من هو اللواء عمر سليمان وما لغز وقاته؟

من هو اللواء عمر سليمان وما لغز وقاته؟
اعلان عمر سليمان تنحي الرئيس حسني مبارك

جدول المحتوي

لما تأتي سيرة اللواء عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية الأسبق محمد حسني مبارك، أمام أي مواطن عربي، ستجده يفتكر دائما لحظة إعلانه بيان التنحي اللي يقول فيه قرر الرئيس محمد حسني مبارك تخليه عن منصب رئيس الجمهورية”

ويبدأ يسترجع هيئته، طريقة كلامه ونظراته و الكاريزما الغامضة اللي كانت تحيط بيه.

من هو اللواء عمر سليمان؟

اللواء عمر سليمان هو  رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية لمدة 20 سنة تقريبا، والبروفيسور في مجال العلوم السياسية من جامعة القاهرة وعين شمس. اللواء اللي لقبه الغرب بالداهية، وأجهزة المخابرات أطلقت عليه لقب الثعلب، ومنهم اللي وصفه بالعقرب،

فكانت نهايته مليئة بالملابسات والتفاصيل الغامضة، وجعلت كل السياسيين حول العالم يحتاروا فيها، بعضهم قال إنه تم اغتياله في سوريا، والبعض ما زال مصدق الرواية الرسمية اللي أعلنتها الحكومة، وهي إن وفاته كانت طبيعية أثناء إجراء عملية جراحية في القلب.

ثعلب المخابرات اللي قدم للولايات المتحدة دليل مزيف يمكنها من غزو العراق بشكل قانوني بعد ما نزع الاعترافات من ابن الشيخ الليبي بشكل غير مشروع، كانت حفلة تعذيب أشرف عليها اللواء بنفسه، وجعلت المتهم يعترف بمعلومات غير حقيقية لكي يرتاح من الألم.

لكن لو حابب تعرف أكتر عن أذكى رئيس مخابرات في العالم وأكثرهم غموضا وهيبة، وتعرف لغز وفاة عمر سليمان وتتأكد من حقيقة وفاته بنفسك، اذا المقالة للنهاية.

قصة اللواء عمر سليمان

اسم اللواء عمر سليمان بالكامل هو عمر محمود سليمان ولد بمركز قفط بمحافظة قنا في 2-7-1936م، والحقيقة كونه رجل مخابرات محترف غامض، فأنت يستحيل تلاقي أي معلومات عن طفولته وفترة مراهقته وشبابه.

حتي بعد البحث عنه في جميع الصحف والمواقع العالمية بأكثر من لغة، للأسف تلك الحقبة من حياته مجهولة تماما، لكن المؤكد إنه انتقل إلى القاهرة في فترة المراهقة عشان يلتحق في عام 1954.

قصة اللواء عمر سليمان

وبعدها، بدأ ي يتدرج في المناصب والرتب داخل المؤسسة العسكرية الي ان شهد حرب اليمن عام 1962 و شارك في نكسة 1967 وكان أحد أبطال حرب أكتوبر عام 1973، وقدر ساعتها إنه ينجو في سينا تحت إشراف الشرطة الدولية للأمم المتحدة،

لكن للأسف دوره مهمته في كل الحروب دي مجهول تماما، ويستحيل تلاقي أي معلومة عن خدمته في القوات المسلحة أثناء تلك الفترة  نهائي مهما بحثت.

في أواخر السبعينيات سافر لروسيا لكي يتلقى تدريبات عسكرية مكثفة في الاتحاد السوفيتي من خلال أكاديمية إن في فرونز والأكاديمية هي أكاديمية عسكرية في موسكو، وكانت أكاديمية مخصصة لتدريب ضباط الجيش الأحمر.

يعني بمعنى أصح كانت كلية أركان عليا تابعة للاتحاد السوفيتي، وحسب ما تم نشره في الوثائق الخارجية، ف السيد عمر سليمان نجح في لفت انتباه القادة هناك، لدرجة إن بعضهم بدأوا يلقبوه بالداهية.

ولما عاد لمصر بعد انتهاء من البعثة العسكرية لكي يحصل منها على شهادة البكالوريوس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وبعدها قام بتحضير رسالة ماجستير في نفس التخصص بدرجة امتياز.

ولما انتهى من رسالته الأولى، قام بتحضير رسالة ماجستير تانية في العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان، وساعتها تحول من مجرد ضابط جيش محترف إلى سياسي ودبلوماسي مشهود له بالخبرة والحنكة في مجال العلوم السياسية.

خاصة إنه كان يتحدث أكتر من لغة بطلاقة، ومنهم الإنجليزية والروسية، ووقتها تم نقله فورا لجهاز المخابرات العامة المصرية، المعروف عالميا باسم. EGIS،

وخلال فترة قصيرة جدا لا تزيد عن خمس سنوات تقريبا، نجح في الوصول إلى منصب نائب رئيس جهاز المخابرات، وتحديدا كان في عام 1986، وبعدها بعامين أصبح هو مديرها.

قصة اللواء عمر سليمان

وفي عام 1993 أسند إليه الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك منصب رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، ونظرا لحنكته وخبرته، فأحب أقول لك إن هو اللي يقدر ينقذ الرئيس حسني مبارك من محاولة اغتيال في مدينة أديس أبابا أثناء زيارته لإثيوبيا عام 1995.

وذلك لإنه نجح في إقناعه بركوب سيارة مصفحة بدل سيارة الرئاسة العادية، وكمان اشترط أن يكون له حماية خاصة من عناصر المخابرات المصرية، بالإضافة لحماية مضاعفة من جانب الحكومة الأثيوبية.

وبالرغم من إن حسني مبارك كان رافض تماما كل إجراءات الحماية المعقدة، إلا إنه اضطر يوافق في النهاية بعد إلحاح اللواء عمر سليمان على الالتزام بتلك الإجراءات الاحترازية،

فلما حاول أحد الإرهابيين إنه يطلق الرصاص على سيارة الرئيس، كانت النتيجة إن جميع الرصاصات فشلت في إصابته، وعاد الرئيس حسني مبارك إلى مصر بسلام.

الحقيقة إن ذكر أو تداول اسم رئيس جهاز المخابرات للعامة هو أمر غير مقبول تماما، وفي الأغلب كان الشعب المصري يجهل اسم رئيس الجهاز ذلك دائما، وذلك لإنها معلومة شديدة الأهمية والسرية ولا يمكن الإفصاح عنها إلا لكبار المسؤولين في الدولة.

وبالرغم من ذلك إلا إن مع بداية الألفينات كان اسم اللواء عمر سليمان معروف لجميع المصريين، والشعب كله أصبح على دراية باسم رئيس جهاز المخابرات، وذلك لإن اللواء بدء يفصح عن حقيقته للإعلام والصحافة، وبدأ كمان يطلق تصريحات بصفة رسمية باعتباره الرئيس أهم جهاز أمني في الدولة.

والأغرب من ذلك إن الشعب أعجب بشخصيته، كاريزمته، لدرجة إن الجميع توقع إنه سوف يكون الرئيس الجديد، وده لإن معلومة أو إشاعة توريث الحكم للسيد جمال مبارك نجل الرئيس، كانت متداولة بكثرة.

وهنا بدأ الصراع بين الطرفين بشكل خفي، خاصة إن الصحيفة دالي تليجراف الإنجليزية، وصفت سيادة اللواء بإنه أحد أقوى رؤساء التجسس في العالم كله.

أما مجلة فورين بوليسي الأمريكية فأكدت في تصريحاتها إنه أقوى رئيس استخبارات في الشرق الأوسط، وصرحت كمان إنه متقدم ومتفوق بشكل رهيب على رئيس الموساد، في ذلك الوقت اللي اسمه اللواء مئير داغان،

وأحب أقول لك إن رئيس الموساد لم يكن لواء عادي، بل شخص داهية شديد الذكاء والعنف، لدرجة إن أريال شارون كان منبهر به جدا، وأسند إليه إنشاء وحدة مخابراتية خاصة عالية الكفاءة، اسمها سيريت ريمون.

وبالرغم من إن الرئيس المساد نجح في مهمته بشكل مبهر لدرجة إن أريال شارون قال عليه إنه متخصص في فصل أي عربي عن رأسه،

إلا إن سيادة اللواء عمر سليمان كان أنجح منه بشكل ملحوظ، و جميع صحف العالم بدأت تطلق عليه ألقاب مشرفة اعترافا منها بذكائه وحنكته زي العقرب، أو فعل بالمخابرات أو الجوكر وغيرها كتير من الألقاب.

قصة اللواء عمر سليمان

في عام 2005 التقى اللواء عمر سليمان بقارة جهاز المخابرات الأمريكية، ووعدهم بإنه سوف يمنع منظمة حماس من السيطرة على الانتخابات الفلسطينية اللي سوف يتم إجرائها عام 2006.

وبحسب برقية دبلوماسية أمريكية تواصل اللواء عاموس جلعاد ورئيس المكتب الدبلوماسي الأمني بوزارة الدفاع الإسرائيلية مع المخابرات الأمريكية، وأعرب عن مخاوفه لو تمكنت منظمة حماس من الفوز في انتخابات الرئاسة الفلسطينية،

لكن سيادة اللواء عمر سليمان دخل على الخط بسرعة، وأكد بشكل حاسم إنه لن تكون هناك انتخابات فلسطينية في عام 2006، وبالرغم من إن الجميع ضغط عليه بكل الطرق عشان يعرفوا منه كيف سيفعل ذلك؟

إلا إنه صمم على الاحتفاظ بسرية المهمة، وتكتم على الأمر نهائيا.

وقتها صرحت السفارة الإسرائيلية، فإن هدف سيادة اللواء عمر سليمان من عدم تمكين منظمة حماس من الوصول للحكم في فلسطين يعود إلى أسباب أمنية خاصة بسياساته واستراتيجياته في حماية مصر،

وذلك لإنه يري إن منظمة حماس لها علاقة بجماعة الإخوان المسلمين في مصر، اللي بتشكل أغلب المعارضة لنظام الرئيس حسني مبارك، ومعنى إنها توصل للحكم فلسطين، فذلك يترتب عليه وجود عائق مزعج لجهاز المخابرات العامة المصرية.

سيادة اللواء عمر سليمان كان رئيس جهاز مخابرات عنيف وشرس لأقصى درجة، وكان معروف عنه إنه لا يعرف الرحمة مثل العقرب، وبالرغم من توقيعه على اتفاقية مع الولايات المتحدة عام 1995 المعروفة باسم برنامج الترحيل السري، لوكالة المخابرات المركزية،

إلا إنه كان غير مهتم تماما بتنفيذ بنود ذلك البرنامج، لدرجة إن عناصر المخابرات الأمريكية صرحوا إن رجال المخابرات المصرية تتعامل مع بنود تلك الاتفاقية على إنها دلو من البصاق الدافئ.

وسوف أشرح لك بسرعة ما هي فكرة ذلك البرنامج؟

الولايات المتحدة ملتزمة بقوانين، بتضمن حقوق أي متهم أثناء التحقيق مهما كانت جريمته، حتى لو كان إرهابي، يعني ممنوع تماما إن المحقق يمارس أي وسائل تعذيب أو إرهاب نفسي على المتهم للحصول على اعترافات أو معلومات عنه.

ولكي تتخلص الولايات المتحدة تتخلص من تلك الأزمة، دي أبرمت اتفاقيات مع دول خاضعة لسياستها، ولكن مسموح لها إنها تضغط على المتهم أكتر، لكن من غير تعذيب، ومصر كانت من تلك الدول.

ففي عام 2001، نجحت فرق المارينز الأمريكية في غزو أفغانستان وتمكنت من إسقاط حكومة طالبان الأفغانية المتهمة بالإرهاب الدولي لانضمامها إلى تنظيم القاعدة، ووقتها تم أسر عدد كبير من المشتبه فيهم بإنهم تابعين لزعيم التنظيم أسامة بن لادن.

وكان من ضمن الأسرة السيد علي محمد عبد العزيز الفاخري، المعروف باسم ابن الشيخ الليبي، وبعد تحقيقات مكثفة معه، فشلت المخابرات الأمريكية في أخد اعترافات جادة وصريحة منه، فأرسلته لجهاز المخابرات العامة المصرية لاستجوابه بشكل أكثر عنفا وجدية، لكن بدون تعذيب، مثلما قلنا.

الحقيقة إن الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس جورج دبليو بوش كانت تتحايل الوصول إلى طريقة قانونية تمكنها من غزو العراق، فتدخل سيادة اللواء عمر سليمان عشان يقدم له طلبه على طبق من فضة.

وذلك لإنه نجح في أخد الاعترافات من ابن الشيخ الليبي بطريقته الخاصة وهي إنه قام بتعذيبه في السجون المصرية أثناء استجوابه بأبشع الطرق.

والحقيقة إن الإدارة الأمريكية كانت عارفة متأكدة وفقا للتقارير السرية الصادرة من وكالة المخابرات المركزية، إن كل الاعترافات تلك مزورة وغير حقيقية لأنها ناتجة عن التعذيب البدني الرهيب اللي تلقاه ابن الشيخ الليبي في السجون المصرية.

ومع ذلك استخدمتها الإدارة الأمريكية كدليل قاطع يثبت إن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين على علاقة بتنظيم القاعدة، وإنه يمتلك أسلحة كيماوية تندرج تحت بند أسلحة الدمار الشامل.

وبناء عليه قررت إنها تغزو العراق بحجة إنها بتحارب الإرهاب، وذلك على الرغم من إنها متأكدة إن كل الاعترافات اللي أدلى به ابن الشيخ الليبي هي اعترافات مضللة وغير حقيقية صادرة من متهم شهد أسوأ أنواع التعذيب داخل السجون المصرية.

والأغرب من ذلك إن إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش، ولما فشلت في العثور على أسلحة الدمار الشامل داخل العراق، رجعت استجوبت ابن الشيخ الليبي بنفسها مرة تانية.

ووقتها أعلن الحقيقة، وأكد إنه تم تعذيبه على يد اللواء عمر سليمان شخصيا، ووقتها قرر إنه يقاضي الحكومة المصرية بسبب الاعتداء الوحشي اللي مارسه اللواء عمر سليمان ضده.

والأغرب من كده إن اللواء تم اتهامه في قضايا تعذيب كتير لمتهمين تم تسليمهم من الولايات المتحدة لمصر، وفقا لبرنامج الترحيل السري لوكالة المخابرات المركزية.

قصة اللواء عمر سليمان

زي مثلا اللقاء التليفزيون اللي تم عرضه على قناة الجزيرة القطرية، وفي اللقاء عرضت البروفيسورة ليزا حجار، أستاذة علم الاجتماع بجامعة كاليفورنيا، معاناة الشاب المولود في أستراليا، ممدوح حبيب، الشاب تمت تبرئته من أي اتهامات لها علاقة بالإرهاب،

إلا إنه كان مصمم على حكي قصته مع جهاز المخابرات المصرية، وكشف عن بشعة وسائل التعذيب اللي تلقاها على يد اللواء عمر سليمان شخصيا، وإنه علقوا من أقدامه عن طريق خطافات معدنية، وحطم له جميع أصابعه، وتفنن في صعقه بالكهرباء،

وأقسم على إن أحد رجال المخابرات قام بقتل أحد المتهمين أمامه عشان لكي يرهبه نفسيا فقط، وأعلن كمان إنه أثناء التحقيقات استمر الوقف ضربه وصفعه على وجهه تسديد اللكمات لغاية ما وقعت العصابة من على عينه وشاف اللواء بنفسه، وهو يضربه بمنتهى القسوة.

والشاب يحاول الان إنه يطالب بحقوقه اللي تم انتهاكها على يد المخابرات المصرية.

قصة اللواء عمر سليمان

اللواء عمر سليمان كان رجل عسكري، لكن رفض الانضمام لصفوف الحزب الوطني، وكان يفضل دايما ارتداء الملابس المدنية والبدلات الأنيقة بدلا من الزي العسكري،

والحقيقة إنه رغم المخاوف اللي انتابت الرئيس حسني مبارك، مثل إن اللواء عمر سليمان ممكن ينقلب عليه، أو يرفض فكرة توريث الحكم لابنه جمال مبارك، إلا إنهم كانوا أصدقاء جدا، والرئيس كان شديد الحرص على التحرك في أي مؤتمر أو لقاء بصحبته.

وذلك لإنه كانت جميع أفكارهم متشابهة، وحتى تعاملاتهم مع القضايا الدولية مثل العلاقات المصرية الإسرائيلية، والتعامل مع الولايات المتحدة، ومعاملة جماعة الإخوان المسلمين، كانت على توافق بشكل رهيب.

واستمر سيادة اللواء عمر سليمان في منصبه كرئيس لجهاز المخابرات العامة المصرية من عام 1993 لعام 2011، والحقيقة إنه كان مراوغ لأقصى درجة، وجميع الصحف العالمية ووكالات المخابرات لأي دولة كانوا يشهدوا بخبرته وذكاءه إنه ثعلب المخابرات.

قصة اللواء عمر سليمان

ثورة 25 يناير ودور اللواء عمر سليمان فيها

لكن في 25 يناير انتفض الشعب المصري ضد النظام عشان يسقط شرعية الرئيس حسني مبارك، واستمر وجود أغلب فئات الشعب في الميادين والشوارع المصرية،

ومنهم اللي كان يطلق مسيرات تنادي بضرورة تعيين اللواء عمر سليمان كرئيس للجمهورية، باعتباره غير محسوب على المؤسسة العسكرية نوعا ما وليس عضو في الحزب الوطني،

لكن بعد مرور خمس أيام فقط من المظاهرات الحاشدة لأعظم ثورة في تاريخ البشرية، قرر الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك إنه يقوم بتعيين سيادة اللواء عمر سليمان نائب له.

وأسند إليه مهمة دعوة المتظاهرين إلى إجراء حوار وطني مع رموز الثورة، وأحب أقول لك إن منصب نائب الرئيس ده كان شاغر لحوالي 30 سنة، وتحديدا من لحظة تولي الرئيس مبارك الحكم في عام 1981.

وبالرغم من إن الاضطرابات كانت بدأت تهدأ في الشوارع نوعا ما، وفقا لتقارير منشورة في أهم الصحف العالمية، إلا إن كتير من صفوف المعارضة المصرية رفضوا تأييد ومباركة قرار تعيين اللواء عمر سليمان كنائب للرئيس.

ثورة 25 يناير ودور اللواء عمر سليمان فيها 

محاولة اغتيال اللواء عمر سليمان

فتعرض اللواء إلى محاولة اغتيال في يوم 30 يناير 2011م الساعة 11:30 صباحا، والحقيقة إن ذلك الحدث أثار لغط كبير لحظة حدوثه، وخرجت ساعتها جهات رسمية تؤكده واجهات أخري تنفيه، لكن الحقيقة هي إن سيادة اللواء خرج من مقر المخابرات العامة في منطقة حدائق القبة لكي يتجه إلى قصر الرئاسة.

بعدما اتصل بيه الرئيس حسني مبارك وبلغوا إنه محتاجه ضروري، سيادة اللواء كان مقرر ليه إنه يركب سيارة بي أم دبليو من طراز اكس فايف برفقة الطاقم الحراسة في سيارة مرسيدس إي 350 على سبيل التمويه،

لكن بعض المصادر تؤكد إنه ركب الخطأ السيارة المرسيدس بدل السيارة الثانية ومصادر الثانية، تؤكد إنه ركبها عن عمد، لكن حسب ما أجمعت عليه كل الصحف والمجلات العالمية، بالإضافة لوكالات المخابرات، إنه ترك سيارته المرسيدس للواء مراد موافي. رئيس جهاز المخابرات من بعده.

وقرر اللواء عمر سليمان إنه يركب السيارة الثانية عشان يتجه بيها إلى قصر الرئاسة، لكن أثناء مغادرته لمبنى المخابرات كان شارد الذهن، فركب سيارته المرسيدس بالخطأ.

وبعد ابتعاده سيارتين لمسافة قصيرة، وتحديدا عند المجمع الطبي للقوات المسلحة الموجودة عند كوبري الفنجري، تعرض الجميع لنيران كثيفة من داخل سيارة إسعاف مسروقة.

وبعد مناوشات وتدخل عناصر من الجيش، تم التخلص من الإرهابيين بعد استشهاد أغلب ركاب السيارة البي ام دبليو، وأصبحت العناية الإلهية هي اللي أنقذت سيارة اللواء لإنه ركب سيارته بالخطأ، رغم إنه كان المفروض يتركه لزميله اللواء مراد موافي.

بعد تلك الواقعة، تعامل اللواء عمر سليمان بشكل طبيعي، وقرر إنه يفتح تحقيق رسمي من غير ان يشغل باله بحقيقة الجهات اللي ورا محاولة اغتياله.

البعض حذره من أعوان الرئيس مبارك في الحكومة، واعتقدوا إن هم اللي نفذوا عملية الاغتيال باعتباره صندوق أسود يحوي أسرار الجميع، ومن الطبيعي إنهم يكونوا رافضين تماما توليه منصب رئيس الجمهورية بعد انتهاء فترة حكم الرئيس.

والبعض كان يحذره من جماعة الإخوان المسلمين، وأكدوا إن اللي وراء محاولة اغتياله هم عناصر تابعة للجماعة، لكن اللواء رفض إنه يهتم بذلك الموضوع واعتبره كأن لم يكن، واستمر في تنفيذ مهام وظيفته، لإن البلد ساعتها كانت تحترق.

بعد تلك الواقعة بأيام، انتشر الخبر في الصحف والقنوات العربية، وقيل إن اللواء تعرض لمحاولة اغتيال.

لكن وفقا لبيان حكومي صادر في 5 فبراير ونقلته وكالة أسوشيتد برس، إن محاولة الاغتيال كانت مجرد حادث عشوائي، ولم يكن أحد مستهدف نائب رئيس الجمهورية تحديدا.

وبعد فترة وتحديدا في 24-2-2000م ظهر وزير خارجية مبارك الأسبق السيد أحمد أبو الغيط، وأكد على محاولة الاغتيال لإنه كان في قصر الرئاسة وقتها، وكمان نشر الواقعة دي في كتابه بعنوان شهادتي واستمرت الاضطرابات في الشارع المصري إلى يوم 10-2-2011م،

وذلك على الرغم أكتر من مرة في التليفزيون عشان يحذر من متابعة القنوات العربية اللي تحرض الشباب المصري على التظاهر ضد النظام، وأكد في بيان صحفي ”

ألوم في الواقع بعض الدول الصديقة التي لديها قنوات تليفزيونية، فهي ليست صديقة على الإطلاق، والتي كثفت الشباب ضد الأمة، والدولة لقد ملئوا أذهان الشباب بالمخالفات والمزاعم الخاطئة، وهذا أمر غير مقبول، ما كان ينبغي عليهم أن يفعلوا ذلك أبدا،

صدقا، ما كان عليهم أبدا نشر روح العداوة والبغضاء بهذا الشكل.”

طبعا اللواء لم يذكر أسماء قنوات بعينها إلا إن الشعب المصري كان مدرك كويس جدا إنه يتكلم عن قناة الجزيرة، بالإضافة طبعا لقناة الحدث والعربية وغيرها كتير من القنوات.

لكن للأسف تحذيراته تصريحات فشلت في احتواء المصريين.

محاولة اغتيال اللواء عمر سليمان

اعلان عمر سليمان تنحي الرئيس حسني مبارك

ووقتها تنازل الرئيس حسني مبارك عن جميع صلاحياته، إلى نائبه سيادة اللواء عمر سليمان، وفي اليوم اللي بعده خرج اللواء لكي يعلن خبر تنحي الرئيس وتسليم جميع أمور الدولة إلى المجلس العسكري بقيادة المشير محمد حسين طنطاوي،

“بسم الله الرحمن الرحيم، أيها المواطنون، في ظل هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد، قرر الرئيس محمد حسني مبارك تخليه عن منصب رئيس الجمهورية، وكلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شؤون البلاد، والله الموفق والمستعان والغريبة.”

والغريب إن اللواء عمر سليمان لم يكن عضو في المجلس الأعلى للقوات المسلحة، فانتهت مسيرته بتنحي الرئيس مبارك رسميا.

اعلان عمر سليمان تنحي الرئيس حسني مبارك

ترشح عمر سليمان لمنصب رئيس الجمهورية

وهنا بدأت معركته الجديدة مع الانتخابات الرئاسية، وذلك لإن بعض فئات الشعب المصري شافت فيه المخلص، ومنهم كتير لا يعرفوا شيء عن اتهامات التعذيب الموجهة ليه، فضغطوا عليه لكي يرشح نفسه لمنصب رئيس الجمهورية،

وبالفعل وبعد إلحاح غريب من بعض فئات الشعب، اضطر اللواء عمر سليمان إنه يقدم أوراق ترشحه في اللحظات الأخيرة، وتحديدا في 8 إبريل قبل إغلاق باب الترشح بحوالي 20 دقيقة فقط،

وذلك بعد ما أصدر بيان يقول فيه “إن النداء الذي وجهتموه لي أمر، وأنا جندي لم أعصي أمرا طوال حياتي، فإذا ما كان هذا الأمر من الشعب المؤمن بوطنه لا أستطيع إلا أن ألبي هذا النداء وأشارك في الترشح رغم ما أوضحته لكم في بياني السابق من معوقات وصعوبات،

وإن ندائكم لي وتوسمكم في قدرتي هو تكليف وتشريف وسام على صدري، وأعدكم أن أغير موقفي إذا ما استكملت التوكيلات المطلوبة خلال يوم السبت،

مع وعد مني أن أبذل كل ما أستطيع من جهد، معتمدا على الله على دعمكم، لننجز التغيير المنشود، واستكمال أهداف الثورة، وتحقيق آمال الشعب المصري في الأمن والاستقرار والرخاء.”

إلا إن اللجنة العليا للانتخابات قررت في يوم 14 إبريل استبعاده بعد رفضها العدد من نماذج التأييد اللي قدمها، وبعدها اختفى عمر سليمان جزئيا عن الساحة السياسية المعلنة.

ترشح عمر سليمان لمنصب رئيس الجمهورية

لغز وفاة عمر سليمان

وتوفي عمر سليمان في 19 يوليو من عام 2012، والحقيقة إن خبر وفاة اللواء عمر سليمان أثار لغط هائل في الشارع المصري، وكتير من رموز السياسة أعتقد إنه تم اغتياله والتخلص منه،

وذلك على الرغم من الرواية الرسمية اللي تفيد إنه تعرض لأزمة قلبية واضطر على إثرها إنه يسافر إلى الولايات المتحدة لتلقي العلاج بعد فقدانه لصحته بسبب الأحداث السياسية الأخيرة،

ذلك غير خسارته لأكثر من 30 كيلو من وزنه خلال شهور قليلة، وفي الولايات المتحدة تلقى العلاج داخل مستشفى كليفلاند وتوفي بشكل مفاجئ أثناء خضوعه لعملية جراحية بالقلب.

إلا إن عدد كبير من السياسيين أكدوا إن الحقيقة غير ذلك، وادعوا إنه مات في التفجير اللي حصل في مقر الأمن القومي بحي الروضة في العاصمة السورية دمشق، أثناء اجتماع كان يحضره عدد من كبار القادة الأمنيين السوريين،

وكان الاجتماع عبارة عن تكليف من حاكم إمارة دبي الإماراتية محمد بن راشد ال مكتوم لإيجاد حل الملف، امتلاك سوريا أسلحة كيميائية، بالإضافة لوضع خطة محكمة لتصحيح الأوضاع في جميع الدول العربية،

وأول من فجر ذلك الخبر ده هو المعارض السوري هيثم المالح رئيس مجلس أمناء الائتلاف الوطني السوري، وأكد إن اللواء كان حاضرا الاجتماع وتم تفجير المبنى للتخلص منه، لإن الغرب يري إنه دوره انتهى.

ومن بعده خرج اللواء محمود زاهر أحد رجال المخابرات السابقين وأكد في لقاء تلفزيوني من برنامج بالميزان المذاع على قناة ال تي سي إن اللواء عمر سليمان تم اغتياله واستشهد في سوريا، ولم تكن وفاتها لأسباب صحية.

و بعدها خرج اللواء حمدي بخيت، عضو لجنة الدفاع بمجلس النواب، وأكد إنه تم اغتياله في سوريا، وبالرغم من إصرار الحكومة المصرية على عرض الرواية الرسمية اللي تفيد بإنه مات أثناء عملية جراحية في إحدى المستشفيات الأمريكية،

إلا إن في عام 2015، كشف الدكتور فخري صالح، رئيس مصلحة الطب الشرعي السابق و كبير الأطباء الشرعيين، مفاجآت تؤكد إن اللواء عمر سليمان تم اغتياله، لكن لم يفصح الدكتور عن الدلائل اللي معه،

وقال في مؤتمر صحفي “هناك شبهات ودلائل تؤكد مقتل اللواء عمر سليمان، فالرجل بما يملكه من ملفات ومعلومات كان يشكل خطرا حقيقيا على العديد من رجال السياسة القدامى، وعلى جماعة الإخوان التي كانت تسعى بوقوة للسيطرة على مقاليد الأمور في البلاد،

هؤلاء كانت لديهم مخاوف كبيرة من وصوله إلى سدة الحكم، ومن ثم إقصاؤهم تماما من المشهد السياسي، وربما محاكمتهم، فقرروا التخلص منه ودفن أسرارهم معه إلى الأبد،

بالإضافة إلى وجود شبهات تثير الشكوك حول تورط إسرائيل و أجهزة مخابرات دولية في اغتيال الجنرال عمر سليمان، بعد أن مرات أن دوره يجب أن ينتهي عند هذا الحد.”

الحقيقة إن وفاة اللواء عمر سليمان تعتبر لغز معقد حتى الآن، ولا يقل صعوبة عن لغز وفاة جوزيف ستالين. وانتحار النازي أدولف هتلر، اللي الروايات الرسمية الصادرة من الاتحاد السوفيتي بشأنه، كانت متضاربة لأقصى درجة ومليئة بالعوار،

ولذلك حتى الآن لم ينجح في حل اللغز ده بشكل مؤكد، ولم يقدر أحد ان يثبت الحقيقة بالدليل القاطع لكي نعرف إذا كانت وفاة اللواء عمر سليمان طبيعية ولا عن طريق اغتيال.

لكن المؤكد وبلا شك إن عمر سليمان كان أحد أقوى رؤساء أجهزة المخابرات في العالم، والجميع كان يعمل له ألف حساب، لإنهم عارفين إنه كان يمتلك ذكاء الثعالب و سم العقارب.

لغز وفاة عمر سليمان

وبذلك تكون انتهت مقالتنا لليوم عن لغز وفاة عمر سليمان أحد شخصيات مصرية بارزة، ابقوا في امان الله والسلام.

Facebook
X
Telegram
LinkedIn
Tumblr
Reddit
Scroll to Top