يأجوج ومأجوج قومان أعدادهم كبيرة لا يتخيلها بشر يكفي أن نقول أن الواحد منهم لا يموت حتى يرى ألفا من ذريته هم أهل شر وفساد وقوة وعدوان لا يصدهم شيء عن ظلم من حولهم لبطشهم وجبروتهم كانوا موجودين واختفوا بعد أن بني بينهم وبين جيرانهم سد يمنعهم من الخروج إليهم
وقيل أنهم تحت ذلك الردم أو السد وإنهم سوف يظهرون ثانية في آخر الزمان ويعيثون في الأرض فسادا إلا أنهم يقتلون جميعا في مقتلة عظيمة ويكون ذلك من أشراط الساعة قصتنا اليوم عن قصة يأجوج ومأجوج القوم اللغز والسر المرعب الذي بات دلالة على نهايته الزمان
أرضهم اختفت عن الوجود وموقعها لا زال يشغل العلماء والباحثين يقال أنهم في الصين ويقال أنهم في اليابان والبعض لا يؤمنون بأنهم بشر من الأساس وأنهم مجرد أشعة نووية سيطلق له العنان في آخر الزمان فما هي حقيقتهم وما هو سبب تسمية يأجوج ومأجوج بهذا الاسم وما هي قصتهم وكيف ستكون نهايتهم؟ تابعونا للنهاية
من هم يأجوج ومأجوج
يأجوج ومأجوج هم قومان أعدادهم كبيرة لا يتخيلها بشر يكفي أن نقول أن الواحد منهم لا يموت حتى يرى ألفا من ذريته هم أهل شر وفساد وقوة وعدوان لا يصدهم شيء عن ظلم من حولهم لبطش فيهم وجبروتهم كانوا موجودين واختفوا بعد أن بني بينهم وبين جيرانهم سد يمنعهم من الخروج إليهم
يأجوج ومأجوج هم قبيلتين عظيمتين من بني آدم ينحدر نسبهم من يافث ولد نبي الله نوح عليه السلام تخرجان في آخر الزمان في زمن نزول عيسى عليه السلام
لماذا سمي يأجوج ومأجوج بهذا الاسم
هناك الكثير من التفسيرات حول أسباب تسمية قوم يأجوج ومأجوج بهذا الاسم منها أن التسمية تأتي من كلمة أجيج أي النار وذلك لأنهم يتسمون بالبطش والقوة والتفسير الآخر أن اسمهم من الأجاج وهو الماء شديد الملوحة أو المرارة وذلك لظلمهم وأعدادهم الهائلة
وهناك نظرية تقول أن تسمية يأجوج ومأجوج مشتقة من عبارة صينية تعني قارة شعب الخيل وهم من شعوب مجاورة للصين شمالا وغربا
شكل يأجوج ومأجوج
أما عن شكل و صفات يأجوج ومأجوج فهم عرض الوجوه صغار العيون والأنوف ذوي شعري أسود فيه بعض من الحبر كما يقال أنهم من أطوال مختلفة منهم الطويل كطول النخل ومنهم القصير أقصر من الأقزام صفاتهم تشبه كثيرا شعوب شرق آسيا ما يعزز نظرية تسميتهم المشتقة من عبارة صينية
قصة يأجوج ومأجوج
بدأت قصة يأجوج ومأجوج عندما استغاثة قوم من الأقوام المستضعفة بالملك ذو القرنين ليخلصهم من قومي يأجوج ومأجوج الذين كانوا يسعون في الأرض فسادا بإهلاك الحرث والنسل
فقد كانوا يخرجون أيام الربيع إلى أرض هؤلاء القوم المستضعفين فلا يدعون فيها شيئا أخضر إلا أكلوه ولا شيئا يابسا إلا احتملوا وأدخلوه أرضهم وقد لاقوا منهم أذنا شديدا وقتلا
وروي أيضا أن وحشيتهم وصلت إلى أكل الناس قال تعالى في سورة الكهف {قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94)}
استجاب الملك ذو القرنين لطلب القوم المستضعفين وأقام سدا عظيما من حديد بين جبلين ثم أذاب عليه النحاس حتى أصبح أكثر قوة وتماسكا فانحصر شرهم عن العباد
وقد ورد في سنة نبوية ما يدل على أن السد الذي حصر فيه قوم يأجوج ومأجوج ما زال قائما وأنه يمنعهم من إفسادهم في الأرض ومن حرصهم على هدمه فإنهم يخرجون في كل صباح لحفره حتى إذا كادوا أن يهدموا أخروا الحفر لليوم الذي يليه فيأتون إليه فيجدون أن الله عز وجل أعاده أقوى مما كان عليه حتى يأذن الله بخروجهم
فإن كان كذلك حفروا حتى إذا قاربوا على الانتهاء قال أميرهم ارجعوا إليه غدا فستحفرونه ان شاء الله فيرجعون إليه فيجدون حفرهم كما تركوه فيكمل حفرهم ويخرجوا فيتملكوا أسباب القوة ويتفوقوا فيها على سائر الناس
وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن خروج يأجوج ومأجوج يكون في آخر الزمان وإنه علامة من علامات الساعة الكبرى فعن صلى الله عليه وسلم
(اطَّلَع النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّم علينا ونحن نتَذاكَرُ فقال ما تَذكُرونَ قالوا نَذكُرُ الساعةَ قال إنها لن تَقومَ حتى ترَوا قبلَها عشْرَ آياتٍ فذَكَر الدُّخانَ والدجَّالَ والدابَّةَ وطُلوعَ الشمسِ من مَغرِبِها ونُزولَ عيسى ابنِ مريمَ صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّم ويَأجوجَ ومَأجوجَ
وثلاثَ خُسوفٍ خَسفٌ بالمَشرِقِ وخَسفٌ بالمَغرِبِ وخَسفٌ بجزيرةِ العربِ وآخِرُ ذلك نارٌ تَخرُجُ من اليمَنِ تَطرُدُ الناسَ إلى مَحشَرِهم) مصدر الحديث : صحيح مسلم
وقد ذكر الله عز وجل في كتابه ما يدل على كثرة قوم يأجوج ومأجوج وسرعة خروجهم قال تعالى في سورة الأنبياء {حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ (96)}
ومن كثرة أعدادهم أنهم إذا ما مروا على بحيرة شربوها حتى يأتي آخرهم فيقول أن هذه البحيرة كان بها ماء أي أن أولهم سيشرب البحيرة وآخرهم لن يجد فيها قطرة ماء
,قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ويبعَثُ اللهُ يأجوجَ ومأجوجَ ، وهم مِنْ كُلِّ حدَبٍ ينسِلُونَ ، فيَمُرُّ أوائِلُهُمْ علَى بُحَيْرَةِ طبرِيَّةَ ، فيشربونَ ما فيها ويَمُرُّ آخرُهم ، فيقولونَ : لقدْ كان بهذِهِ مرَّةً ماءً !)
وهذه البحيرة الواقعة على الجزء الشمالي من مسار نهر الأردن يبلغ طول سواحلها 53 كيلو متر وطولها واحد وعشرون كيلو متر وعرضها 13 كيلومتر وتبلغ مساحتها 166 كيلومتر وأقصى عمق فيها يصل إلى 46 مترا فلكم أن تتخيلوا حجم أعدادهم بعدما أخبرنا رسول الله أنهم سيشربون بحيرة بهذا الحجم
ويكملوا رسول الله الحديث بالقول (ويُحْصَرُ نبيُّ اللهِ عيسى وأصحابُهُ ، حتى يكونَ رأسُ الثورِ لأحدِهم خيرًا مِنْ مائَةِ دينارٍ لأحدِكُمْ اليومَ ،)
أي أن أكل يأجوج ومأجوج الأخضر واليابس سيرفع من أسعار المواد الغذائية حتى أن رأس ثور سيصل سعره لأكثر من مئة دينار ثم يشير صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث إلى نهاية يأجوج ومأجوج وهو ما سنتحدث عنه في آخر القصة
وقد ذكر النبي صلي الله عليه وسلم أيضا أن الله عز وجل يفتح على قومي يأجوج ومأجوج السد الذي بناه وحبسهم وراءه الملك ذو القرنين فيملئون الأرض كلها حتى يهرب المسلمون ويتحصنون منهم في مدائنهم ويضم المسلمون إليهم مواشيهم وحيواناتهم في حصونهم حتى يحرصونها من بطش يأجوج ومأجوج
ويغلبون أهل على الأرض جميعهم حتى أن واحدا منهم يقول لقد انتهينا من أهل الأرض فلنقاتل أهل السماء ثم يضرب بسهمه نحو السماء فيعود السهم إليه وهو ملطخ بالدماء وما ذلك إلا ابتلاء من الله لهم واستدراج عظيم فيقولون قتلنا أهل السماء
وقد تحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اقتراب خروج يأجوج ومأجوج وذلك بما ورد عن السيدة زينب رضي الله عنها
(أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا فَزِعًا يقولُ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ! ويْلٌ لِلْعَرَبِ مِن شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ؛ فُتِحَ اليومَ مِن رَدْمِ يَأْجُوجَ ومَأْجُوجَ مِثْلُ هذِه. وحَلَّقَ بإصْبَعِهِ الإبْهَامِ والَّتي تَلِيهَا، قالَتْ زَيْنَبُ بنْتُ جَحْشٍ: فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، أَنَهْلِكُ وفينَا الصَّالِحُونَ؟ قالَ: نَعَمْ؛ إذَا كَثُرَ الخَبَثُ.)
وهناك حديث نبوي يشير إلى أعداد قومي يأجوج ومأجوج المهولة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(قالَ: أبْشِرُوا؛ فإنَّ مِنكُم رَجُلًا، ومِنْ يَأْجُوجَ ومَأْجُوجَ ألْفًا. ثُمَّ قالَ: والذي نَفْسِي بيَدِهِ، إنِّي أرْجُو أنْ تَكُونُوا رُبُعَ أهْلِ الجَنَّةِ، فَكَبَّرْنا، فقالَ: أرْجُو أنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أهْلِ الجَنَّةِ، فَكَبَّرْنا، فقالَ: أرْجُو أنْ تَكُونُوا نِصْفَ أهْلِ الجَنَّةِ، فَكَبَّرْنا، فقالَ: ما أنتُمْ في النَّاسِ إلَّا كالشَّعَرَةِ السَّوْداءِ في جِلْدِ ثَوْرٍ أبْيَضَ. أوْ كَشَعَرَةٍ بَيْضاءَ في جِلْدِ ثَوْرٍ أسْوَدَ.)
ويتبين من خلال الحديث النبوي أن قومي يأجوج ومأجوج أعدادهم مهولة فالأمر الوحيد الذي يقوم به القوم حتى موعد خروجهم هو التكاثر والتناسل إذ يقال أنه لا يموت رجل منهم حتى ينظر إلى ألف ذكر من صلبه وكلهم يحملون السلاح
موت قوم يأجوج ومأجوج
ويبين الحديث أيضا أن الدعوة إلى دين الله عز وجل وصلتهم وتلك إما أنها دعوة رسول الله أو دعوة أحد من الأنبياء قبله لأن السنة الله أن لا يعذب أحدا من خلقه ما لم يبلغه الدعوة وتعذيب الله ليأجوج ومأجوج في جهنم يعني أن الدعوة قد بلغتهم
ومع فساد قومي يأجوج ومأجوج في الأرض يدعو عليهم عيسى ابن مريم عليه السلام بالهلاك وحينها يستجيب الله عز وجل نداء نبيه فيرسل عليهم الدود الصغير فيهلكهم الله عز وجل أجمعون في وقت واحد
ودليل ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (فيُرسِلُ اللَّهُ عليهمُ النَّغفَ في رقابِهِم، فيُصبحونَ فَرسَى كمَوتِ نَفسٍ واحِدةٍ،) أي أنهم يموتون كلهم كموت نفس واحدة والنغف هو ده يكون في أنوف الإبل والغنم
مكان يأجوج ومأجوج
أما اللغز الأكبر في قصة يأجوج ومأجوج والذي يحاول العديد من العلماء اكتشافه وحتى يومنا هذا هو ما مكان يأجوج ومأجوج المحبوسون بها والتي سيخرجون منها وكثرت الأقاويل حول ذلك منها أن مكان سد يأجوج ومأجوج يقع غرب قيرغيستان وشرق أوزباكستان على المنطقة الجبلية في الحدود الفاصلة بين البلدين في آسيا الوسطى
ولكن لا يوجد أدلة قاطعة تعين مكان الردم الذي يحجز يأجوج ومأجوج إلى يومنا هذا إلا أن المؤكد أن صفات الشعوب القاطنة في هذا المكان تشبه كثيرا صفات يأجوج ومأجوج كما جاء في النصوص الدينية
ماذا يحدث بعد هلاك قوم يأجوج ومأجوج
بعد هلاك قومي يأجوج ومأجوج يهبط نبي الله عيسى عليه السلام ومعه أصحابه من جبل الطور إلى الأرض فلا يجدون فيها موضع شبر إلا ملأته جثث يأجوج ومأجوج ورائحتهم الكريهة المنتنة فيدعو عيسى عليه سلام ربه عز وجل أن يرفع عنهم هذا البلاء
فيرسل الله تعالى على موتى يأجوج ومأجوج طيرا طوال الأعناق عظيمة رقابها كرقابة الجمال لا يعلم عددها إلا الله عز وجل فتحمل هذه الطيور جثث قومي يأجوج ومأجوج حيث شاء الله عز وجل
وقيل أن هذه الطيور ستأخذ جزء جثثهم وستلقيها في البحر حتى لا يبقى فيهما أحد
بعدها يرسل الله عز وجل مطرا عظيما غزيرة يغسل الأرض من آثار جيف يأجوج ومأجوج من قذارتهم وآذاهم ورائحتهم الكريهة فتمتلئ كل الأرض ماءا حتى تكون كالزلقة أي المرأة بحيث يرى الرأي وجهه فيها ويتوقد المسلمون من ملابسهم وأدواتهم الحربية سبع سنين
ثم يأمر الله عز وجل الأرض أن تنبت أشجارها وثمارها وأن ترد بركتها مما ينتفع به الناس والحيوان والطير فيومئذ تأكل العصابة والمراد بها الجماعة من الناس تأكل من ثمرة الرمانة الواحدة ويشبعون منها لكبرها وذلك من بركة الأرض
ويستظلون من حر الشمس بقحفها أي بقشرها والمراد أن الرمانة تكون كبير بحيث تستظل بقشرتها الجماعة من الناس
ويبارك الله عز وجل في اللبن فينزل الله فيه البركة حتى أن اللقحة من الإبل وهي الناقة ذات اللبن ليكفي لبنها الجماعة الكبيرة وهي أكثر من القبيلة واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس واللقحة من الغنم لا تكفي الفَخِذَ من الناس وهم الأقارب الذين ينتسبون إلى جد قريب
فبينما الناس كذلك يتمتعون بهذا النعيم وما يخرج لهم من بركات الأرض إذ يبعث الله عز وجل ريحا طيبة فتأخذهم تلك الريح بألم يظهر تحت أباطهم وهو ما تحت مجتمع الكتف والعضد فتقبض أي تكون تلك الريح سببا لقبض روح كل مؤمن وكل مسلم
ولا يبقى على الأرض إلا شرار الناس وهم الكفار وغير الموحدين يتهارجون فيها تهارج الحمر أي يكثر الظلم فيهم علانية بحضرة الناس كما يفعل الحمير لا يكترثون لذلك فعلى هؤلاء تقوم القيامة وينفخ في السور دمتم في رعاية الله وأمنه.