في تلك المقالة سوف نعرف تاريخ الدولة العثمانية في الأندلس وإسبانيا وما هي محاولات الدولة العثمانية لإنقاذ الأندلس وأيضا دور الدولة العثمانية في انقاذ مسلمي الأندلس.
مقدمة عن الدولة العثمانية في الأندلس
في تلك المقالة سوف نتحدث عن الدولة العثمانية في الأندلس وسنعرف أين كان العثمانيين عندما سقطت الدولة الإسلامية في الأندلس ولماذا لم تحاول الدولة العثمانية إنقاذ الأندلس وحماية أعظم حضارة إسلامية قامت في أوروبا
وسنعرف وهل بالفعل خان العثمانيون مسلملي الأندلس وما هي علاقة الأخوين بربروس بمسلمي الأندلس.
تاريخ الدولة الإسلامية في الأندلس وإسبانيا
ما هو تاريخ الدولة الإسلامية في الأندلس وإسبانيا
بعد الفتح الإسلامي للأندلس على يد طارق بن زياد وامتداد السيطرة الإسلامية لتشمل أغلب أراضي اسبانيا والبرتغال حاليا .
تتابع على حكم الأندلسي الكثير من الدول الإسلامية من الخلافة الأموية إلى الامارة الأموية التي تأسست على يد عبد الرحمن الداخل .
لكن مع سقوط الإمارة الأموية السنة 1031 ميلادية 422 هجريا بدأ حكام المسلمين في الأندلس في الضعف والتراجع وتصاعدت قوة الممالك الصليبية في الشمال إسبانيا مثل قشتالة وليون.
في حين انقسم المسلمين في الأندلس إلى عدة دول صغيرة متصارعة عرفت بملوك الطوائف وبلغت شدة الضعف بتلك الدول الصغيرة درجة وصلت أنهم بدأوا يستعينوا بالإسبان ضد الملوك المسلمين الآخرين.
لتبدأ من هنا رحلة سقوط الأندلس وفي تلك الفترة كان من المتوقع حكم المسلمين في الأندلس لولا المساعدات الخارجية التي كانت تصل إليهم من الدول الإسلامية في المغرب وشمال افريقيا.
1. دولة المرابطين: فعلى سبيل المثال قامت دولة المرابطين بنجدتهم ضد الفونسو السادس ملك قشتالة وانتصر المرابطين على الصلبيين في معركة الزلاقة وقضوا على ملوك الطوائف ووحدوا الأندلس تحت حكمهم.
2. دولة الموحدين: ومن بعدهم جاءت مساعدة دولة الموحدين التي استمرت حكم الأندلس وحققت بعض الانتصارات المهمة مثل معركة الأرك إلى أن تمكن الفونسو الثامن من الانتصار عليها في معركة لاس نافاس دي تولوسا أو معركة العقاب 1212 م 609 هجريا .
3. الدولة المرينية: وحملت راية الدفاع عن الأندلس بعدهم الدولة المرينية لكنها لم تكن بنفس القوة فبدأت المدن الإسلامية تسقط الواحدة تلو الأخري.
ولم يتبقي في أيدي المسلمين إلا مملكة غرناطة المعروفة بدولة بنو الأحمر والتي تأسست عام 1230م ومع أنها كانت المملكة الإسلامية الوحيدة المتبقية
فاشتعلت بين ملوكها الصراعات الداخلية والاغتيالات واللي استعانوا خلالها بالحكام الإسبان هذا كان الوضع في الغرب.
أما في الشرق فكانت الدولة العثمانية الناشئة التي أسسها عثمان بن أرطغرل سنة 1299 م نجحت في التوسع والازدهار على حساب الإمبراطورية البيزنطية وتصدت للأوروبيين عهد أحفاده وأوقعت بهم عدة هزائم كبيرة.
إلى أنا استطاع السلطان محمد الفاتح فتح القسطنطينية عام 1453م وإسقاط الإمبراطورية البيزنطية المسيحية بشكل نهائي .
وشكل ذلك صدمة دينية وسياسية كبيرة لأوروبا وأشعل الروح الصلبية فيها مرة أخرى وأرادت جميع الممالك الأوروبية الانتقام لسقوط القسطنطينية وكان من بين الممالك تلك إسبانيا.
فحصلت قصة الزواج التي غيرت تاريخ إسبانيا والأندلس إن لم يكن العالم إلى اليوم وهو زواج فرناندو الثاني ملك أراجون من إيزابيلا الأولى ملكية قشتالة.
وبذلك الزواج توحدث مملكة أراجون التي حكمت شمال اسبانيا وجنوب إيطاليا وصقلية مع مملكة لكن قشتالة مؤسسين بذالك مملكة إسبانيا 20 يناير 1479م.
وأصبح هدف فرناندو وإيزابيلا هو القضاء على آخر دولة إسلامية في الأندلس وهي دولة بنو الأحمر في غرناطة والتي كانت من أكثر الممالك في أوروبا علما وحضارة وثقافة.
وتحمل تراث سبع قرون من تقدم الأندلس وكان شعبها هو الأعلى عالميا من الناحية العلمية والمعرفية.
أما من الناحية العسكرية فكانت ضعيفة جدا فقد عمل الإسبان على تقليص مساحة أراضي غرناطة باستمرار وعزلها عن البحر
لكن ملوك اسبانيا أضافوا على هدفهم السابق سياسة عدم الإبقاء على أي شخص ينتسب للإسلام وكونوا محاكم التفتيش لفرض المسيحية على المسلمين داخل إسبانيا بالإجبار.
وعملوا على اضطهاد وتعذيب المسلمين بأبشع الطرق.
تاريخ الدولة العثمانية في الأندلس وإسبانيا
ما هو تاريخ الدولة العثمانية في الأندلس وإسبانيا
وفي ذلك الوقت كان يحكم غرناطة أبو عبد الله الصغير من 1482 الي 1492 ومن هنا تبدأ علاقة الدولة العثمانية بالأندلس.
ومن بعد السلطان محمد الفاتح تحديدا أغسطس 1487 م 892 هجريا سقطت مدينة مالقة في أيدي الأسباب بعد حصار ثلاث أشهر وأرادوا غزو غرناطة في نفس السنة لكنهم اضطروا لتأجيل خططهم.
فاشتعل الزعر والخوف في غرناطة والعالم الإسلامي من سقوط الأندلس الوشيك وأرسل ملك غرناطة أبو عبد الله الصغير يطلب المساعدة.
فبدأ بالدول الإسلامية في شمال افريقيا الدولة الوطاسية في المغرب والدولة الزيانية في الجزائر والدولة الحفصية في تونس لكن تلك الدول كانت ضعيفة وأوضاعهم سيئة جدا ولا تؤهلهم للدفاع حتى عن بلادهم وليس إنقاذ الأندلس .
فما كان من أبو عبد الله الصغير إلا أن أرسل يطلب المساعدة من أكبر قوتين في العالم الإسلامي وقتها وهما دولتي المماليك في مصر والشام والدولة العثمانية.
فكان رد السلطان المملوكي قايتباي هو توجيه رسالة تهديد إلى بطريرك الفاتيكان وملوك اسبانيا بأنه إذا لم يرفعوا ايديهم عن غرناطة.
فإنه سيغلق كنيسة القيامة في القدس في وجه الحجاج المسحيين وسيقتل كل من يأتي إليها بجانب التنكيل بالمسيحيين في دولته.
لكن لم يقتنع ملوك اسبانيا بالتهديد وأرسلوا للفاتيكان يطمئنونهم بإن السلطان لن ينفذ تهديده .
أما الدولة العثمانية فقرار السلطان بايزيد الثاني إرسال قوة بحرية تحت قيادة كمال ريس على وجه السرعة 1487 أي قبل سقوط غرناطة بحوالي 5 سنوات.
وأشارت بعض المصادر الإسلامية المعاصرة إن المشكلة الرئيسية التي منعت الدولة العثمانية من إنقاذ الأندلس هي بعد المسافة البرية بين الجانبين.
لكن تلك تعتبر حجة ضعيفة ومردود عليها بأن تلك المسافة ليست معضلة لأنه بالفعل تم التغلب عليها بعد ذلك عن طريق الأساطيل البحرية العثمانية
بجانب أوروبا وإسبانيا نفسها استعمروا قارات بأكملها هم الأميركتين عن طريق البحر فقط غير أن كل الحملات الاستعمارية الأوروبية كانت عن طريق البحر
وأن في نفس القرن اسبانيا حاولت غزو بريطانيا والتي كانت تعتبر دولة قوية وقتها أيضا عن طريق البحر .
فبالتالي بعد المسافة ليس حجة كبيرة يعتد بها أما السبب الرئيسي يعني الدولة العثمانية لا تقدم الدعم الكافي في تلك الفترة لانقاذ الأندلس .
أسباب عدم انقاذ الدولة العثمانية للأندلس وهل خان العثمانيون الأندلس؟
- هو إنه بالتزامن مع ذلك الوقت كانت الدولة تواجه صراعات داخلية وخارجية مثل صراع الأمير جيم مع أخوه السلطان بايزيد على العرش.
- واستغلال الدول الأوروبية لذلك للضغط على العثمانيين إضافة للحرب العثمانية المملوكية التي دارت بين الجانبين واستمرت من عام 1485 إلى 1491 فاستنفذت الكثير من قوات وموارد الطرفين.
لكن على الرغم من ذلك قام الأسطول العثماني بقيادة كمال ريس بضرب سواحل إيطاليا وجزر صقلية ومالطا وسردينيا وكورسيكا.
واتجه بعدها لضرب لسواحل أسبانيا وهدم العديد من القلاع والحصون المطلة على البحر وقام بإنزال جنوده في مدينة مالقة وسيطر عليها بشكل مؤقت لكنه لم يستطع البقاء فيها وانسحب عائدا إلى الأراضي العثمانية.
وفي طريقه اضطر لقصف بعد سواحل الحفصيين في تونس وذلك بسبب أن السلطان الحفصي قدم المساعدة للأسبان وتحالف معهم.
لكن استعراض القوة ذلك من جانب الدولة العثمانية لم يوقف الاسبان وفي 2 يناير 1492 سقطت مدينة غرناطة في أيدي اسبانيا بعد أن تم حصارها والاستعانة بفرنسا التي وفرت المدفعية لقصف حصون المدينة.
وقرار أبو عبد الله الصغير بتسليم غرناطة والتوقف عن القتال بشرط عدم المساس بأموال وحياة سكانها.
محاولات الدولة العثمانية لإنقاذ الأندلس
ما هي محاولات الدولة العثمانية لإنقاذ الأندلس
من هنا تبدا المرحلة الثانية من محاولات الدولة العثمانية لإنقاذ الأندلس فبد سقوط الاندلس نشر حوالي 300 ألف من سكانها المسلمين واليهود علي السواحل الإسبانية.
وتراجع فرناندو وإيزابيلا عن العهود التي قطعوها على أنفسهم فور استلامهم وقاموا بمصادرة أملاك أهلها والبدء في اضطهادهم.
لكن منعت مدافع السفن العثمانية الاسبان من القضاء عليهم وجرى نقل مئات الآلاف من المسلمين واليهود من اسبانيا الي دول شمال افريقيا في الجزائر والمغرب.
وفتحت الدولة الإسلامية أبوابها أمام الأندلسيين الهاربين واستقبلت حوالي نصف مليون أندلسي من المسلمين واليهود.
أما اليهود الذين استقروا في الأراضي العثمانية فعرفوا بيهود الدونمة والذين سيكون لهم دور كبير بعد ذلك في إسقاط الدولة العثمانية
وتحول استقرار مسلمي الاندلس في شمال أفريقيا إلى نقطة انطلاق المقاومة ضد اسبانيا والبرتغال وظهور ما يسمى بحركة الجهاد البحري .
واستمرت تلك الحركة لحوالي 3 قرون تقريبا تم فيها إرعاب أوروبا بالكامل وهدف المسلمين من خلالها الأخذ بثأرهم من الصلبيين بشكل عام..
حركة الجهاد بقيادة الاخوين بربروس ومحاولات استعادة الاندلس
ما هي محاولات حركة الجهاد بقيادة الاخوين بربروس في استعادة الاندلس
لكن في البداية لم تكن حركة الجهاد البحري قوية بما يكفي لمواجهة الاسبان فحصل ما يشبه بحرب العصابات ضدهم بقيادة إثنين من أعظم البحارة في الإسلامي وهم الأخوين عروج بربروس وخضر خير الدين بربروس.
واللذان حصلا على دعم الأمير قورقود بن السلطان يايزيد الثاني لإنقاذ مسلمي الاندلس وقتال اسبانيا .
ومع تولي السلطان سليم الأول حكم الدولة 1912م وقضاؤه على خطر الدولة الصفوية في الشرق والسيطرة على دولة الممالك أرسل إلى عروج بربروس مساعدات شملت قوات من الانكشارية والسفن.
وأمر بنقل مسلميي الأندلس الي شمال أفريقيا وانقاذهم من بطش الأسبان وكانت تلك مهمة صعبة.
لكن استطاع روج بربروس وخضر خير الدين بربروس تأسيس مراكز قوية للمسلمين في الجزائر وإلحاق العديد من الهزائم المذلة للاسبان وطردهم من السواحل الجزائرية الذين توجهوا لاحتلالها بعد سقوط الأندلس.
ونجحوا في إنقاذ عشرات بل مئات الآلاف من المسلمين.
دور الدولة العثمانية في انقاذ مسلمي الأندلس
ما هو دور الدولة العثمانية في انقاذ مسلمي الأندلس
في زمن السلطان سليمان القانون زادت المحاولات العثمانية لإنقاذ مسلمي الأندلس واستعادتها بشكل كبير وتم ضم الجزائر للدولة العثمانية في عهده .
ومن ناحية ثانية جرت محاولات عثمانية مستمرة للسيطرة على المغرب باعتبرها أحد العوامل الرئيسية لاستعادة الأندلس عن طريق البر لكن فشل العثمانيين في ضم المغرب.
وفي تلك الفترة كانت إسبانيا تحولت لقوة عالمية ضخمة بسبب استعمارها للعالم الجديد وهو ما وفر لها موارد مهولة من الذهب والفضة بالإضافة لتنصيب ملكها شارل الخامس إمبراطور على الإمبراطورية الرومانية المقدسة.
التي تشمل كل من المانيا والنمسا وتشيك وهولندا وبلجيكا فأصبحت اسبانيا بذلك تحكم تقريبا نصف أوروبا بالاضافة الي الامريكتين.
فكان الدولة العثمانية محاربة إمبراطورية تمتلك موار ثلاث قارات وتكاد تكون مساوية لها في القوة إن لم تكن أقوى منهم.
وهو ما حصل فعلا ودخلت الدولة العثمانية في حروب مستمرة لفترات طويلة مع اسبانيا والإمبراطورية الرومانية المقدسة .
وفي عهد السلطان سليم الثاني دعمت الدولة العثمانية بزعامة القائد العثماني قلج علي حاكم الجزائر ثورة مسلمي الاندلس في غرناطة بالمال والسلاح والاستخبارات.
واستمرت تلك الثورة من العام 1568 إلى عام1571 وكانت تلك الثورة المعرفة بثورة البشرات ناجحة جدا في البداية وخاف الاسبان من غزو عثماني محتمل لإسبانيا من اجل دعم ثورة البشرات.
وهو ما خطط له العثمانيين بالفعل وكادت الثورة بأن تعيد إحياء الحكم الإسلامي في الاندلس من جديد لولا الخيانات الداخلية بين ثوار الأندلس بجانب خيانة سلطان المغرب لهم وتعاونه مع ملك إسبانيا.
بالإضافة لإقناع البعض للسلطان سليم الثاني بفتح قبرص بدلا من إسبانيا بسبب موقعها الاستراتيجي.
كل ذلك جعل من سقوط الأندلس عبرة أو رسالة رببانية للمسلمين وهي على المسلمين أن يتحدوا وإلا سيسقطوا الواحد تلو الاخر .
وهو ما استوعبه المسلمين وقتها بالفعل فقبلوا بالحكم العثماني خاصة بشمال أفريقيا بعد أن اتضح امامهم مصير الأندلس.
وذلك فيديو يوضح قصة الدولة العثمانية في الأندلس وإسبانيا كاملة