خونة العرب الذين باعوا القدس

خونة العرب الذين باعوا القدس

جدول المحتوي

خونة العرب الذين باعوا القدس، فالقدس وما أدراك ما القدس؟ القدس لم تعد للمسلمين، أخرجوا جميعا من بيت المقدس، تلك الصدمة المدوية التي استيقظ عليها المسلمون بعد أن حررها صلاح الدين من براثن الصليبيين بدماء آلاف الشهداء، ليسلمها ابن أخيه للصليبيين بلا حرب بلا مقاومة، ودون مقابل، صفحات من التاريخ المظلم، نكشف أسرار خونة العرب الذين باعوا القدس والخيانات التي هزت العالم الإسلامي.

خونة العرب الذين باعوا القدس

فجأة عن اشتغلت الأرض تحت أقدام الإمبراطورية البيزنطية، عقب الهزيمة الساحقة التي تلقاها الروم في معركة ملاذكرد أمام السلاجقة عام 1071، واهتزت أوروبا كلها ربعا، ف الدولة البيزنطية التي كانت تعد الحصن الأخير الذي يذوذ عن المسيحية ضد الإسلام باتت على وشك الانهيار.

ومع سقوط ذلك الحصن، أطلقت صفارات الإنذار في كل عواصم أوروبا، وولدت فكرة الحملات الصليبية التي كان هدفها الأكبر ليس فقط استعادة بيت المقدس، بل القضاء على الوجود الإسلامي بأسره.

ما السر وراء اختراق الصليبيين أسوار القدس، والسيطرة على قلب العالم الإسلامي، إنها الخيانة، نعم، الخيانة التي تلطخت بها أياد بعض ملوك العرب والمسلمين ممن باعوا شرفهم ودماء أجدادهم بثمن بخس.

خونة العرب الذين باعوا القدس

خيانة الدولة الفاطمية للقدس

 انطلق الصليبيون من أوروبا كالعاصفة باتجاه الشرق الإسلامي، معلنين بداية الحملة الصليبية الأولى، وبينما كان السلاجقة مشغولين بحرب الصليبيين في آسيا الصغرى، كانت الدولة الفاطمية في مصر تراقب الوضع بعيون متآمرة.

لقد تحكمت فيهم روح العداء للسلاجقة، حتي ان وزير الدولة الفاطمية الأفضل بين بدر الدين الجمالي، بدلا من أن يوجه جنوده وقواته، إلى محاربة الصليبيين، وجهها ضرب السلاجقة في ظهرهم، واحتل معظم فلسطين، وأحدث في أسوارها الحصينة، فجوات كارثية ستكون السبب بعد ذلك في سقوط القدس بأيدي الصليبيين.

لم يكتف الفاطميون بتلك الطعنات الغادرة التي وجهوها إلى السلاجقة المنشغلين، بقتال الصليبيين، فبينما أخذت المدن الإسلامية تتساقط واحدة تلو الأخرى في أيدي الصليبيين،

إذ بالدولة الفاطمية ترسل سفارة إلى الصليبيين أثناء حصارهم لمدينة أنطاكيا، لتعرض عليهم تحالفا جهنميا وتتعهد بالتعاون معهم في القضاء على السلاجقة.

وكان عرض الدولة الفاطمية يشمل الاتفاق مع الصليبيين على تقسيم الشام بينهما، فيأخذ الصليبيون أنطاكية ومدن الشمال، بينما يأخذ الفاطميون بيت المقدس.

لكن الوزير الأفضل لم يتوقف هنا. فعندما رأى أن حصار الصليبيين لانطاقية قد طال خاف من أن يتسرب الضعف والملل إلى نفوس الصليبيين، فأرسل إليهم صفارة ترجو قادتهم، مواصلة الحصار،

وأكد لهم أنه سيساعدهم بالإمدادات العسكرية والمواد الغذائية وكلف سفراء مخصوصين بالعمل على كسب قلوب قادة الصليبيين.

رفض الصليبيين عارض الدولة الفاطمية، وواصلوا طريقهم إلى فلسطين، واجتاح المدن واحدة تلو الأخرى، حتى وصلوا إلى القدس، ونصبوا الحصار عليها لمدة 40 يوما.

ورغم الكارثة الوشيكة. لم يحرك الأفضل ساكنا، لم يرسل الإمدادات أو الجيوش لإنقاذ القدس، وسقطت المدينة المقدسة في أيدي الصليبيين الذين ارتكبوا بحق أهلها مجازر مروعة يشيب لها الولدان.

لكن ماذا حدث للحامية الفاطمية التي كانت موجودة في القدس؟ لن تصدق، لقد تم إخراجهم بواسطة الصليبيين في أمان تام، حيث نقلوا إلى عسقلان، ومنها إلى مصر دون أن يلحقهم أذى.

خيانة مروعة، أزهقت أرواح عشرات الآلاف، لكن هذه لم تكن سوى البداية، فالقادم أكثر رعبا، خيانات جديدة، ستحطم كل ما نعرفه، وستكتب فصولا جديدة من الدماء.

خيانة الدولة الفاطمية للقدس

خيانة السلطان كامل للقدس

أخيرا، جاء الناصر صلاح الدين الأيوبي ليعيد للأمة الإسلامية مجدها، فأطاح بالدولة الفاطمية، وأنشأت دولة الأيوبية، ليبدأ رحلة إعادة بناء العالم الإسلامي من جديد، حيث خاض الكثير من الصولات والجولات، حتى ضم جزء كبيرا من بلاد الشام تحت رايته.

قبل أن يصطدم بالصليبيين في عدد من المعارك المهمة، أبرزها معركة حطين التي فتحت الطريقة لتحرير القدس، ليتابع صلاح الدين فتوحاته، وتسقط في يده معظم المدن والمواقع الصليبية في بلاد الشام، ويضع بداية نهاية للصليبيين في الشرق الإسلامي.

بعد وفاة صلاح الدين، إعادت الأوقات العصيبة لتسود المشرق الإسلامي، الصليبيون الذين حلموا بانتزاع بيت المقدس من جديد، تجمعوا في موجة هجوم شرس على المشرق الإسلامي، لكن الطامة الكبرى كانت في صراع الأيوبيين الداخلي.

وفي قلب هذه العواصف برزت شخصية غريبة من سلالة الأيوبيين السلطان الكامل، ابن أخ صلاح الدين، الذي قرر في خطوة غير متوقعة، قرر ان يمحوا ارث عمه البطل، ويقدم القدس على طبق من ذهب للصليبيين.

عندما تولى الكان العرش الدولة الأيوبية، كان الصليبيون يحاصرون مدينة دمياط المصرية في محاولة للتقدم وإسقاط مصر عاصمة الدولة الأيوبية فيما عرف بالحملة الصليبية الخامسة،

وفي خضم هذه الظروف العصيبة، أقدم أحد الأمراء على محاولة للاستيلاء على الحكم، فما كان من الكامل إلا أن ترك ميدان القتال، وعاد إلى القاهرة لتدارك محاولة الانقلاب تلك، فذبت الفو. الجيش الإسلامي، وعبر الصليبيون إلى بر دمياط ليسيطروا عليه دون مقاومة تذكر.

هل صدمت من موقف الكامل؟ انتظروا المفاجآت لا تنتهي هنا.

في خطوة صادمة أخرى، عرض الكامن على الصليبيين صلحا كارثيا، حيث عرض عليهم تقديم كل الأراضي التي كانت تحت سيطرة المسلمين قبل معركة حطين باستثناء الكرك والشوبك، نعم، الصليبيون كانوا على وشك استعادة معظم الأراضي التي استردها عمه صلاح الدين دون قتال.

الغريب أن الصليبين رفضوا العرض وأصروا على مواصلة الطريق حتى القاهرة، لكن فيضان النيل وضع فصل الختام لتلك الحملة، ففتح المسلمون الجسور لتغرق كل طرقات أمام الجيش الصليبي،

ووجد الصليبيون انفسهم والماء قد أغرق غالبية الأراضي من حولهم، إلى جانب محاصرة الجيش المصري لها جنوبا، والجيش الشامي من ناحية الشمال، وهكذا لم يجد الصليبيون أمامهم سوى طلب الصلح.

يبدو أن الخيانة تجري في عروق الكامل، مجرد ان فهوذا يقدم على خيانة أكثر بشاعة ستهز العالم الإسلامي بأسره. فماذا فعل هذه المرة؟ لن تصدقوا حقا، تابع الأحداث القادمة.

بعد فشل الحملة الصليبية الخامسة، اندلع صراع بين الكامل وأخيه الملك المعظم في الشام، فأقدم الكامل على أغرب تصرف يمكن أن يقدم عليه حاكم مسلم، فما بالك بابن أخي الناصر صلاح الدين الذي حرر بيت المقدس؟

لقد أرسل الكامل إلى الإمبراطور الألماني فريدريك الثاني يستعين به في مواجهة أخيه، ويتعهد له بمنحه بيت المقدس وجميع فتوحات صلاح الدين بساحل الشام.

سرعان ما أصبحت هذه الصفقة حقيقية، وصدرت الأوامر بخروج المسلمين من القدس وتسليم المدينة للصليبيين، نعم لقد سلم الكامل بيت المقدس للصليبيين دونما قتال أو حرب، متجاهلا الجهاد العظيم الذي قام به عمه صلاح الدين، والعديد من القادة المسلمين لاسترداد الأراضي المقدسة من براثن الاحتلال.

وكانت هذه الخيانة بمثابة طعنة في ظهر المسلمين، وصفحة سوداء في تاريخهم، فكان ثمنها هو القدس نفسها.

في اللحظات الحاسمة من تاريخ الأمة الإسلامية، حيث يبرز الأبطال لإنقاذها في الوقت المناسب، جاء بطل جديد لاستعادة الأراضي المقدسة،

والغريب أنه بن الخائن الكامل، إنه السلطان الصالح نجم الدين أيوب، الذي استطاع أن يحرر المسجد الأقصى مجددا عام 1244، وتحرر المسجد الأقصى بصورة نهائية من أيدي الصليبيين، ولم يدخل أي جيش صليبي على الأراضي المقدسة مدة سبعة قرون.

حتى دخلها الإنجليز خلال الحرب العالمية الأولى عام 1914، لكن كيف دخل الإنجليز القدس؟

خيانة السلطان كامل للقدس

خيانة الشريف حسين للقدس والعرب

الإجابة هي خائن جديد قرر تحالف معهم لتحقيق مصالحه الشخصية، ليس فقط خان القدس، بل خان العرب والمسلمين جميعا، احزموا حقائبكم واستعدوا. ف سينطلق قطار رحلتنا إلى عام 1914 لنتعرف على أسوأ الخونة العرب في القرن ال20.

عندما اندلعت الحرب العالمية الأولى عام 1914 بين دول الحلفاء ودول المحور، انضمت الدولة العثمانية إلى دول المحور، الأمر الذي أقلق بريطانيا التي وجدت في دخول الدولة العثمانية الحرب مع ألمانيا خطرا كبيرا يهدد مصالحها.

ففوز الدولة العثمانية يعني أن تعود الوحدة الإسلامية، وتزيد رقعة المسلمين الذين يتبعون السلطان العثماني ويعتبرونه خليفتهم، الأمر الذي يهدد بقاء الاستعمار البريطاني في مصر والهند، وربما في آسيا كاملا.

لذلك قررت بريطانيا أن تضرب ضربتها القاسمة لتقويض القوة العثمانية، واختارت خائنا يمتلك القدرة على التأثير في المسلمين، كان ذلك الخائن هو الشريف حسين أمير مكة، ونجحت بريطانيا في إقناعه بثورة ضد العثمانيين سميت بالثورة العربية الكبرى، مقابل وعد بإنشاء دولة عربية يعتلي هو عرشها.

ووافق الشريف حسين في مقابل زيادة مطامعه الشخصية، متجاهلا حقيقة أنه يتعاون مع القوى الاستعمارية ضد إخوانه المسلمين.

في عام 1916، أعلن الخائن حسين قيام الثورة العربية الكبرى، وخلع طاعة الدولة العثمانية، ونادى بنفسه ملكا على كل العرب، وأمدته بريطانيا بالمال والسلاح، فقاد معارك ضارية ضد العثمانيين بمساعدة القوات الإنجليزية، ونجح في إسقاط الحجاز وامتدت عملياته إلى الأردن وسوريا ومصر.

ثم كانت الضربة القاضية للعثمانيين عندما خرب جيش الحسين خط السكة الحديدية الواصل بين دمشق او المدينة المنورة، وكانت الدولة العثمانية تعتمد عليه في توصيل الإمدادات العسكرية والمؤن من الشام إلى فلسطين ثم سيناء لقتال الإنجليز.

الأمر الذي شل حركة الجيش العثماني في الشرق، وتمكن الجيش الإنجليزي من الانتصار عليه في عدة مواقع في سيناء وكذلك فلسطين.

انتهت الحرب العالمية الأولى بانتصار بريطانيا، ونجحت الثورة التي قادها الخائن حسين في تحقيق هدفها، والتي كانت الضربة القاسمة للدولة العثمانية. لكن ماذا عن وعودي بريطانيا للعرب؟

لقد تنكرت بريطانيا لكل الوعود، وبدأت في اقتسام الأملاك العثمانية، بما فيها البلاد العربية، ولم يصبح الشريف حسين ملك لا للعرب، ولا لأي بلد آخر، لكنه كان السبب الرئيسي في تقسيم العالم الإسلامي واحتلال فلسطين.

خيانة الشريف حسين للقدس والعرب

نأمل بأن يكون المحتوى عن خونة العرب الذين باعوا القدس قد نال إعجابكم، ابقوا في امان والسلام.

المصادر

Facebook
X
Telegram
LinkedIn
Tumblr
Reddit
Scroll to Top