محمد قد خرج في أصحابه يطلبكم في جمع لم أرى مثله قط يتحرقون عليكم تحرقا قد اجتمع معه من كان تخلف عنه في يومكم وندموا على ما صنعوا فيهم من الحنق عليكم شيء لم أرى مثله قط. وتلك كلمات قالها معبد ابن ابي معبد لابي سفيان بعد غزوة احد.
فلو حابب تعرف اكتر عن قصة غزوة أحد وتكتشف بنفسك احداثها بالتفصيل من بداية المعركة لنهايتها وتعرف أيضا سبب هزيمة المسلمين في غزوة أحد ومقتل حمزة بن عبد المطلب والتمثيل بجثته واصابة النبي وقتله لابي بن خلف وزواج النبي من حفصة بنت عمر وزينب بنت خزيمة اذا اكمل مقالتنا للنهاية.
قصة غزوة أحد
وقفنا في المقالة السابقة من قصة السيرة النبوية عند تجهيز قريش جيش لقتال المسلمين حتى تثار ليوم بدر يوم ان اذاقهم المسلمون مرارة الخزي والهزيمة وكان جيش قريش عدده 3000 مقاتل وخرجت النساء معهم لكي تحرضهم على الحرب وتثير عزيمتهم.
فوصلت الاخبار للنبي بخروج قريش للحرب فرد النبي وقال للصحابة انه رأي رؤية وطبعا مثلما اتفقنا قبل ذلك ان رؤيا الأنبياء وحي، المهم النبي حكى للصحابة مضمون الرؤية وقال لهم “رأيت بقرا لي تذبح ورأيت في ذباب سيفي ثلما” .
ولما الصحابة سألوه عن تأويل الرؤية قال لهم ان عدد من الصحابة سوف يقتل وأيضا سوف يقتل واحد من آل بيت النبي صلي الله عليه وسلم.
وقتها أشار النبي على المسلمين هل يخرج في مكان معين لحرب قريش او ينتظر في المدينة فرد عليه زعيم المنافقين عبد الله ابن ابي بن سلول انهم يتحصنوا في المدينة ولو دخل المشركين للمدينة وقتها المسلمين يتصدوا ليهم ويحاربوهم والنساء والصبيان يقوموا برمي الحجارة على المشركين من فوق البيوت.
فدعم النبي راي عبد الله بن سلول لان النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يحبذ انه يخرج من المدينة، ولكن أشار عليه عدد من الصحابة انه يخرج لملاقاة قريش خارج المدينة، فاستجاب النبي لهم وقام بتجهيز الجيش من الف رجل من المسلمين.
ولبس النبي لباس الحرب وخرج بالمسلمين لمكان بين المدينة وجبل احد واستخلف على اهل المدينة في الصلاة ابن ام مكتوم، ولما وصل النبي لمنطقة جبل احد خرج عبد الله بن ابي بن سلول من الجيش هو وعدد من المنافقين وهربوا على المدينة.
وبدأ النبي يقسم المسلمين وقال لهم انهم لا يبدؤوا بالقتال الا لو المشركين بدأوا وجعل 50 من الرماة تحت قياده عبد الله بن جبير واوصاهم النبي وقال لهم “ان رأيتمونا تخطفنا الطير ف فلا تبرحوا من مكانكم هذا حتى ارسل لكم، وان رأيتمونا هزمنا القوم وأوطأناهم فلا تبرحوا حتى ارسل اليكم”.
وامرهم النبي انهم يصعدوا على جبل اسمه جبل الرماة بالقرب من احد، وبعدها بدا يقسم النبي الجيش وأعطى اللواء الى مصعب ابن عمير.
اما عن جيش المشركين فقام أبو سفيان الى تقسيم الجيش الى ميسرة وميمنة فأعطي الميمنة لخالد بن الوليد لعكرمة بن أبي جهل وأبي سفيان قائد علي باقي الجيش.
وعلي الجانب الاخر اخذ النبي سيفة وقال للمسلمين من يأخذ هذا السيف بحقه؟
فقام واحد من الصحابة ورد علي النبي وقال له انا يا رسول ، وكان ذلك الصحابي هو أبو دجانة.
فقال للنبي وما حقه يا رسول الله ؟
فرد عليه النبي وقال ان تضرب به العدو حتي ينحني
وبالفعل أخذ أبو دجانة سيف النبي صلى الله عليه وسلم وكان أبو دجانه رجل حرب، وكان له عصابة حمراء يربط بها رأسه وقت الحرب ويمشي يتبختر بين الصفوف ويستعرض قوته.
فوقتها النبي شافه وقال للصحابة انها لمشيه يبغضها الله الا في مثل هذا الموطن.
وفي جانب جيش قريش قام أبو سفيان يحرض جنوده على القتال وقامت هند بنت عتبة هي والنساء اللاتي في صفوف قريش بقرع الطبول وارتجال الاشعار التي بحرض على القتال.
بداية معركة أحد
وبدأت معركة أحد وحمي الوطيس وبدا أبو دجانة يشيع القتل في صفوف المشركين لدرجة انه كان لا يرى أحدا من المشركين الا قتله وصادف أبو دجانة احد المقاتلين المشركين على فرس وكان ملثم،
فجري أبو دجانة لكي يلحقه وأول لما وصل عنده وكشف عن وجهه تفاجأ ان ذلك الفارس هو امرأة من المشركين ووقتها ابتعد عنها اكراما لسيف رسول صلى الله عليه وسلم.
مقتل حمزة بن عبد المطلب
اما صديقي عن سيدنا حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه فاخذ يشيع القتل في صفوف المشركين ومثلما اتفقنا في المقالة السابقة ان وحشي امره سيده بقتل حمزة وظل وحشي يتحين الفرص الي ان قتل حمزة بن عبد المطلب.
وبذلك تكون تحققت تأويل الرؤية التي رآها النبي وهي استشهاد واحد من آل بيت النبي وهي سيدنا حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه.
مقتل مصعب بن عمير
واما سيدنا مصعب بن عمير فمثلما اتفقنا انه كان حامل لواء المسلمين في المعركة فلما اشتدت المعركة استبسل المصعب في قتال المشركين فرآه واحد من المشركين اسمه ابن قمئة الليثي فقام ابن قمئة بقطع ذراع مصعب ولكنه ظل حامل راية المسلمين بالذراع الاخر فقام ابن قمئة بقطع ذراعه الاخر وبعدها قتله.
ولكن ابن قمئه كان معتقد ان مصعب هو الرسول لأنه لم يكن رأي الرسول قبل ذلك فأشاع خبر انه قتل محمد بن عبد الله وبدا يصيح ويقول قتلت محمدا.
وبعد استشهاد مصعب بن عمير اعطى النبي صلى الله عليه وسلم اللواء لعلي بن ابي طالب وابلى علي بلاء حسنا في المعركة، ولكن لما سمع المسلمون إشاعة مقتل النبي خافوا وترددوا واهتزت عزيمتهم في ارض المعركة وفي عدد منهم رجع على المدينة والباقي ظل صامد في المعركة.
قصة غسل الملائكة للصحابي حنظلة بن أبي عامر
وفي ظل معمعه المعركة كان في واحد من الصحابة اسمه حنظله ابن ابي عامر فام حنظله بقتال ابي سفيان ولكن رآهم واحد من المشركين اسمه شداد بن الأسود فاسرع وقتل حنظلة.
وفي ظل حمي الوطيس رأى النبي مشهدا عجيب وهو ان حنظلة بن أبي عامر تغسله الملائكة في السماء، فاستغرب النبي ولما ارسل لأهله يسالهم قالت زوجته خرج وهو جنب حين سمع الهاتف.
إشاعة المشركين خبر مقتل النبي
ولما اشاع المشركين خبر مقتل النبي صلى الله عليه وسلم بدأ المسلمون يفروا من المعركة لانهم ظنوا ان الرسول مات.
وكان في الوقت ده يحيط بالنبي صلى الله عليه وسلم عدد قليل جدا من الرجال ومعهم امرأة وتكالبت المشركين وقتها لكي تقاتل النبي وكان وقتها النبي يقاتلهم لكي يدفع الأذى عنه وحاوط المسلمون النبي.
وفجأة ام عمارة التي هي اسمها نسيبة بنت كعب رأت ابن قمئة يأتي بسرعة على النبي لكي يقتله والنبي وقتها كان مشغول بمبارزة واحد من المشركين فوضعت ام عمارة اللثام على وجهها واخذت سيف وبدأت تبارز ابن قمئة وذلك لكي تشغله عن النبي صلى الله عليه وسلم وتدافع عنه لأنه كان مشغول بمبارزة واحد من المشركين.
ولكن انكشف وجهها فتركها ابن قمئة وقال لا نحارب النساء فقامت ضربته ولكنه ضرب ايديها ووقع منها السيف وقعدت تدفع فيه لكي لا يصل للنبي صلى الله عليه وسلم فضربها ابن قمئة بالسيف على كتفها الي ان برز عظم كتفها فرآها ابنها فجري بسرعة عليها لكي ينقذها و لكن في الوقت ذلك هرب ابن قمئة.
وأول لما رأت ابنها قالت له انه يذهب بسرعة الى رسول الله لكي يكف عنه اذ المشركين ويتركها.
قصة استشهاد الصحابي أنس بن النضر
كان هناك صحابي اسمه انس بن النظر وكان لم يشهد بدر مع النبي لأنه كان مسافر ورجع في نصف غزوه احد بعد إشاعة خبر مقتل النبي صلى الله عليه وسلم.
فدخل على المسلمين في المعركة فوجدهم جالسين فسألهم لماذا هم جالسين والمعركة مستمرة فردوا عليه وقالوا له قتل الى رسول الله فقال لهم فماذا تصنعون بالحياة بعده؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وبدأ يحارب بشكل مستميت الي ان ما استشهد في ارض المعركة ونتيجة لتشجيع انس لهم رجع المسلمين يلتفوا ثانية حول النبي لما عرفوا انه لم يقتل.
قتل النبي أبي بن خلف
وفجأة الصحابة شافوا ابي بن خلف يأتي على النبي فسالوا النبي هل يتقدم منهم واحد لقتاله فالنبي قال لهم لا وانه هو الذي سوف يقتله، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يقتل احد ابدا الا ابي بن خلف،
والسبب انه لما كان في مكة كان يمر عليه ابي بن خلف ويقول له انه عنده فرس وهو يغديه ويطعمه اجود الأطعمة لكي يقتل النبي وهو راكب ذلك الفرس، فالنبي كان بيرد عليه ويقول له انه هو اللي الذي سوف يقتله على ذلك الفرس ان شاء الله.
وتمر الأيام وتتحقق دعوة النبي في غزوة احد، فلما رآه النبي ركب على فرسه قام واخذ حربة والقاها على ابي ولكن لم يصيبه الا خدش بسيط في رقبته،
وظل ابي يخور مثل الذبيحة فقوتها اجتمع عليه أصحابه من المشركين وسألوه ما الذي أصابه؟ فقال لهم قتلني والله محمد .
فقالوا له ليس فيه سوي خدش بسيط فقال لهم انه قال لي بمكة انا اقتلك فوالله لو بصق علي لقتلني.
وبالفعل مات أبي بن خلف في طريق عودته لمكة.
تعرض النبي للأذى في غزوة أحد
وفي خلال المعركة تعرض النبي لأذى شديد يوم احد فمن ضمن المواقف التي حصت في غزوة أحد هي ان صلى الله عليه وسلم كان يمر في المعركة بين صفوف جيش المسلمين،
ولكن كان هناك حفره صنعها المشركين لكي يسقطوا فيها المسلمين فالنبي لم يكن شايفها فسقط فيها النبي وارتطم وجهه في الحجارة وبدأ الدم يسيل من رأسه الكريم.
فلما رآه الكفار تكالبوا عليه وبدأوا يضربوه على راسه الكريم حتي ان الخوذة التي كان النبي يرتديها دخلت اسنانها في وجه النبي وكسر فك النبي صلي الله عليه وسلم.
فلما الصحابة رأوه ركضوا بسرعة عليه وبدأوا يكفوا عنه اذى المشركين واخرجوه من الحفرة واجهشوا في البكاء على حاله،
ولكن قام أبو عبيدة بن الجراح بإخراج الحديد الذي دخل في وجه النبي بأسنانه الي ان سقطت اسنان ابي عبيدة، وبدأ النبي يمسح الدم عن وجهه وهو يقول “كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم وهو يدعوهم الى ربهم”.
فنزل قول الله عز وجل في
سوره آل عمران {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ (128) وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۚ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (129)}
قصة الرماة في غزوة أحد
المهم ان النصر اصبح من نصيب المسلمين وبدأوا يشيعوا القتل في صفوف المشركين وفر عدد كبير من المشركين وحسم النصر للمسلمين،
ولكن حصل شيء غيرت مجرى الاحداث، هل تتذكر الرماة الذين النبي اوقفهم فوق الجبل وقال لهم انهم لا يتحركوا ابدا الا بأذنه لكن هم في نهاية المعركة لم ينفذوا الكلام، اول لما وجدوا النصر حليف المسلمين قرروا انهم ينزلوا من على الجبل لكي يجمعوا الغنائم.
ولكن اميرهم عبد الله بن جبير حذرهم من مخالفة امر النبي، ولكن لم ينفذوا كلام قائدهم ونزل عدد منهم من على الجبل وتبقى مع عبد الله بن جبير حوالي 20 من الرماة.
وفي ذلك الوقت كان المشركين يفروا من امام المسلمين ولكن خالد بن الوليد رأي موقف نزول الرماة من على الجبل وكان في جيش المشركين وكان من دواهي العرب في حنكته وفروسيته.
فاسرع خالد بالصعود للجبل وقتل باقي رماة المسلمين اللي كانوا مع قائدهم عبد الله ابن جبير وتحول نصر المسلمين الى هزيمه وجاء أبو سفيان يتفاخر بنصرهم امام النبي، فالنبي رد عليه وقال له “قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار”
فانصرف أبو سفيان فارسل النبي علي بن ابي طالب في اثر ابي سفيان لكي يعرف هل نيته دخول المدينة ام سوف يرجعوا على مكة،
وقال النبي لعلي بن ابي طالب ان لو قريش تجنبت ركوب الخيل وركبه الابل اذا ذلك معناه انهم سوف يرجعوا على مكة اما اذا ركبوا الخيل ذلك معناه انهم سوف يرجعوا مرة أخري على المدينة لكي يسيطروا عليها، ووقتها النبي قال “والذي نفسي بيده لئن ارادوها لأسيرن اليهم فيها ثم لأناجزنهم فيها”
ولما خرج علي في اثرهم وجدهم ركبوا الابل فعرف انهم قاصدي مكة ولا حاجه لهم في المدينة.
كم عدد شهداء المسلمين في غزوة أحد
اما عما حدث في معركة أحد فقد كان عدد شهداء المسلمين في غزوة أحد سعين رجلا ومن ضمن شهداء المسلمين في غزوة احد سعد بن الربيع وحمزة بن عبد المطلب اسد الله واسد رسول الله،
ولما النبي بحث عن جثة حمزة بن عبد المطلب بعد المعركة وجدها ببطن الوادي وتم التمثيل بجثة حمزه بشكل بشع وقتها النبي قال لهم “لئن أظهرني الله على قريش في موطن من المواطن لأمثلن بثلاثين رجلا منهم” وذلك من شدة حزن النبي على سيدنا حمزة رضي الله عنه
وقتها نزل قول الله عز وجل في سورة النحل {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ ۖ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ (126)}
وجاء جبريل النبي واخبره بان حمزة من اهل السماوات السبع وصلى النبي على حمزة وشهداء احد رضي الله عنهم وامر بدفنهم خارج المدينة، وقتها النبي صلى الله عليه وسلم قال في الشهداء “ما من جريح يجرح في الله الا والله يبعثه يوم القيامة وجرحه يدمي اللون لون دم والريح ريح مسك”