حصار فيينا عام 1529م علي يد السلطان سليمان القانوني انها احدى المعارك القليلة التي لم يفز فيها سلطان الدولة العثمانية العظيم سليمان القانوني معركه كادت تفتح الباب امام توسع الإمبراطورية العثمانية في بقيه أوروبا،
لكن هذه المدينة التي وقفت صامده امام المدفعية العثمانية حالت بين العثمانيين وبين حلمهم، ليفشل الحصار وتمثل تلك المعركة الحاسمة اقصى اتساع للدولة العثمانية في تاريخها انه حصار فيينا عام 1529م تابعونا للنهاية لنعرفكم على تلك المعركة الهامة في التاريخ العثماني.
من هو السلطان سليمان القانوني
نحن الان في عصر السلطان سليمان القانوني عاشر سلاطين بني عثمان والرابع بعد فتح إسطنبول الذي بلغت الدولة العثمانية في عهده اوج ازدهارها وقوتها واضحت اقوى دولة في العالم القديم، ونجح اسطوله بقيادة البحار شهير خير الدين بربروس في فرض هيمنته المطلقة على البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر لسنوات عديدة لاحقة.
وقد افتتح هذا السلطان العظيم عصره بمعركة موهاكس الخالدة تلك المعركة التي وقعت بعد ان نقض ملك المجر فلاديسلاف الثاني جاجليو عهده مع الدولة العثمانية حيث استخف بسلطانها الشاب الذي اعتلي السلطة وهو في السادسة عش من عمره، بل وقتل رسول الدولة العثمانية.
وجاء رد سليمان القانوني على ذلك حاسما وقرر تلقين المجر وحلفائها الأوروبيين درسا قاسيا فكان ان افنى جيشهم في ساعة ونصف فقط عام 1526 للميلاد وسقطت على اثرها المملكة التي كانت تشكل حصنا لأوروبا ورفعت اعلام العثمانيين في العاصمة بودابيست التي كانت تسمى بودا حينها.
ليهز ذلك النصر أوروبا بأكملها وخاصة النمسا التي قررت دورها ان تصطدم مع الدولة العثمانية وان تنتزع المجر من ايدي العثمانيين، ووقفت المانيا بدورها مترقبه تلك الاحداث المتصاعدة.
تحوف النمسا وألمانيا من السلطان سليمان القانوني
لعلك تتساءل الان ما علاقه النمسا وألمانيا بما جرى في المجر، حسنا دعنا نخبرك بان المجر هي منطقه الصدام الأولى بين العثمانيين والنمسا فاذا حاز العثمانيون على المجر لم يتبقى لهم الكثير للوصول الى النمسا وعاصمتها فيينا.
وكان ملك هو فيرديناند الأول شقيق شارل كان امبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة واحد اشد الناس عداوة للإسلام والمسلمين عامة وللعثمانيين خاصه، بل ان عداوة شارل كان فاقت سابقيه ولاحقيه.
ليس هذا فحسب فسيطرة العثمانيين على النمسا تعني تهديد المانيا مباشرة حيث مقر الإمبراطورية الرومانية المقدسة التي يحكمها شارلكان.
أسباب حصار فيينا
كان السلطان سليمان قانوني قد عين جان زابوليا امير ترانسلفانيا ملكا على المجار ثم غادرها عائدا الى مقر خلافته، لكن فيرديناند ملك النمسا هاجم المجر فاستنجد حاكمها زابوليا بالسلطان سليمان القانوني الذي ارسل اليه جيشا لنجدته ورد النمساويين ثم عاد العثمانيون الى إسطنبول بعد ان هدأت الأوضاع.
فعاد فيرديناند الى مهاجمة المجر ثانية فارسل القانوني جيشا اخرا لقتاله وهكذا كلما غادر العثمانيون يعاود ملك النمسا الهجوم على المجر، فقرر سليمان القانوني وضع حد لهذا الصداع المسمى فيرديناند وعاصمته فبينا.
حصار فيينا عام 1529م
وهكذا وفي عام 1528 للميلاد وبعد ان استولى فيرديناند على المجر اصدر سليمان القانوني امره بتجهيز الجيوش العثمانية من جميع الجهات وصار على راس جيش ضخم قوامه ربع مليون جندي وحوالي 300 مدفع بحسب ما تذكر بعض المصادر، كان ذلك لمواجهة الجيش النمساوي بقياده الملك فرديناند.
اتجه سليمان القانوني الى عاصمة المجر بودابيست وضرب عليها الحصار فهرب فيرديناند من المدينة الى عاصمته فيينا وترك الحامية النمساوية التي تتكون من 20 الف جندي في مواجهة العثمانيين،
وما لبثت هذه الحامية ان استسلمت للسلطان العثماني وهكذا أعاد سليمان القانوني الأمير زابوليا الى عرش المجر ثم اتجه الى فيينا عاصمة النمسا.
في الوقت الذي ضرب فيه السلطان سليمان القانوني الحصار على فيينا كان شارلكان يعد جيوشه لنجدة النمسا وقتال العثمانيين اذ ما يدريه لو سقطت فيينا على من سيكون الحصار القادم .
بدا حصار فيينا عام 1529م في ال من سبتمبر عام 1529 للميلاد حيث استطاع الجيش العثماني بمدفعيته الثقيلة احداث ثغره في اسوار فينا وهجم المشاة من خلال ثغره لعدة أيام لكنهم لم يتمكنوا من النفاذ داخل المدينة ولما كانت ذخيره المدافع العثمانية قد قاربت على النفاد ويصعب امداد الجيش بالمؤن بسبب قرب الشتاء.
اضف الى ذلك ان سقوط فينا في يد العثمانيين كان كفيلا بإثاره المشاعر الصليبية في أوروبا كلها وهذا ربما يعني حربا صليبية جديده،
ثم ان الصفويين قد استغلوا انشغال الدولة العثمانية بالقتال في أوروبا وقاموا بالاس على بغداد فقرر السلطان سليمان القانوني رفع الحصار عن فيينا في الثالث عش من أكتوبر 1529م وعاد الى عاصمته إسطنبول دون ان يحرز نصرا كاملا على النمسا.
السؤال الذي يطرح نفسه الان هو ماذا كان هدف السلطان سليمان القانوني من حصار فيينا؟ اكانت تلك محاولة منه لردع فيرديناند عن التفكير في غزو المجر مره أخرى ام كان له هدف اخر؟
يذكر بعض المؤرخين ان السلطان سليمان القانون ومساعديه ادركوا ان المشكلة تكمن في إيجاد القوة البشرية التي تدير البلاد التي فتحت حديثا وهم لا يستطيعون فتح فيينا لانهم لا يمتلكون الموارد البشرية الكافية لإدارة هذه الدولة مترامية الأطراف.
لكن أيا كان هدف السلطان سليمان القانوني من حصار فينا فان فيرديناند لم يتوقف عن تحدي الدولة العثمانية وعاد بعد سنتين لمهاجمة بودابيست عاصمه المجر لكن، الحامية العثمانية التي بقيت فيها استطاعت الدفاع عنها وحمتها من السقوط.
حصار فيينا 1531م
ومع إصرار فيرديناند على مهاجمه أراضي الدولة العثمانية قرر السلطان سليمان القانوني العودة لمحاصرة ستؤول الأمور يا ترى؟
في عام 1531 للميلاد عاد السلطان سليمان القانوني الى محاصرة فينا فصار الى بودابيست عاصمة المجار وادرك فيرديناند الخطأ الفادح الذي ارتكبه بتحدي السلطان العثماني فارسل اليه رسلا يعرضون عليه الصلح غير ان سليمان القانوني عامل رسل فيرديناند بسوء وصرفهم.
ومن ثم تحول الى الشمال الغربي حيث فيينا وارسل الى الامبراطور شارلكان نفسه يعلمه بالحرب لكن شارلكان قرر ان يستخدم السياسة بدلا من اللجوء الى الحرب،
ورغم ان سليمان القانوني قد سيطر في طريقه على بعض القلاع فان شارلكان لم يحرك ساكنا وانما ركز قواته في الدفاع عن فيينا انح حاصرها العثمانيون.
في النهاية عاد السلطان سليمان القانوني الى إسطنبول دون ان يفتح فيينا ويبدو انه قد اقدم على تلك الخطوة حتى يثبت قدرته على التوغل داخل بلاد شارلكان واخيه فيرديناند ولإرغام فيرديناند على اللجوء للتفاوض والصلح وهو ما حدث بالفعل.
فقد قبل السلطان سليمان القانوني الصلح مع فيرديناند ووقعت فيينا معاهدة مع العثمانيين تنص على عدم اعتداء فيرديناند على أي من مناطق المجار التي تقع تحت حكم زابوليا والدولة العثمانية على ان يدفع فيرديناند الجزية عن الأراضي التي يسيطر عليها في المجار للدولة العثمانية.
كما اشترطت المعاهدة ان لا يساعد فيرديناند اخاه شارلكان في أي حرب قادمة بينه وبين الدولة العثمانية، وهكذا انتهت الحرب بين الدولة العثمانية وفينا والتي مثلت اقصى توسع للدولة العثمانية في وسط أوروبا.
لكن اذا كانت فيينا التي كانت يوما اكبر امتداد للدولة العثمانية في تاريخها فإنها أيضا المدينة التي كانت السبب في توقف الزحف العثماني في أوروبا بل وانحصار الدولة العثمانية أيضا وذلك في معركه المان داغي التي وقعت عام 1683 للميلاد في عهد السلطان العثماني محمد الرابع،
لتتحول الدولة العثمانية من حاله الهجوم والغزو الى حالة الدفاع، ترقبوا معنا مقالة قريبا عن تلك المعركة الفاصلة في الصراع العثماني الا أوروبي معركة ألمان داغي.
نامل بان يكون المحتوى قد نال اعجابك، ابقوا في امان الله والسلام.