“إن من يقولون لإسرائيل إنه لا ينبغي له اجتياح رفح، وكأنهم يقولون إن عليها خسارة الحرب وترك حركة المقاومة الإسلامية حماس لتبقى في قطاع غزة” تلك كلمات قالها نتنياهو عن محور فيلادلفيا أو محور صلاح الدين شرارة الحرب بين مصر واسرائيل، فلماذا يوجد الان كلام على محور فيلادلفيا، الحد الفاصل ما بين قطاع غزة ومصر،
المحور اللي بسببه مصر وإسرائيل في حالة تأهب دائمة، وبسببه أيضا كسرت إسرائيل بنود اتفاقية السلام كامب ديفيد، ولماذا تريد إسرائيل السيطرة علي محور فيلادلفيا أو محور صلاح الدين؟
ومصر على الجانب الاخر تطالبها بالانسحاب؟ ورغم الحرب على غزة لماذا ترفض مصر دخول الفلسطينيين لأرضها؟ صديقي القارئ لو عاوز تريد ان تعرف لماذا كسرت إسرائيل الاتفاقيات الدولية وسيطرت على محور فيلادلفيا؟ وتعرفي الحكاية من البداية للنهاية، اكمل المقالة للنهاية.
ما هو محور فيلادلفيا أو محور صلاح الدين
محور فيلادلفيا أو محور صلاح الدين مثلما يقال عنه في الدول العربية هو الشريط الحدودي والمنطقة العازلة حسب اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، اللي بدأت اجتماعاتهم سنة 1978، الاتفاقية التي كانت ما بين الرئيس المصري محمد أنور السادات ورئيس الحكومة الإسرائيلية مناحم بيجنن،
بوجود الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، واللي اعتبرت بالمناسبة خرق ومخالفة للإجماع العربي الرافض للاعتراف بإسرائيل، فبرعاية كارتر دخل الطرفين مفاوضات في منتجع كامب ديفيد بالولايات المتحدة، انتهت بالتوقيع على الاتفاق الإطاري للسلام.
وكامب ديفيد ببنودها كانت أول اعتراف عربي رسمي بإسرائيل، مع تعهد من الطرفين المصري والإسرائيلي بعدم صدور أي فعل من أفعال الحرب أو العنف، وتقديم مرتكبي أعمال العنف للمحاكمة.
محور فيلادلفيا أو محور صلاح الدين يعتبر ضمن المنطقة د العازلة بموجب معاهدة السلام سنة 1979، كانت تسيطر عليه إسرائيل ضمن سيطرتها على المنطقة د، الي ان انسحبت منه وسلمته للسلطات الفلسطينية سنة 2005.
عشان في سبتمبر 2005 تتوقع اتفاقية فيلاديلفيا بين مصر وإسرائيل لكي تنظم وجود القوات في منطقة المحور.
وفي نهاية 2013 بنت مصر جدار فولاذي وقالت إن هدفه منع تسلل المسلحين والمتطرفين لأرضها، وليس ذلك فقط، بل أيضا حفرت قنابل عرض من ساحل البحر في الشمال، حتي معبر رفح في الجنوب لكي تعمل منطقة حدودية عازلة وتقضي على أنفاق محور فيلادلفيا أو محور صلاح الدين.
وفي الحرب الأخيرة على غزة شنت إسرائيل عملية عسكرية على رفح وسيطرت على الجانب الفلسطيني من المعبر، واللي يفصل ما بين قطاع غزة ومصر، وقالت إسرائيل إن عملياتها العسكرية في رفح لن تقف إلا بعدما تنتهي من حماس وترجع رهائنها وذلك لن يحدث ان شاء الله .
محور فيلادلفيا أو محور صلاح الدين في كامب ديفد
ورغم إن مواد كامب ديفيد نصت على :
“إن الحدود الدائمة بين مصر وإسرائيل هي الحدود الدولية المعترف بها بين مصر وفلسطين تحت الانتداب، وذلك دون المساس بما يتعلق بوضع قطاع غزة، ويقر الطرفين بأن هذه الحدود لا تمس، ويتعهد كل منهما باحترام سلامة أراضي الطرف الآخر، بما في ذلك مياهه الإقليمية ومجاله الجوي.”
إلا إن إسرائيل كسرت كل بنود الاتفاقية واستمرت عملياتها العسكرية على غزة بأوامر من نتنياهو، فتفتكر ماذا ظل من كامب ديفيد بعد كل خروقات نتنياهو لبنود الاتفاقية والبروتوكول الملحق بها؟ خصوصا بعد سيطرته على محور فيلادلفيا، الحدود بين غزة ومصر.
في 30 يناير، تكلم نتنياهو عن ضرورة سيطرته على المحور، وقال محور فيلادلفيا يجب أن يكون تحت سيطرتنا، ويجب إغلاقه، ومن الواضح أن أي ترتيب آخر لن يضمن نزع السلاح الذي نسعى إليه.
فالمحور ضمن منطقة عازلة حسب كامب ديفيد، ويمتد على طول الحدود المصرية مع قطاع غزة من البحر المتوسط الشمال لحد معبر كرم أبو سالم في الجنوب.
فكان رد القاهرة على نتنياهو، إن المساس بالمحور خط أحمر، ذلك غير البيان اللي طلع من رئيس هيئة الاستعلامات المصرية الرسمية ضياء رشوان يقول إن أي تحرك إسرائيلي ناحية المحور سوف تكون نهايته تهديد خطير للعلاقات بين الطرفين مصر وإسرائيل.
فمصر ملتزمة باتفاقاتها الدولية، و قادرة تدافع عن مصالحها وسيادة أرضها، ولو تريد تعرف تفاصيل أكتر عن اللي حصل في المحور من بعد 7 أكتوبر تقدر تشوف مقالتنا عن الطيران والإسرائيلي يضرب الحدود المصرية، قصف محور فيلادلفيا وضغوط اقتصادية شديدة.
لكن زاد التوتر بين مصر وإسرائيل بعد سيطرة إسرائيل على الجزء الفلسطيني من معبر رفح، فحذرت القاهرة وطالبت البعد عن سياسة حافة الهوية، والالتزام ببنود معاهدة السلام.
خرق اتفاقية كامب ديفيد
فوجود إسرائيل في الجانب الفلسطيني من المعبر تهديد غير مباشر، وانتهاك للقانون الدولي، ذلك غير كمان إنه كسر واضح وصريح لاتفاقية السلام بملحقاتها الأمنية، فوجود إسرائيل في رفح انتهاك للمادة الأولى من اتفاقية السلام، واللي تحظر استخدام القوة أو تهديد الاستقلال السياسي للطرفين.
ذلك غير إن دخول إسرائيل بمعداتها الثقيلة الحربية خرق واضح للمادة الرابعة في كامب ديفيد، واللي تنص على إقامة مناطق منزوعة السلاح على الحدود من الجانبين المصرية والإسرائيلية.
وحسب اتفاقية السلام بروتوكول المعابر سنة 2005، في أي زيادة في حجم أو نوع القوات في المنطقة الحدودية د لازم يحدث بترتيب من الجانبين، وإلا كان خرق للاتفاق.
وفي 2021 أعلنت مصر وإسرائيل تعديل في معاهدة السلام لكي تعزز من وجود الجيش المصري في رفح لكي تحارب الإرهاب في المنطقة.
وفي نهاية ديسمبر 2023 أصبح محور فيلادلفيا موضوع للنقاش والشد والجذب من جديد بين الطرفين، خصوصا بعد تصريحات إسرائيل برغبتها في السيطرة عليه.
عشان في مايو 2024 تسيطر إسرائيل على محور فيلادلفيا أو محور صلاح الدين بحجة إنها تريد ان تأمنه لان حماس تستخدم أنفاق تربط القطاع بشبه جزيرة سيناء لتهريب السلاح والمواد المحظورة.
لكن كان رد مصر إنها دمرت شبكة الأنفاق على الحدود في حربها على الإرهاب، في سيناء.
وبشكل مفاجئ يوم 5 سبتمبر زار رئيس أركان حرب القوات المسلحة الفريق أحمد خليفة الحدود مع غزة، وأكد في زيارته إن المهمة الأساسية للقوات المسلحة هي الحفاظ على حدود الدولة، وإن القوات المسلحة قادرة تدافع عن حدودها على مر الأجيال.
لكن ماذا تعتقد عن سبب زيارة رئيس الأركان المفاجئة تلك؟
اجعلني أقول لك إن تلك الزيارة دي كانت بسبب جدل رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو حول محور محور فيلادلفيا أو محور صلاح الدين واتهامه مصر في مسألة تهريب السلاح لحركة حماس من خلال المحور مثلما قال نتنياهو.
فالتوتر بين الطرفين بدء من 7 أكتوبر و من بداية الحرب على غزة، وزاد بعد سيطرة إسرائيل على معبر رفح، رغم كل التحذيرات المصرية، فنتنياهو يري إن مصر كانت العقبة الأساسية لتنفيذ صفقة القرن، واللي كانت بالنسبة له الحل الأمثل اللي سوف يخرج إسرائيل من أزمتها واللي رسمه هو صديقه ترامب،
فلازم مصر تدفع التمن غالي لإفشالها الصفقة، ولذلك تخطى كل الحدود الحمراء ويسيطر على محور فيلادلفيا مع الاتهامات الوهمية لمصر بتهريب السلاح.
المجتمع الدولي يري إن إسرائيل بذلك ترفض، بتعنتها أي مفاوضات لوقف الحرب على قطاع غزة، وتلك المفاوضات طبعا تقودها مصر وقطر وأمريكا وأيضا بايدن سوف يقدم المقترح الأخير بدعم من الكونجرس لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى المحتجزين من الجانبين.
وذلك يضع ضغط على نتنياهو، اللي اريد ان أقول لك انه عليه ضغط شعبي كبير من قبل الإسرائيليين اللي يرونه إنه يورطهم أكتر في استمرار الحرب بسبب تعنته الزائد.
لماذا رفضت مصر دخول الفلسطينيين الي سيناء
طيب لماذا رغم الحرب والدمار في غزة رفضت مصر تستقبل الفلسطينيين؟
الحقيقة إن الرئيس المصري قال إنه رافض فكرة التهجير القصري للفلسطينيين تماما وبوافقه في رأيه الرئيس الأمريكي بايدن، ووزراء إسبانيا وبلجيكا كمان، وقال إن وضع الفلسطينيين مختلف عن وضع 9 مليون لاجئ اللي تستقبلهم مصر من كل الدول مثل اليمن وسوريا والعراق وليبيا والسودان.
وذلك لإن ال9,000,000 لاجئ حقهم محفوظ ومكانهم موجود في بلادهم، لكن تهجير الفلسطينيين من القطاع سوف يكون تصفية كاملة للقضية الفلسطينية اللي يحاربوا من أجلها من سنين، ودفن للحلم الفلسطيني بزوال الاحتلال وإنشاء دولتهم من جديد.
وبذلك تكون انتهت مقالتنا عن محور فيلادلفيا أو محور صلاح الدين شرارة الحرب بين مصر واسرائيل، سوف انتظر رأيكم في التعليقات، ابقوا في امان والسلام.
المصادر
- بعد أحداث معبر رفح.. هل باتت معاهدة السلام في مهب الريح؟ – skynewsarabia
- كامب ديفيد.. أول اتفاقية سلام مع إسرائيل – ajnet
- السيسي: مصر قدمت 75% من مساعدات غزة والقطاع يحتاج إلى المزيد – cnnbusinessarabic
