مقلتنا اليوم وحش ذو القدم الكبيرة قاتل سكان بورتلوك حيث سنسافر بها إلى أكثر المناطق عزلة ووحشية في العالم، مناطق يندر تواجد السكان فيها وإن وجدوا فالقصص والغموض والحوادث الغريبة، ترافق قراهم ومدنهم ومقالتنا اليوم ستكون حول إحدى هذه المدن بل أبرزها على الإطلاق.
اختفاءات غامضة، وجرائم مخيفة، والمجرم مخلوق أسطوري جدلي بامتياز. فما الذي جرى حقا في بورتلوك، ألاسكا؟ إليكم القصة؟ و
غموض ولاية ألاسكا
ألاسكا من أكبر الولايات الأمريكية ومن أكثر مناطق العالم عزلة ووحشية هذه المنطقة الشاسعة المترامية الأطراف، حملت في طياتها الكثير من القصص والأساطير المرعبة التي انبثقت من عزلتها، أضف إليها المناطق الغير مأهولة السكان شاسعة المساحة التي تقبع هناك.
جولة واحدة على أرض الواقع في الاسكا، أو على مواقع التواصل الاجتماعي، كفيلة بأن ترينا عددا هائلا من القرى والمدن التي وسمت بأنها مدن أشباح والسبب الرئيسي هو هجران أهلها وسكانها لها، والسبب الأكثر إثارة القصص أو الحوادث التي أودت إلى هذا الهجر والرحيل.
قرية بورتلوك
إحدى أبرز هذه المدن أو القرى في ألاسكا قرية تقع في أقصى جنوب ألاسكا تدعى بورتلوك وقرية بورتلوك هي قرية أو مدينة صغيرة كانت ذات يوم عامرة بالسكان ومركزا اقتصاديا مهم سميت هذه القرية تيمنا بالقبطان وضابط البحرية البريطاني ناثانيال بورتلوك الذي حط رحاله في تلك المنطقة عام 1786.
مساحة تلك القرية وتضاريسها المريحة أضف إليها مجاري الأنهار الوفيرة التي تصب في الخليج الذي تقع على سواحله هذه القرية جعلت منها موقعا مناسبا للسكن وخصوصا أن خليج بورتلوك والأنهار المحيطة بالقرية بشكل عام شهدت وفرة كبيرة في أسماك السلمون.
توفر الأسماك والطبيعة الخصبة جذبت السكان إلى المنطقة وأدت إلى إقامة مصنع لتعليب، الأطعمة، وعلى رأسها طبعا أسماك السلامون،
إلى هنا، الأمور كانت طبيعية، حتى كانت اربعينات القرن الماضي، عندها بدأت عمليات الهجرة الجماعية أو بالأصح الفرار الكبير من القرية، والسبب اعتداءات وقتل وجثث مقطعة عائمة وعمال لا أثر لهم
لنرى ما الذي جرى، وأدى إلى هذا الهروب الكبير، !
قصص واقعية عن وحش ذو القدم الكبيرة
بحسب مقال ورد في جريدة أنكوريج ديلي نيوز عام 1973 وبحسب وثائقي شهير تم بثه عام 2021 على قناة ديسكفري بلاس و عام 2022 على ترافيل تشانيل وغيرها من المواقع الكثيرة التي تناولت هذه الحوادث.
فإن أولها، أي أولى هذه الحوادث أو المشاهدات، بدأت عام 1905، فكما أسلفنا سابقا، أقيم معمل تعليب في تلك القرية عمد على استقطاب عمال كثر، ومعظمهم كان في بادئ الأمر من العمال الموسميين
في ذلك العام، اشتكى عدد من سكان القرية، ومن العمال الموسميين من وجود حيوان ضخم يعمد إلى إزعاجهم، ومهاجمة مخيماتهم في الليل، ومع ذلك، عاد العمال إلى عملهم في الموسم التالي و المواسم اللاحقة،
واستقر معظمهم بشكل نهائي في القرية، ولكن ما أقلق راحتهم في بادئ الأمر عاد معهم هو كذلك، والذي زاد الطين بالله إن أمكن القول أن مجموعات عديدة من المنقبين عن الذهب و صائدي الحيوانات البرية اعتادوا الاتجاه إلى الجبال للقيام بأعمالهم، والبعض منهم لم يعد أبدا،
هذه الحوادث لم تؤخذ بشكل جدي أو بعين الاعتبار حتى عام 1931، هنا الأمور اختلفت ففي هذا العام، تم العثور على حطام من القرية مقتولا في الغابة، رجل قتل بضربة واحدة قاضية كانت كفيلة بإزهاق روحه، ضربة أو لكمة أجمع كل من شهد الواقعة أنها لا يمكن أن تكون من عمل بشري، ليبدأ الرعب في بورتلوك ألاسكا، بشكل جدي
مقتل الحطاب كانت أولى الحوادث والإشارات على التهديد المجهول الذي يقبع متربصا في الغابات المحيطة بالقرية فبعد هذه الحادثة بفترة قصيرة مجموعة من صائدي الغزلان البرية عثروا على آثار أقدام عملاقة لحيوان ما.
المنطقة المحيطة بآثار الأقدام كانت محطمة بالكامل، أغصان الأشجار كانت مكسورة، وأشجار بأكملها مقتلعة من جذورها، ومقلوبة رأسا على عقب أضف إليها آثار دماء كثيرة منتشرة في أرجاء هذه المنطقة لاحظها الصيادون حجم آثار الأقدام وصل إلى ما يفوق ال46 سم للقدم الواحدة
تبع اكتشاف هذه الآثار اكتشافات عديدة أخرى لآثار أقدام مشابهة محيطة بالقرية، بل أكثر من هذا، أحد السكان أفاد برؤيته رجلا ضخما يغطيه الشعر، يقوم بتحطيم إحدى الآلات المستخدمة في تعليم السلمون.
الرجل وصف المخلوق بأنه يشبه الشيطان حرفيا أسرع الرجل لإحضار سلاحه من غرفته وعندما عاد كان الوحش ذو القدم الكبيرة، كما أسماه، ما زال هناك وحش ذو القدم الكبيرة نظر إلى الرجل، إلا أن هو بشكل صادم، غادر المنطقة دون أن يلحق أي أذى بالرجل المحلي.
رجل آخر تلقى ضربة بجذع شجرة ضخم الضربة أدت إلى وفاته لاحقا، ولكن قبل وفاته الرجل الضحية أكد أن ظلا ضخما، باغته بهذه الضربة القاضية، والمفارقة الأكبر أن الجذع الذي استخدم لقتل الرجل وجد على مقربة من الضحية والدماء تغطيه،
وحتما لا يمكن لرجل واحد حمل هذا الجذع، فقد تمكن عشرة رجال على الأقل من حمله ورفعه إلى مستوى طول الرجل.
لم يقف الرعب عند هذا الحد، بل ازداد الأمر سوءا جثث لأشخاص. أو بالأصح بقايا جثث بدأت بالظهور في خليج القرية الجثث وجرفت عبر الأنهار التي تصب في الخليج، ما عزز من قناعة المحليين أن أيا ما أصاب هؤلاء قد وقع عليهم في التلال والجبال والغابات المحيطة ببورتلوك
عمليات الاختفاء والمشاهدات والجثث الكاملة منها والمقطعة عززت الفكرة التي سادت في القرية الكائن أو المخلوق او وحش ذو القدم الكبيرة كما أسموه المسؤول عن هذه العمليات، ليس بحيوان بري.
ما هو وحش ذو القدم الكبيرة؟
فأهل تلك المنطقة أدرى بشعابها، ولن يخيفهم حيوان بري أو ما شابه لذلك على من وقع اللون برأيكم؟ نعم على وحش ذو القدم الكبيرة هو مخلوق أسطوري غامض مشهور منذ سالف الأزمنة مخلوق صاحب القدم الكبيرة. أو the big foot، والذي حمل هنا، أي في بورتلوك اسمه nantinaq،
السكان المحليون، كانوا مقتنعين، وبشدة أنا ما أثار الرعب والخوف والذعر في قريتهم ومحيطها على مدى 40 عاما، هو وحش ذو القدم الكبيرة،
هذا الرعب والخوف كان السبب الأساسي في بدء موجات الهجرة من بورتلوك إلى القرى والمدن المحيطة بها،
رغم ظهور قصة أخرى على لسان المحليين أنفسهم حول امرأة، أو بالأصح شبح امرأة ترتدي ثوبا أسودا طويلا بوجه شاحب تظهر من التلال والجبال المحيطة صارخة بصوت حاد ثم تعود وتختفي هناك، لتبدأ بعدها الجثثبالظهور حق مرعب.أليس كذلك؟
إلا أن المسبب الأبرز للذعر والخوف هناك كان مخلوق ذو القدم الكبيرة، كما ذكرنا، لتبدأ عمليات الهجرة في أربعينيات القرن الماضي، وتحديدا بدءا من العام 1942.
في هذا العام بدأت العائلات بالرحيل عن القرية خوفا على أطفالها من وحش ذو القدم الكبيرة هذا الوحش القاتل.
عمال مصنع التعليب استمروا فترة على رأس عملهم ولكنهم بعد فترة من الوقت، بدأوا هم أيضا بالرحيل ليلتحقوا بعائلاتهم
القيمين على مصنع التعليب أرسلوا حراسا مسلحين في محاولة يائسة منهم لإبقاء المصنع مفتوحا ولكن دون جدوى آخر شخص بقي في القرية كان ساعي البريد أو موظف مكتب البريد ليترك القرية هو الآخر ويغلق المكتب الذي افتتح عام 1921 نهائيا، معلنا بذلك إغلاق القرية، أو خلو القرية من السكان عام 1951.
بالطبع العديد من التفسيرات انبثقت لمحاولة تفسير ما الذي جرى، وما الذي رأه السكان طوال تلك السنين، فالبعض قال أنها دببة بينما ذهب البعض الآخر إلى كونها ذئاب أو قطط برية، إلى أنا طريقة القتل وتقطيع الجثث دون أكلها، وتركها تتجه مع مجرى الأنهار ليعثر عليها السكان. ليست من طبيعة تلك الحيوانات،
فالدببة لديها القدرة على إلحاق الأذى والدمار الذي أتينا على ذكره، ولكن لا أثار الأقدام ولا مشاهدات السكان تنطبق على الدببة وبالأخص أنا سكان بورتلوك مخضرمين في الحياة البرية، و لن يخطئوا حتما في معرفة الدب من غيره.
كما أن الذئاب والقطط البرية لا تهاجم البشر الأصحاء في وضح النهار، بل هي تعمد عادة إلى الاختفاء والهرب عند رؤية البشر.
إحدى الفرضيات وضعت احتمالية أن تكون مجموعة من قطاع الطرق قد هزمت أولئك العمال والمنقبين عن الذهب، ولكن الفرضية غير واقعية، كونها في الدرجة الأولى لا تفسر الدمار الرهيب الذي لحق بالأشجار والمنطقة المحيطة بالقرية،
كما أن مشاهدات السكان هي أبرز الشواهد، على أن ما قتل وهاجم المحليين ليس بشر على الإطلاق بل هو وحش ذو القدم الكبيرة
ليبقى سر ما جرى قائما ويرحل مع سكان بورتلوك الذين توزعوا على القرى الأخرى المحيطة بهم، حاملين معهم قصتهم المرعبة والتي توارثتها الأجيال عبر العقود المختلفة، لتصبح بورتلوك ألاسكا مقصدا لمحبي المغامرة والإثارة وقصص الأشباح، وقصص وحش ذو القدم الكبيرة
وبالأخص أن مبانيها ومنازلها ومصنع تعليب الأطعمة وأغلب مظاهر الحياة السابقة فيها ما زالت قائمة، شاهدة على زاوية الحياة الذي تمتعت به هذه البلدة ذات يوم
الحياة التي يعمد بعض المنحدرين من هناك إلى إعادتها عبر التفكير جديا بإعادة تأسيس قريتهم القديمة،
ولكن السؤال الذي يدور في خلدهم دوما هو هل ما روع أجدادهم وقت لأسلافهم وأجبرهم على الرحيل أي وحش ذو القدم الكبيرة ما زال يجوب الجبال والغابات المحيطة منتظرا ضحاياه؟
سؤال على الأغلب لن يعرف جوابه إلا إذا عادت الحياة إلى قرية بورت لوك ألاسكا، قرية الأشباح الشهيرة، ووحش ذو القدم الكبيرة وأنتم أصدقائي اكتبوا لي في التعليقات ما الذي جرى هناك برأيكم؟
حقيقة وحش ذو القدم الكبيرة قاتل سكان بورتلوك
إذا، أصدقائي، هذا ما كان في جعبتنا حول وحش ذو القدم الكبيرة الوحش في قرية بورتلوك، ألاسكا، القرية التي ما زالت إلى يومنا هذا، تمثل مكانا خصبا لعشاق الإثارة والغموض، القرية التي شهدت أفظع الجرائم وأكثرها رعبا على الإطلاق،
جثث مقطعة، وأشخاص مفقودين دون أثر والجاني مجهول نظريات، تراوحت ما بين الدببة إلى الذئاب، فالقتل المتسللين وصولا إلى وحش ذو القدم الكبيرة ذا بيك فوت المخلوق الأسطوري المعروف في مختلف الحضارات، ولكن لا دليل حاسم على حقيقة ما جرى.
أصابع الاتهام، كما ذكرنا وجهات لوحش ذي القدم الكبيرة، أو تبيك فوت، أو مخلوق الياتي ،أو مهما كان إسمه، ولكن المخلوق بحد ذاته يحيطه الغموض وغير محسوم وجوده إلى يومنا هذا.
وكحال العديد من الجرائم التي نشهدها اليوم، خصوصا تلك التي تشهد إبادة شعوب بأكملها، لا بد من إيجاد أحد لإلقاء اللوم عليه تهربا من المسؤولية، ومن أفضل من أشخاص أو مجموعات أو مخلوقات غريبة أو أيا كانت التسمية
لا تستطيع الدفاع عن أنفسها بسبب استضعافها والهيمنة عليها في تحميلها، وزر هذه الجرائم التي أضحى مرتكبوها يتفننون في تنفيذها وتجميلها تحت مسميات مختلفة،
تماما كما جرى في بورتلوك، ألاسكا، جرائم فظيعة حملت أوزارها لمخلوق وحش ذو القدم الكبيرة الغامض الذي على الأغلب ليس له وجود، لا يستطيع الدفاع عن نفسه ونفي التهمة عنه،
وبورتلوك الاسكا ليست القرية الوحيدة أو المدينة، الشبح الوحيدة في العالم على من الشاسع يزخر به. كذا مدن وقرى، والتي سيكون لها نصيب بإذن الله في القادم من مقالات أماكن غامضة، وإلى أن نلتقي في مقالة جديدة، ابقوا أصدقائي في أمان والسلام.