كيف مات نبوخذ نصر

كيف مات نبوخذ نصر

جدول المحتوي

عن كيف مات نبوخذ نصر، فان الإمبراطور الذي أسر نبيا من بني إسرائيل وأحد أقوى ملوك الكلدان الذين حكموا بابل ملك الأرض الرابع وأقوى ملوك بلاد ما بين النهرين جعل من بابل أقوى إمبراطورية في الأرض وبني فيها الجنان المعلقة من حدائق بابل، و المعبد العظيم، وبوابة عشتار، وخاض عدة حروب طاحنة ضد الأشوريين والمصريين القدماء،

وهو المتكبر بغير حق، الذي دك حصون القدس مرتين الأولى في سنة 597 قبل الميلاد، والثانية في سنة 587 قبل الميلاد، إذ قام بسبي سكان القدس، وأنهي حكم سلالة داود عليه السلام، إنه نبوخذ نصر.

من هو نبوخذ نصر

نبوخذنصر أو بختنصر أو بخترشاه هو أحد الملوك الذين حكموا بابل ولد عام 630 قبل الميلاد، وهو أكبر أبناء نبوبولاسر وأطلق عليه الفرس اسم بختنصر أي سعيد الحظ، أم اسم نبوخذ نصر معناه حامل حدود وهو الذي استطاع إسقاط عاصمة الإمبراطورية الآشورية، وهو من هزم جيش المصريين والآشوريين معا في معركة كركميش عام 605 قبل الميلاد.

واختلف العلماء في الوقت الذي أرسل فيه نبوخذ نصر على بني إسرائيل، فقيل في عهد النبي ارميا وقيل انما ارسله الله عز وجل علي بني اسرائيل عندما قتلوا يحيي بن زكريا عليه السلام، وتلك مقالة تفسر كيف مات النبي يحيي

قصة الملك نبوخذ نصر او بختنصر

وكان ابتداء امر بختنصر ما ذكرة سعيد بن جبير رضي الله عنه قال:

كان رجلا من بني اسرائيل يقرأ الكتب فعندما قرأ قوله تعالي {بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا (5)}  قال اي ربي ارني هذا الرجل الذي جعلت هلاك بني اسرائيل علي يده،

فرأي في المنام مسكينا يقال له بختنصر في بابل، فسار علي سبيل التجارة الي بابل، وجعل يدعوا المساكين ويسأل عنهم حتي دلوه علي بختنصر فأرسل من يحضره، فرآه صعلوقا مريضا فقام عليه في مرضه يعالجه حتي برأ فلما برأ اعطاه نفقة وعزم علي السفر

فقال له بختنصر وهو يبكي فعلت معي ما فعلت ولا اقدر علي مجازتك، قال بلي تقدر عليها تكتب لي كتابا ان ملكت اطلقتني، قال استهزأ بي؟ قال لي هذا أمر لا محالة كائن.

ثم إن ملك الفرس أحب أن يطلع على أحوال الشام، فأرسل إنسانا يثق به ليعرف له أخبار وحالة من فيه، فسار إليه ومعه نبوخذ نصر فقير لم يخرج إلا للخدمة، فلما قدم الشام رأى أكبر بلاد الله خيلا ورجالا وسلاحا، فت ذلك في ذرعه، فلم يسأل عن شيء،

وجعل نبوخذ نصر، يجلس مجالس أهل الشام، فيقول لهما ما منعكم أن تغزو بابل، فلو غزوتم وهاما دون بيت مالها شيء، فكلهم يقول له لا نحسن القتال، فلما عادوا أخبر الطليعة بما رأوا من الرجال والسلاح والخيل.

وأرسل بختنصر إلى الملك لهراسب يطلب إليه أن يحضره ليخبره بما كان، فأراد الملك أن يبعث عسكرا إلى الشام، واستشار فيمن يكون عليهم، فأشار ببعض أصحابه، فقال لا بل نبوخذ نصر، فجعله عليهم، فساروا فغنموا، وأوقع ببعض البلاد وعادوا سالمين.

قصة الملك نبوخذ نصر او بختنصر

انتقام نبوخذ نصر من بني اسرائيل

وكان السبب في مسيره إلى بني إسرائيل أنه لم استعمله لهراسب سارة إلى الشام فصالحه أهل دمشق وبيت المقدس فعاد عنهم، وأخذ رهائنهم، فلما عاد من القدس إلى طبرية، وثب بنو إسرائيل على ملكهم الذي صالح بختنصر، فقتلوه وقالو اداه نتأهل بابلو خذلتنا!

فلما سمع نبوخذ بذلك قتل الرهائن الذين معه، عاد إلى القدس فأخرب به، وكانت هذه الأسباب الظاهرة، وإنما السبب الكلي الذي أحدث هذه الأسباب الموجبة للانتقام من بني إسرائيل، هو معصية الله سبحانه وتعالى، ومخالفة أوامره.

وكانت سنة الله عز وجل في بني إسرائيل أنه إذا ملك عليهم ملكا أرسل معه نبيا يرشده ويهديه إلى أحكام التوراة، فلما كان قبل مسير نبوخذنصر إليهم، كثرت فيهم المعاصي، وكان الملك فيهم يقونيا بن يوياقيم، فبعث الله إليه إرميا النبي، قيل هو الخضر عليه السلام، ولم يتم الوثوق من هذه المعلومة أو التحقق منها.

فأقام فيهم يدعوهم إلى الله سبحانه وتعالى، وينهاهم عن المعاصي ويذكر لهم نعمة الله عليهم، فلم يرعوا، فأمره الله عز وجل أن يحذرهم عقوبته، وأنه إن لم يرجعوا لطاعة الله، سلط الله عليهم من يقتلهم، ويسبي ذراريهم، ويخرب مدينتهم، و يستعبدهم فلم يستجيبوا.

فأرسل الله عز وجل إليه لأقيضن لهم فتنة تذر الحليم حيران فيها، ويضل فيها رأي ذ الرأي، ولأسلطن عليهم جبارا قاسيا، وأنزع من صدره الرحمة، يتبعه عدد مثل سواد الليل، وعساكر مثل قطع السحاب يهلك بني إسرائيل، وينتقم منهم، ويخرب بيت المقدس.

وفي الرواية التي لم نقف عليها أنه لم اسمع إرميا عليه السلام، ذلك صاح وبكى، وشقة ثيابه، وجعل الرماد على رأسه، وتضرع إلى الله عز وجل في رفع ذلك عنهم في أيامه.

وفي الرواية أن الله أوحى إليه، وعزتي لأهلك بيت المقدس وبني إسرائيل، حتى يكون الأمر من قبلك، ففرح إرميا ، وقال لا، والذي بعث موسى وأنبياءه بالحق، لا آمر بهلاك بني إسرائيل أبدا، وأتى ملك بني إسرائيل، فأعلمه بما أوحى الله إليه فاستبشر وفرح،

ثم لبث بنو إسرائيل بعد هذا الوحي ثلاث سنين، ولكنهم لم يزدادوا إلا معصية وإثم او تماديا في الشر والفجور، وذلك حين اقترب هلاكهم قل الوحي، حيث لم يكونوا هم يتذكرون، فقال له ملكهم يا بني إسرائيل انتهوا عما أنتم عليه قبل أن يأتيكم عذاب الله.

فلم ينتهوا، فألقى الله عز وجل في قلب نبوخذ نصر أن يسير إلى بني إسرائيل ببيت المقدس، فسار في العساكر الكثيرة التي تملأ الفضاء، وبلغ ملكة بني إسرائيل الخبر.

فاستدعى ارميا النبي فلما حضر عنده قال له يا ارميا، أينما زعمت أن ربك أوحى إليك، ألا يهلك بيت المقدس، حتى يكون الأمر منك، فقال ارميا إن ربي لا يخلف الميعاد، وأنا به واثق.

فلما قرب الأجل، وأراد الله عز وجل إهلاكهم، أرسل الله ملكا في صورة آدمي إلى إي رميا، وقال له استفته، فأتاه وقال له يا ارميا، أنا رجل من بني إسرائيل، أستفتيك في ذوي رحمي، وصلت أرحامهم بما أمرني الله به، وأتيت لهما حسنة وكرامة، فلا تزيدهم كرامة إياهم إلا سخطا لل، وسوء سيرة معي فافتني فيهم.

فقال له أحسن في ما بينك وبين الله، وصل ما أمرك الله به أن تصله، فانصرف عنه، ثم عاد إليه بعد أيام في تلك الصورة، فقال له إرميا أما طهرت أخلاقهم، وما رأيت منهم ما تريد؟

فقال والذي بعثك بالحق، ما أعلم كرامة يأتيها أحد من الناس إلى ذوي رحمه إلا وقد أتيتها لهم، وأفضل من ذلك، فلم يزدادوا إلا سوء سيرة.

فقال ارجع إلى أهلك وأحسن إليهم، فقام من عنده فلبث أيام ونزل نبوخذ نصر على بيت المقدس بأكثر من الجراد، ففزع منهم بنو إسرائيل، وقال ملكهم لإرميا أينما وعدك ربك، فقال إني بربي واثق.

ثم إن الملك الذي أرسله الله عز وجل ليستفتي ارميا، عاد إليه وهو قاعد على جدار بيت المقدس، فقال مثل قوله الأول، وشكا أهله و جورهم وظلمهم،

وقال له يا نبي الله، كل شيء كنت أصبر عليه قبل اليوم، لأن ذلك كان في سخطي، وقد رأيتهم اليوم على عمل عظيم من سخط الله تعالى، فلو كانوا على ما كانوا عليه اليوم لم يشتد عليهم غضبي، وإنما غضبت اليوم لله، وأتيتك لأخبرك خبرهم.

وإني أسألك بالله الذي بعثك بالحق إلا ما دعوت الله عليهم أن يهلكوا، فقال ارميا يا ملك السماوات والأرض، إن كانوا على حق وصواب، فأبقهم، وإن كانوا على سخطك وعمل لا ترضاه، فأهلكهم، فلما خرجت الكلمة من فيه أرسل الله صاعقة من السماء في بيت المقدس، والتهب مكان القربان، وخسف بسبعة أبواب من أبوابها.

فلما رأى ذلك ارميا صاح وشق ثيابه، ونبذ الرماد على رأسه، وقال يا ملك السماوات والأرض، يا أرحم الراحمين. أين يا رب الذي وعدتني به؟ فأوحى الله إليه أنه لم يصبهم ما أصابهم إلا بفتياك التي أفتيت رسولنا فاستيقن أنها فتياه، وأن السائل كان من عند الله.

ودخل بختنصر وجنوده بيت المقدس، فوطئ الشام وقتل بني إسرائيل حتى أفناهم، وخرب بيت المقدس، وأمر جنوده، فحملوا التراب وألقوه فيه حتى ملئوه، ثم انصرف راجعا إلى بابل، وأخذ معه سبايا بني إسرائيل وأمرهم، فجمعوا من كان في بيت المقدس، كلهم،

فاجتمع واختار منهم 100,000 صبي، فقسمهم علي الملوك والقادة الذين كانوا معه، قيل، وكان من أولئك الغلمان دانيال النبي وحنانيا وعذزايه وميشائيل، وقسم بني إسرائيل ثلاثة فرق فقتل ثلثا وأقر بالشام ثلثا وسبي ثلثا.

ثم عمر الله بعد ذلك إرميا، فهو الذي رؤي بفلوات الأرض والبلدان.

انتقام نبوخذ نصر من بني اسرائيل

كيف مات نبوخذ نصر

قيل ثم إن نبوخذ نصر عاد إلى بابل، وأقام في سلطانه، ما شاء الله أن يقيم،  واما عن كيف مات نبوخذ نصر؟ فقيل في سبب قتله إن الله أرسل عليه بعوضة، فدخلت في منخره، و صعدت إلى رأسه، فكان لا يقر ولا يسكن حتى يدق رأسه أو حتى يدق رأسه.

فلما حضره الموت، قال لأهله شقوا رأسي، فانظروا ما هذا الذي قتلني، فلما مات شق رأسه فوجد البعوضة بأم رأسه ليري الله العباد قدرته وسلطانه، وضعف نبوخذ نصر لما تجبر، قتله بأضعف مخلوقاته. تبارك الذي بيده ملكوت كل شيء، يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد.

وأما دانيال فإنه أقام بأرض بابل، وانتقل عنها ومات، ودفن بالسوس في خوزستان، وقوله تعالى {بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ} لنا هنا إشارتان،

الأولى أنه عبر بعباده، وذلك إشارة إلى أنهم خاضعون لإرادة الله تعالى فيهم.

والثانية إضافتهم له سبحانه وتعالى بما يفيد الاختصاص، وذلك أن الله عز وجل جعلهم له لأجل العبودية والطاعة، بل ليكونوا آلة تأديب وتهذيب لمن يخرجون عن الهداية، ويقعون في الفساد، وهكذا يتدافع الشر، ويدفعه أخيرا الخير.

وفي النهاية اعزائي الكرام وللأمانة العلمية، فإن أكثر الروايات المذكورة في مقالة اليوم لم نقف على صحة الله الا في كتاب الله عز وجل، ولا في سنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، والغالب أن أكثر ما ذكر فيها من الإسرائيليات التي لا تصدق ولا تكذب،

والتي قال عنها رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم حدثوا عن بني إسرائيل ولاحرج، ومنها ما يدخل فيه الضعف، وفيها من الصحة والخطأ ما فيها، نسأل الله أن يغفر لنا، وأن يعفو عنا، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما، واغفر لنا ربنا وارحمنا وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك،

وثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وارزقنا حسن الخاتمة، و الفردوس الأعلى من الجنة بغير حساب، ولا سابقة عذاب، برحمتك يا أرحم الراحمين، هذا والله تبارك وتعالى أعلى وأعلم، و صلي الله ما وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،

دمتم في رعاية الله وأمنه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كيف مات نبوخذ نصر

المصادر

Facebook
X
Telegram
LinkedIn
Tumblr
Reddit
Scroll to Top