رمز الثعبان عند الفراعنة
رمز الثعبان عند الفراعنة هو رمز من الرموز التي لعبت دور كبير في الحضارة المصرية، وفي العقيدة المصرية القديمة، الثعابين، البيئة المصرية تتميز بأنها تحتوي على 36 نوع من الثعابين بينها سبعة أنواع سامة، وهذه الثعابين لفتت أنظار المصريين القدماء،
نظرا لأنها تتواجد بواقف الصحراء وفي الأرض الزراعية أو حتى في المياه، ولذلك اختاروا الثعابين لتلعب دور مهم جدا في العقيدة المصرية القديمة، وهذا الدور ربما تخيله الفراعنة من طبيعة الثعابين نفسها، الثعابين نفسها.
فمعروف ان الثعابين كل عام تغير جلدها، وهذا التغير لفت أنظار المصريين القدماء وهو يعني شكل من أشكال التجديد الذي يعادل تجديد الزمان.
ومن هنا وجدنا ان رمز الثعبان عند الفراعنة او الثعابين في مصر القديمة، وخاصة ثعابين الكبرى ارتبطت في مصر القديمة بالملكية، طبقا للعقيدة المصرية القديمة، أطلق المصريين القدماء على ثعبان الكبرى كلمت ايعرت،
عرت وإعراض معناها المرتفعة أو الناهضة، وهذا ربما يرمز إلى شكل هيئة ثعبان الكبرى الناهض أو المرتفع.
وهنا المصريين تصوروا إن هذه الثعابين، ثعابين الكبرى تحديدا كانت هي تنهض على رأس تاج الإله لكي تنفث اللهيب بفمها لتحرق أعداء الإله إذا اقتربوا منه في العقيدة المصرية القديمة.
كذلك عبر المصريين القدماء عن الثعابين المرتبطة بالملكية بعديد من الرموز وكان من أهمها صعبان واجت، وواجت معناها الثعبان الأخضر، وأيضا معناها الثعبان المزدهر وهذه الكلبة عبر بها المصريين القدماء عن أقدم إلهات الملكية في مصر القديمة، وهي الإلهة واجت الخضراء والمزدهرة،
وهي التي اعتبرها المصرين القدماء حامية لتاج الوجه البحري، وهي المسؤولة عن رعاية هذا التاج والتي تتوج الملك وتحميه بقوتها السحرية.
وهذا الثعبان ان دائما كان أو يزين التاج الملكي الذي يرتديه الملوك في مصر القديمة.
نظرا لان الثعابين كانت تغير جلدها كل عام، فصور المصريين القدماء الثعابين هي تعبر عن الزمان، ومن هنا في الكتب الدينية في مصر القديمة نجد إل الثعابين ترمز في ثنايا جلدها والتواءاتها الشديدة إلى هذا الزمن الذي يتجدد باستمرار.
ونجد ان في في رحلة إله الشمس في السماء لابد و عليه إن هو يدخل في جسد ثعبان من نهايته لكي يخرج من فم هذا الثعبان، وهذا الجسد الذي يدخله إله الشمس هو عبارة عن الزمان الذي يقطعه إله الشمس في العالم الآخر.
فتصور المصريين القدماء ان التواءات جسد الثعبان هي تعادل دورة الزمن في مصر القديمة.
ونظرا للاستيعاب يد تنفث السم فالمصريين القدماء تصوروا الثعابين وهي حامية لبوابات ومداخل العالم الآخر، ومن هنا بنجد على سبيل المثال في كتاب البوابات، ان كل بوابة، أو كل منطقة من مناطق العالم الآخر يحميها ثعبان كبير،
هذا الثعبان الكبير ينفث اللهيب وينفث النار لكي يحرق أجساد الأعداء وأجساد الذين يدخلون إلى هذه المنطقة بشر أو بغرض سيء لكي يحمي الآلهة التي تسكن في هذا المكان المقدس.
ارتبطت الثعابين في مصر القديمة بالإلهات تحديدا، ووجدنا إنه هذا الارتباط لسبب بسيط ان الثعابين كانت تضع البيض، وهذا البيض في مصر القديمة هو رمز للأمومة ورمز للأنوثة بصفة عامة. ولهذا، فان لجميع الالهات صورت على هيئة الثعابين مثل حتحور، مثل إيزيس، مثل سلكيت تمثل ليت، مثل واجت، وغيرها.
وهؤلاء الإلهات من الممكن أن تصور على هيئة ثعابين مزينة في العالم الآخر، مسؤولة عن رعاية وإطعام وحماية المتوفى في العالم الآخر.
كما أن هذه الثعابين ظهرت في كتب العالم الآخر، وهي بمثابة الثعبان الحارس او الحامية لأجساد الآلهة في العالم الآخر، ولذلك نجد إن الإله المتوفى علي هيئة الإله أوزوريس مثلا، أو على هيئة إله الشمس يحيط به ثعبان كبير متعدد الوجوه.
هذا الثعبان متعدد الوجوه دوره أو وظيفته انه يحمي الإله بجسده الضعيف، الهامد نتيجة إنه يمر بتجربة دخول العالم الآخر يحميه من أي خطر أو من أي ضرر، ولهذا فإن الثعابين تقوم بحماية الجسد المقدس في العالم الآخر.
كما ان الثعابين تقوم بعقاب الخاطئين فجد، إن هؤلاء الخاطئين يوضعوا في أتود من النار المشتعل، وتقوم على إشعال هذا النار الالهات علي هيئة الثعابين التي تنفث اللهيب لكي تقوم بحرق أجساد هؤلاء الأعداء الذين اعتدوا على مصر القديمة،
ولهذا فإن رمز الثعبان عند الفراعنة في مصر القديمة هو رمز إلى قدرات خيرة مثلما صور في العديد من الإلهات وأيضا رمز لقوة هؤلاء الإلهات عندما يعبروا عن غضبهم تجاه الخاطئين، كما رمز أيضا إلى قوى الشر التي يجب أن يتم القضاء عليها أو السيطرة عليها في العالم الآخر.
كذلك فإن الثعبان يشكل. حالة من الخطر، أو حالة من الضرر، ومن هنا يجب أن تطلق التعاويذ السحرية التي تحمي الأشخاص من لدغات الثعابين، وهو ما ظهر على سبيل المثال، في اللوحات المعروفة باسم اللوحات حورس،
وهذه اللوحات تطلق فيها التعاويذ لحماية البشر من لدغات الثعابين والعقارب وغيرها، وبهذا فإن الثعبان يرمز إلى الخير من ناحية، ويرمز إلى الشر الذي يجب السيطرة عليه من ناحية أخري في عالم الدنيا، أو في العالم الآخر.
