الجيولوجي والكيميائي ببعضهما خلال الزلزال تتولد نتيجة هذا الاحتكاك طاقة كهربائية كبيرة.

هذه الطاقة تخرج من باطن الأرض عند انشقاق القشرة الأرضية نتيجة الزلزال لتشحن مباشرة الهواء المحيط بسطح الأرض، مسببة هذا الوميض المثير،

كل هذه طبقة ضمن الفرضيات والأبحاث والدراسات التي يقوم بها العلماء بمحاولة فهم هذه ظاهرة وميض الزلازل الأزرق وغيرها من الظواهر، وخفايا الأرض التي ما زلنا نحاول إيجاد تفسير لها إلى يومنا هذا،

هذا كان رأي العلماء على الأقل لم يعد الموضوع من الخرافات والخيال، وأصبح حقيقيا، وتتم دراسته بجدية لفك غموض هذه الظاهرة إن استطاعوا. ولماذا أقول إن استطاعوا؟

لأن هو ببساطة موضوع مثل موضوع الوميض الأزرق، لن يمر مرور الكرام على رواد نظرية المؤامرة، هؤلاء رفض النظريات العلمية كافة، و وضع نظرياتهم الخاصة فتارة تكون الأضواء نتيجة زيارة اصدقاءنا الفضائيين، وتارة أخرى يكون الوميض نتيجة انفجار نووي هائل وسري،

وتارة أخرى أيضا يصبح مشروع هارب الشهير هو المسبب الوحيد للوميض والزلزال على حد سواء.

وطبعا كل هذه الفرضيات سبق وأن فنته الكم في المقالة الخاصة بزلزال سوريا وتركيا السابقة من مقالتنا يمكنك الاطلاع عليها من هنا،

وما زاد الغموض غموضا، والرعب رعبا، والجدل جدلا، أنه فعلا من خرج لسرد التوقعات في ليلة رأس السنة، كما العادة أصاب مجددا بتوقعه لهذا الزلزال بالتحديد،

فبرأي هذه الفئة من الناس كيف لا يكون مفتعلا؟ وهكذا، يا أصدقائي، أصبح اليوم موضوع الوميض الأزرق قبل الزلزال، من أكتر المواضيع جدلا في الأوساط العلمية وغيرها على حد سواء، و ليعاود الظهور مع كل زلزال مدمر يضرب إحدى بقاع الأرض،

والآن أنتم أصدقائي. جاء دوركم بعد كل المعطيات التي طرحتها أمامكم، اكتبلي في التعليقات. ما رأيكم؟

إذا أصدقائي مما سبق طرحه يتبين أن لا جواب أو تفسير واضح ومحدد لظاهرة الوميض الأزرق، أو ضوء الزلازل، أو مهما اختلفت التسميات، الأمر الذي أضحى مؤكدا أن الظاهر حقيقية، وتحدث ووثقت من مختلف الزوايا،

أما عن كونه انتاج رد فعل الطبيعة على الخلل الذي أصابها، أو نتاج تدخل اليد البشري الآثمة، ان صح الأمر، فالأمر ما زال قيد البحث والتدقيق، والدراسات قائمة على قدم وساق،

خصوصا بعد زلزال المغرب، والوميض الواضح الذي وثقته كاميرات المراقبة، والفيديوهات التي انتشرت انتشارا نار في الهشيم على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي. والشاشات الإخبارية،

أما نحن؟ فمجددا بسمي واسم طاقم العمل، أقدم خالص التعازي لأهلنا في المغرب الحبيب وليبيا الصمود على المأساة والمصاب الجلل الذي أصاب قلوبنا، كما أصاب ديارهم وأوطانهم،

ونسأل المولى أن يتلطف بهم وبنا، وأن يرفع البلاء عن العالم أجمع وعن عالمنا العربي والإسلامي بالأخص. وفيما يخص موضوع وميد الزلازل الأزرق، فنحن سنبقى قيد الانتظار والترصد لكل جديد،

وإلى أن نلتقي في دردشة جديدة، وعلى أمل ألا ترتبط أي مقالة أخرى من مقالتنا بمأساة جديدة أو مصيبة جديدة، ابقوا وأصدقائي في أمان والسلام.

Facebook
X
Telegram
LinkedIn
Tumblr
Reddit
Scroll to Top