الوجهة اليوم إيطاليا وتحديدا في محيط البندقية لن نتكلم عن المناظر الخلابة والوجهة السياحية الأبرز عالميا انما سنبتعد قليلا عن البندقية ونحط رحالنا في جزيرة خضراء غناء جزيرة بوفيليا الإيطالية المهجورة.
جزيرة لم تشتهر بسبب مبانيها الأثرية القديمة أو تضاريسها الخلابة إنما الأمر معاكس تماما جزيرة اكتسبت شهرتها بسبب ماضيها الأسود جزيرة حملت بين جنباتها وبحرها وأسفل ترابها مآسي ومظلومية كبيرة
وجزيرة أصبحت مقصدا ليس للسياح العاديين بل لسائحين ومغامرين من نوع آخر
لن نطيل الحديث أكثر خذون فصلا عميقا أصدقائي وشد الأحزمة فالواجهة اليوم جزيرة بوفيليا الإيطالية المسكونة
ما هي جزيرة بوفيليا الإيطالية المهجورة
جزيرة بوفيليا الإيطالية المهجورة هي جزيرة صغيرة معزولة تقع بين مدينة البندقية وجزيرة ليدو الإيطالية بالطبع البندقية وما يحيطها من جزر تعد من أبرز المواقع السياحية التي يقصدها السياح من جميع أنحاء العالم ولكن جزيرة بوفيليا موضوع مختلف تماما
الجزيرة خيم مفتوحة أمام السياح بأمر من السلطات الايطالية ويحتاج الوصول إليها معاملات وأوراق رسمية كثيرة أو بطريقة أسهل عبر التهريب بمساعدة أصحاب الزوارق والقوارب الصغيرة
قصة جزيرة بوفيليا الإيطالية المهجورة
سبب شهرة الجزيرة رغم عزلتها ماضيها الأسود بكل تفاصيله المأساوية قصص وأخبار تقشعر لها الأبدان تعود القصة إلى القرن الرابع عشر وتحديدا إلى العام 1348م
العام الذي شهد انتشار مرض الطعون أو الموت الأسود كما عرف بغية التخلص من المرضى الذين أصيبوا بهذا المرض الذي لم يعرف له علاج آنذاك تم اعتماد هذه الجزيرة كمركز للعزل فأقيمت فيه مستشفى ومركز عزل وغيره.
وتم ترحيل المرضى من شتى أنحاء البلاد أو بالأصح قارة الأوروبية إلى هذه الجزيرة ولكن الغرض لم يكن العلاج بل النفي والعزل وبعدها القتل
اذ تشير الوثائق التاريخية التي تناولتها العديد من المصادر أن أغلب المرضى كان يتم سحلهم وجرهم وتعذيبهم وأغلبهم انتهى به المطاف إلى الموت ليس بفعل المرض بل الموت حرقا في المحارق الجماعية الحرق وهم أحياء.
المأساة لم تنته هنا بعد اختفاء الطعون أصبحت الجزيرة فارغة من سكانها منهم من قضى نحبه من المرضى ومنهم من عاد إلى منزله من الطواقم الطبية والعاملة هناك
ولكن عادت الأيام السوداء والمحارق والقبور الجماعية إلى الواجهة من جديد مع عودة انتشار الطعون عام 1630 وتكررت المشاهد الفظيعة وأصبحت هذه الجزيرة تعرف بجزيرة الموت الأسود أو جزيرة الطاعون
نتيجة الحرق الجماعي والمقابل الجمعية ظهرت أمور غريبة في الجزيرة فبحسب موقع ديلي نيوز huffpost بوست وغيرها من المصادر التي تناولت موضوع الجزيرة المسكونة كما أطلق عليها فإن تربة الجزيرة خصبة جدا والسبب صادم ومرعب.
فان خمسين بالمئة من تكوين تربة الجزيرة هو عبارة عن رماد بشري نعم كما سمعتم رماد بشري فإذا ما سمحت لكم الفرصة يوما أصدقائي وزرتم جزيرة بوفيليا الإيطالية المهجورة فتذكروا أنكم تطأون بأقدامكم تربة نصفها من الرمادي البشري
لا ينتهي الرعب هنا المياه المحيطة بهذه الجزيرة غنية بالأسماك المختلفة ومن المفترض أن تكون مقصدا للصيادين ولكن العكس تماما
من النادر الرؤية صياد يصطاد في المياه المحيطة بالجزيرة لسبب مرعب هو الآخر
فالعديد من التقارير والمشاهدات من الصيادين أفادت بأن الصيادين يتحاشون الاصطياد في تلك المنطقة بسبب ما يعلق في شباكهم ليس أسماك أو حيوانات بحرية لا نفع منها أو حتى أوساخ بل بقايا بشرية وجماجم بشرية تلقي الرعب في نفس كل من ينظر إليها
وتذكرهم بالمآسي التي شهدتها جزيرة بوفيليا الإيطالية المهجورة ليست فقط المآسي التي حلت بمرضى الطاعون بل ما تلاها أيضا
تاريخ جزيرة بوفيليا
لنعود إلى تاريخ جزيرة بوفيليا انتهى الطعون وتوقف العزل ولكن أضحت الجزيرة الآن مخزنا للذخائر والأسلحة التي استخدمها نابليون بونابرت في حروبه في القرن الثامن عشر
نصل إلى القرن التاسع عشر الجزيرة الآن أضحت مقرا للمرضى النفسيين والمختلين عقليا فتم بناء مستشفى للأمراض العقلية المستشفى ذو البنية الفقيرة كان بمثابة منفى أكثر منه مركزا للعلاج والتأهيل
هذا المستشفى أو المركز أو أيا كانت التسمية لاحقته العديد من الإشاعات والأقاويل أبرزها التعذيب الذي لقيه المرضى هناك والذي أدى في كثير من الأحيان إلى وفاة معظمهم
إلا أن أشهر ما نقل حول هذه المستشفى كان قصة أحد الأطباء هذا الطبيب بحسب الرواية المتناقلة استغلوا غياب الرقابة عن المستشفى وعدم اكتراث ذوي المرضى بمرضاهم وخان ضميره المهني والطبي
فقام بإجراء تجارب فظيعة على المرضى وعمليات جراحية لا أخلاقية أبرزها غرز لزميل داخل مخ المريض لاكتشاف أي من أجزاء المخ ستستجيب أولا لهذا الاختراق
بالطبع هذا الطبيب بتجاربه الغريبة كان سببا في قتل الكثير من المرضى وهنا أنصتوا جيدا فقد جاء دور الأشباح
هذا الطبيب لقي مصرعه بطريقة فظيعة رجل وقع من أعلى برج الجرس كما يسمى وقتل على الفور وهنا اختلفت الروايات
فبعض روايات تقول أنه تعثر وسقط وأخرى تقول أنه انتحر ليتخلص من الأصوات والأشباح التي كانت تطارده
أما أكثر روايات غرابة فهي التي تقول أن أشباح المرضى الذين قتلهم هم من قاموا بدفعه عن البرج متسببين بمقتله وعندما سقطت طبيب القاتل قرع الجرس من تلقاء نفسه طبعا بحسب الروايات المتناقلة هناك
أغلقت المستشفى ليعاد تأهيلها واستخدامها في القرن العشرين كدار للمسنين أو مركز للشيخوخة واستمر الحال كذلك حتى عام 1975 في هذا العام تم إغلاق المنشأة نهائيا بعد خلوها من السكان وخلو الجزيرة من روادها
والسبب أصوات غريبة وظلال متحركة وقرع للجرس من برج الجرس دون وجود أي أحد في الأعلى واللوم أشباح جزيرة بوفيليا الغاضبة
الكثير من الروايات التي نسبت إلى المقيمين في تلك الدار أو حتى الأطباء والممرضين العاملين تحدثت عن هذه الأصوات والرؤى الغريبة التي سببت رعبا وإزعاجا لهم بحسب تقديرهم
بالطبع وكالعادة أي أمر يتعلق بالأشباح والظواهر الغريبة الخارقة لا يلقي بالا من العلم والعلماء فلم نجد خلال بحثنا أي معلومات أو تقارير حول دراسات أو توثيقات علمية حاولت بشكل أو بآخر تفسير ما قيل أنه يحدث على جزيرة بوفيليا المسكونة
أما في المقلب الآخر فالجزيرة بقصصها المرعبة وتاريخها المشؤوم جذبت العديد من السياح الفضوليين وتحديدا الباحثين عن المغامرة والمؤمنين بموضوع الأشباح وخلافه
العديد من هؤلاء قصدوا الجزيرة وبعضهم وثق زيارته بمقاطع مصورة غزت مواقع التواصل الاجتماعي ولعل أشهرها الحلقة التي نشرت عن جزيرة بوفيليا في البرنامج التلفزيوني الشهير غوست أدفينشرز
في هذه الحلقة قضى فريق العمل أربعة وعشرين ساعة كاملة على جزيرة بوفيليا مزودين بأجهزة لكشف الأطياف وترافقهم موسيقى مرعبة وأصوات وقع أقدام واضحة وغيرها الكثير من المشاهد المرعبة التي وثقتها عدسات الكاميرا
ولعل أبرز المشاهد كان مشهدا مقدمي البرنامج وهم يسألون الهواء سؤالا باللغة الإيطالية مفاده هل أنت قاتل والجواب كان أصوات غريبة وانفجارات صغيرة خرجت فجأة من الظلام تجيب على المتسائلين
المستكشفان البريطانيان مات ديدن وآندي تومسن قاما أيضا بنشر فيديو على قناتهم على اليوتيوب الفيديو يوثق مشاهد من الجزيرة التي نجحت بالتسلل إليها
فنرى المستشفى النفسي الشهير والمباني المهجورة والمحارق الجماعية المستكشفان وخلال جولتهما ذكرا الخوف الذي كان يعتري الشخص الذي قام به إيصالهما إلى الجزيرة
وصرحا أنهما أحساب طاقة سلبية ورعب ملأ قلبيهما بمجرد النظر إلى بقايا الأبنية على الجزيرة وما زاد الطين بله لهؤلاء الاثنان كان صوت الجرس القادم من برز الجرس الشهير الذي ملأ أرجاء الجزيرة
بالطبع لا يمكن تأكيد أي من هذه الفيديوهات والمقاطع المصورة فالمشككون يرجعون الأمور كلها إلى المؤثرات السمعية والبصرية وقد يلعب قدم عمر المباني وحالتها السيئة والخراب الذي تشهده دورا في بعض الأصوات التي سمعها من زار جزيرة بوفيليا المسكونة بحسب قولهم
إلا أن الأكيد أن الجزيرة موجودة وتاريخها معروف ورغم عدم إدراجها ضمن الأماكن السياحية الإيطالية ورغم الصعوبات الشديدة والقيود التي تفرضها السلطات على من يرغب في زيارة هذه جزيرة بوفيليا
إلا أن محبي المغامرات والباحثين عن كل ما هو خارق وغريب يعتبرونها إحدى أبرز الأماكن التي قد تشبع فضولهم المثير في الأمر أن الحكومة الإيطالية قد طرحت هذه الجزيرة بالفعل للبيع ضمن جزر أخرى لمحاربة الضائقة الاقتصادية
ولكن على ما يبدو سمعتها سبقتها فلم يجرؤ أحد على شرائها لتبقى جزيرة بوفيليا الايطالية إحدى أشهر جزر المسكونة في العالم
وماذا عنكم أصدقائي تجرؤون على زيارة جزيرة بوفيليا
خاتمة حول جزيرة بوفيجليا الايطالية
إذا أصدقائي هذا ما كان في جعبتنا حول جزيرة بوفيجليا الايطالية إحدى أشهر جزر المسكونة في العالم على الإطلاق الجزيرة التي شهدت أبنيتها وبريها وبحرها على مآسي فظيعة وظلم كبير حل بآلاف مؤلفة من البشر
لم يكن لهم ذنب سوى أنهم ابتلوا بمرض عضوي كان أم نفسي ولكن ظلم ووحشية البشر كانت أقصى عليهم من ويلات المرض وآلامه
فبقيت هذه الجزيرة شاهدة شاخصة على كل ما حل بهم حالها كحال العديد من الأماكن على وجه المعمورة التي شهدت وما زالت تشهد على الوحشية البشرية وظلم الإنسان لأخيه الإنسان
تعددت الأسباب والظلم واحد ربما لحكمة الربانية تبقى هذه الأماكن حية على مر التاريخ لعلها بتاريخها وما وثقته تستطيع أن تحقق بعضا من العدل للضحايا الذين حضنتهم بين أروقتها وعلى أرضها وأسفل ترابها وتوصل صوتهم وقصتهم وما حل بهم ليعرفها أهل المستقبل
جزيرة بوفيجليا ليست الوحيدة فيما يخص هذا الموضوع فالأماكن كثيرة وحتما سيكون للموضوع تتم ولهذه الأماكن الغامضة نصيب من مقالتنا بإذن الله وإلى نلتقي في مقالة جديدة ابق واصدقائي في أمان الله والسلام.