في غزوة أحد، تحول النصر الهزيمة والهزيمة لنصر، والسبب كله الزبير بن العوام اعظم مقاتل في التاريخ، لما بدأت الغزوة والتحم الجيشين، وبدأ القتال، كان أول وقود للمعركة، هو حامل لواء المشركين طلحة بن أبي طلحة العبدري وكان من أمهر فرسان قريش لدرجة إن المسلمين من شدة قوته وشجاعته كانوا يلقبوه بكبش الكتيبة.
خرج العبدري على ظهر جمل يطلب من أي أحد من المسلمين يقاتله ويواجهه، لكن من شدة شجاعته وقوته، لم يتصدر له أحد، وكلهم أحجموا، ما عدا واحد خرج من بين الصفوف، وبسرعة شديدة جدا، اتجه نحو طلحة ولم يترك فرصة لطلحة، حتى إنه ينزل من على الجمل اللي كان يركبه،
وطلع وراء طلحة على الجمل وشده وأنزله على الأرض وذبحه بالسيف. كان ذلك البطل هو الصحابي الزبير بن العوام رضي الله عنه.
ولما شاف النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الصراع ده، وقوة زبير رضي الله عنه كبر وكبر المسلمون وراءه، وأثنى النبي صلى الله عليه وسلم على الزبير رضي الله عنه قال “لو لم يبرز إليه أحد لبرزت أنا إليه، لما رأيت من إحجام الناس عنه”
فيا ترى ما هو موقف الزبير بن العوام رضي الله عنه من الفتنة؟ وقتلت سيدنا عثمان؟ تعالوا نعرف قصة الزبير بن العوام من البداية.
من هو الزبير بن العوام
الصحابي الزبير بن العوام هو اسمه الزبير بن العوام بن خويلد ابن أسد بن عبد العزى، ابن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي الأسدي، وقبيلة بني أسد فرع من قريش، ولد الزبير بن العوام في مكة قبل البعثة ب12 أو 16 سنة، والرواية الأرجح إنه ولد قبل البعثة ب16 سنة.
يعني الفارق العمري بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم على أقصى تقدير سوف يبقى 24 سنة، وعاش يتيم بعد مقتل أبوه العوام في حرب الفجار.
أبوه كان يعمل في حرفة النجارة، وكان من أهل النسب والشرف والرفعة في الجاهلية، ولما مات تولى كفالة الزبير بن العوام عمه نوفل بن خويلد، وتولي تربيته أمه صفية.
وينقل لنا أصحاب السير إنه عاش طفولته في الجاهلية، وفيها اجتمع عليه اليتم وشدة الألم، لدرجة إن لما عمه نوفل بن خويلد رأي الطريقة اللي والدته تعامله بيها، وهو ما زال طفل صغير رق قلبه له، واعترض عليها، فردت عن نفسها صفية
“من قال إني أبغضه فقد كذب، و إنما أضربه لكي يلب ويهزم الجيش و يأتي بالسلب. ”
قصة الزبير بن العوام اعظم مقاتل في التاريخ
الزبير بن العوام منذ صغره استطاع فرض احترامه وهيبته على زعماء مكة من قريش بفضل صلابته وشجاعته، إلى جانب نسبه الرفيع، حتى وصل إلى عتبة الرجولة، كان في طبيعة الدعوة يعني في الثلاث سنوات السرية الأولى، وقتها كانت الدعوة محدودة جدا ومقتصرة على أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه المقربين جدا منه،
واللي كان منهم زوجته أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها، وابن عمه علي بن أبي طالب، وصاحبه الصديق أبوبكر، ومولاه أو خادمه زيد بن حارثة رضي الله عنهم جميعا، ومجموعة قليلة مستضعفة من أهل مكة،
كاتمين إسلامهم لدرجة إن الواحد فيهم كان يكتم إسلامه عن أهل بيته خوفا من رد فعل أقرب الناس له، واحتمالية إنهم يبلغوا قريش بأمره، و وقتها لن يري منهم رحمة.
عرض أبو بكر الصديق الإسلام على الزبير بن العوام
لما عرض سيدنا أبو بكر الإسلام علي الزبير بن العوام، وقتها أسلم الزبير رضي الله عنه بدون خوف من قريش، فاكتشف عمه إسلامه، جن جنونه، ورأي إن ابن أخوه سوف يأتي له بالعار، وغضب جدا، وأخدت الزبير بن العوام لفه بالحصير، وعلقه على الحيط، وأشعل جنبه النار لكي يعبذبه بالدخان، ويؤمره يكفر بمحمد ويرجع للأصنام.
والزبير، يتحمل الخنق والحرق، ويقول لا أكفر أبدا.
الزبير كان جريء وشديد، طالما اقتنع بشيء لا يتركه لدرجة إنه كان أول من رفع سيفه يريد مواجهة قريش في تاريخ الإسلام والحكاية كما رويت هي أول رجل سل سيفه في الله الزبير بن العوام، عندما سمع إن قريش أخذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فخرج الزبير يشق الناس بسيفه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم بأعلى مكة، وعندما رأى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الزبير
قال له ما لك يا زبير؟
فرد الزبير على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال له سمعت أن قريش أخذتك يا رسول الله،
فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم ولسيفه وذلك كلام موثوق وإسناده صحيح، وحكاية تدل لنا على روح الزبير الطيبة واندفاعه في الحق في هذا السن المبكر.
نذهب لمرحلة الجهر بالدعوة في مكة، واللي بدأت من السنة الرابعة للبعثة، وكان تنكيل قريش بلغ شدته، والعذاب الواقع على المسلمين من قريش رهيب، وقتها الدعوة هي اللي أصبحت جهرية معلنة لقريش، لكن اللي يصدق الدعوة ويؤمن بالدين الجديد يجعل إسلامه سر داخل نفسه،
يعني يتعلم من النبي صلى الله عليه وسلم الأوامر والنواهي، وكل واحد يطيع الدين قدر المستطاع فقط، بحيث إن لا يكتشف لإن غلطة قريش وقسوة تعذيبها، كان متزايد ووصل للقتل، خصوصا في ضعفاء المسلمين اللي ليس لهم عزوة بين الناس.
هجرة المسلمين إلى الحبشة وكان الزبير بن العوام أصغر المهاجرين
الإيذاء زاد وزاد الي ان قرر النبي صلى الله عليه وسلم إن المسلمين يهاجروا، الي بلاد الحبشة وقال لهم (لو خرجتم إلى أرض الحبشة، فإن بها ملكا لا يظلم عنده أحد، وهي أرض صدق حتى يجعل الله لكم فرجا مما أنتم فيه.)
وفعلا هاجر المسلمين الأوائل، وكان الزبير بن العوام أصغر المهاجرين سنا.
لما وصلوا الحبشة وجدوا النجاشي كما أخبارهم عنه النبي صلى الله عليه وسلم أحسن استقبالهم، وقدم لهم الأمان والحماية، وكانت علاقتهم بالنجاشي من أحسن ما يكون، رغم محاولة قريش إنها توقع بينه وبين المسلمين، لكن قتل جعفر بن أبي طالب محاولتهم بفطنته في الرد عليهم أمام النجاشي.
وعاش المسلمين سنوات هناك في حماية الملك الحكيم.
النجاشي ملك الحبشة
وبما إننا تطرقنا إلى الهجرة إلى الحبشة، فلدينا فرصة نقول إن النجاشي ليس اسم الملك اللي آوي المسلمين، كلمة نجاشي هي اللقب الحبشي اللي يقال على الملك، لكن لأنه ذلك النجاشي اللي له أثر في تاريخ الإسلام، عرفنا كلمة النجاشي على إنها تقصد الملك ذلك بالذات، إنما اسمه فعلا كان أصحمة بن أبجر.
ومما يحكى عن الزبير بن العوام في الحبشة إنه في مرة خرج على النجاشي رجل من الحبشة، ينازعه في ملكه، فاشتد الحزن والخوف عند المسلمين، إن الملك العادل يغلب، ويأتي ملك يتقلب عليهم، فكانوا مخلصين في الدعاء للنجاشي، وأرادوا إن أحد يخرج فيحضر الموقعة، ويعود بالخبر، من الذي انتصر؟
وقتها تقدم الزبير بن العوام للمهمة، وكان تقريبا أصغرهم سنا، فنفخوا لهم إربة مسك بيها، وسبح عليها في النيل الي ان خرج إلى ملتقى الناس، فحضر الموقعة، ورأى نصرة الله للنجاشي على عدوه.
ورجع الزبير يلوح بردائه يقول “ألا فابشروا، فقد أظهر الله النجاشي، وقد أهلك الله عدوة.” فكان أسعد ما سعد بيه في سنوات بالحبشة. هو يوم انتصار النجاشي وظلوا عنده الي ان رجع بعضهم إلى مكة أو مباشرة إلى يثرب، وبعضهم استمر في إقامته في الحبشة، واستقرت حياته هناك.
طبعا الأمر لم يسلم من بعض المعارضة، وكان بعض البطارقة متضايقين من موافقة النجاشي التامة للمسلمين في اعتقادهم، لكنه كان ملك حكيم قادر على اكتساب تأييد رعيته.
وقبل ان يترك الزبير بن العوام الحبشة ويرجع لكي يلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم في مكة، بعدما وصلت لهم شائعة، إن قريش دخلت في الإسلام، أهداه النجاشي حربة، وكانت تلك الحربة اللي يحملها النبي صلى الله عليه وسلم.
دور أسماء بنت أبي بكر زوجة الزبير بن العوام في الهجرة النبوية
نوصل بعد ذلك لمشهد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى يثرب، ويجب طبعا هنا نتذكر دور السيدة أسماء بنت أبي بكر المشهورة بلقب ذات النطاقين رضي الله عنها، زوجة الزبير بن العوام رضي الله عنه، واللي كانت أبعد حد عن إنه قريش تشتبه فيه لكونها امرأة، وأيضا كانت وقتها حامل،
ولذلك كده هي التي تولت توصيل الطعام والماء للنبي صلى الله عليه وسلم، وأبوها أبي بكر الصديق رضي الله عنه في غار ثور.
وللمزيد من الحذر، كان الصحابي عامر بن فهيره يخفي آثار أقدامها هي وأخيها عبد الله لكي لا يعرف أحد مكان النبي صلى الله عليه وسلم.
لما وصل الزبير بن العوام وأسماء بنت أبي بكر للمدينة المنورة، كان اليهود أشاعوا إنهم سحروا أرحام نساء المسلمين، ولن يولد له مولود، وكان المسلمين في حزن شديد، وافتكروا إن اليهود فعلا نجحوا في أذاهم.
لكن أسماء والدة عبد الله بن الزبير، وكانت فرحة المسلمين لا توصف لما ولد، لإنه كان أول مولود في دار الهجرة للمسلمين.
السيدة أسماء رضي الله عنها تحكي الموقف وتقول “حملت بعبدالله في مكة، فخرجت وأنا متم، فأتيت المدينة فولدته بقباء، ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه في حجره ثم دعا بتمرة، فمضغها، ثم تفل في فيه، فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم،
ثم حنكه بالتمرة، ثم دعا وبارك عليه، وكان أول مولود ولد في الإسلام، وقد فرح المسلمون به فرحا شديدا.”
دور الصحابي الزبير بن العوام في غزوة بدر
لما بدأت الغزوات ودارت الحروب بين المسلمين والمشركين، كان الزبير بن العوام فيها فارس مقدام شجاع، لا يهاب أحد.
في العام التاني للهجرة، بعدما عرف النبي صلى الله عليه وسلم إن قافلة أبو سفيان سوف تمر بالتجارة، وكان فيها 40 رجل، و محملة بأموال عظيمة لقريش، والنبي صلى الله عليه وسلم أراد إنه يسترد من قريش جزء من اللي نهبوه من أموال المسلمين، لكن بلغ سفيان بن حرب، ما نوي الرسول صلى الله عليه وسلم فعله.
فأرسل واحد اسمه ضمضم بن عمرو الغفاري لمكة بسرعة لكي يبلغ قريش، إنه تجارتكم وأموالكم في خطر، ومحمد سوف يتعرض لها، وبخبرته في التجارة والسفر غير أبو سفيان مسار القافلة، ووصل جيش قريش للقتال، النبي صلى الله عليه وسلم.
عرف النبي صلى الله عليه وسلم بالتغييرات التي تمت، وشاور أصحابه في القتال، وهل يتم في المدينة؟ ولا نخرج لهم؟ فكان الاختيار بالخروج ومحاربتهم عند بئر بدر.
عقد النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث ألوية
- لواء القيادة العامة مع مصعب بن عمير،
- ولواء المهاجرين مع علي بن أبي طالب،
- ولواء الأنصار مع سعد بن معاذ،
وكان الزبير فارس على قيادة ميمنة الجيش.
أرسل النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب والزبير بن العوام في مجموعة من الصحابة يتجسسوا عند ماء بدر، وذلك أمر فيه مخاطرة بمقابلة الأعداء،
واختيار النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة هؤلاء بالتحديد يدل لنا على مقدار ثقة النبي صلى الله عليه وسلم في شجاعتهم وإخلاصهم، وحسن تصرفهم، وبالفعل كانوا عند حسن ظن النبي صلي الله عليه وسلم فيهم، واجتمعت المعلومات النبي صلى الله عليه وسلم، ورتب خطته عليها.
كان جيش المشركين وقتها 950 محارب ضد 314 مقاتل مسلم، ولا يوجد مع المسلمين من الخيول غير اثنين، واحد للزبير بن العوام، والثاني للمقداد بن الأسود، ودارت أحداث معركة غزوة بدر،
وحكى الزبير بن العوام رضي الله عنه عن معركة بدر ودوره فيها وقال: “لقيت يوم بدر عبيدة بن سعيد بن العاص وهو مدجج بالسلاح، لا يرى منه إلا عيناه وهو يكني أبو ذات الكرش، فقال أنا أبو ذات الكرش، فحملت عليه بالعنزة الحربة الصغيرة، فطعنته في عينه، فمات.”
ويروي بن سعد إن كانت على الزبير، عمامة صفراء لفها على راسه، ورد طرفها على وجهه يوم بدر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “إن الملائكة نزلت على سيماء الزبير.” يعني على نفس الهيئة.
وقدر يحصد الرسول صلى الله عليه وسلم النصر للمسلمين، وهزم المشركين.
بعد نصر المسلمين في بدر رجعوا للمدينة فرحانين جدا بنصر ربنا ليهم وتمكينهم وعزتهم من بعد الذل والهوان اللي تعاملوا بيه من قريش، وفوق النصر معهم غنائم ومعهم أسري وليس ذلك فقط بل أيضا كسرت أمامهم قريش وذهبت هيبتها.
وعلى الجانب الآخر قريش رأت إن المسلمين أصبحوا خطر مباشر عليها وعلى مصالح التجارة خاصتهم على طريق الشام، وبدأت قريش تفكر في الثأر، ومنعوا البكاء على قتلاهم، وأيضا منعوا الاستعجال في فداء الأسرى لكي لا يدفعوا أموالهم للمسلمين ويستغلها النبي صلى الله عليه وسلم في تسليح جيشه، فتزيد قوته أكتر وأكتر.
تلك أيضا كانت حيلة نفسية اي معناها لن تشمتوا فينا، فنحن أقوى من إننا نبكي على اللي مات ومن عندكم من الأسرى لسنا مستعجلين عليه ولا فارق معنا.
كانت يعني محاولة منهم لهز ثقة المسلمين في حجم إنجازهم، لحين الاستعداد إنهم يحاربوا المسلمين في جولة ثانية ولم تتأخر كثيرا.
كان اللي يتصدر المشهد من زعماء قريش عكرمة بن أبي جهل، و صفوان بن أمية، وأبو سفيان بن حرب، وأول شيء عملوه إنهم أتوا بالقافلة اللي كانت سبب في معركة بدر، وقالوا لأهل قريش إن تلك أموالكم اللي بسببها قتل أشرافكم وضاعت هيبتكم، فساعدونا بيها على حرب محمد، انتقاما مما فعله فينا.
دور الزبير بن العوام في غزوة أحد
وخرج الرسول صلى الله عليه وسلم في ألف مقاتل من المسلمين، وقسم الجيش تلات كتائب على ميمنة الجيش و ميسرته الزبير بن العوام، والمنذر بن عمر، وتسلم اللواء مصعب بن عمير رضي الله عنهم.
وخرج سيدنا حمزة بقيادة الجيش، والنبي صلى الله عليه وسلم شدد على الرماة الذين على جبل أحد الا يتركوا مكانهم نهائيا إلا بأمر مباشر منه، لأن مهمتهم هي حماية ظهر المسلمين في أرض المعركة.
جيش المشركين كان عليه خالد بن الوليد، وعكرمة ابن أبي جهل، وحامل اللواء، كان طلحة بن أبي طلحة العبدري، ويقود الحرب أبو سفيان بن حرب زعيم بني أمية على ألف فارس بالخيول بكامل دروعهم و3000 جندي من المشاة، ورائهم النساء للتشجيع.
والتحم الجيشين، وبدأ القتال في غزوة أحد، وكان أول وقود للمعركة هو حامل لواء المشركين، طلحة بن أبي طلحة العبدري، وكان من أمهر فرسان قريش، لدرجة إن المسلمين من شدة قوته وشجاعته كانوا يلقبوه بكبش الكتيبة.
خرج طلحة العبدري على ظهر جمل يطلب من أي أحد من المسلمين يقاتله ويواجهه، لكن من شدة شجاعته وقوته لم يتصدر له أحد وكلهم أحجموا،
ما عدا واحد خرج من بين الصفوف، وبسرعة شديدة جدا، لم يترك فرصة لطلحة إنه ينزل من على الجمل اللي راكبه، بل بالعكس طلع هو لطلحة فوق الجمل وشده وأنزله على الأرض وذبحه بالسيف.
كان ذلك البطل هو الزبير بن العوام رضي الله عنه، ولما رأي النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الصراع وقوة الزبير بن العوام رضي الله عنه كبر، وكبر المسلمون وراءه، وأثنى النبي صلى الله عليه وسلم على الزبير رضي الله عنه وقال “لو لم يبرز إليه أحد لبرزت أنا إليه، لما رأيت من إحجام الناس عنه.”
بعدها أقبل خالد وعكرمة، فلقيهم الزبير والمقداد، فهزم المشاركين، فنزل القرآن بقول الله تعالى بسم الله للرحمن الرحيم {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ ۖ }
واشتبك النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي سفيان، وهزمه.
الرماة المسلمين، لما وجدوا النصر حليف المسلمين، وأبو سفيان هزم، ولواء المشركين سقط بعد مقتل حامله على يد الزبير، افتكروا إن المعركة انتهت وتركوا الجبل، ونزلوا لكي يجمعوا الغنائم.
خالد بن الوليد، وهو يهرب الجيش لكي ينجو بحياة من بقي معه، ويبحث على أي فرصة ممكنة، رأي جبل أحد فاضي من الرماة اللي كانوا يحمون ظهر المسلمين وبسرعة لم جنوده ولف بالجيش وهجم على المسلمين من ظهرهم من مكان الرماة المسلمين،
وتحول نصر المسلمين لهزيمة حكاها الزبير بن العوام بنفسه لما قال “لقد رأيتني أنظر إلى خدمه ندو صواحبها، مشمرات هوارب ما دون أخذهن قليل ولا كثيرن إذ مالت الرماة للعسكر، يريدون النهب، وخلو ظهورنا للخيل، فأتينا من أدبارنا، وصرخ صارخ ألا إن محمدا قد فتل، فإنكفأنا، وانكفأ القوم علينا.”
وذلك الذي نزل القرآن يوثقه للتاريخ والعظي بقول الله تعالى {حَتَّىٰ إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ ۚ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الْآخِرَةَ ۚ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ ۖ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (152)}
وأصبح جيش المسلمين ما بين جريح ومقتول ومهزوم، وكان مصاب المسلمين شديد بالذات في مقتل حمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم، وأخوه في الرضاعة، وعم علي بن أبي طالب، وخال الزبير،
واندفعت صفية بين الصفوف، تريد ان تودع أخيها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لابنها الزبير، “ردها لئلا ترى ما بأخيها حمزة”
لكن السيدة صفية احتسبت مصابها في أخوها، وقالت في نموذج عظيم للصبر عند المصيبة “بلغني أنه مثل بأخي، وذلك في الله قليل، فما أرضانا بما كان منذ لك لأحتسبن ولا أصبرن.”
فأمر النبي صلى الله عليه وسلم الزبير يفسح لها، تودع أخاها، فودعته، وقدمت الكفن الذي كفن فيه، وتماسكت، لدرجة إن لما رجعوا المدينة كانت بيوت المسلمين كلها تبكي، قتلها في أحد،
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول، “ولكن حمزة لا بواكي له.” يعني إن أهل حمزة تمسكوا بالاحتساب، ولم يبكوا.
نذهب للمحطة التي بعد ذلك في شهر شوال للسنة الخامسة من الهجرة، عندما اختلف المسلمون مع اليهود، الزبير بن العوام خلال تلك الفترة لم يكن مقاتل فقط، ولكن كان العين التي تستطلع أمر اليهود وتنقله للنبي صلى الله عليه وسلم.
فرآه ابنه الصغير عبد الله بن الزبير وهو خارج يتحسس أخبار بني قريظة، وخاف عليه، وبدأت المعركة بين المسلمين واليهود، وفي يوم الغزوة، خرج واحد من صفوف اليهود اسمه نوفل بن عبد الله بن المغيرة المخزومي، وطلب أي حد من المسلمين يبارزه بالسيف.
فخرج الزبير وضربه ضربة واحدة، قسمته نصين، ومن شدة الضربة حد السيف، كسر منه شظايا وتشقق، وخرج الزبير بن العوام بعدما قتله، وهو يقول “إني إمرأ أحمى، وأحتمي عن النبي المصطفى الأمي.”
فبعد الحرب سأل عبد الله أبوه الزبير عن سبب خروجه ليلا قبل المعركة، فالزبير بن العوام رضي الله عنه قال لابنه إن ذلك أقل شيء يقدمه للنبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يقول له فداك أبي وأمي يا بن العوام التي لم يقلها أبدا لاحد غيره.
دور الزبير بن العوام في غزوة الخندق
وفي غزوة الخندق يوم الأحزاب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يأتيني بخبر قوم؟
قال الزبير أنا،
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يأتيني بخبر القوم؟
قال الزبير أنا؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم إ(نَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوارِيًّا وإنَّ حَوارِيَّ الزُّبَيْرُ بنُ العَوّامِ.) والحواري هو الناصر المخلص.
دور الزبير بن العوام في حصار بني قريظة
نوصل للمعركة التي بعد ذلك، والتي كانت لتأديب بني قريبة لخيانتهم العهد مع المسلمين بعد حصار النبي صلى الله عليه وسلم لبني قريظة، شهر تقريبا، طلب بنو قريظة الحكم من سعد بن معاذ، واللي حكم فيهم بقتل المقاتلة والسبي وتقسيم الأموال، فظلوا داخل حصونهم محتمين.
الي ان سمعوا سيدنا علي يقول “والله لأذوقن ما ذاق حمزة أو لأفتحن حصونهم.”
ولما لمحو الزبير بن العوام وعلي بن أبي طالب يقربوا قربه فعلا من حصونهم، قالو بسرعة يا محمد ننزل على حكم سعد بن معاذ.
الرسول صلى الله عليه وسلم، بشر أهل بدر والحديبية بشر عظيمة في الحديث الشريف، (لن يَدخُلَ النَّارَ رَجُلٌ شَهِدَ بَدْرًا والحُدَيْبيةَ.) والزبير من البدرين الرضوانيين اللي اختصهم الرسول صلى الله عليه وسلم بتلك البشرة العظيمة.
دور الزبير بن العوام في غزوة خيبر
في غزوة خيبر كان النبي صلى الله عليه وسلم على رأس جيش مكون من 1400 راجل، و200 فارس بالخيول، وقتل سيدنا علي بن أبي طالب مرحب اليهودي، فلما قتل مرحب طلع أخوه ياسر يطلب الثأر، كان ياسر لا يقل في الكفاءة القتالية عن مرحب،
فخرج له الزبير بن العوام، فخافت أمه صفية بنت عبد المطلب عليه، وقالت “يقتل ابني يا رسول الله؟ فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم بل ابنك يقتله إن شاء الله.”
فالتقىا فقتله الزبير، فكان الزبير إذا قيل له والله إن كان السيف كيوم إذن صارما، يقول والله ما كان بصارم، ولكني أكرهته.
ولما قتل مرحب وأخوه دب الخوف والرعب في قلوب اليهود، وبدأت مقاومتهم، تضعف وثباتهم يقل، وبدأت الحصون خاصتهم تقع حصن وراء حصن، وكان أول الحصون اللي وقعت حسن ناعم وحسن القاموس، وآخر الحصون اللي سقطت كان حسن الوطيح والسلالم.
واتفقوا مع النبي صلى الله عليه وسلم إن اللي سوف يظلوا في الحصون، ولا يقاتلوا المسلمين لهم عهد الأمان ولن يأخذ منهم أسرى ولا يقرب من مالهم لكن بشرط جزائهم عن المدينة ليهم المتاع وما حملت ركابهم وللنبي صلى الله عليه وسلم الأصفر والأبيض، يعني الذهب والفضة.
وأكد النبي صلى الله عليه وسلم عليهم الاتفاق على ذلك، وقال لهم (برئت منكم ذمة الله وذمة رسوله، إن كتمتموني شيئا) وفعلا الحصون سلمت للمسلمين.
دور الزبير بن العوام في فتح مكة
نذهب بعد ذلك لمشهد فتح مكة سنة 8 هجريا، بعدما نقد صلح الحديبية، وغدر المشركين بالعهد، أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقطع الطرق من وإلى مكة، وطلب النبي صلى الله عليه وسلم من سيدنا الزبير بن العوام رضي الله عنه إنه يدخل مكة مستعرضا بالجيش من شمالها،
وأمره، إنه يضع رايته بالحجون، وهو مكان بأعلى مكة، ولا يبرح حتى يأتي.
وطلب من القائد خالد بن الوليد إنه يدخل مكة مستعرضا بالجيش من جنوبها، وهو أيضا رافع راية من رايات المهاجرين، يعني من كانوا في أحد ضد بعض، الان الاثنين داخلين مكة مع بعض فاتحين،
واحد أمير على نصف الجيش ومعه اللواء ويغزو من أعلى مكة، والثاني أميرة على النصف الاخر من الجيش، ويغزو من أسفلها ومعه لواء النبي صلى الله عليه وسلم، هو أيضا وسبحان الله يهدي من يشاء.
نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن القتال إلا لمن يقاتلهم، ودخل صلى الله عليه وسلم لمكة تحت راية الزبير بن العوام رضي الله عنه.
كان العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم، طلب منه إنه يترك يذهب ليدعو أهل مكة للإسلام قبل ان يصل له مجيش الزبير، وجيش خالد، فسمح له النبي صلى الله عليه وسلم بالذهاب ليهم، وبعد ذلك رجع خاف عليه من القتل، فقال الصحابة (ردوا على عمي لا يقتله المشركون.)
لكن رفض العباس يرجع ووصل لقريش وقال له تم حصاركم، أسلموا تسلموا، وها هو الزبير في شمال مكة بجيشه، وخالد في جنوب مكة بجيش آخر، والنبي صلى الله عليه وسلم يقود المهاجرين والأنصار، وقبيلة خزاعة.
ووصل المسلمون مكة، والزبير بن العوام على ميسرة الجيش، ومعه اللواء، وفتح الله للنبي صلى الله عليه وسلم فتحا مبينا.
دور الزبير بن العوام في غزوة حنين
ومن أكتر الأقوال اللي قيلت في الشهادة للزبير كمقاتل لما كانت غزوة حنين، سنة 8 هجرية، ووضع الزبير رمحه على عاتقه، وعصب رأسه بعصابة حمراء، فرآه المشركين من بعيد، ووصفوه لمالك بن عوف النصري، وهو قائد هوازن وثقيف يوم حنين،
فعرفه من الوصف، وقال لهم “هذا الزبير بن العوام. أحلف باللاة، لا يخالطنكم فاثبتوا” يعني انه يحلف بآلهته إن الزبير بن العوام سوف يخترق عمق صفوفهم ويطلب منهم الثبات.
وفعلا ظل الزبير بن العوام يطاعن ويقتل فيهم بشجاعة لحد الي ان فرق صفوفهم وزعزعت ثباتهم.
فكأن الزبير الرجل يجري وراء الموت، والموت يفر منه، يدخل كل معركة، عاقد العزم على الشهادة، ويخرج مصاب أو جريح، لكن ليس شهيد، وكل الجروح في جسمه كان يعتبرها شرف وشهادة اعتزاز بشجاعته، وبذله لروحه في سبيل الله.
الزبير بن العوام عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم
ومرت السنين وتوفى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، وكان الزبير بن العوام من الجماعة الذين تأخروا عن بيعة أبو بكر في أولها ليس اعتراضا، وإنما لأنه كان في بيت فاطمة رضي الله عنها مع من انشغلوا بغسل، وكفن النبي الأكرم عليه الصلاة والسلام.
أبو سعيد الخدري يروي الموقف ويقول إن بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم اجتمع الناس في دار سعد بن عبادة وفيهم أبو بكر وعمر، وقام خطباء من الأنصار، وقالوا إن النبي صلى الله عليه وسلم لما كان يولي حد مهمة، كان يختار اثنين، واحد من المهاجرين وواحد من الأنصار،
فبذلك الذي يتولى الأمر من بعده واحد مننا وواحد منكم، لكن زيد بن ثابت قطع عليهم الفرقة، وقال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم كان مهاجر، وخليفته مهاجر مثله، ومثلما كنا أنصار النبي صلى الله عليه وسلم سوف نكون أنصار خليفته،
ومسك يد أبو بكر، وقاللهم، هذا صاحبكم وابياعه، فبايع من بعد عمر، والمهاجرين والأنصار.
خطب أبو بكر في القوم، خطبته الشهيرة، لكنه لم يري علي بن أبي طالب، فسأل عنه، فقام ناس من الأنصار فأتوا بيه، فبايعه علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ورأي مرة أخري لم يري الزبير بن العوام، فسأل عنه حتى جاءوا به، فقال أبو بكر ابن عمة رسول الله صلى الله عليه وآله وحواريه أردت أن تشق عصا
المسلمين فقال نفس كلام علي رضي الله عنهما، لا تثريب يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله.
وبدأت حركة الفتوحات في عهد أبو بكر الصديق بعدما أخد رأي الصحابة في إرسال الجيش للشام لقتال الروم، وأخد مشورة سيدنا عثمان الذي قال له افعل ما فيه صلاح المسلمين، وأيده من بعد الزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله، وأبو عبيدة بن الجراح وسعيد بن زيد، ومن حضر من المهاجرين والأنصار.
دور الزبير بن العوام في معركة اليرموك
حضر الزبير بن العوام حروب الردة التي قامت في عهد أبو بكر، وأظهر فيها شجاعته المعهودة، وكانت المشاركة الأولى للزبير بن العوام رضي الله عنه في فتوحات الشام في معركة اليرموك،
فكان الزبير القائد كتيبة مكونة من ألف مقاتل ساهموا في تحقيق النصر ودخول الإسلام للشام.
ظل بعدها هناك حتى وفاة أبوبكر، وتولي الفاروق الخلافة، ولكنه أصيب بجرح شديد، ورجع للمدينة، يعالج فيها.
دور الزبير بن العوام في معركة القادسية
لما رجع الزبير من الشام للمدينة سنة 15 هجرية وجد إن جيش القادسية يستعد للقتال روستم قائد الفرس في العراق، وكان جيش الفرس فيه أكتر من 60,000 مقاتل وجيش المسلمين 6000 أو 7000 على اختلاف الروايات،
فقرر سيدنا عمر قيادة الجيش بنفسه، وبسرعة انضم الزبير بن العوام في الجيش تحت لواء عمر، وخرج الجيش من المدينة فعلا، وفي الطريق وقف عمر يتشاور مع الصحابة، واللي أغلبهم شاف إن عمر يرجع للمدينة ويقود الجيش سعد بن أبي وقاص بدلا من الزبير بن العوام،
ويرجع الزبير مع عمر يساعده في الحكم وأمور الرعاية الي ان يرجع الجيش للمدينة، فكانت الشورى هي الحكم، وخرج سعد بن أبي وقاص بالجيش بعد ذلك.
ارسال الخليفة عمر بن الخطاب للزبير بن العوام لمساعدة عمرو بن العاص في فتح مصر
ولسه إحنا في عهد الفاروق عمر رضي الله عنه تولى الزبير قيادة جيش من 4000 جندي مدد ودعما لعمرو بن العاص خلال رحلة فتح مصر، لأن عمرو بن العاص كان كلما يفتح قرية لازم يترك فيها جزء من الجيش يحميها وبدأ العدد يقل معه.
فأرسل عمرو بن العاص لسيدنا عمر يطلب منه المدد فبعتله الزبير على رأس 4000 جندي من بينهم المقداد بن الأسود ومسلمة بن مخلد، وعبادة بن الصامت، وخارجة بن حذافة، وكتب سيدنا عمر رسالة لعمر، وقال فيها “أما بعد، فإني أمد تك ب4000 رجل على كل ألف رجل، منهم رجل مقام ألف”
لما وصل الزبير بن العوام قالوا له أنت وفدت على بلد فيها الطاعون، فقال لهم إنما جئت للطعن والطاعون.
وفعلا وصل الزبير لجيش المسلمين عند حصن بابليون اللي تحتمي فيه قوات الروم، وكان حصن قوي للغاية ، والمسلمين حاصروا الحصن سبع شهور، فلما طالت المدة خاف سيدنا الزبير بن العوام من ضعف همة الجنود، وطلب اجتماع بالصحابة، وقال لهم مخاوفه،
واقترح عليهم اقتراح وقال “إني أهب نفسي لله، أرجو أن يفتح الله بذلك على المسلمين”
وعرض خطته، وهي إن بعد دخول الليل يعمل سلم على جانب الحصن من ناحية سوق الحمام، ويطلع الزبير للحصن، وأول ان يكبر يطلع وراه الجنود على السلم، فعلا طلع السلم على الحصن، وكان وقتها شيخ كبير ليس شاب صغير،
وتفاجئ الروم بالزبير بن العوام واقف بسيفه على الحصن من فوق ووراه الجنود فانسحبوا وانهزم المقوقس، وكان سقوط بابليون بالضبط في نتائجه مثل انتصار اليرموك، فسقطت قلاع الروم وانتهى وجودهم في مصر
ظل اسم الزبير بن العوام موجود في الديوان اللي عمله سيدنا عمر، طول فترة خلافته، لما قرب سيدنا عمر من الموت، وحصر أمر الخلافة في مجلس المشورة اللي كان من بينهم الزبير بن العوام، وقال للناس المتوفي أمركم إلى هؤلاء الست الذين فارقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو عنهم راض.
الزبير بن العوام في عهد الخليفة عثمان بن عفان
أو لما مات عمر رضي الله عنه مسح الزبير اسمه من الديوان، وقتها تنازل الزبير عن الخلافة وقدم الإمام علي رضي الله عنه في المرحلة الأولى من الاختيار، والحقيقة موقفه ده هو أوضح، وأبلغ شاهد إنه لا كان حاقد ولا طامع في الحكم، مثلما بعض المتقولين يفسروا الأحداث اللي في نهاية حياته.
بعدما تولى عثمان بن عفان الحكم، كان طبيعي إن أي حد سوف يمسك الحكم سوف يظلم بالمقارنة بعهد عمر، وفعلا قامت أحداث الفتنة، وكان الزبير بن العوام ينصح عثمان بتجنبها، لكن تفاقم الأمر وسار الأهالي في الأمصار وقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه.
الزبير بن العوام في عهد الخليفة علي بن أبي طالب
وبدأ كل قطر يختار خليفة لنفسه فأهل مصر يريدون علي، وأهل الكوفة يريدون الزبير، وأهل البصرة يريدون طلحة، وحتى على الرغم من إن سيدنا علي صار خليفة بعد مقتل عثمان، لكن ثورات المتمردين المسلحين لم تهدأ.
وقتها بايع الزبير بن العوام وطلحة سيدنا علي، هل عن رضا أو لإجماع الناس في المدينة؟
اختلفت الروايات، لكن الخلاصة إن الاثنين. بايعوا علي بن أبي طالب خليفة، ثم طلبوا منه الإذن في الخروج لمكة، وخرجوا معتمرين، وهناك قابلوا السيدة عائشة، واجتمعوا معها على وجوب القصاص لعثمان رضي الله عنه،
وفعلا خرجت السيدة عائشة مع طلحة والزبير بن العوام للبصرة، و حدثت موقعة الجمل، وخرج علي بن أبي طالب لنفس الوجهة لمحاولة الصلح، ووافق على إقصاء كل من اشتركوا في قتل عثمان وعزلهم تمهيدا لمحاكمتهم والقصاص منهم.
واتفق المسلمون على الصلح في اليوم التالي.
لما التقى الزبير بن العوام علي بن أبي طالب على أرض المعركة، خاطب علي الزبير خطاب الأخ وقال له “قد كنا نعد كم من بني عبد المطلب يا زبير، أنشدك الله، أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول” فقال الزبير وهو يفتكر فعلا قول النبي صلى الله عليه وسلم نعم، لم أذكره إلا في موقفي هذا.
فلم أتذكر الزبير أن النبي صلى الله عليه وسلم فعلا، قال ذلك انصرف عن القتال، فبعض الناس قالوا له خشيت راية بن أبي طالب، قال لهم الزبير قد علم الناس أني لست بجبان، ولكن ذكرني علي شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحلفت أن لا أقاتله.
مقتل الزبير بن العوام رضي الله عنه
ومع اندلاع الحرب بين علي بن أبي طالب في مواجهة أهل البصرة، ومن ضمنهم الزبير بن العوام يقال إن الزبير رضي الله عنه ترك الحرب، إلا إن عمرو بن جرموز خرج من معسكره وراء الزبير بن عوام، وهو متوهم، إنه هي نال جائزة لو قتل الزبير،
فاتبعه الي ان وصل وادي السباع، فقيل بارزه، وطبعا هو وقتها كان شيخ كبير، ولم تع قوته كما شبابه، وقيل غدر بيه في الصلاة على اختلاف الروايات.
ورغم إن سيدنا علي بن أبي طالب كان من سنته في الحرب من اتباع المولي والهارب والجريح، رجع بن جرموز بسيف الزبير إلى الإمام علي يظن أنه يحمل البشرى، ويستقبل الجائزة.
ووجد البشرة فعلا، وقال له علي بن أبي طالب “بشر قاتل بن صفية بالنار، ونظر علي لسيف الزبير وقال سيف طالما جل الكرب عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم.”
رحم الله الزبير بن العوام الصحابي الجليل، حواري الرسول صلى الله عليه وسلم، وبذلك تكون انتهت مقالتنا عن قصة الصحابي الزبير بن العوام اعظم مقاتل في التاريخ، ابقوا في امان والسلام.
المصادر و المراجع
- كتاب الكامل في التاريخ – ابن الأثير الجزري
- كتاب أسد الغابة في معرفة الصحابة
- كتاب الطبقات الكبرى – محمد بن سعد الكاتب
- كتاب المغازي – محمد بن عمر الواقدي
- كتاب الإصابة في تمييز الصحابة – ابن حجر العسقلاني
- كتاب سيرة ابن هشام – عبد الملك بن هشام البصري
- مجلد البداية والنهاية – ابن كثير
- كتاب تاريخ الأمم والملوك – محمد بن جرير الطبري
