“إن الله لا يرضى أن يشرك معه أحد في عبادته، لا ملك مقرب، ولا نبي مرسل، والدليل قوله تعالى وأن المساجد لله، فلا تدعو مع الله أحدا” الشيخ محمد بن عبد الوهاب التميمي. مؤخرا، حصلت مطالبات من شباب عربية في مصر وليبيا وتونس والمغرب وغيرها من الدول بالقضاء على الحركة الوهابية،
وقالوا إن سبب تخلف الأمور الدينية هم أصحاب الحركة الوهابية اللي يمارسوا نوع من العنف والضغط والتنمر، وممكن يوصل للضرب والقتال في نصف الشارع، كل تلك التصرفات دي خلت بعض الشباب يهاجموا الحركة الوهابية بشكل قوي.
وفي البرلمان التونسي صرح وزير الشؤون الدينية محمد بن سالم بيتهم الحركة الوهابية بإنهم سبب التكفير والإرهاب، وبناء عليه رئيس الحكومة يوسف الشاهد أقاله من منصبه بحجة عدم احترامه لضوابط العمل الحكومي وتصريحاته التي مست بمبادئ وثوابت الدبلوماسية التونسية،
لكن في الحقيقة قرار إقالته كان احتراما للدولة اللي انتشرت فيها الوهابية، وبدأت الدعوة من عندها، وهي المملكة العربية السعودية.
الموضوع له أبعاد كثيرة، وهناك خبايا قررنا اليوم إننا نعلن عنها بشكل واضح، فلو تريد ان تعرف من هو الشيخ محمد عبد الوهاب وما هي حكاية الحركة الوهابية وتكتشف أسرار عن مؤسسة محمد بن عبد الوهاب وكيف انتشرت بذلك الشكل، اذا اكمل المقالة للنهاية.
من هو الشيخ محمد عبد الوهاب
الشيخ محمد عبد الوهاب هو مؤسس الحركة الوهابية تلك الشخصية التي تركت بالغ الأثر علي الإسلام وعلي عالمنا اليوم، حيث ولد الشيخ محمد بن عبد الوهاب في 1115 هجرية أو 1703 ميلادية لأسرة في العيينة معروف عنها التقوى والإيمان والثقافة الدينية العالية،
جده سليمان بن علي بن مشرف، كان من أبرز العلماء في الجزيرة العربية وقتها، ووالده كان قاضي عظيم وفقيها على مذهب الإمام أحمد بن حنبل وتولى القضاء في كذا مدينة زي العيينة وحريملاء، وكان عمه الشيخ إبراهيم بن سليمان من العلماء المشهورين في المنطقة.
نشأة الشيخ محمد بن عبد الوهاب
كبر محمد بن عبد الوهاب وهو يتعلم القرآن الكريم وحفظه في عمر العشر سنوات فقط، وبعدها دخل مجال الفقه، وكان مشهورا في ذلك الوقت بحدة ذهنه وسرعة حفظه وحبه للقراءة في كتب التفسير والحديث وأراء العلماء في أصول الإسلام،
حتى إن والده كان معجب جدا من فهمه، ويقول “لقد استفدت من ولدي محمد فوائد كثيرة في الأحكام.”
وبعدها قرر إنه يسافر لمكة والمدينة لكي يكمل دراسته في منهاج الإسلام ويعرف أكتر، وفي خلال رحلته التعليمية درس على يد الشيخ عبد الله بن سيف والشيخ محمد حياة السندي والشيخ علي أفندي الداغستاني الدمشقي وأيضا استفاد منهم في مجالات مختلفة من علم الكلام والأحاديث والتفسيرات.
وبعدها قرر إنه يترك المدينة ومكة، ويسافر إلى الأحساء، ودرس على إيد شيوخها مثل الشيخ عبد اللطيف العفالقي الأحسائي، وبعدها انتقل للبصرة ودرس على يد الشيخ محمد المجموع البصري.
وبعد دراسات طويلة وسفر من مكان إلى مكان بدأت تكون لمحمد بن عبد الوهاب أفكار دينية جديدة، وبدأ يرفض بعض الآراء المنتشرة في الفقه والدين، وكان رفضه ليس مجرد رفض عادي، بل تقدر تقول إنه رفض تعصبي. وصفه البعض بإنه غير على الدين.
وبسبب الأفكار التي أنشأها محمد بن عبد الوهاب قاطع أهله لإنهم كانوا ضد تلك الأفكار، البعض قال إنها ليست أفكار جديدة ولا شيء بل انه ذلك الذي كان موجود في وقت الرسول صلى الله عليه وسلم، والبعض الثاني قال لا، ذلك إرهاب وليس من الدين الإسلامي،
وفي قادم الفقرات سوم تفهم عزيزي القارئ لماذا هناك طرفين قالوا ذلك.
المهم قرر محمد بن عبد الوهاب إنه يرجع بلده في العينة، لكن اللي حصل إنه تولى أمير جديد وهو عثمان بن حمد بن معمر، واللي لم يكن راضي عن قضاء عبد الوهاب الأب فعزله من منصبه، وبعدها قرر عبد الوهاب يأخذ أسرته ويذهب ليستقروا في مدينة حريملاء واستقر فيها وتولى قضائها.
وكمل محمد الابن تعليمه ودراسته الإسلامية وبدأ الشيخ محمد بن عبد الوهاب في إعطاء دروس دينية للأطفال والشباب وأصبح مؤثر جدا في الدرعية والمناطق المحيطة بها.
في تلك الفترة كانت الدراعية تعتبر من أكبر وأهم المراكز للعلم والمعرفة في الأراضي الإسلامية، وقال المؤرخ عثمان بن بشر “تلقى عنه الكثير من القضاة الذين لا يحضرني الآن، وأخذ عنه أيضا من رؤساء وشخصيات عامة. وغيرهم بأعداد كبيرة.”
كانت رسالة محمد بن عبد الوهاب تدعوا للتوحيد، وأطلق عليها الدعوة السلفية نسبة إلى السلف الصالح، والهدف منها العودة بالإسلام من جديد، كما كان بشريعته وأحكامه وسلفه، ويكون في توحيد حقيقي لله عز وجل.
تفتكر هل كل ما نقوله فيه مشكلة؟ لا نهائيا بالعكس، الإنسان المسلم السوي هو اللي يبحث عن دين سلفه الصحيح.
تأسيس الدعوة الوهابية
لكن في الحقيقة هنا بالذات فيه مشكلة، والمشكلة بدأت لما قرر محمد بن عبد الوهاب يتحول من داعية يدعو للتوحيد و العودة للدين إلى مؤسس حركة شر الدين بالعنف والقوة، لكن قبل ان يبدأ في تأسيس الدعوة الوهابية، كانت أفكار واضحة قدام والده وأهل البلد التي كان يعيش فيها،
وذلك طبعا لم يعجب قائد الأحساء، فقرر الأمير ابن معمر طرده من العوينة خوفا من انقطاع الدعم المادي، وقبل بداية دعوته وتأسيس الدعوة مات عبد الوهاب الأب.
وفي كتاب الصحب الوابلة على ضرائح الحنابلة، اللي كتبه مفتي مكة محمد بن عبد الله النجدي الحنبلي بإن والده مات وهو غاضب عليه بسبب إنه رفض يعمل كقاضي مثل باقي عائلته.
ذلك غير إن أهل مدينته نفسها بدأوا يشوفوا أفعال عنيفة من محمد بن عبد الوهاب فقال والده “يا من ترون من محمد من الشر فقدر الله أنصار ما سار.”
وكمان أخوه سليمان بن عبد الوهاب م رفض دعوته تماما، بل وناظره بالآيات القرآنية والأحاديث، لكنه أيضا لم يستمع له، فاضطر سليمان بن عبد الوهاب إنه يحذر البسطاء تحديدا من دعوة محمد بن عبد الوهاب لإنها ليست صحيحة وسوف تؤدي لبعدهم عن الإسلام، وكتب كتاب للرد على أخوه سماه الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية.
وبعد وفاة والده مثلما ذكرنا، قرر محمد أن يذهب لمدينة الدرعية وهناك استقبل استقبال عظيم جدا من أميرها وهو محمد بن سعود بن محمد آل مقرن، واللي استمع لدعوته ووضع يده في أيد محمد بن عبد الوهاب واتفقوا على محاربة البدع، ونشر أفكار محمد بن عبد الوهاب.
وماذا حصل بعد ذلك؟ يمكن الاطلاع علي مقالة تأسيس الدعوة الوهابية والحروب الوهابية من هنا لمعرفة كل ذلك
وفاة محمد بن عبد الوهاب
وفي سنة 1208 هجريا توفي محمد بن عبد الوهاب لكن حركته استمرت، وبعدها بعامين فقط تم السيطرة على الأحساء مرة خمسة سنة 1210 هجرية، ولمعرفة باقي الاحداث بعد وفاة محمد بن عبد الوهاب وعلاقة الدعوة الوهابية بالدولة السعودية الأولي يمكنك الاطلاع عليها من هنا
