عبد الملك بن مروان استلم الدولة الأموية وفيها حالة من الضعف والاضطرابات السياسية والثورات مثل ثورة مختار الثقافي وثورة الخوارج وثورة الأشعث، كان من أهم الولاد في عهده الحجاج بن يوسف الثقفي والذي وصفه بن كثير إنه يعتبر لعنة على أهل العراق بسبب ذنب خروجهم على الائمة.
مقدمة
كما صنع عبد الملك بن مروان عدد من الحصون والقلاع مثل عسقلان وعين السرور، وقدر إنه يكون في عهد بعدها أعظم القادة الفاتحين مثل قتيبة بن مسلم وغيره.
كما انشأ حركة تعريب الدواوين، وسك العملة الإسلامية الموحدة لكي يهرب من نفوذ الفرس والروم على الدولة الإسلامية خاصة في مجال سك العملات، والذي ساعده على ده الفائض الذي كان موجود من الذهب والفضة،
فكر في حيلة خبيثة انه كيف يتخلص من أعدائه ويوقفهم في حرب أمام بعضهم البعض مثلما فعل مع بن الزبير، والمختار الثقفي، كان يفضل يولي الأقارب في مناصب الدولة، وذلك لكي يضمن ولائهم وإخلاصهم له.
وضع خطة فتوحات أوصي انها تكتمل بعد وفاته، ولذلك ينسبوها لخلافته مثل فتوحات مثل فتح سمرقند وإقليم بخارة ومناطق كثيرة في عمق الصين،
كان الخليفة المحبوب من أهل الشام، والمكروه من أهل العراق لإنه ولي عليهم الحجاج الذي كان مشهور بجبروته وظلمه وحبه لسفك الدماء، وصف بالدهاء والحيلة،
رغم إنه في طفولته وحسب المصادر التاريخية كان في طفولته عنده عيب في فمه، جعلهم يضعوا له سلك من الدهب شيء مثل تقويم الأسنان وذلك كانوا يروه مجرد تش وهو طفل مريض.
هزم البيزنطيين وقدر يسيطر على مناطق كثيرة داخل نفوذهم وجعل أهل البلاد المفتوحة يتولوا إدارة شؤون بلادهم بنفسهم، وبذلك ضمن إخلاصهم.
نشر اللغة العربية والدعوة الإسلامية عالميا، وذلك نتيجة حركة التعريب والترجمة، اليوم سوف نتكلم عن الخليفة الأموي الخامس عبد الملك ابن مروان، فتابع المقالة للنهاية.
تولي معاوية بن يزيد الحكم
لما مات يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، وبعد الحادث البشع الذي حصل بمقتل الإمام الحسين رضي الله عنه، تولى الحكم ابنه معاوية، والذي سماه على اسم أبوه، كانوا يلقبوه بأبو يعلي القرشي الأموي، أمه كانت بنت أبي هاشم بن عقبة ابن ربيعة،
وتولى ولاية العهد سنة 64 هجرية لكي يكون ثالث خليفة أموي يستلم الحكم الذي لم تكن مدته طويلة فقد كانت 40 يوم أو تلات شهور على حسب بعض المصادر التاريخية، لكن لا يوجد مصدر محدد لتلك المدة .
معاوية بن يزيد كان مريض جدا في ذلك الوقت، وذكرت المصادر إنه خطب في الناس بعد صلاة الجمعة، وقال إني قد وليت أمركم، وأنا ضعيف عنه، فإن أحببتم تركتها لرجل قوي، وإن شئتم تركتها شوري في ستة منكم، كما تركها عمر بن الخطاب.
بعد تلك الخطبة مات، وهنا كان الاختلاف على طبيعة موته فيه من أكد إنه مات مسموم، ومن أكد إنها قتل بخنجر، وذلك فيه خلافه ولا احد يعرف طريقة موته كيف كانت ومن قتله.
تولي مروان بن الحكم حكم الدولة الأموية
بعد وفاة معاوية بن يزيد تولى مروان بن الحكم ابن أبي العاص بن أمية ولقبه المشهور به أبا القاسم، أمه هي آمنة بنت علقمة بن صفان الكنانية، ولد في مكة سنة 4 هجريا كان ملازم للخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكانوا الي على المدينة في خلافة معاوية.
لما توفي معاوية بن يزيد زادت الاضطرابات الداخلية في الدولة الأموية لدرجة إن البعض بدأ ينصب من نفسه خليفة ويجمع أتباعه حواليه مثل عبد الله بن الزبير لما أعلن نفسه وقتها خليفة في مكة.
وبدأ يأخذ البيعة من الناس و البلاد التي حواليه، وقوافل كانت تأتي له من الشام التي هي أصلا مركز حكم الأمويين نفسهم، وانقسموا لفريقين فريق داعم للدولة الأموية، وفريق جديد داعم لابن الزبير، لدرجة إن مروان نفسه بدأ يفكر إنه ينهي حالة الانقسام تلك ويعلن بيعته للزبير.
حتى بعد ما أعوان الزبير، طردوا مروان ورجاله من مكة، وفعلا رجع على الشام، والذي كان في انتظاره بني أمية في حالة تعصب شديدة مما سمعوه ولاموه موازيه كيف سوف تبايع بن الزبير ونترك الحكم.
لما مروان، وجد بني أمية يضغطوا عليه، ولا يوجد مفر إنه يكون الخليفة الرابع للأمويين وافق، لكن كان فيه عقبة في طريق للحكم، وهي الناس التي بايعت ابن الزبير بالفعل، وفريق ثالث ظهر يبايع خالد بن يزيد ابن معاوية.
فريق مروان، كان يدعمه عبد الله بن زياد، الذي تسبب في قتل الإمام الحسين، وكان لسه موجود، بعد فترة من المناوشات تغلب مروان علي خصومه واستولي علي على عرش الدولة الأموية،
بمساعدة جيش بقيادة عبد الله بن زياد الذي بدء يرهب الخارجين على بيعة مروان الذي استقر في الشام بعدما قضى على أنصار خالد بن يزيد وغيرهم.
بعدها ارسل مروان بن الحكم جيش يسترد به مصر من قبضة رجال عبدالله بن الزبير، وبعدها بعد جيش للمدينة بقيادة شخص اسمه مندرج القيني وسيطر عليه.
مروان بن الحكم كان من الناس الذين شاهدوا فتنة مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقاتل مع المسلمين والصحابة الذين تجمعوا عند دار سيدنا عثمان ضد الخوارج والمتآمرين وقتها.
وكان اشتغل فترة بالقضاء، وكان يتمتع بالذكاء والحكمة، كان من الذين يطلق عليهم التابعين، يعني الذين يتبعوا الصحابة، ويأخذوا عنهم العلم مثلما كان تابع لسيدنا عثمان رضي الله عنه.
أولاد مروان، كانوا عبد الملك وعبد العزيز ومعاوية، وعبدالله ورملة، وعمر.
تزوج من عائشة بنت معاوية بن المغيرة، أما أخوته فهم يحيى بن الحكم، والحارث بن الحكم.
توفى مروان بن الحكم سنة 65 هجريا بعدما قضي في الحكم سنة واحدة وتلك أقصر فترة خلاف أموية مثل معاوية بن يزيد تماما لكي نبدأ في الخلافة الخامسة، والتي تعتبر من أقوى الفترات التي أعادت التوازن مرة أخري للدولة الأموية،
وهي فترة حكم ابنه عبدالملك بن مروان المؤسس الثاني للدولة الأموية.
تولي عبد الملك ابن مروان حكم الدولة الأموية
اسمه عبد الملك ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية، أمه عائشة بنت معاوية بن المغيرة بن أبي العاص ابن أمية، كان نحيف الجسم ووجه حسن، يعني وسيم.
عبد الملك ابن مروان كان في طفولته مشهور بالذكاء وبإنه طفل متكلم، يعني فصيح اللسان وحافظ القرآن، وكان من طلبة العلم، وصفته المصادر التاريخية بإنه متدين، وكان حريص جدا على دينه.
وقالو إن مرة وقع منه دينار في بئر لم تكن نظيفة، فاستعان بشخص، وأعطي له عشر دنانير لكي ينزل ذلك البئر ، ويخرج له الدينار الذي وقع منه.
الناس استغربت منه تدفع عشر دنانير لكي تطلع دينار، لكن ردوا عليهم كان صادم، إن الدينار الذي وقع في البير كان منقوش عليه اسم الله، لفظ الجلالة، كيف يتركه في ذلك الماء القذر!
عبد الملك كان محبوب من بني أمية وخاصة كبارهم مثل معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص، وتوسموا في مستقبل مبشر.
قبل ما يتولى عبد الملك ابن مروان الحكم بعد وفاة مروان بن الحكم مثلما قلنا، كان هناك ثورات واضطرابات وفرق كلها تطمع في الحكم مثل فريق عبدالله بن الزبير، الذي نصب نفسه خليفة لمكة، ورفض إنه يطلع جيش للحرب مع ابن الزبير،
وحصل خلاف بينه وبين قائد الجيش الأموي مسلم بن عقبة، والذي كان متجه للمدينة لمواجهة ابن الزبير، فقال عبد الملك ثكلتك أمك، أتدري إلى من تسير؟ إلى أول مولود ولد في الإسلام؟ وإلى ابن حواري رسول الله؟ طبعا كان يقصد عبد الله بن الزبير.
لكن الغريب إن موقفه تغير بعدما اصبح خليفة، وجهز جيش بقيادة الحجاج بن يوسف الثقفي، وارسله لمكة، لما كان ابن الزبير متحصن بالكعبة، ورغم ذلك قتلوه.
الثورات والاضطرابات في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان
أول مهمة له، كانت تولية إمارة دمشق، لما أبوه ذهب يفتح مصر، وبعد موت يزيد بن معاوية وواقعة كربلاء شهد عبد الملك بن مروان أحداث واضطرابات سياسية كبيرة، وخاصة إن كان هناك ناس تريد ان تثأر للإمام الحسين وحسوا بالخطيئة العظمى التي ارتكبوها لما تخلوا عنه.
وهنا بدأت حركة اسمها التوابين، وبدأ أنصار الإمام الحسين يجمعوا بعض لكي يرتبوا كيف ستكون خطة الثأر، وخاصة لما هرب كبير قتلة الإمام الحسين عبيد الله بن زياد، واعتبروا ذلك وسيلة يكفروا بها الذنب الكبير الذين فعلوه .
في ذلك الوقت، الشيعة بدأوا يجمعوا نفسهم لكي يتطهروا من دم الحسين، وذلك الذنب العظيم ، وبدأ سليمان بن صرد الخزاعي يعمل اجتماعات ويجمع في الناس ويعملهم معسكر ويسموا نفسهم التوابين.
خرجوا فعلا في ربيع الأول سنة 65 هجريا، وأول ما كان اتجه له هو قبر الإمام الحسين رضي الله عنه، وهناك كانت مشاهد البكاء والنحيب والحزن شديد، لدرجة إنهم قرروا يطلعوا على الشام لكي يقتلوا عبيد الله بن زياد، لإنه هو الذي أعطي الأمر بقتل الإمام، وآل البيت.
جيش التوابين، خرج من بلدة على نهر الفرات، اسمها هيت. بعدها وصلوا بلد اسمها قريقساء، وتلك كانت أول مدينة، أعطوا البيعة لابن الزبير.
الجيش الأموي، كان يعرف بحركة التوابين وبدأ الزحف لكي يوقفهم، وفعلا اشتبك معهم في معركة عين الوردة، في نفس السنة كانت حرب غير متكافئة تماما، قتل من التوابين عدد كبير جدا، والباقي أخدهم رفاعة بن شداد، وهرب على الكوفة.
عدد التوابين كان حوالي 4000 مقاتل وعدد الجيش الأموي كان أكتر من 20,000 . ذلك غير باقي الجيش الذين كانوا مع عبيد الله بن زياد.
بعد حركة التوابين دي، ظهرت حركة تانية، هددت خلافة عبد الملك ابن مروان وهي حركة بقيادة المختار بن أبي عبيد الثقفي، كان الخليفة عمر بن الخطاب ولي أبوه أبو عبيد مسعود الثقافي على جيش لغزو العراق.
المختار، كان عنده خبرة عسكرية كبيرة جدا وكان يبحث لنفسه عن دور في الحياة السياسية في الدولة الأموية، وخصوصا بعد موت يزيد بن معاوية، وقلب فجأة من عداءه الذي كان معروف لآل البيت لإنه يطالب بالثأر للإمام الحسين،
وذلك الذي جعل الناس تندهش، لإنه قبل ذلك في الفتنة التي حصلت بين معاوية وسيدنا الإمام الحسن رضي الله عنه، كان يطالب بتسليم الإمام الحسن أخو الحسين لمعاوية، وذلك لكي يقدر يصنع لنفسه مكانة عند معاوية ويكون ضمن رجاله المخلصين.
وبعد ذلك حاول ان يكون من رجال عبدالله بن الزبير وينضم له، المهم يكون له دور، ليس من المهم كيف تكون الطريقة، ولما لم يقدر يحصل على ثقة ابن الزبير سافر للكوفة، والتي كان أهلها ما زالوا في فجعة مقتل سيد الشهداء الإمام الحسين.
فوجد ان تلك هي الوسيلة الناجحة، إنه يعمل لنفسه دور، وهناك نصب نفسه، نادي بثأر الإمام الحسين، وادعى إن أخو الإمام الحسين محمد بن الحنفية هو الذي طلب منه ذلك، رغم إن كل ذلك لم يحدث في الواقع.
وهناك جمع التيار الشيعي وزرع فيهم حب الوصول للحكم من خلاله هو، ولكي يثبت إنه صادق في دعوته، قتل فعلا عدد من الذين اشتركوا في الجيش الذين قتل الإمام.
قدر المختار الثقفي يجمع جيش من الشيعة لكي يواجه القاتل، والمحرض الأساسي على قتل الحسين وهو عبيد الله بن زياد، الجيش ذلك كان بقيادة إبراهيم الأشتر، وفعلا تقابل الجيشين عند نهر الموصل وقتلوا بن زياد وهزموا جيشه، وده كانت سنة 67 هجريا.
بعدها قتل كبار الناس الذين شهدوا مقتل الحسين ومنهم عمر بن سعد بن أبي وقاس، وذلك كان أمير الجيش الذي قتل الحسين وقتل معه ناس كثير جدا، طبعا بعد الذي عمله جمع الناس حواليه بأعداد كبيرة جدا، ونال ثقتهم، لدرجة إنه أصبح دولة بداخل الدولة.
طبعا ذلك صنع قلق للأمويين وخاصة عبد الملك، ابن مروان الذي كان يري ملكه ينسحب منه للمختار الثقفي، فلجأ لحيلة إن الذي يتصدر لقتل الثقفي هو ابن الزبير، والذي كان طامع في الخلافة هو أيضا.
يعني يتركهم ينهوا علي بعضهم البعض، والذي سوف ينجوا منهم، سوف يكون أكيد تم استنزاف طاقته، فيكون سهل على عبد الملك إنه يخلص عليه.
وفعلا الذي دبر له عبد الملك بن مروان حصل وتواجه المختار معبد الزبير الذي ارسله جيش على رأسه أخوه مصعب بن الزبير، وهنا اصبح كل واحد بجيشه، واتجه ابن الزبير للكوفة لكي يقاتل المختار وفعلا قتله وفصل رأسه وبعتها لأخوه عبدالله بن الزبير، وعلق يده على باب المسجد.
وبذلك انتهت دولة الثقفي الذي لم يلحق مختار الثقفي انه يؤسسها، وسموه المختار الثقفي الكذاب، لإنه لم يكن مخلص فيما فعله، لكن أخد قصة الثأر من قتلة الحسين وسيلة لتحقيق منفعة شخصية.
بعد موت الثقافي اضطر عبد الملك ابن مروان يواجه جيش ابن الزبير وأخوه مصعب، والذين كانوا ضموا الكثير من البلاد تحت رايتهم وذلك سبب خطر كبير على الدولة الأموية.
وفعلا خرج عبد الملك بن مروان بجيشه سنة 71 هجريا لكي يواجه جيش الزبير بعد ما أرسى حكمه في دمشق وقضي على المنشقين عنه مثل زفر بن الحارث الكلبي، و قدر يتصالح معه، لكن تخلص من الطرف الثاني وهو عمرو بن سعيد الأشدق.
بعدها انتصر عبد الملك على جيش مصعب بن الزبير، وده بسبب خيانة بعض رجال مصعب له بعدما وعدهم عبد الملك بالعطايا والنفوذ، وفعلا قتل مصعب.
بعض المصادر بتقول إنه لما رأس مصعب وصلت للخليفة عبد الملك بكي، وقال ما كنت أقدر أن أصبر عليه ساعة واحدة من حبي له، حتى دخل السيف بيننا.
وذلك يوضح لك مدى المأساة التي سببها الطمع والفتنة بين صفوف المسلمين.
ثورة الأشعث ضد الحجاج بن يوسف الثقفي
بعدما استعاد عبد الملك ابن مروان نفوذه على الشام والعراق، كان باقي فريق الخوارج، واللي كان شوكة في ظهر الدولة الأموية وبعد ما كانوا فرقة واحدة، انشقوا عن بعض لحد ما بقوا حوالي 30 فرقة واختاروا لهم قائد للمواجهة وهو المهلب بن أبي صفرة الأزدي.
والذي كان يتابعه الحجاج الثقافي بنفسه لكي يقضي ع للخوارج، والذين فشلوا فعلا في عهد عبد الملك إنه يكون لهم نجاح في تحقيق أهدافهم.
بعدما انتهت الدولة الأموية بقيادة عبد الملك ابن مروان، وتلك الثورات ظهرت ثورة جديدة اسمها ثورة عبد الرحمن ابن الأشعث، وتلك كانت ثورة خرجت من العراق ضد الأمويين بسبب كرههم، لوالي العراق الحجاج بن يوسف الثقفي.
تلك الثورة دي كانت بقيادة محمد بن الأشعث وبدأت من مكان اسمه سجستان، وبدأت المواجهات بين جيش الحجاج وجيش الأشعث الذي كان أصلا تابع للحجاج، وكان أرسله للإقليم ذلك لكي يؤدب شخص خارج عليه هناك اسمه رتبيل،
لكن الذي حصل إن عبد الرحمن الأشعث انقلب على الحجاج وعلى الأمويين، ونصحوا المهلب بن أبي صفرة إنه ينهي حالة التمرد، ولا يكون سبب في سفك دماء المسلمين، وأيضا أرسل المهلب نفس الرسالة للحجاج لكي يمنع فتنة جديدة سوف بالدولة الإسلامية.
لكن للأسف الأشعث رفض النصح وخرج بجيشه للعراق لمواجهة الحجاج وليس ذلك فقط بل قرر أيضا ان يخلع الخليفة نفسه من الخلافة.
اشتدت المواجهة بين الحجاج الذي كان يقاتل باسم الخليفة، وبين الأشعث، وقرر يمنعه من دخول العراق، وبدأ يرسل له الكتائب لكي توقف، زحف يجيش الأشعث، لكن المفاجأة الزحف لم يتوقف واضطر الحجاج يهرب هو ومن معه للشام، ونزل في مدينة اسمها الزاوية.
الي ان استرد قوته مرة اخري ووقف يواجه جيش الأشعب ويشتري رجاله بالمال والعطايا، لكن كان فيه ناس تساند ثورة الأشعث وخاصة الموالي، وهم المسلمين الأعاجم أو غير العرب.
لأن الأمويين لم يكونوا يعطوا الموالي من أموال الفتوحات، ذلك غير عدم المساواة، وإجبار الحجاج ليهم على دفع الجزية، حتى بعد دخولهم الإسلام.
لما الخليفة رأي قوة جيش الأشعث أشار عليه أهل الشام إن هي خلع الحجاج من منصبه لكي يهدي الأوضاع، خاصة أهل العراق الذين كانوا رافضين ولاية الحجاج عليهم.
لكن المفاجأة كان في رفض أهل العراق للفكرة، وطالبوا بخلع الخليفة نفسه، وإنهم ينهوا الحكم الأموي، لكن استمر في قتال بين الجيش الأموي والجيش الأشعث في أشرس المعارك، وهي معركة دير الجماجم، لحد ما انتصر الأمويين على جيش الأشعث سنة 83 هجريا.
وانتحر الأشعث لكي لا ينال شرف قتله أحد من الأمويين، وذلك كان سنة 85 هجريا لكي تنتهي أقوى ثورة ضد الحكم الأموي، والخليفة عبد الملك بن مروان.
الغريب إن بعض العلماء انضموا لثورة الأشعث مثل الإمام أنس بن مالك، وذلك وقوفا ضد الحجاج نفسه، وسعد بن جبير الذي قتله الحجاج.
الفتوحات الإسلامية في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان
من أهم أعمال الخليفة عبد الملك ابن مروان، إنه أعاد للدولة الأموية قوتها، ويستأنف مرة ثانية الفتوحات ومواجهة الروم، فعين أخوه محمد بن مروان والي على الجزيرة وأرمينيا وانتصروا على الدولة البيزنطية سنة 64 هجريا.
أما في سنة 81 هجريا أرسل الخليفة ابنه عبد الله بن عبد الملك لفتح قلي قالة وتلك كانت أكبر مدن الروم، وبعدها فتح مدينة اسمها المصيصة لكي يثبت عبد الملك ابن مروان إنه أعاد وحدة السياسية لدولته وتحقيق النصر على البيزنطيين.
وفي جماد الأخر سنة 88 هجريا فتح مدينة طوانة على يد مسلمة بن عبد الملك والعباس بن الوليد.
ومن أشهر الفتوحات في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان كانت فتوحات الشمال الإفريقي والأندلس مثل مدينة قرطاجنة والتي كانت تعتبر من أكبر قواعد البيزنطيين على الساحل وكان ذلك بقيادة جيش حسان بن النعمان الغساني، تحت إشراف الخليفة.
لما حسان فتح قرطاجنة قرر يقضي على زعامة البربر في المنطقة، والتي كانت بتحكم سيدة اسمها الكاهنة، لكن للأسف انتصرت عليه الكاهنة وقتل من جيشه عدد كبير.
لكن بعدها بحوالي خمس سنين دارت معركة تانية بين حسان الغساني والكاهنة انتهت بمقتل الكاهنة زعيمة البربر سنة 88 هجريا في معركة سميت معركة بئر الكاهنة ديهيا، وبدأ حسان يتعامل مع البربر بالرفق، ويشاركهم في الفتوحات، وضمن ولائهم وإخلاصهم له، وساوى بين البربر والمسلمين.
وتلك كانت أنجح خطوة قدر بها حسان يضم البربر للدولة الأموية.
من أهم الفتوحات في خلافة عبد الملك ابن مروان فتوحات القائد قتيبة بن مسلم في بخاري وسمرقند. في الفترة من سنة 87 حتى 90 هجريا، والتي قدر فيها يسيطر على إقليم بخاري، وأكبر مدينة وهي مدينة بيكند، بعدها فتح سمرقند سنة 93 هجريا.
بعد ما قدر قتيبة يحقق السيادة الإسلامية على حوض نهر جيحون بعدها تم فتح أقاليم الشاش وفرغانة وكاشغر في الفترة من 94 هجريا لحد 96 هجريا، وكانت الفتوحات تلك سبب في نشر الإسلام لعمق الصين نفسها، وإنهم يجعلوا الدعوة الإسلامية عالمية.
وبدأوا يجعلوا أصحاب البلاد اللي تم فتحها دي يشتركوا في إدارتها، وبذلك ضمنوا ولائهم، والنتيجة دخول عدد كبير منهم الإسلام. بسبب المعاملة الحسنة.
أهم أعمال الخليفة عبد الملك بن مروان
ومن أهم أعمال الخليفة عبد الملك بن مروان هي خطوة تعريب الدواوين داخل البلاد التي تم فتحها، وذلك لكي ينشر اللغة العربية واستخدامها في الشؤون الإدارية، ذلك غير إنه تم بالحدود البرية للدولة الأموية، وبنى فيها عدة قلاع زي عسقلان وقيصرية، وقام بترميم سور عكة وأرض بيل.
وعمل تحصينات في الثغور الشامية على طول الخط الساحلي للبحر المتوسط لحماية حدود دولته من هجمات الروم، وصنع مجموعة حصون مثل حصن صلوقة وحسن بجراس، وعين السلور وحصن الإسكندرونة، وتلك كانت مهمة ابنه الوليد بن عبد الملك.
النظام الإداري في عهد عبد الملك ابن مروان كان على نفس النظام الذي أسسه سيدنا معاوية بن أبي سفيان، وقام بتطويره وتعريب الإدارات فيه، وأشرف بنفسه على الدواوين والتعريب، واختيار الولاة.
وأدخل ديوان جديد اسمه ديوان الطراز، وده إللي كان مختص بملابس الخليفة وحاشيته، وجدد في صناعة المنسوجات.
وكانت من أهم نتائج فكرته في تعريب الدواوين هي تحقيق السيادة للغة القرآن والسنة النبوية وظهور فئة من الكتاب العرب والموالي بدلا من الفرس، والروم في إدارة تلك الدواوين ، غير نشاط حركة الترجمة في مجالات علمية زي الكيمياء والطب.
وقدر كمان يوجه اهتمامه للعراق بعدما نزع حكم مصعب بن الزبير سنة 72 هجريا،
وقام بتوزيع العمال اللي ضامن ولائهم على كل مدن العراق، وقدر يسترجع خرسان على يد المهلب بن أبي صفرة سنة 79 هجريا.
بعدها قدر يسيطر على جزيرة اسمها الفراتية وتلك التي بين نهر دجلة والفرات لإنها كانت مهمة لو في مواجهة الخزر والبيزنطيين، فقام بتشجيع أهلها على تملك الأراضي، وبذلك يدافعوا معه ضد أي هجمات سوف تحصل.
وقدر يسيطر على أرمينيا وأذربيجان.
كان الخليفة عبد الملك ابن مروان يتبع نظام الشورى في إنجاز مهمته، وكان له مجموعة من أصحابه مستشاريه مثل ربيع الجورشي وروح ابن زومباع ويحيى بن الحكم، واعتمد على أهل الشام الذين كانوا أكتر الناس إخلاصا له.
واعتمد على إنه يولي أقاربه في المناصب وخاصة أفراد البيت الأموي لكي يضمن ولائهم، وكان من أهم الولاد في عهده الحجاج بن يوسف الثقفي، والذي كان يعتبر لعنة على أهل العراق مثلما وصفه وابن كثير، وقال فقد كان الحجاج نقمة على أهل العراق بما سلف من الذنوب و الخروج على الأئمة.
كان الحجاج جبار وسافك للدماء، ورغم ذلك كان من أهم ولاه الخليفة وأقواهم، وربما رآه المناسب لتوليته العراق وقتها، وخاصة إنها كانت منبع الاضطرابات.
النظام المالي في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان كان يعتمد على أكثر مصدر منهم الجزية والخراج والنظام الصوافي مثل تصرف الخليفة في الثروات التي يتركها أشخاص دون ورثة لها، كانت تدخل خزينة الدولة.
ذلك غير بند النفقات العسكرية و رواتب الجنود التي كانت تتراوح بين 1800 درهم و1600 و 1200، وكان يخصص بند آخر للصناعات الحربية وتطوير السلاح.
ذلك غير اهتمام بالزراعة، لكن من الجانب الغربي للدولة، وذلك بسبب استقرار الوضع السياسي فيها عن غيرها، عكس الجانب الشرقي الذي تعرض لأزمة فعلا أثرت على الزراعة والتجارة، وتحولت التجارة الداخلية من حالة قوة لضعف وذلك بسبب كثرة الفتن والحروب ونقص النقدية، واستمر ده لحد سنة 77 هجريا.
تغير الوضع تماما، وزادت حركة التجارة بعد سك العملة الإسلامية الموحدة وتوحيد الكيل والميزان، وتنظيم الأسواق ومراقبتها.
الصناعة في عهد عبد شهد تطور مثل صناعة البناء والمعمار والصناعات البحرية الخاصة بالسفن وصناعات الورق، وخاصة في مصر، والتي اعتمد فيها على ورق البردي.
ذلك غير تعريبه لدور ضرب العملة، والتي كان يعمل فيها الفرس والروم وحول الدرهم والدينار لعملة إسلامية موحدة لكي ينهي تبعية دولته للبيزنطيين ويحرر الدولة من النفوذ الأجنبي ويستقل عنهم والذي ساعده على ده توفر كميات كبيرة من الذهب والفضة.
ومن أهم المباني التي بناها عبد الملك بن مروان بناء مسجد قبة الصخر وقت مشروع تعميره لبيت المقدس والذي اهتم شخصيا بذلك المشروع، ورصد له ميزانية مالية جبارة.
أما نظام القضاء في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان فاستمر مثل عهد الخلفاء من قبله، وكان أشهر القضاة فيه القاضي أبو إدريس الخولاني، وكان يتابع مهام القضاة بنفسه لضمان عدم الرشوة.
وقام بتحديد مهور النساء بنفسه، وخلى مهر المرأة حوالي 400 دينار.
حياة عبد الملك ابن مروان كانت حافلة وشهدت اضطرابات سياسية ما بين ثورات وفتوحات لكي يكون من أهم خلفاء الدولة الأموية والتي يقدر يعدلها قوتها بعد حالة الضعف التي حصلت من بعد وفاة معاوية وابنه يزيد.
رغم وجود الاضطرابات الداخلية والفتن السياسية، إلا إن عبد الملك ابن مروان قدر يباشر الفتوحات الإسلامية ويواجه الإمبراطور الروماني ويجعل الدولة الأموية تشن هجمات حربية قوية على الروم، خاصة لما طلع الجيش الأموي أرمينيا، وهناك هزم الروم، وهرب الإمبراطور الروماني.
وفي سنة 81 هجريا أرسل ابنه عبد الله لفتح قلي قالة لكي يحكم سيطرته على أكبر مدن البيزنطيين.
وسنة 84 هجريا قدر يسيطر على مدينة المصيصة ووضع حميات عربية وهي مثل الكتائب تتكون من 300 مقاتل لكي يضمن السيطرة على تلك المنطقة، وبعدها بنى مسجد فيها للمسلمين الجدد.
استطاع الخليفة عبد الملك ابن مروان إنه يقضي على دولة ابن الزبير، وقام استرداد العراق وحرر الاقتصاد الإسلامي من اعتماده على الدينار البيزنطي. ويكون له عملة خاصة.
وقدر ينجح، إنه يسيطر على القبائل العربية الشمالية في سوريا.
من المواقف اللي تدل على فراسة الخليفة عبد الملك ابن مروان وفطنته وذكائه، هو موقفه من رسالة ملك الروم له، لما أرسل الخليفة عبد الملك ابن مروان صديقه الشعبي والذي كان قريب منه ويستشيره في أمور كثيرة، لإنه كان وافر العلم شديد الفطنة.
وذلك كان يؤهله إنه يكون جليس الخليفة، ومصدر ثقته، ولذلك أرسله الخليفة برسالة لملك الروم والذي استقبل الشعبي وسأله عن حاجات كثيرة، وكان المدهش هي إجابة الشعبي المنظمة والمقنعة.
كان من عادة الملوك إنهم لا يطولوا فترة إقامة الرسل عندهم، لكن ملك الروم خالف تلك القاعدة وامتدت فترة إقامة الشعبي عنده لدرجة ان الخليفة عبد الملك بن مروان قلق عليه.
ملك الروم سأل الشعبي، هل أنت من أهل بيت الخليفة؟، ورد الشعبي وقال له لأ، أنا رجل من عامة الشعب، وهنا همس ملك الرمل لأصحابه يعملوا حاجة معينة، وكانت كتابة رسالة موجهة للخليفة على رقعة.
وطلب الملك من الشعبي لما يوصل للخليفة يسلمه تلك الرسائل ومن ضمنها الرقعة.
وصل الشعبي لبلاط، الخليفة وسلمه الرسائل وانصرف ونسي ان يسلمه الرقعة.
رجع ثاني الشعبي للخليفة وسلمه والرقعة الخليفة فتح الرقعة وراها ونظر للشعبي وقال له أقال لك شيئا قبل أن يدفعها إليك؟ الشعبي رد نعم يا أمير المؤمنين، قال لي من أهل بيت الخليفة أنت؟ فقلت له لا، ولكني رجل من عامة الشعب.
الشعبس خرج بعد حديثه مع الخليفة، وقبل ان يغادر البلاط الخليفة ارسله ثاني يرجع له، الخليفة قال له هل انت قرأت تلك الرقعة؟ رد الشعبي بالنفي لأ،
فقال له الخليفة قراها، فقرأ الشعبي الرقعة، والتي يقول فيها ملك الروم. عجبت من قوم فيهم مثل هذا، كيف ملكوا غيره.
الشعبي اندهش من رسالة ملك الروم، وقال للخليفة والله لو علمت ما في الرقعة ما حملتها، وإنه قال ذلك لأنه لم يرك، رد الخليفة وقال له أف تدري لماذا كتبها؟ فقال الشعبي لأ.
قال الخليفة حسدني عليك، وأراد أن يغريني بقتلك.
لما تلك القصة وصلت لملك الروم زاد حسده للخليفة، وقال ما أردت إلا ما قال ابن مروان، وذلك يدل على فراسة عبد الملك ابن مروان وحسن ربطه للأمور ببعضها البعض.
وفاة عبد الملك بن مروان
قبل وفاته كان المفروض إن الخلافة تنتقل لأخوه عبد العزيز الذي كان والي مصر، لكنه قرر إن الحكم يروح لاحد من أولاده الثلاثة، الوليد أو سليمان أو يزيد، بعد وفاة أخوه عبد العزيز انتقلت الخلافة مباشرة للوليد بن عبد الملك.
توفي عبد الملك ابن مروان سنة 86 هجريا، قبلها كان وضع خطة لفتوحات تمت بعد موته بالفعل. كان أوصى بها ابنه الوليد يكملها من بعده. لذلك بعض المصادر التاريخية ترجع الفضل له في الفتوحات دي والتي ذكرناه.
تم دفنه في دمشق يوم الجمعة من شهر شوال وكان عمره وقتها 60 سنة عشان يتولى من بعدها بن الوليد بن عبد الملك ابن مروان، وهو ما سوف نسرده في قادم الفقرات، وبذلك تكون انتهت مقالتنا حول قصة الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، ابقوا في امان الله والسلام.