يتساءل الكثير من الناس حول اول غزوة خاضها المسلمون في رمضان وهي غزوة بدر فسنعرف في تلك المقالة ما هي قصة غزوة بدر واحداث اول غزوة خاضها المسلمون في رمضان معركة بدر فتابعوا المقالة.
مقدمة حول غزوات النبي صلي الله عليه وسلم من تاريخ الدولة الإسلامية
بعد ازدياد اضطهاد قريش للرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعه هاجر الرسول والمسلمين من مكة إلى يثرب واللي عرفت بعد ذلك باسم المدينة المنورة وهناك مدى الرسول صلى الله عليه وسلم في بناء مجتمع جديد قائم على أسس التوحيد بالله والمؤاخاة بين الناس
فبدأ في بناء المسجد النبوي الشريف لكي يكون منبر يتلقى فيه المسلمين تعاليم الإسلام وتوجيهاته بالإضافة إلى أنه آخا ما بين مهاجرين من أهل مكة والأنصار من أهل المدينة لكي يزود من ترابطهم ببعض
ولكن للأسف كل ذلك لم يقلل من المخاطر التي تحيط بالمسلمين فقريش كانت تعرف خطورة الدين الإسلامي على تجاراتها الوثنية وصممت على القضاء عليه بأي شكل
فبعدما استولت على جميع أموال وبيوت المهاجرين اتفقت مع معظم القبائل العربية على عدم الاستماع لمحمد صلى الله عليه وسلم ولدعوته فأصبح لا مفر من المواجهة مع قوى الكفر والطغيان.
اتبع الرسول صلى الله عليه وسلم سياسة حكيمة في القتال فهدفه كان إضعاف القوى الاقتصادية لقريش بالإغارة على القوافل التجارية المتجهة للشام
فبدأ في إرسال الشرايا عشان يعترضوا الطريق لتلك القوافل دي وعلى الرغم من عدم حدوث أي اشتباك إلا إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان ارسل رسالة ورد قوي على تربص قريش وغدرها بهم
وفي شهر رجب في السنة الثانية الهجرة أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم دورية استطلاعية فيها 8 من المهاجرين بقيادة عبد الله بن جحش لكي تستطلع أخبار قريش بين مكة والطائف
وخلال طريقهم التقت الدورية مع قافلة كانت عائدة الي مكة بالبضائع فقررت الدورية إطلاق بعض الأسهم لكي يخوفونهم ويسيطروا على بضائعهم
واصابت أحد الأسهم عمرو بن الحضرمي وقتلته وأسرت بعدها الدورية اثنين من القافلة ورجعوا بهم للمدينة
وهناك غضب الرسول صلى الله عليه وسلم غضب شديد من المسلمين ورفض إنه يأخذ أي من الأموال التي أخذوها للقافلة فالقتال كان حدث في شهر رجب وهو من الأشهر الحرم اللي يحرم فيها القتال
وفعلا استغلت قريش الحادثة وبدأت تشهر بالمسلمين وإنهم يستحلوا الدماء في الأشهر الحرم وقلبت العرب عليهم
ولكن والله سبحانه وتعالى أنزل الوحي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأعطى فيه الرخصة للمسلمين لقتال العدو في أي زمان وبذلك أصبحت المواجهة بين المسلمين وقريش قريبة جدا.
ما هي اول غزوة خاضها المسلمون في رمضان
ما هي اول غزوة خاضها المسلمون في رمضان؟
اول غزوة خاضها المسلمون في رمضان هي غزوة بدر الكبري التي وقعت في 17 رمضان من السنة الثانية للهجرة وانتهت بفوز المسلمين بفوز ساحق علي جيش كفار قريش
وتبدا قصة اول غزوة خاضها المسلمون في رمضان في أوائل خريف السنة الثانية للهجرة جاءت أخبار للمدينة إن أبي سفيان خرج في قافلة كبيرة من مكة للشام فخرج الرسول صلى الله عليه وسلم مع 200 مقاتل لكي يعترضوا طريقها
ولكن القافلة تمكنت من الإفلات بسلام فرجع المسلمين المدينة في انتظار عودتها وفعلا لما وصلت الأخبار أن القافلة رجعت من الشام محملة ثروات كبيرة رأى المسلمين هي خير تعويض عن الأموال التي استولت عليها قريش منهم
فخرجوا في 317 رجل وفي بعض الروايات 3131 لكي يعترضوا طريق القافلة وكان معهم حوالي 70 بعير
واثنين من الفرسان هما الزبير بن العوام الذي جعله الرسول قائد على الميمنة أما الفارس الثاني فكان المقداد بن عمر وجعله الرسول قائد على الميسرة
في ذلك الوقت وصلت الأخبار لأبي سفيان إن المسلمين تحركوا للقطع الطريق عليه فقر إنه يرسل مبعوث لقريش لكي يستنجد بهم من الخطر الذي سيواجهه
والحقيقة ان المبعوث الذي ارسله أبو سفيان وكان اسمه ضمضم بن عمر كان رجل شديد الذكاء والخبث فبمجرد اقترابه من مكة قطع ثيابه وجرح ناقته ونشر دمها على وجه ملابسه ودخل مكة وهو يقول بصوت عالي “الغوث الغوث اللطيمة اللطيمة”
ففزعت الأهالي وبدؤوا يسألون عما حاصل وهو يكرر صراخه “الغوث الغوث اللطيمة اللطيمة” فلما تجمعت الناس حوله قال لهم “يا معشر قريش أموالكم مع أبي سفيان قد عرض لها محمد وأصحابه الغوث”
انزعجت جدا كويس لتلك الاخبار وبدؤوا بسرعة يجهزون جيش لمواجهة المسلمين واشترك جميع قادة قريش وزعمائها في تجهيز ذلك الجيش دا ما عدا أبي لهب الذي أناب عنه العاصي بن هشام
وبلغ عدد جيش قريش تقريبا حوالي 1300 مقاتل وانطلقوا سريعا ناحية بدر للحاق بالقافلة
وأبو سفيان في ذلك الوقت ده كان جالس يترقب أخبار جيش المسلمين فلما عرف باقترابهم منه حول مسار العودة ناحية الساحل غربا لكي يتجنب الوقوع أسيرا تحت أيدي المسلمين
ولما تأكد انه أصبح في أمان بعث رسالة لقريش يبلغهم بسلامته وسلامة من معه فبدأت بعض الأصوات تنادي بالعودة وعدم القتال مع المسلمين ولكن ابا جهل صاح فيهم وقال “أنترك أموالنا والله لا نرجع حتى نرد بدرا وتسمع بنا العرب وبجمعنا فلا يزال يهابوننا جميعا فامضوا في طريقكم”
وبالفعل نجحت خطة أبو جاهل وخشي جيش قريش من العودة حتى لا يقال عليهم جبناء إلا قبيلة بني زهرة بقيادة الأخنس فرفضوا قوله ورجعوا جميعهم وكان عددهم حوالي 300 مقاتل فأصبح جيش قريش ما يقرب من 1000 مقاتل
وصلت الأخبار لجيش المسلمين بتحرك قريش في عدد كبير جدا لملاقاتها فاستشار الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه في قرار الحرب فالمسلمين كانوا خرجوا في عدد قليل للإغارة على قافلة
ولم يكونوا مرتبين إنهم سوف يخوضوا حربا كبرى مع قريش ولما انعقد المجلس وقف قادة مهاجرين يعلنوا تصميمهم على الاشتباك مع قريش مهما كان الثمن
فوقف المقداد بن عمرو بكل شجاعة وقال “يا رسول الله امض ما اراك الله فنحن معك” فابتسم الرسول وأثنى علي
وطلب رأي الأنصار فوقف سعد بن معاذ رضي الله عنه وأعلن موافقة الأنصار وتصميمهم الصادق على نصرة الدين الله ورسوله
بعد ذلك الاجتماع ارسل الرسول صلي الله عليه وسلم علي بن أبي طالب والزبير من العوام رضي الله عنهما للاستطلاع فقدروا ان يمسكوا لديه صغيرين عرف نوم الرسول صلى الله عليه وسلم عدد جيش الكفار وأسماء قادتهم
وبعدها خرج الرسول صلي الله عليه وسلم بنفسه لكي يستطلع وعرف من أعرابي إن جيش الكفار عند العدوة القصوى بينما كان يعسكر النبي صلي الله عليه وسلم بجيش المسلمين عند العدوة الدنيا فرجع وأمر الجيش بالتقدم ناحية ماء بدر
في اليوم السادس عشر من شهر رمضان وصل الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين إلى ماء بدر وهناك أخذ برأي الحباب المنذر وأمر بتغوير جميع الآبار التي كانت ستكون ناحية المشركين وبني حوض حتى يرتوي منه المسلمين ويضطر الكفار علي قتالهم وهم عطشي.
وفي خلال ليلة المعركة أنزل الله مطر كثير على المنطقة فاطمئن به مسلمين وشربوا واغتسلوا وساهم ذلك المطر أن يجعل الرمل تحت أقدامهم أكثر تماسكا فسهل عليهم الحركة بشكل كبير
أما على الناحية الثانية فعاني معسكر قريش بشدة من المطر فنظرا طبيعة المكان أصبحت الأرض تحتهم طينية جدا وصعبت عليهم الحركة والتقدم
أحداث اول غزوة خاضها المسلمون في رمضان
وصلت قريش بجيشها واصطفوا في صباح يوم المعركة فنظم الرسول صلى الله عليه وسلم صفوف جيش المسلمين وجمع رماة الأسهم في الصف الخلفي والجنود في الصف الأمامي
وبعد أن نطمئن على حالهم وتشوقهم للشهادة دعي لهم ونتظر الجميع بداية القتال أول أحداث معركة بدر اول غزوة خاضها المسلمون في رمضان ان حدثت لم يتقدم أحد رجال قريش وكان اسمه الأسود بن عبد الأسد المخزومي وحاولوا أن يشرب من حوض المسلمين أو يهدمه عليهم
ولكن حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه أسرع واعترض طريقه وقتله قبل ان ينفذ خطته وبعد تلك الواقعة ارسلت قريش ثلاثة من فرسانها وهم عدوة بن ربيعة وابنه الوليد وأخوه شيبة بن ربيعة
وطلبوا ثلاثة من قادة المسلمين لكي يبارزوهم كعادة القتال في ذلك الوقت فخرج لهم ثلاثة من الأنصار ولكن قادة قريش رفضوا مقاتلتهم وطلبوا إن يكون الفرسان من المهاجرين من أهل مكة
فأرسل الرسول صلى الله عليه وسلم حمزة عبد المطلب وعبيدة بن الحارث وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم لقتالهم
وبالفعل بدأت المبرزة بين الجميع واستطاع علي بن أبي طالب إنه يقضي على الوليد بن عتبة ونفس الحال كان لحمزة بن عبد المطلب الذي قضى على خصمه عتبة بسهولة
أما عبيدة وشيبة فضرب كل واحد فيهم الثاني ضربة مميتة لم يقدروا ان يتحركوا بعدها فمات شيبة بسببها في مكانه ونقل حمزة وعلي ابن أبي طالب رضي الله عنهم عبيدة إلى الرسول وأستشهد بعدها بين يديه الرسول الكريمتين
غضبت قريش للغاية لمقتل قادتها وبدؤوا يلقوا بالسهام على المسلمين واندفعوا بعدها للهجوم عليهم ولكن المسلمين وقفوا مكانهم ثابتين تنفيذا لأوامر الرسول صلى الله عليه وسلم
وبمجرد اقتراب جيش المشركين تبادل المسلمين الصفوف وأطلق رماة الأسهم العديد من الأسهم ناحية المشتكين فبدت صفوف المشركين تضطرب واستغل المسلمين ذلك الاضطراب وهجموا عليهم
فاشتد القتال جدا بين الطرفين وفي عز معركة بدر اول غزوة خاضها المسلمون في رمضان وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بكل ما أوتي من قوة
(اللَّهُمَّ إنِّي أنْشُدُكَ عَهْدَكَ ووَعْدَكَ، اللَّهُمَّ إنْ شِئْتَ لَمْ تُعْبَدْ بَعْدَ اليَومِ فأخَذَ أبو بَكْرٍ بيَدِهِ، فَقالَ: حَسْبُكَ يا رَسولَ اللَّهِ، فقَدْ ألْحَحْتَ علَى رَبِّكَ وهو في الدِّرْعِ، فَخَرَجَ وهو يقولُ: {سَيُهْزَمُ الجَمْعُ، ويُوَلُّونَ الدُّبُرَ بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ، والسَّاعَةُ أدْهَى وأَمَرُّ} [القمر: 46]، وقالَ وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، يَومَ بَدْرٍ.)
وبعدها غلب النعاس على رسول صلى الله عليه وسلم لمدة قصيرة وأفاق بعدها واخبر أبا بكر بسعادة ان الله قد بعث ألف من الملائكة لنصرة المسلمين
استمرت معركة بدر اول غزوة خاضها المسلمون في رمضان بعدها كانت شديدة جدا على الطرفين فاقتحم الرسول أرض المعركة وأخذ يقاتل مع المسلمين وهو يدعوا الله بالنصر فتشجع المسلمين للغاية لما رأوا رسول الله صلي الله عليه وسلم
وزادوا من هجومهم على المشركين الذين بدأت صفوفهم تتفكك بشكل كبير وتفرق الحرس الخاص بأبو جهل زعيم الكفر وانشغلوا بالقتال
وهنا انتهزوا ولدين صغيرين الفرصة وهم معاذ بن عمرو ومعوض بن عفراء والذين كانوا يراقبوا أبا جهل بداية المعركة وكانوا أقسموا إنهم يقضوا عليه لأنه سب الرسول صلى الله عليه وسلم في مرات عديدة
وبالفعل انطلق معاذ وضرب أبو جاهل ضربة بترت قدمه حتى نصف ساقه فوقع على الأرض ينزف بشدة وعلى الرغم من أن عكرمة بن أبي جهل انطلق وضرب الغلام ضربة فصلت كتفه الا أن معاذ استطاع الهروب وزف الأخبار السعيدة إلى الرسول والمسلمين
انطلقت بعدها بن مسعود بأوامر من النبي حتى يتأكد من خبر وفاة أبو جاهل ولما وجده وسط دمائه سألوا أبو جهل لمن الدائرة اليوم فقال بن مسعود وهو يجهز عليه لله ولرسوله والمؤمنين
بعد تفكك صفوف جيش المشتركين ضعفت الروح المعنوية جدا عندهم وبدؤوا يهربوا بحياتهم من أرض القتال وبكده انتهت غزوة بدر اول غزوة خاضها المسلمون في رمضان بفوز ساحق للمسلمين على قوى الكفر والطغيان
ولمعرفة أحداث غزوة بدر الكبرى كاملة بالتفصيل يمكنك الاطلاع عليها من هنا
نتائج اول غزوة خاضها المسلمون في رمضان
استشهد في معركة بدر اول غزوة خاضها المسلمون في رمضان 14 جندي من جيش المسلمين وفي المقابل خسرت قريش 70 مقاتل وتم أسر 70 آخرين من أفضل رجالهم وغنم المسلمين منهم غنائم كثيرة
يوم بدر اول غزوة خاضها المسلمون في رمضان سمي بيوم الفرقان لأنه كان بمثابة تفرقة ما بين الحق والباطل فنصر الله كلمته فيها وفرق بين مرحلة الضعف للمسلمين في المدينة ومرحلة القوة بعدها
فكان ذلك اليوم من غزوة بدر بمثابة بداية عهد الدولة الإسلامية ولمعرفة المزيد عن غزوات النبي محمد صلي الله عليه وسلم أو التاريخ الإسلامي عموما يمكنك الاطلاع عليه من هنا.