عن ماذا يحدث بعد الموت؟ هذا المشهد هذا الرعب الذي نخشى الوصول إليه أو حتى التفكير به، كابوس يخبأ أكبر أسرار الكون الأزلية بطله سؤال مخيف أعاد نفسه على مر العصور، سؤال أرعب أعظم الملوك والحضارات فالكل بحث عن إكسير الخلود ليهرب من هذا الغموض.
انبثقت الأساطير وتعددت الروايات وبقي هذا السؤال لغزا بلا إجابة وهو ماذا يحدث بعد الموت؟ او ماذا بعد الموت؟
ماذا يحدث بعد الموت؟
الموت هو حقيقة مجهولة ومشغولة بالغموض التام والمخيف بالنسبة للكثيرين هو أننا لا نعلم إلى أين تذهب الروح بعد خروجها من الجسد على وجه التحديد،
أما المرعب فهو فكرة أن تكون هائمة بيننا، من دون أن نراها. أيعقل أن تكون هناك أرواح هائمة حولي الآن؟
أروح بعد الموت من أكثر المواضيع جدلية على مر التاريخ الديانات السماوية أجابت عن هذا الموضوع بعد الموت، إما الجنة أو النار، ولكن في هذه المقالة سأتناول المعتقدات والأساطير الأخرى التي تناولت هذا الموضوع الشائك، ابتداء من التقمص وصولا إلى البعث من جديد،
وذلك انطلاقا من الهدف الأحب على قلب الإنسان وهو الخلود، حيث لا مرض، ولا شيخوخة ولا موت.
ماذا يحدث بعد الموت في اعتقاد الانسان البدائي؟
اعتقد الإنسان البدائي أن عالمه الآخر بعد الموت يقع في أسفل الأرض، وذلك نتيجة ما يراه من حوله من ظواهر طبيعية، فالنبات يضرب بجذوره أعماق الأرض، والماء يسقط سقوطا سفليا من السماء إلى الأرض، والإنسان نفسه يدفن تحت التراب.
لذلك رسم الإنسان في مخيلته عالما سفليا، سيلوذ إليه بعد وفاته. كيف يبدو هذا العالم السفلي؟
بحسب بعض القبائل الأفريقية، العالم الآخر أو السفلي ان صح التعبير لا يختلف تماما عن عالم الأحياء باعتقادهم الموتى يجدون قري ومدن، وأنهار، وأشجار بعد الموت، بحيث يواصلون حياتهم بشكل طبيعي هناك مثل الصيد، وإقامة الولائم، والمشاجرات والزواج كما كانوا يفعلون تماما في السابق.
باختصار العالم الآخر في تصور الشعوب البدائية هو مرآة للحياة على الأرض مع اختلاف بسيط، وهو أن الليل عند الأحياء هو النهار عند الموتى، والربيع عند هؤلاء يقابله الشتاء عند أولئك.
ما بعد الموت في اعتقاد الفراعنة
اسطورة العالم الآخر شهد تطورا مع ظهور الحضارات والتمدد، بحيث باتت ضمن مزيدا من التفاصيل، مثل ما نراه في الحضارة الفرعونية.
لنفترض أنك تعيش في زمن الفراعنة لنرى ما الذي ينتظرك بعد الموت، بعد الموت تنتظرك رحلة طويلة عليك أن تبدأ بالتحضير لها من هنا، وان لم تتحضر جيدا فالعواقب ستكون وخيمة.
أولا عليك تجهيز كتاب الموتى الخاص بك، والذي يذكر اسمك واسم والدك ووالدتك ووظيفتك في الحياة الدنيا، والذي يضم أيضا أسماء الآلهة لكي لا تنساها، ومجموعة من التعاويذ والتعليمات الإرشادية التي ستساعد روحك على تخطي المخاطر التي تصادفها إلى الحياة الأخرى،
بعدت حنيتك. ستبدأ رحلة عبورك في العالم السفلي بواباته ال12 التي تحرسها الثعابين والوحوش، بعد أن تجتاز البوابات بالتعاويذ السحرية التي تتضمن أسماء حراس كل بوابة،
ستجد نفسك أمام المحاكمة الكبرى التي تتشكل من أوزيريس الجالس على عرشه في العالم السفلي، وخلفه أخته إيزيس ونفتيس، وأمامه أبنائه إبنه حورس، ثم 42 قاضيا، هنا عليك الدفاع عن نفسك .
ولكن لا تقلق، لأنه خلال حياتك سيحضر لك الكهنة دعاء لتتلوه أمامهم تدافع به عن نفسك وفيه تقول السلام عليك أيها الإله الأعظم اله الحق، لقد جئتك يا إلهي خاضعا لأشهد جلالك، جئتك يا إلهي متحليا بالحق ومتخليا عن الباطل، أنا طاهر، أنا طاهر، أنا طاهر، وما دمت بريئا من الآثام فاجعلني يا إلهي من الفائزين.
ان نجحت تنتقل إلى المرحلة الثانية، اختبار الميزان، ماذا يتضمن هذا الاختبار؟ يتم وضع قلبك في كفة ميزان وتوضع في كفة أخرى ريشة ماعت، وهي رمز العدالة والأخلاق في الحضارة الفرعونية .
فإذا كانت الريشة أثقل من قلبك فمعنى ذلك أنك كنت شخصا طيبا في حياتك. فتعطى لباسا جميلا، وتدخل حديقة غناء لتعيش فيها راضيا سعيدا إلى أبد الآبدين.
أما إذا كان قلبك أثقل من الريشة فهذا يعني أنك كنت شخصا شريرا، وعند إذ يلقى بك إلى حيوان أسطوري يدعى عمعموت رأسه رأس أسد، وجسمه جسم فرس النهر وذيله ذيل تمساح فيلتهمك هذا الحيوان وتكون النهاية .
نعم ليس من السهل ابدا ان تعيش في زمن الفراعنة ولكن للأسف، لدي خبر ليس بسار على الإطلاق ان عشت في زمن الفراعنة ولكنك لست من طبقة النبلاء أو موظفين وخدام الآلهة في المعبد فلن تحصل على كتاب الموتى الفرعوني وستجد نفسك وحيدا في رحلتك إلى العالم الآخر،
حتى قبرك لن يكون كقبر النبلاء أو الفراعنة، وهذا أمر أنا على ثقة أنك تدركه، فمن من لا يعرف قصص الأهرامات، وأنها قبور فاخرة للملوك.
ماذا يحدث بعد الموت في اعتقاد الحضارة السومرية؟
هذا بالنسبة إلى الحضارة الفرعونية، ولكن ماذا لو للت في زمن الحضارة السومرية، في بلاد ما بين النهرين.
ان ولدت في تلك الحقبة فتفاءل، فالجميل بالحضارة السومرية هو أن جميع الأرواح تمضي إلى المكان عينه من دون تمييز، ومن دون حساب، فلا فرق بين الصالح والطالح، و بين الغني والفقير، فكل إنسان بيحتفظ بنفس المكانة التي كانت له في الحياة الأولى على خلاف الحضارة الفرعونية.
إلا أن الأمر الوحيد المهم هو أن تكون ذريتك كبيرة، لنرى سويا لماذا؟
في الحضارة السومرية سيتم دفنك مع سبع جيرار من المشروب و400 رغيف من الخبز، وعباءة ووسادة من أجل الراحة بحسب أساطيرهم إن الأرض هي المنفذ الأساسي للعالم السفلي.
لهذا السبب كان يدفنون الموتى في باطنها، حيث يقع نهر هابور والملاح هاموطابال صاحب رؤوس أربعة من الطير، عند وصولك إلى النهر عليك الانتظار في قاربك إلى أن يأخذك الملاح إلى مدينة الموتى، والأخيرة لديها سبع بوابات ضخمة عند كل بوابات ضخمة،
عندك كل بوابة عليك تجرد من أشيائك حتى تصل إلى البوابة الأخيرة عاريا تماما وضع محرج، أليس كذلك؟
ولكن هذا سيكون أقل ما يقلقك، إذ ستواجه كبير آلهة مدينة الموتى أريشيكجال الذي سيقودك إلى سبع آلها لتحديد مصيرك وأين سيكون موقعك في مدينة الموتى.
حينها ستتمنى لو أن عدد أولادك وذريتك لا يعد ولا يحصى لماذا؟ استمع إلى هذه الأسطورة.
نزل أنكيدو إلى العالم السفلي، ليأتي بالباكو والماكو، وهما من الآلات الموسيقية التي تخص جلجامش والتين سقطتا منه إلى العالم السفلي وبعد ما عاد حكى لجلجامش عما يدور في العالم السفلي، فأبلغه أن كثرة النسل، تجلب السرور، ورضا الآلهة،
وأن الميت الذي لا يجد من يعتني به، ومن لم يقدم أهله، القرابين بشكل دائم، يعيش على بقايا الأموات.
ماذا يحدث بعد الموت في اعتقاد الهنود؟
لننتقل قليلا نحو الشرق، وتحديدا إلى الهند، حيث هناك العديد من المعتقدات والأساطير المتعلقة بالحياة ما بعد الموت، إلا أن أكثر ما لفتني هو معتقد التناسخ أو الكارما في الهندوسية، ومعتقد السامسارا والنيرفانا في البوذية.
تعتبر الهندوسية الديانة الأكثر انتشارا في الهند ونيبال. وبحسب الهندوسية، الإنسان يولد من جديد بعد الموت، ويمكن أن يولد على هيئة إنسان أو حيوان أو حشرة، أو حتى نبات، والكارما هي ما يحدد طبيعة هذا التناسخ،
فهي تشمل على مجموع أعمال الشخص في حالات وجوده السابقة، وتقرر مصير أشكال وجوده المستقبلي.
بمعنى آخر، إذا كانت حياتك جيدة، وأعمالك الصالحة أكثر من السيئة، تعاد ولادتك في هيئة أكثر حظا،
الموت والعودة إلى الحياة من جديد مرارا وتكرارا، قد يكون مرهقا، لذلك هناك طريقة للإفلات من هذه الدائرة، الاغتسال في نهر الجانج. في مدينة فرناسي المقدسة، وحرق الجثة.
باعتقاد الهندوس إن إحراق الجثث سيحرر الروح من دورة التقمص، وسيجعلها تنعم بالخلود في الحياة الأخرى. كيف تتم العملية؟
يتم لف الجثة بثوب ومن ثم ترش بمساحيق وزيوت مختلفة الروائح والألوان ويتم حرقها باستخدام الأخشاب، ومن ثم يرمى الرمات في نهر الجانج كي تنعم الروح بالسلام الأبدي.
والآن، ماذا ان قلت لكم أن مسألة حرق البشر في الهند لا تقتصر على الأموات فقط، وأنه يتم حرق الأحياء معهم أيضا كدليل على حزنهم.
هذه العادة تسمى الساتي، وهي محرمة بشكل كبير اليوم، ولكن يتم ممارسة شعائرها في الخفاء في بعض المناطق تقوم هذه العادة على حرق النساء وهن أحياء في جنازات أزواجهن، أو يتم إغراقهن كعلامة على وفائهن لهم وحزنهن عليهم.
والمرعب أنه تتم ممارسة شعائر ساتي في كثير من الأحيان ضد رغبة الضحية،
ماذا يحدث بعد الموت في اعتقاد الصينين؟
والآن، إن كنتم تعتقدون أن شعائر الساتي مخيفة وغريبة، هذا يعني أنكم لم تسمعوا ماذا كان يفعل أتباع الديانة أو المعتقد الطاوي في الصين، هنا الرعب الحقيقي.
ظهرت الطاوية في الصين منذ نحو الفي عام، ويؤمن أتباعها أنه بعد الموت تعبر الروح جسرا إلى الحياة الآخرة، وهناك نخضع لعملية محاكمة وحساب، إذ تمثل أمام جمع من القضاة في عشر محاكم، حيث يقررون ما إذا كان الشخص المتوفى قد عاش حياة صالحة أم لا.
وإذا كان الشخص قد عاش حياة صالحة، يسمح لروحه بالمرور بسلام من المحاكم ودخول الجنة، وإذا كان فاسدا في الأرض، تخضع روحه للعقاب،
المسألة منطقية إلى الآن، ولكن ماذا ان قلت لكم أن الأباطرة الصينيين القدماء كانوا يأخذون معهم حتى الخدم والموظفين إلى القبر مريب، نعم كانوا يأخذون معهم ممتلكاتهم الدنيوية، حتى البشرية منها، أي كل ما كان يعمل لصالحهم اعتقادا منهم بأنهم سيحظون بحياة سماوية مشابهة لحياتهم على الأرض.
لم تصدقوني؟ ركزوا في هذه القصة. قام الإمبراطور الصيني. شين شي هوانغ ببناء جسر التيراكوانا، ودفنه معه في مقبرته لحمايته في العالم الآخر، وهو جيش متكامل من الطين مكون من أعداد من المحاربين والمسؤولين و الخيول والعربات،
كما أمر ابنه بعد وفاته أن يؤتى بجميع النساء اللاتي خدمن والده ولم ينجبن أطفالا، ويتم دفنهن معه تخيلوا معي إحضار النساء و دفنهن أحياء مرعب.
جلب هذا الاعتقاد نهاية غير طبيعية لحياة العديد من الخدم والموظفين، اذا كان لا بد من التضحية بهم في جنازات أسيادهم، فكانت فكرة الحياة الآخرة في الصين القديمة تجلب اليأس والنهايات المأساوية للكثيرين، بدلا من الأمل والخلاص.
معلومة أخرى مثيرة للاهتمام، أسطورة إكسير الخلود الذي بحث عنه الكثيرون على مر التاريخ، انطلقت من الديانة الطاوية اذ تعمقت في علوم الكيمياء منذ آلاف السنين، خلال البحث عن الإكسير المنشود، علها تجد سر الخلود والحياة الأزلية.
ماذا يحدث بعد الموت في اعتقاد شعب المكسيك؟
لا، ليست أجواء احتفالية بالمعنى الذي تعرفون، فهذه النار التي ترونها لم توقد للاحتفال ولتحسين مدى الرؤية، وإنما لحرق جثة أحد الموتى، أما الأغاني ف لمرافقته في رحلته إلى العالم الآخر، ومساعدته على الوصول إلى الوجهة المنشودة .
هذه العادة تعرف في المكسيك، ولا سيما لدى شعب الاستيك، فعندما يموت أحدهم يجعلونه، يجلس القرفصاء، ثم يشدون وثاقه جيدا، ويضعون الجسم في نسيج من قطن حديث الصنعة، ويضعون في فمه قطعة من يشم ترمز إلى قلبه، واليشم هو حجر كريم أخضر اللون.
وعليه أن يتخلى عنه وهو في طريقه إلى العالم الآخر، وفي ساحة بعيدة عن المدينة، يعدون منصة عالية، يضعون عليها الميت محاطا بحاشيته الخاصة التي استعملها في حياته.
وتعد الأسرة بعض المأكولات التي غالبا ما تكون من عجة الذرة و اللوبياء والبازلاء وبعض المشروبات.
وبعد ذلك، يقوم كبير قومهم ليتأكد من أنه لا شيء ينقصه، ثم تضرب فيه النيران، وعندما يعلو اللهب في الفضاء، يجلس أفراد عائلة الميت وهما يتأملون نهاية عزيز هم وينشدون أغاني هي مزيج بين الحزن والفرح في آن واحد، ثم يضع الرماد داخل وعاء إلى جانب اليشم.
يعتقد الاستيك أن الموت ليس سوا شكل جديد للحياة، وهم يؤمنون بالعالم الآخر، وأن كل ميت لابد أن يأخذ طريقه نحو هذا العالم، وأن يجازى بحسب الأعمال التي قام بها في حياته، وعندما يصل إلى السماء السابعة كدليل على حسن تصرفه في دنياه. عليه أن يترك هناك قطعة ليشم التي وضعها الأحياء في فمه،
ولكن قبل أن يصل إلى هذه المرحلة، على روحه أن تجتاز سبعة عوالم من الحياة الأخرى، منها غابة مليئة بالحيوانات، صحراء، وأنهار.
واللافت أنه تم تخصيص موسيقى معينة لكل مرحلة إيقاع يشير إلى أن المتوفى يشعر بالعطش، ويحتاج للمياه، لأنه يعبر الآن الصحراء، وإيقاع آخر يشير إلى أنه يحتاج لأن يتسلح بالشجاعة لعبور غابة الوحوش، وهكذا.
ماذا يحدث بعد الموت في الديانات الثلاثة؟
هذه الأساطير يقابلها واقع مختلف تماما بالنسبة إلى الديانات الإبراهيمية أو الديانات السماوية الثلاث، كما تعرف.
ماذا يحدث بعد الموت في الديانة اليهودية؟
أنا عند اليهود المسألة ضبابية بعض الشيء الا أنا اليهودية تؤكد بشكل قاطع بأن الموت ليس النهاية، ولكن لم يتم تحديد طبيعة الحياة بعد الموت.
يؤمن معظم اليهود بوجود عالم لاحق بعد الموت يبدأ بالقيامة، أي مع قدوم المسيح، يسمى هذا العالم بأولام. هابا، أي العالم الذي سيأتي،
النعيم بالنسبة لليهود أقرب لحالة الروحية من الصفاء المطلق في جنة عدن.
أما مفهوم الجحيم فغير واضح في اليهودية، ولكن هناك ذكر للعذاب، فغير المؤمنين تفنى أرواحهم، ولا يشهدون القيامة، أما العصاة من المؤمنين فيهبطون إلى جهنم للتكفير عن ذنوبهم.
هذه النقطة أيضا اختلفت عليها الآراء، فالبعض يرى مسألة التكفير عن الذنوب، مرحلة يشاهد فيها العصاة عواقب أفعالهم السيئة، بينما يرى آخرون أن كل ذنب يقوم به اليهودي يخلق ملاك عذاب يقوم بتعذيبه لاحقا في جهنم ليكفر عن خطاياه، ويستحق الصعود إلى عالم النعيم.
كيف هو الجحيم عند اليهود؟ بحسب التلمود ، فإن جهنم هي مرحلة مؤقتة محدودة ب12 شهرا فقط، وطبيعة العذاب فيها هي مشاعر ندم وأسف، وليس عذابا جسدي.
ماذا بعد مرحلة التكفير عن الذنوب؟ مصير الشخص بعد فترة جهنم غير محددة. فالبعض يعتقد أن المذنب تفنى روحه تماما، بينما يظن البعض الآخر أن روحه تبقى في حالة دائمة من الندم والأسف.
أما المؤمن الذي يعاقب على خطاياه القليلة، فمصيره النهائي هو حالة النعيم بعد تطهير روحه.
ماذا يحدث بعد الموت في الديانة المسيحية؟
هذا عند اليهود. ولكن ماذا عند الديانة المسيحية؟ بعد خروج الروح من الجسد، تذهب إلى ما يسمى الهاوية، حيث تبقى إلى يوم القيامة، وهو يوم عودة المسيح إلى الأرض، الناس ليسوا سواسية في هذه المرحلة.
ف الهاوية، قسمان هاوية عليا، أي الفردوس، وهاوية سفلي أي الجحيم.
تحمل الملائكة المؤمنين إلى الفردوس حيث الراحة والخيرات، وفي الجحيم يتعذب الإنسان غير المؤمن في اللهيب، منتظرا عذابا أعظم،
إذ يقول النص الديني الأشرار يرجعون إلى الهاوية، ومن الهاوية، السفلي يقومون ليودانوا، ويلقون مجددا في جهنم، النار التي لا تطفأ.
ماذا يحصل عند عودة المسيح إلى الأرض؟ ترجع الروح إلى الجسد، وتتجمع الأعضاء بعضها إلى بعض، ويقف الجميع أمام المسيح في يوم الدينونة بانتظار إما الحياة أو العقاب الأبدي.
وقد أعطت الوصوف الدينية وصفا لحالة المؤمنين في الحياة الأبدية والخطأ في الموت الأبدي.
فالمؤمنين بحسب العهد القديم سيذهبون إلى أرض، هي أرض تعزية، حيث لا دموع ولاحزن ولا مرض، أما الخطاة فسيعيشون بعيدا عن الله، في ظلمة حالكة، وفي نار معدة لإبليس وأتباعه، حيث العذاب الذي لا ينتهي.
ماذا يحدث بعد الموت في الديانة الإسلامية؟
الختام مع الديانة الإسلامية، أين تذهب الروح بعد الموت؟ إلى حياة البرزخ، لنبدأ بتفسير معنى كلمة برزخ، البرزخ بحسب معجم المعاني هو ما بين شيئين بحيث يكون حاجزا بينهما ومن هنا يقال للميت في قبره أنه في حياة البرزخ لأنه انتقل إلى مرحلة بين الدنيا والآخرة.
وتنتهي هذه المرحلة ببعث الخلائق ليوم الحساب، كلنا نسأل كيف هي الحياة في البرزخ؟
حسنا، يخضع الميت بعد دفنه لاختبار هو الأهم، كونه سيحدد طبيعة حياته في هذه المرحلة، إذ يأتيه ملكان من عند الله سبحانه وتعالى، ويسأل انه بعض الأسئلة عن دينه، فإن كان مؤمنا؟ سيجيب عن الأسئلة بثبات ويحصل على مكان في الجنة.
إذ قال تعالي في الآية الكريمة ال27 من سورة إبراهيم بسم الله الرحمن الرحيم، {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ ۚ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27)،}
أما الذي كان في إيمانه خلل، أو كان يكفر بأحد تلك الأسئلة أو جميعها فإنه سيجد نفسه عاجزا عن الرد تماما، فيكون مصيره النار.
بعدما ينصرف الملكان عن البيت، ويرى مكانه في الجنة أو النار، تبدأ حياة القبر، فكان العبد مؤمنا، وسع له قبره، ورأى من مظاهر النعيم واللذة ما يجعله يتمنى قرب قيام الساعة، لينتقل إلى النعيم الأكبر في الجنة،
أما الكافر فيتمنى ألا تقوم الساعة حتى لا يدخل النار فيضيق عليه قبره، ويشعر بالعذاب الذي يأتيه من كل مكان، ومن أشد العذاب أنه يرى مقعده من النار في الصباح والمساء،
فقد قال الله عز وجل في سورة غافر بسم الله الرحمن الرحيم {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ } .
ولكن اللافت أيضا أن هناك العديد من الآراء الإسلامية التي عارضت فكرة ماذا يحدث في القبر، وماذا يحدث الروح بعد الموت، وأصرت على أنه سر علمه عند الله، فقط.
لن نتمكن من معرفة إجابته، مستندين بذلك على قوله تعالى {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85)}
هذا جزء من معتقدات كثيرة، منها ما بقي، ومنها ما اندثر على مر التاريخ، ماذا ينتظر الإنسان بعد الموت؟ إلى أين تذهب الروح؟ الكل يحاول الإجابة عن هذا السؤال وكأننا نحاول تخفيف وطأة الخوف من الموت، أو بالأحرى الخوف من المجهول.
ورغم كل الأجوبة التي حاول الإنسان نسجها عبر العصور، الحقيقة الوحيدة التي لا شك فيها، هو أن الموت حق أما روح فسرها الله وحدة يعلم.