القومية العربية
كتبت/ ليلي مدحت
المقدمة:
قال الرئيس “جمال” في خطاب ألقاه في (ذكري ٦٢ يوليو)، إننا حينما ننادي بالقومية العربية والتضامن العربي، إنما نهدف إلى قومية عربية حقيقية، القومية الحرة المستقلة التي تنبعث من المنطقة، وتنبعث من ضمير أبنائها، ولكننا لن نقبل أبداً بأي حال من الأحوال أن نشترك في أي تضامن عربي لنخدم خطط الإستعمار أو لتحقيق أهداف الإستعمار، ولهذا فسنستمر لمدة بدون تحقيق التضامن العربي، لأننا لن نتضامن مع الخونة، ولن نتضامن مع الذين فرطوا في بلدهم، ومع الذين باعوا بلدهم للاستعمار.
إننا بهذا إنما نعبر عن القومية كلها في كل بلد عربي، ونعبر عن الروح العربية التي قاتلت دائماً من أجل الإستقلال.
مصر وشقيقات مصر:
إنهم يواجهون جميعاً اليوم خطراً (واحداً)، ومصر اليوم حين ترفع صوتها منادية شقيقاتها بالتكتل والتعاون، والوقوف جنباً إلى جنب لمواجهة ذلك الخطر، إنما تفعل ذلك لأنها حريصة على أن تمنع في هذه المرة المأساة الكبري التي ظلت تعصف بالعرب منذ أطل عليهم النفوذ الأجنبي، ومنذ تحكم في مصائرهم ذلك النفوذ.
دعوة لتكتل الدول العربية:
لقد ولّى ذلك العصر الذي كنا فيه نحن العرب ذيلاً للأقوياء، نمضي خلف موكبهم بلا إرادة وبلا هدف، كأننا قطيع من الأغنام نُساق إلى حيث يشاء ذلك القوي المتطفل على بلادنا، العامل دوماً على تحقيق مصالحه هو واستغلال مواردنا وإمكانياتنا وكل ما نملك، كلما أراد مستغلاً ضعفنا وتفككنا، وعدم قدرتنا على مقاومته، ومستغلا أيضا ضعف ذلك الجيل من السياسيين العرب المتحالفين معه.
أما إذا تكتلنا وانتهجنا سياسة خارجية موحدة واضحة مستمدة من واقعنا وتجاربنا وتاريخنا، فإننا كأمة عربية متحدة نستطيع مواجهة الغر ، ونحن كتلة (واحدة)، فيعجز في هذه الحالة عن ابتلاعنا دولة وراء الأخرى.
ضغط الحكومات على الدول العربية:
إن مصر تعلم أن هناك ضغطاً واقعاً على حكومات بعض الدول العربية وتعلم أيضاً أن هناك تهديدات لتلك الدول، وأيضا تعلن أن هناك وعوداً براقة وترغيبا ملحاً لكي تخضع كل دولة منها على حدة.
نداء مصر لتعاون الدول العربية:
فإذا استمعت الدول العربية إلى نداء مصر للتكتل وتوحيد السياسة والتشبث بميثاق الضمان الجماعي وميثاق جامعة الدول العربية، إذا استمعت هذه الدول لذلك النداء الصادر من أعماق الشعوب ومن قلوبها فإن أي تهديد أو ضغط أو وعد معسول براق، ولا يمكن أبدا أن تكون له قيمة ما، إلا قيمة الورقة التي يسطر عليها.
التمسك بميثاق الضمان الجماعي:
واليوم والعرب في طريقهم إلى تحقيق أمانيهم ومطالبهم المشروعة والتي كافح من أجلها آباؤهم وأجدادهم، ليتخلصوا من الإحتلال دعت مصر كل العرب إلي التشبث بميثاق الضمان الجماعي روحاً ونصاً أيضاً وبهذا يكون للأمة القيمة والقوة والرهبة، فلا تكون مجرد مجموعة من الدويلات الصغرى المتنابذة المتنافرة المنقسمة على نفسها
الخاتمة :
فإننا وهذا حالنا يمكن ابتلاعنا دويلة في إثر الأخري ومصر تدعوا العرب أن يمضوا جميعاً في طريق (واحد)، فينتهجون سياسة خارجية (واحدة) لأن المعسكر الغربي يهمه أن يسيطر علي شعوب هذه المنطقة ليحقق مصالحه.
المرجع/
قصة الوحدة العربية.
——————————————————————————
((كل هذا في اطار مبادرة حكاوي لنشر الوعى الأثري و الترويج و دعم السياحة المصرية تحت اشراف فريق ديوان التاريخ))
#مبادرة_حكاوى
#الموسم_الخامس
#أصل_التاريخ_ديوان_التاريخ