تاريخ نشأة بلاد الحجاز

تاريخ نشأة بلاد الحجاز
ما هي بلاد الحجاز

جدول المحتوي

عن تاريخ نشأة بلاد الحجاز، فانه قديما كانت الدول العربية ليس بينها ما يسمى الحدود، وكان ممكن التنقل في الحدود العربية الإسلامية بمنتهى السهولة بدون باسبور أو تأشيرة أو جواز سفر، بل كمان أغلب القبائل العربية كانت على معرفة قوية بالقبائل الثانية،

لكن كل ذلك أتغير في الاتفاقية اللي كانت أشبه بلعنة على العالم العربي اتفاقية سايكس بيكو، لكن كيف وصلنا لسايكس بيكو؟ وما هي المراحل اللي مرينا بيها كأمة؟ ولماذا سايكس بيكو مرتبطة بالحجاز وشبه الجزيرة العربية وبفلسطين؟

لو تريد ان تعرف عن نشأة بلاد الحجاز وتاريخها لحد الي ان تم تقسيمها ونشأة المملكة العربية السعودية ودول الخليج، وتكتشف بنفسك خبايا صندوق غامض في تاريخنا العربي، وعلاقة اتفاقية سايكس بيكو بكل ذلك اذا اكمل مقالة اليوم للنهاية.

ما هي بلاد الحجاز

ممكن تظن إن إمارة الحجاز بدأت مع بداية دعوة الإسلام؟ لكن الحقيقة ليست كذلك، فممكن نقول بشكل ثاني إن أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم هو أول من سكن أرض الحجاز، وخلف ابنه سيدنا إسماعيل وتركه فيها مع أمه السيدة هاجر،

وتولت الحكايات والقصص والتاريخ من بداية إسماعيل عليه السلام حتى عبد المطلب اللي يعتبر من أهم الشخصيات في تاريخ الحجاز.

وظهرت الدعوة الإسلامية، وأصبحت إمارة الحجاز واحدة من أهم المواقع الجغرافية العظيمة في التجارة والإسلام، والمؤثرة بشكل كبير في نظام الحكم، وظلت إمارة الحجاز تحت كل خلافة إسلامية، بداية من الصحابي الجليل أبو بكر الصديق، مرورا بالخلافة الأموية والعباسية، حتى العثمانية.

تاريخ نشأة بلاد الحجاز

 

بلاد الحجاز في فترة الخلافة العثمانية

ولكن في فترة الخلافة العثمانية أو تحديدا مع نهاية الخلافة العباسية كان في كثير من الصراعات التاريخية اللي موثقة بشكل كبير، عن ماذا حدث في بلاد الحجاز؟ وكيف انقسمت شبه الجزيرة العربية لمجموعة دول؟ وهل ذلك لعلاقة بفلسطين؟

في نهاية الخلافة العباسية بدأ يظهر في مملكة الحجاز ما يعرفوا بالأشراف، ولكن من هم الأشراف؟

ذلك اللقب قيل  لأول مرة في فترة بداية تفكك الدولة العباسية من القرن الثامن والتاسع، والأشراف كانوا أتباع البيت العلوي المنتمين للسيدين الحسن والحسين، والسيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنهم،

وبسبب النهج الشيعي المختلف، بدأوا يتفرقوا ويستوطنوا مناطق في الإمبراطورية الإسلامية، وفي بيوت من الأشراف أو السادة.

فذهبوا الي طبرستان والديلم واليمن والمغرب طبعا بجانب وجودهم في معقل الإسلام في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وفي أواخر القرن التاسع والنصف الأول من القرن العاشر ظهر نشاط القرامطة الهمجي وحصل حملات استيلاء على مكة المكرمة،

ولكن في النهاية لم يقدروا يمنعوا الأشراف من الاستمرار في دورهم في القيادة. وسيدانة الكعبة المشرفة وخدمة الحجيج، والضيوف.

الأشراف كانوا دائما محط أنظار القوى اللي حولهم اللي كانوا يريدون ان يخلعوا هذا الشرف عنهم، وأهم تلك القوة كانت السلطنة العثمانية مثل ما يسميها الفقيه أحمد زيني دحلان اللي تولى منصب شيخ العلماء، ومفتي مكة المكرمة في 1288،

وأكد الشيخ أحمد إن السلطنة العثمانية نجحت في حملتها ضد مصر، وبذلك السيطرة على الحجاز أصبحت أكتر سهولة.

دحلان يحكي في كتابه تاريخ أشراف الحجاز بإن السلطان سليم الأول حصل على لقب خادم الحرمين الشريفين، لما أخضع مصر، ومن القوة اللي أثرت على أشراف الحجاز، كان العثمانيين والوهابيين والمصريين.

بلاد الحجاز في فترة الخلافة العثمانية 

خلينا نبدأ بالعثمانيين، ونعرف حكاية الاشراف مع الدولة العثمانية وتأثيرها في تاريخ بلاد الحجاز فوفقا لرؤية مفتي مكة في كتابه تاريخ أشراف الحجاز، إن لما السلطان العثماني سليم الأول وجه جيوش مصر سنة 1517 لم يكن يعرف إنه سوف يفتح باب للافتتاح العثماني للمنطقة العربية المطلة على البحرين الأبيض والأحمر والخليج والمحيط الهندي،

لكنه كان عنده طموح يوسع الدولة العثمانية لتشمل الأماكن الإسلامية المقدسة مثل بيت المقدس ومكة المكرمة والمدينة المنورة، وبعد ما هزم طومان باي في مصر.

أجبر الخليفة العباسي اللي كان في القاهرة إنه يسلمه لقب الخلافة، جيوش سليم الأول، كان فيها قضاة يفصلوا في الأمور الشرعية والمدنية في المناطق اللي يفتحوها، وكانت السلطنة العثمانية في الأستانة بتعين شخص بي لقب شيخ الإسلام أو المفتي اللي كان أكبر منصب لعلماء الإسلام.

سليم الأول كان يهتم بالشرع، وقبل ان يتحرك لقتال جيش مصر المملوكية استفتى شيخ الإسلام اللي أصدر فتوى تبيح قتالهم.

جيش العثمانيين كانت منضبطة إسلاميا، واستخدامهم للغة العربية كان واسع، خصوصا في التدريس والإفتاء والقضاء والثقافة الدينية، وذلك سهل عليهم حكم الشعوب العربية، واستفادوا من التراث العربي الإسلامي، والأيدي العاملة العربية.

ولكن دحلان كان يري إن العثمانيين لا يمثلوا الإسلام، بل قال إنهم استمروا في إخضاع مناطق في آسيا خلال القرن ال16، وكانوا في حروب مع روسيا، وصراعات مع الدولة الصفوية في إيران،

وحملات ضد النمسا، وواجهوا مناطق ثارت عليهم زي الدروز بقيادة فخر الدين سنة 1603، وشرقي البحر المتوسط، وكريت، وتلك الحروب استمرت الي ان تفككت الإمبراطورية العثمانية في القرون التالية.

ووصف حكم العثمانيين لمصر إنه كان حكم سطحي، أهم حاجة فيه كانت جمع الضرائب وإعلان الولاء للسلطان العثماني، ولان مصر كانت الجسر اللي يوصل النفوذ العثماني للحجاز اللي فيها مكة المكرمة والمدينة المنورة وحكم الأشراف، ومن بعدها الهيمنة الإسلامية باسم الخلافة،

كان يري إن ما يسمى الخلافة الإسلامية في تلك الفترة هي هيمنة، وليس لها أي علاقة بالإسلام.

ومن الأحداث التاريخية اللي حصلت في تلك الفترة تعاظم سلطة المماليك في مصر، حتى بعد ما فتحها العثمانيين في القرن ال16 مثلما قلنا.

الي ان علي بيك الكبير طلب إنه يستقل بمصر مقابل تأمين التجارة العثمانية من خلال البحر الأحمر، وكان ذلك وقت ثورته اللي بدأت سنة 1769 ميلاديا، وقال دحلان إن مطالبة علي بك الكبير بالاستقلال كانت سنة 1777.

وتلك نقطة مش منطقية قليلا وسوف أشرح لك لماذا، فهنا كان فيه مغالطة في كتاب أحمد زيني دحلان،

  • أولا سبب فتح العثمانيين الحجاز لم يكن لإنهم يحقدوا او يغيروا من الأشراف مثلما يقول لإن السبب الحقيقي كان هجمات البرتغاليين من البحر الأحمر، ولكي يقدروا يوقفوا هجماتهم، كان لازم يسيطروا على البحر الأحمر. ولذلك مصر والحجاز كانوا أهم موقع يقدروا يفرضوا بسيطرتهم بشكل كامل على البحر الأحمر.
  • وثاني حاجة كان فيه قبيلة اسمها بني رشيد تقدر تقول عليهم مجموعة من العصابات في شبه الجزيرة العربية، واللي كانت أشبه بشوكة في الزور بالنسبة للحملات العثمانية.
  • وأخيرا، سنة 1777، كان علي بك الكبير مات أصلا في 8-5-1773م، وكان يطالب بالاستقلال في 1769 بسبب عدم رضاه عن بعض القرارات العثمانية في شؤون مصر الداخلية، وذهب وقتها تحالف مع العدو اللدود الدولة العثمانية وهما الروس وذلك اللي مذكور في كتاب مصر العثمانية للمؤلف جورجي زيدان وغيره من المصادر.

طالما في مغالطة في رأي مفتي مكة الشيخ أحمد دحلان، فما هو الصحيح؟

بلاد الحجاز في فترة الخلافة العثمانية 

الحقيقة إن السلطان سليم الأول، قرر إنه يفتح بلاد العرب ويضمهم له، بسبب أولا التهديد الصفوي في شرق الأناضول، وتلك الدولة الصفوية كانت في إيران، وهي أول أكبر تهديد واجه الدولة العثمانية، اللي جعلت السلطان يتحرك ناحية الشرق لكي يقضي عليها،

والدولة الصفوية تأسست فعليا على يد إسماعيل بن حيدر الأردبيلي اللي بعدما أسس دولته وأرسى قواعدها أصبح يحمل لقب الشاهن وعلى عكس الناس معتقداه، الدولة الصفوية لم تكن فارسية بالمعنى العرقي.، لإن أساسها كان فيه قبائل. التركي.

إسماعيل ذلك نشأ يتيم ومطارد من مؤسسات دولة آق قويونلو الأمنية بعدما أبوه وكتير من أتباعه قتلوا على أيد حاكم إحدى المقاطعات اللي ثار عليها وجمع جيش لكي يحاربها.

إسماعيل قضي سنين في الجبال متواري عن العيون وتعلم الصبر ونظام النفس الطويل للوصول لهدفه ودخول السلطان سليم في حرب مع الصفويين كان بسبب استعداد الشاه إسماعيل للتحالف مع الممالك الأوروبية ضد المسلمين لكي يحقق أهدافه.

وتهديد الدولة الصفوية لم يكن في جيوشها وقدراتها العسكرية، لكن أيضا في أفكارها اللي جيش من الدعاة كان ينشرها بين الناس العادية والنخب الحاكمة.

لإن الحدود والتضاريس اللي ممكن تعيق تقدم الجيوش لا تؤثر على الأفكار والأيدلوجيات، خصوصا لو المناخ مناسب لنشر تلك الأفكار، لإن نزعة التصوف اللي كانت موجودة وقتها، ساعدت على انتشار الدعوة الصفوية والنهج السلك الشاه إسماعيل في توسعه كان قائم على استئصال المذاهب الإسلامية الأخرى.

وعلى رأسها المذهب السني، مرة باستخدام الدعوة الحسنة، ومرة باستخدام التعذيب والإرهاب، وأيضا جعل المذهب الإثنى عشري الشيعي مذهب رسمي وحيد في دولته.

رؤية الشاه كانت إنه يدخل الشعوب، وأمم المنطقة المختلفة تحت لواء مذهب يضمن له السلطة المطلقة وأيضا ولاء وتبعية أصحاب ذلك المذهب له، حتى لو كانوا مواطنين في دول أخري لذلك الشاه إسماعيل أدعى نسبه لآل البيت رضي الله عنه،

وادعى المهدية وذلك وضع حد اجتهادات علماء الشيعة نفسهم، وحدد حركتهم ودورهم في المجتمع، وذلك لم يتغير إلا بزوال الدولة الصفوية نفسها.

وبتلك بالطريقة أتباع المذهب الاثني عشري في المناطق المجاورة خاصة شيعة الأناضول، بدأوا يهاجروا للبلاد الواقعة تحت حكم الشاه لكي يكونوا وقود لحملاته.

هجرات الشيعة من الأناضول العثماني لإيران كانت أولى أحداث الصدام بين الصفويين والعثمانيين، لإنها بينت لرجال الدولة العثمانية إن ولاء الشيعة كان للشاه ودولته ليس للسلطان العثماني.

الصدام بين الدولتين أصبح حتمي لما الصفويين بدأوا يستغلوا شيعة الأناضول، لإثارة القلاقل والفتن وإشعال الثورات المسلحة ضد العثمانيين، الشاه إسماعيل ك مستعد يتحالف مع الممالك الأوروبية ضد المسلمين لكي يحقق أهدافه.

ولم يكن يري في دعوته الدينية أكتر من أداة يستخدمها لتوسيع وترسيخ سلطات الدولة بيده على حساب رجال دولته ومواطنيها.

بلاد الحجاز في فترة الخلافة العثمانية 

السبب الثاني اللي دفع سليم الأول لضم بلاد العرب كان ظلم المماليك في بلاد العرب، لإن دولة المماليك في ذلك الوقت كانت وصلت لحالة من الضعف أصبحت فيها كأنها مريض ينتظر الموت.

أمرائها تحولوا من سلاطين يحموا الدولة وبلاد المسلمين، وينظموا شؤونها، ويراعو مصالحها لطواغيت قساة لم يكن عندهم غير كنز المال والذهب والعيش في حالة كسل وخمول على دماء شعوبهم وأرزقها.

والقوى العسكرية في آخر أيام المماليك تحولت لأداة للبطش والفتك بالناس، وتحصيل الضرائب الجائرة منهم بالعافية، وتنفيذ الإعدامات على الشبهة، ولأتفه الأسباب.

في الوقت اللي كانوا فيه على الصعيد العسكري الخارجي يفشلوا من معركة للأخرى، سياستهم الاقتصادية غير مدروسة، وصراعهم المستمر على السلطة، رفع معدلات التضخم والأسعار، وقلل لمعدلات الإنتاج، وذلك أدى لمجاعات حصدت أرواح كتير على رأسهم طلاب العلم والفقهاء.

تاريخ نشأة بلاد الحجاز

وثالث شيء من دوافع سليم الأول لضم بلاد العرب كانت الحرب ضد البرتغاليينن البرتغال عملت مستعمرات لأساطيلها بسبب شواطئ إفريقيا وسواحل عمان والهند، وأصبحت أساطيلها تهدد الطرق التجارية البحرية من الهند والخليج العربي.

وحال العرب في بلاد الشام ومصر كان سيء جدا ما بين إن السلاطين وأعوانهم كانوا يعيشون في حالة من الطرف، وكان عامة الناس لا يجدوا قوت يومهم، فالظلم لا يقيم دولة ولا يصلح حالها ومثلما يقول بن خلدون إنه مؤذن بخراب العمران

الغريب إن سلطان المماليك لم يفهموا إن سياستهم الاقتصادية والاجتماعية الجائرة أول ان تبدأ ان تضر دافع الضرائب نفسه اللي هو المواطن اللي الدولة وموازنتها المالية قائمة عليه، لم يفهموا إن ثراء ورفاهية المواطنين، فهو في الأصل ثراء للدولة، وزيادة فيت حصيلتها الضريبية،

تلك السياسات الجائرة  دفعت أبناء وعلماء بلاد الشام ومصر لمراسلة السلطان سليم الأول لكي ينجدهم من بطش وجور المماليك، واستبداد سلطان المماليك. دفع عدد من ولاده وأمرائه للانشقاق عنه والانضمام للسلطان العثماني،

ويمكن في أسباب تانية تبرر دخول السلطان سليم الأول للعالم العربي والحجاز. 

ولكن ما علاقة ذلك بالحجاز وتاريخه وكيف سيؤثر علي امارة الحجاز، ذلك ما سوف نعرفه في المقالة القادمة التي تحمل عنوان الحركة الوهابية في بلاد الحجاز.

بلاد الحجاز في فترة الخلافة العثمانية 

Facebook
X
Telegram
LinkedIn
Tumblr
Reddit
Scroll to Top