كيف مات الامام البخاري؟
عن كيف مات الامام البخاري؟ ففي سنة 256 هجريا 870 ميلاديا، تعرض الإمام البخاري للاضطهاد الشديد جدا من الحكام في المدن في شرق العالم الإسلامي مثل (نيسابور، بخارة، سمرقند) وكانت أسباب الاضطهاد إما بسبب إنه رفض يذهب لقصر الحاكم، حاكم تلك المدينة أيا كان ما هي تلك المدينة لكي يعلم الأولاد الدين رفض إنه يذهب
للقصر وطلب إن اولئك الأولاد يأتوا اليه ولا يذهب هو، وهو يقول جملة الشهيرة “العلم يؤتى ولا يذهب به للأبواب.”
أو بسبب الحسد لما كان يذهب لمدينة من تلك المدن دي كان يتعرض لحسد شديد جدا بسبب حب الناس اللي كانت تجتمع حوله.
الإمام البخاري، البخاري، إللي خلص الصحيح وعمره صغير، صحيح البخاري كان سنه صغير، فما بالك بقى؟ دلوقتي عنده 63 سنة.
لذلك تعرض الإمام البخاري في نهاية حياته لاضطهاد شديد جدا من المدن اللي نتكلم عنها، وأولهم مدينة نيسابور، حيث كان الإمام البخاري مقيم في مدينة نيسابور، وكان وصل عمره ل63 عام، وهو جالس يعلم الناس، وصلت له رسالة من حاكم نيسابور بتطلب منه إنه يخرج من نيسابور.
فاضطر الإمام البخاري انه يخرج من مدينة نيسابور، وقرر إنه يذهب لمدينته بخاري، التي بمجرد ان وصلت الأنباء لأهالي بخاري إن الإمام البخاري آتي للمدينة، خرجوا في استقباله استقبال عظيم جدا، وكانوا ينثروا عليه السكر والأموال، وتلك كانت من ضمن العادات في استقبال العلماء الكبار، في تلك الفترة.
دخل الإمام البخاري مدينته مدينة بخاري، لكنه لم يطول كثيرا، فحاكم بخاري، طلب منه إنه يأتي يعلم أولاده، لكنه رفض، كتم حاكم بخاري غيظ داخله، وانتهز فرصة الرسائل التي تأتي له من حاكم نيسابور إنه لا بد إن الإمام البخاري يخرج أيضا من بخاري.
فوقع بسرعه حاكم بخاري، الأوامر التي خرج بها العسكر لكي يصلوا للبيت الذي يقيم فيه البخاري، وصلت الأوامر أن لابد أن يغادر الإمام البخاري، بخاري.
والمشكلة إن الأوامر، إنه لازم الإمام البخاري يخرج حالا من بخاري، لدرجة انهم لم ينتظروا انه يضبط كتبه داخل المدينة، إنما طلبوا منه إن ان يحرج حالا.
خرج الإمام البخاري من أسوار مدينة بخاري، فجلس الإمام البخاري ثلاث أيام في خيمة له خارج أسوار المدينة وهو يضبط كتبه والأهم وهو لا يعرف الي اين يذهب بعد ذلك، فبعدما انطرد من مدينة نيسابور. طرد الان من مدينة بخاري.
لكي ينتهي الإمام البخاري من ضبط الكتب خاصته ويبدأ يتحرك نحو مدينة سمرقند.
تحرك الإمام محمد بن إسماعيل البخاري ناحية سمرقند، لكن لم يذهب على المدينة نفسها، ذهب عند قرية من قرى المحيطة بالمدينة أو التابعة للمدينة، عند مجموعة من أقارب الشيخ نفسه، واستقر في بيت واحد اسمه غالب بن جبريل،
وجلس الإمام البخاري عند بن جبريل لعدد من الأيام، لكنه كان يعرف ما الذي سوف يحدث، وإنهم لن يتركوه في حاله، وجلس يدعي إن ربنا يقبضه ويأخذه غير مفتون في دينه ويردد اللهم اقبضني إليك غير مفتون.
ويوم وراء الثاني، والموضوع الذي حسبه الإمام فعلا حصل، فجاءت الرسائل بضرورة إن الإمام البخاري يترك سمرقند ليس فقط سمرقند المدينة، وإنما كل المدن المحيطة بها مثلما ترك نيسابور، ومثلما ترك بخاري الان ايضا يطرد من سمرقند.
في ليلة عيد الفطر، المفروض إن يخرج من المدينة، يعني حتى لم ينتظروا لبعد العيد ينتهي، في تلك الليلة وبعد صلاة العشاء حضر الامام البخاري نفسه، إنه يترك المكان كله، ويهاجر، لكي لا يسبب اي مشاكل لأهله وأقاربه المقيم معهم.
كان الإمام البخاري يجهز أدواته وكتبه ووضعها أقاربه على الدبابة خاصته، وبدأ بن جبريل اللي كان مقيم معه يسنده من ناحية، وواحد آخر يسند الإمام البخاري بيده من ناحية اخري، وهما يصحبونه خارج البيت لكي يذهب عند الدبة ويركب ويترك المكان كله.
مشي البخاري 20 خطوة تقريبا، وبعد ذلك قال لهم أتركوني، وشعر بألم شديد وجلس بجانب الطريق وبعد ذلك نام على جنبه، وفي تلك اللحظة مات الامام البخاري رحمة الله عليه وهو نائم على الطريق ليلة عيد الفطر أثناء خروجه بسبب النفي الذي تعرض له.
ففي يوم 1 شوال سنة 256 هجريا مات الإمام البخاري رحمه الله، توفي الإمام البخاري على جانب الطريق، لكم أن تتخيلوا الإمام البخاري العالم الكبير يموت بتلك الطريقة، وهو مطرود من مدينة، والثانية، والثالثة، ففي بخاري، لم ينتظر أحد حتي انه يضبط كتبه، إنما طردوه في الحال،
وفي قرية من قرى سمرقند، لم يتركوه يعيد فيها في عيد الفطر، لا بل فرضوا عليه ان يخرج في الحال، و يتوفي الإمام البخاري في الشارع، في الطريق يجلس ويريح فينام فيموت.
مات الإمام البخاري وعمره تجاوز ال63 عام محتسبا لله عز وجل، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وليس منعما في القصور والجاه والسلطان والأموال، إنما محتسبا لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وهكذا في التاريخ الإسلامي، فنتعلم ونتبين هنا طريق العلماء الأعلام بالعظماء، الطريق الذي ليس مفروشا بالورود، وإنما مفروش بأشواك، سوف تلاحظوا حتى الائمة الأربعة منهم من سجن ومات في السجن، ومنهم من عذب ومنهم من جلد، هذا هو الدرب والطريق.
ومع كل ذلك سوف اسالكم الان سؤال من منا اليوم يعرف أسماء حاكم نيسابور اوحاكم بخاري، أو حاكم سمرقند؟ لكن الأمة كلها تعرف اسم الإمام البخاري.
وهكذا هو التاريخ الإسلامي، يعلمنا تبقى هذه الأسماء التي تثبت على الحق في وجه كل سلطان جائر، حتى وإن ماتوا بهذا الشكل مثلما مات الإمام البخاري، لكن تبقى أسمائهم يخلدها التاريخ.
إنما أسماء أولئك الحكام الطغاة فتزول وتذهب إلى مزبلة التاريخ، وكأنها رسالة لكل علماء الأمة في العصور التي بعد ذلك والي الان، كل عالم من علماء الأمة عليه إن هو يختار إما إنه يختار يكون تابع للسلاطين والحكام والتي سوف تذهب أسمائهم إلى مزبلة التاريخ.
أو إنك تكون مثل العلماء العظام من علماء الأمة مثل الإمام البخاري الذي خلى التاريخ اسمهم وذكرهم، والي هنا فقد عرفنا كيف مات الامام البخاري، ابقوا في امان والسلام.
المصادر