وهكذا انتهت واحدة من معظم الإمبراطوريات على مر العصور بناها رجل لن ينساه التاريخ وموضوع قبر جنكيز خان أكبر مما تتصوره بل أكبر مما تصوره باحثون ومؤرخون افنوا عمرهم في محاولة المصيري للإجابة ولكن ما وراء هذا الموضوع كبير وقصة غامضة.
مقدمة حول من هو جنكيز خان وأين هو قبره
أصدقائي القراء اليوم بطولة مقالتنا لشخصية غيرت وجه العالم بكل ما للكلمة من معنى
شخصية الجدل والغموض لا يتعلق بحياتها أو حياته إن صح القول بل بدأ عند موته والأيام التي تلته وصولا إلى يومنا هذا
ضريح دون جثة وقبر مجهول لقائد أمة حكمت فيما مضى خمس مساحة العالم واساطير انبثقت بعض الموت حول طريقة الدفن واسرارها الغامضة وأبحاث وفرضيات حول مكانة ولكن لا جوهر
لن نطيل الحديثة أكثر خذوا نفس عميقا واستعدوا لأننا سنذهب في رحلة بين الماضي والحاضر لعلنا بكامل التفاصيل نعرف من هو جنكيز خان وأين هو قبره
من هو جنكيز خان
جنكيز خان هو قائد مغولي عظيم الزعيم والأقدس وموحد المغول ومؤسس الإمبراطورية المغولية رجل شغل العالم في حياته وبعدما ماته على حد سواء هو بطل في نظر شعبه وسفاح في نظر أعدائه التاريخ أسهب في ذكر غزواته وحروبه واغفل إنجازاته
ولكن رغم هذا ليس هناك الكثير من المعلومات حول حياة هذا الزعيم والسبب أنا جنكيز جنكيز خان كان أول مرة أدخل نظام الكتابة بعد تأسيسه الإمبراطورية المغولية
وجل ما ورد إلينا حول سنين حياته أولى كان من خلال الكتاب القديم يعود للعام 1227 مجهول الكاتب يحمل اسم The Secret History of the Mongols
والمعلومات المتوفرة تشير إلى أن جنكيز خان أو تيموجين وهو اسمه الأساسي ولد حوالي العام 1612 على الحدود الفاصلة بين ما يعرف حاليا بمنغوليا وسيبيريا
قصة جنكيز خان
الروايات تقول أن والده اختطف والدته بغرض الزواج وهو أمر كان شائعا في تلك الفترة التي لم تشهد قيام إمبراطورية موحدة بل قبائل متناحرة هنا وهناك ولكل قبيلة زعيم
وأبو جنكيز خان المدعو يوسغي بهادور كان زعيما قبيلته التي قدر المؤرخون عددهم ب 40 ألف عائلة ولكن هناك رواية أغرب وعلى ما يبدو أنها من الإرث المغولي
ولكن هذا الأمر لم يمنع الكثير ممن تناول سيرة حياة جنكيز خان من أن يوردوها في كتبهم بل وذكرتها أغلب المصادر الحديثة فبحسب ما ورد على موقع the daliy guardian و the history channel وغيرها
أن الطفل تيموجين عند ولادته كان يقبض على شيء ما في كفة استدعى والد الطفل كاهن القبيلة لإقامة الطقوس المتعارف عليها
الكاهن بحسب الرواية كان أول من انتبه إلى أن الطفل يحمل شيئا في كف يده اليمنى فتح الكاهن كف الطفل فوجد فيها كتلة من الدماء المتجمدة أي أشبه بتلك التي تنجم عن التلجطات الدموية هذه الكتلة كانت داكنة اللون وتنبض كأنها كائن حي.
الكاهن بحسب الرواية المتناقلة جيلا بعد جيل في الموروث المغولي أخبر الجمع المتجمهر لرؤية ابن الزعيم الجديد أن هذا الصغير سيصبح محاربا عظيما وهو الشخص المختار لتوحيد منغوليا وسيصبح فاتحا عظيما
أكمل الصبي حياته في كان في والده إلى ان قتل الزعيم بالسم وكعادة القبائل تم نفي تيموجين وعائلته المؤلفة من أمه وإخوته الستة إلى خارج حدود القبيلة باعتبار أنهم أصبحوا عبئا على القبيلة
عاش جنكيز خان الطفل حياة قاسية وخشنة وهي ما ساهمت بصقل شخصيته الدموية التي عرفت عنه
ومتبعا خطا أبيه بدأ الشاب تيموجين بعقد الحلف تلو الحلف مع القبائل الأخرى وبدأت زعامته تتسع
القبائل التي تعقد الحلف تنال السلامة والأمان اما قبائل المعارضة فالموت والذبح والغزو مصيرها
تمكن تيموجين متبعا طرقا شتى من توحيد القبائل المتناثرة في أراضي منغوليا وإقامة الإمبراطورية المغولية هذا الإنجاز أكسبه بجدارة لقب جنكيز خان أي الحاكم الكوني
حملات وحروب جنكيز خان
بدأ جنكيز خان حملاته بغرض توسعة إمبراطورتيه وبالفعل خلال فترة حكمه تمددت الإمبراطورية المغولية إلى أراضي الصين وآسيا الوسطى بأغلبها وجيوشه كانت وصلت بالفعل إلى ما يعرف بكييف حاليا في أوكرانيا
والتاريخ يشهد على مدى التوسع الذي بلغه المغول بعد وفاة مؤسسة إمبراطورتيهم جنكيز خان
قوانين جنكيز خان
في مقابل كل ما عرف عن دموية جنكيز خان إلي أن الرجل قام بإنجازات وإصلاحات غيرت نواحي الحياة في المجتمع المغولي ومن قوانين جنكيز خان وانجازاته ما يلي
- فجنكيز خان عمل أولا على إلغاء الألقاب الأرستقراطية المتوارثة وذلك لمنع الحروب بين القبائل
- وقام بعدها بمنع وتجريم بيع وخطف النساء في خطوة كانت الأولى من نوعها في تلك المنطقة آنذاك والتي حفظت للمرأة احترامها وحقوقها
- ليست فقط النساء من تم حمايتهم من العبودية بل أي مغولي كذلك
- وجعل الموت عقاب من يقوموا بسرقة المواشي
- وكما ذكرت سابقا قامت جنكيز خان بإدخال نظام الكتابة إلى المجتمع المغولي
- وكذلك اعتمد إجراء تعداد وإحصاء منتظم في أنحاء إمبراطورتيه
أما بالنسبة بتعاملاته الخارجية
- فقد تم منح سفراء القبائل والإمبراطوريات المتعاملة مع ما يعرف اليوم بالحصانة الدبلوماسية
- ورغم كونه من أتباع الديانة الشامانية الروحانية القديمة والتي كانت شائعة جدا بين قبائل المغول آنذاك إلا أنه أعطى حرية الديانة وممارسة الشعائر الدينية وكان بذلك أولا من سار بهذه الخطوة بين أسلافه
هذا الأمر يفسر ما ذكره المؤرخون عن وجود مسلمين ومسيحيين وبوذيين بين جنده وأتباعه
كيف مات جنكيز خان
آخر وفتوحات جنكيزخان أو غزواته كانت عام 1227 ضد مملكة شيا الغربيةأو كما عرف شعبها باسم تانغوت
الحرب كانت دائما في حالة أخذ ورد بين جيش جنكيز خان وهذه المملكة التي في نهاية الأمر انهارت على يد أحفاد المؤسس
الأول في هذا العام أي 1227 يذكروا موقع the history نقلا عن الكتاب الشهيد The Secret History of the Mongols أن تركيز خان وقع عن ظهر حصانه ما أدى إلى إصابته بإصابات الداخلية جسيمة
ولكن رغم ذلك أصر جنكيز خان على قيادة الحملة بنفسه إلا أن الموت كان أسرع من الانتصار فكان موت جنكيز القائد العظيم في الثامن عشر من أغسطس من العام 1227
وهنا بدأ الغموض والجدل حول قبر جنكيز خان
حقيقة صورة جنكيز خان
حسنا أصدقائي قبل أن نبدأ بموضوع الجدل الأساسي أي موقع قبر جنكيز خان ونفند بعضا من الرحلات والأبحاث ونظريات المنبثقة عنه يجب أن أخبركم أمرا مهم
رغم كل العظمة التي تمتع بها جنكيز خان إلا أنه ليس هناك صورة الأصلية واحدة بهذا الزعيم بالطبع هناك تماثيل في منغوليا تجسده وصورته مطبوعة على العمولات النقدية لهذا البلد
إلا أنه وبحسب ما ذكر جون بول روكس البروفيسور الفخري في معهد لوفر للتعليم العالي في فرنسا في كتابه جنكيز خان والامبراطورية المنغولية الصادر عام 2003 فإن كل الصور والرسومات التي جسدت هذا القائد أتت بعد وفاته
وليس خلال حياته ومن قبل أشخاص معظمهم لم يقابلوه وجها لوجه إنما اعتمدوا على الأوصاف التي زودهم بها من عاصروا جنكيز خان في حياته
فهل تعتقدون أصدقائي النص بصورة المرسومة والمجسدة لهذا القائد والتي عرفه العالم عبرها قد تكون غير مطابقة وربما مغايرة تماما؟
الجواب غير معروف وخير محسوم وعلى ما يبدو الحسم ليس قريبا
ضريح جنكيز خان
حسنا من المفترض أن قائدا كبيرا بل مؤسس إمبراطورية كنجنكيز خان لديه ضريح كبير ومقصد ومزار للأجيال المتعاقبة وبالفعل هناك ضريح باسم ضريح جنكيز خان في منطقة منغوليا الداخلية في الصين الشعبية
وهي منطقة حكم ذاتي يقطنها الشعب المنغولي إلا أن هذا الضريح الذي يؤمه الآلاف من المغول لتقديس سيرة أبيهم بحسب تسميتهم لا يحتوي فعلا علي قبر جنكيز خان أو حتى جثته
بل بحسب كتاب لتاريخ الأحداث المغولية الصادر في القرن السابع عشر الميلادي تحت اسم الخلاصة الذهبية فإنما في داخل هذا الضريح لا يتعدى قميص وخيمة وحذاء جنكيز خان
ولكن أين قبر جنكيز خان والجثة الجواب لا أحد يعل
م نعم قبل جنكيز خان الحقيقي الذي حوزته مجهول إلى يومنا هذا رغم المحاولات الحثيثة لتحديد موقعه واكتشافه وأحدها قد يكون فعلا اقترب من الأمر وسنصل الأولى كل هذه المحاولات والأبحاث بالتفصيل في سياق المقالة
فالواقع أنه وبحسب كتب التاريخ والأساطير المنغولية فان جنكيز خان طلب أن يتم دفنه سرا دون أن يعرف أحدهم بالمكان الفعلي لقبره ومن دون سبب محدد
ولكنكم ربما ستتمكنون من تخمين السبب خلال المقالة
هذا الطلب فتح باب الأساطير والقصص التي وثقت مرحلة موت جنكيز خان ودفنه وهذه الأساطير هي محطتنا التالية
قبر جنكيز خان
وصلنا إلى بداية غموض مقالتنا جنكيز خان القائد الكوني مات والحزن عم شعبه وإمبراطورتيه ومن المفترض أن يكون تشييعه مهيبا حاله كحال رؤساء وحكام الدول ولكن ما حصل على النقيض تماما الجنازة كانت سرية للغاية
نبدأ مع ما ذكره الرحالة الشهير ماركو بولو في كتابه رحلات ماركو بولو حول هذا الموضوع ماركو ذكر أنه بعد وفاة جنكيز خان قام عدد من جنوده وقادة جيشه بحمل جثمانه والاتجاه به إلى جبل مقدس يسمى التاي
حيث عرف لاحقا أن هذا الجبل كان مدفنا لكل زعيم يحمل دم جنكيز خان بحسب تعبيره ماركو بولو
يكمل ماركو القصة فيقول أن 2000 من العبيد رافقوا الجنازة حتى وصلت إلى المكان المنشود واسمعوا التالي بعد إتمام الشعائر كافة قام الجنود المخولون مرافقة العبيد بقتل العبيد نعم بقتل الالفين
وبدورهم هؤلاء الجنود تعرضوا هم أيضا للقتل من قبل فرقة أخرى من جنود الجيش المغولي الذين قاموا بقتل كل من اعترض طريقهم وشهد مكان قبر جنكيز خان ولكن هذا ليس كل شيء
ففي نهاية المطاف قام هؤلاء الجنود بالانتحار الجماعي
إبقاء مكان قبر جنكيز خان سريا كان الهدف الأسمى يبدو أن دموية ووحشية جنكيز خان التي عرف بها في حياته رافقته حتى بعد موته
أسطورة فلكلورية أخرى أيضا تناولها كتاب يحمله اسمه lost histories أو التاريخ الضائع للكاتب البريطاني المربوق جون ليفي
الأسطورة تقول بأنه تم تحويله مجرى نهر ليمر مباشرة فوق قبر جنكيز خان بغية إخفاء أي أثر له
أسطورة أخرى وردت في نفس الكتاب وذكرها موقع Discovery Channel تفيد بأنه بعد إتمام الدفن قام 1000 فارس بن علي صهوة أحصنتهم بالدوس مرارا وتكرارا على سطح الأرض التي حولت جثمان جنكيز خان حتى تمت تسويتها تماما
ومن بعدها تمت زراعته أزارا عدة في نفس الموقع لنفس الغاية إخفاء قبر جنكيز خان تماما
الا ان أغرب أسطورة قرأتها عنها تتعلق بجمل صغير وأمه وهنا انصتوا تقول الأسطورة التي وردت في مقال على موقعي MBC News و The Guardian نقلا عن نص صيني قديم
قام خاصة القائد الراحل بذبح جمل رضيع ودفنه أمام اعين والدته والسبب حتى يبقى مكان قبر جنكيز خان معروفا لهذه المجموعة
وتكمل الأسطورة فتقول أنه على مدى 30 عاما بقي المكان كان معروفا لسبب واحد أم الجمال الرضيع كيف لأنهم كانوا مع حلول كل فصل ربيع يطلقون الناقة الأم التي تلقائيا كانت تتجه إلى مكان دفن رضيعها
ومن خلفها خاصة القائد جنكيز خان لزيارة قبر مؤسسهم ولكن الناقة لم تعمر بطبيعة الحال لذلك بعد وفاة الناقة اختفى أثر قبر جنكيز خان ولم يعد باستطاعته أي أحد أن يستدل عليه
المحصلة واضحة جنكيز خان شخصية حقيقية دون شك والقبر موجود بحكم الموت إذن لا بد للعلم والأبحاث من دور لشكف الغموض وحسم الجدل فهل تم الأمر؟ هنا محطتنا التالية
أين قبر جنكيز خان
ننتقل الآن إلى موضوع قبر جنكيز خان الخفي إذا الأساطير القديمة أوضحت بشكل كبير لا يقبل الجدل ان القبر أخفي بناءا على طلب جنكيز خان وأتباعه المخلصين اجادوا بل أبدعوا في عملية إخفاء قبر جنكيز خان
لكن الإنسان بطبعه فضولي وقبرا لشخصية مثل جنكيز خان لا يمكن أن تبقى دون بحث وتمحيص
بدأت الفكرة بالخروج إلى العلن بناءا على المعطيات التاريخية والأبحاث كذلك شقت طريقها في هذا الصدد رغم الصعوبات التقنية لكون منغوليا بلدا كبيرا وشاسعا ذو كثافة سكانية منخفضة وأراضي ومناطق أغلبها معزولة وغير مأهولة
1.جبل برخان خلدون
أولى هذه فرضية نيات وأكثرها شعبية هي أن قبر جنكيز خان موجود في أحد أقدس الجبال في منغوليا جبل برخان خلدون هذا الاعتقاد لم يكن نتاجا العصر الحديث فالموضوع ذكر في أقدم كتاب مغولي The Secret History of the Mongols
النص قديم أشار إلى أن جنكيز خان الشاب احتمى في ذلك الجبل واستخدم تضاريسه الصعبة للاختباء من أعداء له من قبائل أخرى كانت تسعى خلف رأسه
النص القديم أيضا اقتبس قولا لجنكيز خان نفسه يفيد بالتالي كل صباح سوف اقدم الأضاحي لبرخان خلدون وكل يوم سوف أصلي له وذرية ذريتي سوف يكونون ممتنين لهذا
المؤرخ الشهير من القرن الثالث عشر رصيد الدين حمداني أورد أيضا في أحد كتبه هذا ان جنكيز خان ذكر أن هذا الجبل هو موقع دفنه ودفن ذريته من بعده
على أرض الواقع الجبل وفعلا مقدس وهو أحد الجبال الأربعة التي يطلق عليها رسميا The Great Taboo أو المحرمات العظمى
هذا جبل في السنوات التي تلت وفاة جنكيزخان إلى حين آخر شخص من هذه السلالة كان دخوله حصرا على أحفاد القائد العظيم أو من يحملون لقب النسل الذهبي
وإلى اليوم لا يمكن الدخول وإليه دون تصريح رسمي كما أن النساء ممنوع عليهن صعود الجبل والوصول إلى القمة المقدسة
بناءا على هذه المعطيات كان لا بد من قيام العديد من حملات البحث والاستكشاف وبالفعل الجبل كان مقصدا للكثير من الحملات
مساحة الجبال الشاسعة وغياب أي دليل على مكان وجود قبر جنكيز خان كما ذكرنا سابقا جعل أغلب هذه الحملات واهية ودون فائدة ترجى ولعل أبرز حملة استطاعت إعطاء دليلا ولو بسيط على إمكانية وجود القبر على هذا الجبل
هي تلك التي جرت ما بين العامين2015 و 2016 حيث قام علم الآثار الفرنسي بيير جيسكارد المختص بآثار المغول برفقة رافاييل هارتفورد المختص بتقنية التصوير العلمي بحملتي بحث على سفح الجبل وفي محيطه لتأكيده فرضية وجود القبر على هذا الجبل المقدس.
البحث والتنقيب أشار إلى وجود تلال مدفونة بطول 250 مترا من صنع البشري شبيهة بتلك المكتسبة في مقابر الأباطرة الصينيين القدماء
بالإضافة إلى شهده وفريق البحث من قدسية هذا المكان وتعداد الحجيج الذين كانوا يقصدونه ولكن لم يتمكن الفريق من متابعة أبحاثه والحفر أكثر أو حتى لم يتم نشر كافة النتائج البحثية لسببين:
- الأول أن هذه الرحلات تمت دون الحصول على إذن من السلطات الرسمية في البلاد التي تفرض سيطرتها على هذه الجبال المقدسة احتراما لما تخبئه وتبجيلا لقدسيتها
- أما السبب الثاني والأهم والذي بدوره أصبح المانع الأساسي لأي عمليات بحث وتنقيب هو أنه منذ العام 2015 تم اعتبار هذا الجبل والمناطق المحيطة به منطقة فائقة الحماية وموقعا أثريا عالميا بحسب تصنيف اليونيسكو
وبالتالي منعت تماما أي عمليات بحثية في تلك المنطقة وبهذا بقيت فرضية وجود قبر جنكيز خان على سفح جبل برخان خلدون أو في عمقه غير قابلة للحسم
2. النواحي الشرقية لمقاطعة خنتي
فرضية أخرى جعلت مكان قبر جنكيز خان قريبا من جبل برخان خلدون المقدس وتحديدا في النواحي الشرقية لمقاطعة خنتي المقاطعة التي ولد فيها جنكيز خان
ولبحث هذه الفرضية قامت بعثة يابانية مغولية مشتركة بحملة بحث وتنقيب عام 1990 في تلك المنطقة بالذات الحملة التي أطلق عليها اسم جورفان غول أي الأنهر الثلاثة نسبة إلى الأنهر الثلاثة التي تحيط بالمنطقة
نهر أونون خيرلن وسيلينجا تذكروا هذه الأسماء جيدا فأحدها سيشكل مفترقا في هذا الصدد وسنصل الأولي في سياق المقالة عن هذه الحملة يخبرنا رئيس قسم الآثار في جامعة أولان باتور المغولية الدكتور أردنيتار
والذي بدوره كان من ضمن المشاركين بالحملة الدكتور يقول بأن هذه الحملة بدأت بالفعل عمليات البحث والتنقيب اللي أنا الثورة التي شهدتها البلاد في ذلك العام
إضافة إلى الاحتجاجات الواسعة من قبل الشعب المغولي على هذه البعثة واعتبارها تدنيسا للمقدسات أوجب على البعثة وقف كل عملياتها وإلغائه عمليات البحث
ولكن الدكتور أردنيتار لم ييأس فبحسب ما أفاد به في لقاء مع موقع قناة بي بي سي أنه منذ العام 2001 يقوم ببعثات بحث وتنقيب في مقبرة تعود إلى 2000 عام مضوا تخص ملوكا زانو في وسط منغوليا
هذه العائلة الملكية بحسب الدكتور أردنيتار وبتأكيد من جنكيز خان نفسه هم أسلاف القائد العظيم ولذلك يرى الدكتور أردنيتار أن قبور هذه العائلة وطقوس الدفن قد تحمل الطريقة نفسها لقبر جنكيز خان وقد تعطينا تصورا عن قبر جنكيز خان
إلا أن المشكلة بحسب الدكتور أنه احتاج لعشر سنوات كي يكشف النقاب عن قبر واحد من هذه القبور
والسبب هو ان هذه القبور تقع علي عمق 21 مترا أسفل الأرض في غرف مغلقة والمعضلة الأكبر أن الدلالة الوحيدة على هذه القبور كانت صخورا مصفوفة على شكل مربع فقط
لذلك وبحسب المقال فإنه إن كان جنكيز خان مدفونا في مسقط رأسه بنفس طريقة أسلافه فالعثور على القبر اشبه بالمستحيل
لعمق مسافة الدفن أولا وثانيا لأنه ببساطة يمكن إزالة الصخور لإخفائه معالم ومكان القبر
3. قصر جنكيز خان
عام 2004 تم اكتشافه قسري جنكيز خار على يدي بعثة أيضا يابانية ومغولية اكتشاف هذا القصر أطلق فرضية أن يكون القبر قريبا من القصر أو في محيطه بحسب ما ورد على موقع MBC News
البعثة بحسب البروفسور تشيمبي كاتو المشارك في البعثة لم يكن هدفها التنقيب أو البحث عن القبر ولكن إن تم اكتشاف القبر فسيعاد كتابة التاريخ
لأنه بحسب كاتو من المعروف أن عددا من محاربي جيش المغول وأربع من أولاد جنكيز خان من ضمنهم القائد الكبير قبلاي خان دفنوا معه ودفنت معهم الكثير من الآثار والمقتنيات الخاصة التي إن وجدت فستظهر الكثيرة من معالم تلك الحقبة
بالطبع إلى اليوم لم يتم اكتشاف القبر وعمليات التنقيب ما زالت مستمرة
4. الجهة الشمالية الغربية من الصين
المؤرخ فرانكلين يطرح فرضية أخرى في كتابه جنكيز خان الفرضية تقول أنا جنكيز خان عند موته كان يخوض حملة ضد جماعة تدعى التنغوت في الجهة الشمالية الغربية من الصين حاليا
والتي تبعد عن حدود منغوليا حوالي ال500 كيلو متر وهو ما يمكن أن يكون قد صعب عملية نقل جثمان الزعيم جنكيز خان إلى منغوليا
إضافة إلى أنه من الممكن أن المغول في تلك الفترة لم يكن لديهم علم ومعرفة بتقنيات التحنيط لذلك أجبروا على دفن زعيمهم في أنحاء تلك المنطقة قبل أن يتحلل
5. الاوردوس
ويقول فرانك أنه من الممكن أن يكون قبر جنكيز خان أو بقاياه في الاوردوس في شمال غرب الصين هذه المنطقة التي تتمتع بحكم ذاتي ويقطنها الشعب المنغولي
هل ذكركم هذا بشيء؟ نعم ذلك الموقع الذي يوجد به ضريح أو مزار لجنكيز خان اللي أنا كتب المغولية القديمة التي ذكرتها سابقا أشارت بوضوح إلى أمن الضريح يحوي فقط مقتنيات جنكيز خان وليس جثمانه
وبالطبع من المحسوم يقاطعا عدم إمكانية البحث والتنقيب في الضريح احتراما لقدسيته المعروفة
6. نهر أونون
كل ما سبق يشير إلى أن قبر جنكيز خان ما زال مجهولا الموقع إلى يومنا هذا إلا أن اكتشافا ورد ذكره في أكثر من موقع وعلى رأسها ديلي غارديان قد يكون بارقة أمل في هذا الخصوص
هل تذكرون الأنهر الثلاثة التي كانت موقع بحث الفريق الياباني والمغولي عام 1990 حسنا أحدها نهر نهر أونون في مقاطعة خنتي مسقط رأس جنكيز خان
وعلى مقربة من هذا النهر كانت تجري عمليات حفر لإنشاء طريق
وفي أغسطس من هذا العام وخلال هذه العمليات اكتشفوا العمال مقبرة ضخمة لجثث بشرية استدعيت بطبيعة الحال الجهات المختصة وعلى رأسها علماء الحفريات وبدأت عمليات التحليل والدراسة لهذه الجثث
والنتيجة علماء الحفريات ومعهم علماء الآثار أكدوا أن هذه المقبرة هي مقبرة مغولية ملكية من القرن الثالث عشر ميلادي وإحدى وجثث المكتشفة تعود لرجل يبلغ عمره ما بين الستين وال 75 عاما توفي ما بين العامين 1215 و1235
وهنا أنصتوا جيدة فبحسب كتب التاريخ وأغلب المصادر التي تناولت شخصية جنكيز خان فإن هذا القائد توفي عام 1227 عن عمر ناهز ال 65 عاما هل وجدتم الرابط؟
نعم نفس الفكرة التي دارت في ذهنكم أوردها العلماء في تقريرهم فالعمر والتاريخ والمكان يشيرون إلى أن هذه الجثة قد تكون بشكل كبير للقائد جنكيز خان
في داخل هذه المقبرة وجدت بقايا 68 هيكلا عظميا اقترح العلماء أن تكون للعبيد الذين أنشئوا القبر وتم قتلهم لإخفائه
إضافة لجثة رجل طويل و 16 امرأة من الممكن أنهن زوجات جنكيز خان القائد الراحل وتم قتلهم ودفنهن ليرافقونه في رحلته الأبدية
بحسب العلماء القبة الصخرة التي يمكن أن تكون شاهد القبر دفنت أسفل النهر لقرون خلت وتغير مجري نهر ابتداء من القرن الثامن عشر سبب ضررا كبيرا لمقتنيات النهر
فهل تعتقدون أن الأسطورة التي تقول بأنه تم تغيير مجري أحد الأمر لإخفاء القبر التي ذكرناها سابقا قد تنطبق على هذا النهر من يدري ؟
لماذا يرفض المغول اكتشاف قبر جنكيز خان
بالطبع إلى اليوم لم يتم جزم أن هذا القبر هو فعلا لجنكيز خان بل إنه حتى أوساط الشعب المنغولي ترفض هذا الاعتقاد فهم يجزمون بأن قائدهم الكبير لا يمكن العثور على قبره لأنه هو أراد ذلك
وهم بالتالي يحترمون هذه الرغبة ويصرون على بقاء مكان القبر مجهولا تقديسا وإجلالا لقائدهم ولأسباب أخرى
أولها الاعتقاد السائد في منغوليا أنا اكتشافها قبر جنكيز خان وفتحه سوف يجلب الويلات واللعنات على العالم اجمع وسيتسبب بقيام حروب مدمرة حول العالم
هذا الاعتقاد يعكس اعتقادات بلعنات أخرى حدثت نتيجة فتح قبور ملوك قدامى أبرزها ما حصل بعد فتح قبر القائد المغولي تيمورلنك مؤسس الإمبراطورية التيمورية
والذي عرف أنه عند فتح قبر وجدت نقوشهم تحمل تحذيرا من ويلات فتح القبر واللعنات التي سترافق هذا الفتح
وربما للمصادفة وفي نفس العام وبعد ثلاثة أيام من فتح القبر من القبر من قبل علماء الآثار السوفييت قام هتلر بغزو الاتحاد السوفييتي السابق وأوقع خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات
سبب آخر أو أسطورة أخرى كانت سببا في رفض المغوليين اكتشاف القبر وفتحه السبب يكمن في اعتقادهم بأن القبر يحوي نفائس من كل أنحاء الإمبراطورية المغولية على مر القرون
وخصوصا أنه بحسب المرصد المغولي وكما ورد على موقع ديسكفري شانيل فان قبر جنكيز خان أيضا يضم رفات ابنه الأصغر تولوي وزوجته وأبنائه الأربعة وأبرزهم حاكم سلالة يوان الصينية قبلاي خان وهم لا يرغبون بإزعاجهم هذه الأرواح ولا يريدون أن تتم سرقة كنوزهم الثمينة
ولهذا الصدد أي لحماية قبر جنكيز خان تقول الأساطير المغولية أن قبيلة محددة تحمل اسم قبيلة دارخاد منذ قرون الماضية تحمل مسؤولية حماية القبر وحفظ سره
وللمصادفة هذه القبيلة بحسب القانون معفية من الضرائب الحكومية بكل أشكالها
المشكلة أنه لو صحت هذه المعلومة فإن كل ما تواتر إلينا حول ذبح وقتل كل من عرف بموقع القبر سيصبح خاطئا ودون معنى
وبهذا وإلى تاريخ مقالتنا هذه قبل جنكيز خان الفتى الذي نشأ يتيما ومات قائدا عظيما عند شعبه ومؤسسا إحدى أقوى الإمبراطوريات على مر التاريخ مجهولا غير معروف الموقع ينتظر كشف النقاب عنها
ونحن في الترصد من يدري لعل الأيام القادمة تكشف لنا طرف خيط يدلنا على فك شيفرة لغز بقية غامضا ومازال كذلك منذ قرون خلت
وحينها سنعرف إن كانت تلك الأساطير وهذا القلق حول لعنة فتح قبر جنكيز خان صحيحة أم محض خيال وأساطير فقط للابتعاد عنه أليس كذلك
خاتمة حول من هو جنكيز خان وأين هو قبره
إذن أصدقائي هذا ما كان في جعبتها حول جنكيز خان القائد الذي فتح موته الباب أمام الكثير والكثير من التساؤلات أين القبر؟ هل هو في جبل برخان خلدون المقدس عند المغرب والمحمي عالميا وهل سيبقى تبعا لذلك مخفيا إلى يوم من غير معلوم
أم أنه في مسقط رأسه وتحديدا قرب نهر أونون ما يؤكد أحدث الاكتشافات قبل أشهر مضت وأيعقل أن الضريح الذي أجمعت الكتب القديمة والحديثة منها أنه فقط لمقتنيات القائد جنكيز خان يحوي فعلا رفاتهم وبقاياه ولم يتم اكتشاف ذلك إلى اليوم
وما رأيكم أصدقائي هل تعتقدون بصحة الأساطير المغولية التي تناولت موضوع إخفاء القبر وقتل الشهود وذبح الشمال الرضيع؟ وماذا عن موضوع فتح القبر واللعنة التي سترافقه
موضوع العناد القبور موضوعهم شائع في مختلف الحضارات فهل ينطبق ذلك على الحضارة المغولية العريقة
والأهم هل حقا مفتاح الإجابة التي بحث عنها الكثير من المؤرخين والباحثين في يد أفراد عائلة موجودة إلى يومنا هذا؟
أم أنه فعلا ليبقى قبر جنكيز خان خفيا إلى أجل الله وحده يعلمون تم التصفية كل من شارك أو شهد أو حتى عرف من هم الشهود على دفن جنكيز خان بالقتل لا أحد يعلم والله وحده يعلم
ولمعرفة المزيد حول جنكيز خان يمكنك الاطلاع عليه من هنا
مصادر حول مسيرة جنكيز خان
- Genghis Khan – Wikipedia
- Genghis Khan – Rise to power | Britannica
- Genghis Khan – Descendants, Empire & Facts – HISTORY
- Genghis Khan – World History Encyclopedia
- Who was Genghis Khan, the warrior who founded the Mongol Empire? -livescience