قبل ان نعرف متى كانت غزوة بدر فقد قال سعد بن معاذ قد امنا بك وصدقناك وشهدنا ان ما جئت به هو الحق واعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة فامض يا رسول الله لما اردت فنحن معك، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد وما نكره ان تلقى بنا عدونا غدا،
انا لصبر في الحرب صدق في اللقاء لعل الله يريك منا ما تقر به عينك فسر بنا على بركه الله.
وتلك كلمات قالها سعد بن معاذ سيد الاوس لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين عن موقفهم من قتال قريش في غزوة،
فلو تريد تعرف اكثر عن غزوة بدر واحداثها ومتى كانت غزوة بدر وتكتشف بنفسك امر الاسرى والغنائم واحداث المعركة وأيضا تعرف تفاصيل غزوة بني سليم وغزوه السويق واسبابها وزواج السيدة فاطمه الزهراء اذا اكمل مقالتنا للنهاية .
متى كانت غزوة بدر
المعطلون في هذه ال وقفنا في مقالتنا اللي فاتت عند بدايات الغزوات والسرايا ومحاولة اعتراض النبي لعير قريش ونتيجة للأحداث التي قلناها في المقالة السابقة حصل حدث من اهم الاحداث اللي حصلت للنبي وللمسلمين بعد الهجرة
فقد كانت غزوة بدر في شهر رمضان في العام الثاني من الهجرة عرف النبي صلى الله عليه وسلم برجوع قريش من بلاد الشام اللي كان على راسها أبو سفيان وكانت العير راجعة وفيها أموال كتير وكان عدد مشركين قريش فيها حوالي 30 رجل او اكثر،
ووقتها النبي صلى الله عليه وسلم امر المسلمين انهم يستعدوا لكي يخرجوا ويعترضوا طريق تلك العير ويأخذوا منها الغنائم والأموال التي كانت قريش سلبتها من المسلمين وقت الهجرة.
وبالفعل خرج النبي هو والمسلمين وكان عدد المسلمين في غزوة بدر حوالي 313 راجل وكان معهم 70 من الابل وفرسين وكان المسلمين يتعاقبوا في الجلوس على الابل في الطريق فكان كل ثلاثة يجلسوا على واحد من الابل،
وكان النبي صلى الله عليه وسلم وعلي بن ابي طالب وزيد بن حارثة جالسين على ابل واحد ووقتها استحى زيد وعلي انهم يركبوا والرسول صلى الله عليه وسلم يسير على اقدامه،
فقرروا انهم يسيروا والرسول صلى الله عليه وسلم يركب طول الطريق ولا ينزل، ولكن رد عليهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال لهم ما انتما بأقوى مني ولا انا بأغنى عن الاجر منكما.
وبالفعل يا صديقي تقاسم النبي معهما ركوب الابل ولكن أبو سفيان وهو راجع من بلاد الشام ومعه القافلة خاصته محملة بالربح نتيجة التجارة في بلاد الشام بالمال الذي اخذوه من المسلمين،
عرف أبو سفيان بأعداد النبي لاعتراض قافلته فقرر أبو سفيان تغيير طريقه ويرسل فارس اسمه ضمضم ابن عمرو الغفاري لكي يروح لمكه ويثير شائعات بين المشركين وهي ان محمد اعترضه في الطريق وحاربه وان محمد خرج لقتال قافلة أبو سفيان.
ولكن النبي لم يكن ينوي قتالا ابدا وبالفعل جمع ضمضم اهل مكة عند الكعبة وقال لهم يا معشر قريش يا آل لؤي ابن غالب اللطيمة اللطيمة اموالكم مع ابي سفيان قد عرض لها محمد في أصحابه لا أرى ان تدركوها، الغوث الغوث، والله ما أري ان تدركوها.
وطبعا أهل مكة أخذتهم الحمية وبدأوا يعدوا العدة لكي يخرجوا لملاقاة النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين وجهزوا جيش عدده 950 رجل ومعهم 100 من الفرس 700 من الابل وخرج على راس الجيش ساده قريش ولكن تخلف أبو لهب عن الجيش وخاف انه يخرج لملاقاة النبي صلى الله عليه وسلم .
من هم زعماء قريش في غزوة بدر
وخرج جيش المشركين لكي يحاربوا النبي صلى الله عليه وسلم، وقتها النبي صلى الله عليه وسلم خرج بالمسلمين من المدينة ولم يكن عنده علم بخروج قريش للحرب لأنه لم يكن خارج خارج بسبب حرب.
المهم ان بعد خروج النبي من المدينة وصل عند مكان اسمه الصفراء ووقتها كان يريد ان يعرف اخبار قافله أبو سفيان فبعث اثنين من المسلمين لكي يعرفوا الاخبار ولكن المفاجأة ان الاثنين الذين ارسلهم النبي شافوا اهل قريش خارجين بجيش وعلى راس الجيش ده عدد كبير من زعمائهم.
فاسرعوا بالرجوع واخبروا النبي عن جيش المشركين وظل النبي يستفسر منهم عن العدد ولكن لم يكونوا يعلموا العدد بالضبط فسألهم النبي عن عدد الابل اللي يذبحوها في اليوم الواحد فاخبروه انهم يذبحوا في اليوم حوالي تسعه او 10 من الابل.
وبذكاء وحنكه النبي صلى الله عليه وسلم عرف ان عدد المشركين يتراوح من 900 ل 1000 رجل، ولما النبي استفسر اكثر عن من هم الزعماء اللي موجودين في الجيش
قالوا له عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبو البختري بن هشام وحكيم بن حزام ونوفل بن خويلد والحارث بن عامر بن نوفل وطعيمة بن عدي ابن نوفل والنضر ابن الحارث وزمعة بن الاسود وأبو جهل بن هشام وأمية بن خلف ونبيه ومنبه ابنا الحجاج وسهيل بن عمرو وعمرو بن عبد ود.
فذهب النبي للمسلمين وقال لهم هذه مكة قد القت اليكم افلاذ كبدها والنبي يقصد ان بخروج كل سادة قريش على رأس الجيش ذلك معناه ان تلك المعركة لن تمر مرور الكرام وان المشركين سيستميتوا في القتال.
أحداث غزوة بدر
وقتها الاثنين اللي ارسلهم النبي لكي يعرفوا الاخبار سمعوا جاريتين يتكلموا ان جيش قريش سيصل عند بدر غدا او بعد غد.
فأشار النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه هل يمضي ويكمل القتال ولا يرجع للمدينة فقال الصحابة للنبي اذا لا نقول لك يا رسول الله كما قال قوم موسى لموسى {فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (24)}
{ولكن نقول لك اذهب انت وربك فقاتلا انا معكما مقاتلون فنزل قول الله عز وجل في سوره الانفال كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ (5)}
المهم ان النبي حب يتأكد من موقف الأنصار هل هم موافقين على الخروج مع القتال أو لا فكرر النبي مره أخرى قوله اشيروا علي أيها الناس فرد عليه تلك المرة سعد بن معاذ وهو سيد الاوس وقال له والله لكأنك تريدنا يا رسول الله قال اجل،
قال فقد امنا بك وصدقناك وشهدنا ان ما جئت به هو الحق واعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة فامض يا رسول الله لما اردت فنحن معك،
فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخط لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد وما نكره ان تلقى بنا عدونا غدا انا لصبر في الحرب صدق في اللقاء لعل الله يريك منا ما تقر به عينك فسر بنا على بركه الله.
ففرح النبي جدا بكلام سعد وقتها قال لهم النبي سيروا وابشروا فان الله تعالى قد وعدني احدى الطائفتين والله لكأني الان انظر الى مصارع القوم.
أبو سفيان في الوقت ده كان خائف ولا يعرف لو أكمل طريقه لمكة ماذا من الممكن ان يحصل له من النبي والمسلمين فبدأ يمشي بحذر ناحيه بئر بدر ووقتها سأل واحد من اللي معه اسمه مشدي بن عمرو هل رأي أي حاجه غريبة او شعر بشيء ما يدعو للقلق؟
فقال له انه رأي رجلين ومعهم ابلهم كانوا بالقرب من البئر وذهبوا لكي يشربوا وطبعا الرجلين هم الذين ارسلهم النبي لكي يتجسسوا اخبار قريش فذهب أبو سفيان للمكان ورأى فضلات الابل وظل يبحث فيها ويتحسس الي ان عرف ان تلك الابل من المدينة.
لأنه وجد في فضلات الابل نوى فقال أبو سفيان هذه والله علائف يثرب وبذلك عرف أبو سفيان ان النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه قريبين من المكان، فاخذ أبو سفيان العير ومشي بسرعة بعيد عن منطقه بئر بدر.
المهم أبو سفيان ساعتها خرج من منطقة الخطر وأرسل رسالة لقريش الذين خرجوا للقتال وقال لهم أنه مر بسلام ومعه العير وانهم يرجعوا لمكة دون قتال ولكن رفض أبو جهل وقال لهم انهم من اللازم ان يصلوا للمدينة لان في ذلك الوقت كان يحدث سوق عام في بدر ويعتبر ذلك السوق موسم من مواسم العرب يستمر لمده ثلاث أيام.
وقال أبو جهل والله لا نرجع حتى نرد بدرا فنقيم عليها ثلاثا فنحرر الجزر ونطعم الطعام ونسقي الخمر وتعزف علينا القيان وتسمع بنا العرب وبمسيرنا وجمعنا فلا يزالون يهابون ابدا بعدها فامضوا.
وانقسم جيش قريش وحصل فرقة بينهم ففي منهم من يؤيد رأي أبو جهل ومنهم الذي لا يوافق ويقولوا انهم يرجعوا لمكة بما ان عيرهم مضت بسلام وانشقوا لقسمين قسم عزم على العودة لمكه بدون قتال وهم بنو زهرة بقيادة الاخنس وقسم اخر اقسم انه يقاتل وبالفعل ذلك ما حصل.
في ذلك الوقت ده كان سار جيش النبي صلى الله عليه وسلم الي ان وصلوا لأدنى ماء بدر وقتها جاء الحباب ابن المنذر للنبي صلى الله عليه وسلم وسأله هل نزولهم في ذلك المكان بأمر من الله عز وجل ولا بسبب الحرب والمكيدة، فرد عليه النبي وقال له ان ده بسبب الحرب والمكيدة،
فأشار الحباب ين المنذر على النبي بالنزول في اقرب منطقه فيها ماء بالقرب من معسكر قريش وان المسلمين يجمعوا كل الماء الموجود في ذلك البئر ويبنوا حوض كبير ويضعوا فيه الماء ويشربوا، ولما تأتي قريش لكي تشرب من البئر تجده فارغ.
وبالفعل رأي عجب النبي وامر الصحابة بتنفيذ خطة الحباب بن المنذر، وقتها جاء سعد بن معاذ يشير على النبي صلى الله عليه وسلم انهم يبنوا له عريش يستريح فيه وبالفعل وافق النبي وبنى الصحابة العريش وبعدها بدأ النبي يجهز صفوف المسلمين وجعل مناكبهم متلاصقة.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم في يده مثل عصا صغيره يعدل بيها الصفوف وكان في واحد من الصحابة اسمه سواد ابن غزية وكان سواد خارج عن الصف فالنبي ضربه ضربه خفيفة غير مؤلمة على بطنه لكي يعتدل ويدخل في الصف،
فسواد قال للنبي يا رسول الله اوجعتني وقد بعثك الله بالحق والعدل ووقتها النبي صلى الله عليه وسلم اجلس سواد وكشف عن بطنه الشريفة وقال لسواد يقتص منه مثلما هو ضربه وتفاجأ النبي ان سواد يعانق بطنه ويقبلها فاستغرب النبي صلى الله عليه وسلم من فعله وسأله لماذا يفعل ذلك؟
فرد عليه سواد وقال له انه كان يقصد انه يخرج عن الصف وان النبي يضربه لكي يطلب القصاص وانه يكشف عن بطنه لكي يكون جلد النبي هو اخر شيء يلمسه لان تلك غزوة ووارد انه يستشهد فيها.
ونظر النبي لصفوف قريش وقال اللهم هذه قريش قد اقبلت بخيلاءها وفخرها تحدك وتكذب رسولك اللهم فنصرك الذي وعدتني.
وبدأت معركة بدر بالمبارزة فخرج عطب بن ربيعة من سفوف قريش ومعه اخوه شيبه ابن الربيعة وابنه الوليد ابن عتبة وطلبوا المبارزة فاخرج النبي ثلاثة من الأنصار ولكن وقتها نادى عتبة على النبي وقال له يا محمد اخرج الينا اكفاءانا من قومنا،
فنادى النبي على عبيدة بن الحارث وحمزة بن عبد المطلب وعلي بن ابي طالب وامرهم انهم يتقدموا للمبارزة وبدأت المبارزة وكان عبيدة بن الحارث يبارز عتبة وكان حمزه يبارز شيبه وعلي كان يبارز الوليد وابلو بلاء حسنا في المبارزة.
وانتهت المبارزة بقتل شيبه والوليد اما عتبه فلم يمت ولكن أصيب هو وعبيدة بن الحارث.
وبدأ القتال واشتدت المعركة وحمى الوطيس وبدأ النبي صلى الله عليه وسلم يشجع المسلمين على القتال ويقول لهم والذي نفس محمد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر الا ادخله الله الجنة.
وبدأ المسلمون يشيعوا القتال والاسر في صفوف المشركين وكان قتالهم في المعركة دفاعا عن دينهم ونبيهم ولإعلاء كلمة الحق وبالطبع بدأ كل واحد من المسلمين يبحث في صفوف قريش عن أكثر شخص كان يأذي النبي والمسلمين في مكة.
عدد الملائكة في غزوة بدر
ووقتها أيد الله جيش المسلمين بجيش من الملائكة يحاربوا معهم في الصفوف وكان عدد الملائكة في غزوة بدر ذكر في قول الله عز وجل
{إِذْ هَمَّت طَّائِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (122) وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123) إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيَكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُنزَلِينَ (124)
بَلَىٰ ۚ إِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَٰذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ ۗ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126)}
وأيضا قول الله عز وجل في سوره الانفال {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9)}
وقول النبي صلى الله عليه وسلم (هذا جِبْرِيلُ، آخِذٌ برَأْسِ فَرَسِهِ، عليه أدَاةُ الحَرْبِ..) المصدر : صحيح البخاري
ولو تريد أن تعرف اكثر أحداث غزوة بدر يمكنك الاطلاع عليها من هنا .