من هو السلطان حسين كامل
السلطان حسين كامل هو سلطان مصر الثامن من الأسرة العلوية وحكم مصر والسودان في الفترة ما بين 19 ديسمبر 1914 وحتى وفاته في 9 أكتوبر 1917 وهو الذي حكم مصر في أصعب الفترات التي مرت عليها وهي الحرب العالمية الأولى والاحتلال البريطاني لمصر
وهو الابن الثاني للخديوي إسماعيل الذي حلم ان يكون ابنه يحكم البلاد من بعده. فطلب من الأستانة إنهم يغيروا قوانين توريث الحكم في مصر لكي يمنع عمه من تولي الحكم لكن تشاء الأقدار إن ابنه توفيق هو الذي يكون الخديوي وبسبب ضعف شخصيات إلى التجارب وقعت مصر تحت الاحتلال البريطاني.
فيمسكها من بعده ابنه الخديوي عباس حلمي الثاني الذي عداءه الصريح لبريطانيا جعلهم يستغلوا فترة وجوده خارج البلاد لكي ينقلبوا عليه ويعزلوه فدخلوا في صراع عنيف مع الباب العالي في الاستانة حول مدى أحقيتهم في اختيار وتعيين حاكم جديد للبلاد
ولما السلطان العثمان رفض الاعتراف بالخديوي الذي هم اختاروه نصبته بريطانيا سلطان على مصر وانتهى عصر الخدوية إلى الأبد
وكانت النتيجة أن أصبح مجرد حاكم صوري والسيادة كلها أصبحت في يد المندوب السامي لكن لو تريد ان تعرف أكثر عن وتري حجم الصراع الذي كان بينه وبين أخوه الخديوي توفيق يبقى لازم تتابع معنا المقالة للنهاية
قصة السلطان حسين كامل
ولد السلطان حسين كامل في 21 نوفمبر 1853 بمحافظة القاهرة وكان هو الابن الثاني للخديوي إسماعيل باشا الذي أنجب ابنه توفيق في بداية حياته وكان يرغب فإنه يورث الحكم لأولاده وليس لاكبر شخص على قيد الحياة في نسل أسرة محمد علي
ولذلك حاول يهادي الباب العالي في الأستانة فيوافقة على تغيير قانون التوريث وبالفعل أصبح الحكم يورث للابن الأكبر فأولاد الخديوي فقط إلا إن الخديوي إسماعيل على مقدار ان فرح بتعديل القانون
لكن أبضا شعر بقلق لأنه رفض الحكم ينتقل لابنه الكبير توفيق الذي كانت ولدته شفق نور هانم وكانت فلاحة من أسرة بسيطة ليست من عائلات النبلاء فقرر إنه يفرق بينه وبين باقي أولاده لكي يقنع السلطان في الأستانة إنه غير مؤهل لحكم البلاد ولذلك حرمه من السفر للتعليم بالخارج.
في حين إن ابنه السلطان حسين كامل بمجرد ان بلغ عمره ثمن سنوات التحق بمدرسة قصر المنيل التي كانت مخصصة لأبناء العائلة المالكة وأولاد الوجهاء من المصريين
وبعدما تعلم فيها أصول القراءة والكتابة وبعض العلوم انتقل إلى المدارس الأميرية عكس أخوه توفيق وذلك لان المدارس وقتها كانت المناهج التعليمية فيها تكون مختلفة
وولده الخديوي إسماعيل كان حريصا أن يزود معرفته عن طريق انتقاله من مدرسة لمدرسة اخري ولذلك أيضا انتقل بعد سنتين إلى المدرسة التي بناها والده الخديوي إسماعيل في منطقة القلعة ومنها إلى مدرسة النبلاء في الإسكندرية الي ان أصبح عمره 15 سنة
فسافر إلى باريس وأقام في بلاط الإمبراطور نابليون الثالث إمبراطور فرنسا وصديق والده المقرب وهناك تولى الجنرال فلوري قائد مدرسة الفروسية الخاصة بعائلة الإمبراطور مهمة تربيته تنشئة مع باقي الأمراء والنبلاء الأتراك والعرب والفرس
ولما رجع مصر السنة التي بعدها لكي يحضر حفل افتتاح قناة السويس كان بصحبة الإمبراطورة أوجيني زوجة الإمبراطور نابليون الثالث وكان هو المترجم الخاص لها
لأنه استطاع في وقت قصير انه يقوي علاقته بها لدرجة أنه كان يلازمها في كل مكان تذهب حتى أثناء زيارتها لصعيد مصر لكي تتنزه في النيل
وبعدما الحفل انتهى رجع السلطان حسين كامل لباريس مرة ثانية لكن بعدما والده الخديوي إسماعيل تأكد من مهارته عرف إن ابنه يمتلك شخصية قوية عكس أخوه توفيق
فبدأ يأخذ خطوة جديدة لإعداد السلطان حسين كامل لحكم مصر وهي أنه يعرفه على الملوك ويطلب منه تنفيذ مهام دي دبلوماسية رغم صغر السن لكي الحكام يعرفوا إن السلطان حسين كامل هو الذي سيكون الحاكم الجديد لمصر
فسفره إيطاليا لكي يقابل الملك فيكتور إيمانويل التالث وذلك لإنهاء خلاف بسيط بينه وبين مصر
وكان المفترض أن يرجع السلطان حسين كامل بعد كده إلى فرنسا لكي يكمل تعليمه هناك لكن آنت حرب بينها وبين الإمبراطورية الروسية فعاد إلى مصر وتولى وقتها السلطان حسين كامل منصب المفتش العام لمحافظات الوجه البحري والصعيد
وكان مقر مكتب السلطان حسين كامل الذي يدير منه وظيفته الجديدة موجود في طنطا والحقيقة أن رغم صغر سنه إلا إن السلطان حسين كامل كان شعلة نشاط ويملك من الذكاء الذي يجعل من كل الفلاحين ان يحبونه لدرجة أنهم أطلقوا علي السلطان حسين كامل لقب أبو الفلاحين وأمير الجناينية
وبعدما استطاع السلطان حسين كامل يكسب ثقة والده في تلك الوظيفة عينه والده المشرف على ثلاث مكاتب دفعة واحدة وهم المعارف والأوقاف والأشغال العامة
وظل السلطان حسين كامل يتنقل بين الوظائف مثل مديرية الداخلية ومدري الجهاد ومراقب الأشغال الي ان تولي قيادة نظارات البحرية ونظارة الحرب وهو عمر أقل من 30 سنة فقط
في الوقت ذاته تم عزل ولد الخديوي إسماعيل عن الحكم وبالرغم من أن الخطة كانت تتلخص إنه هو الذي يحكم مصر بدلا من الخديوي توفيق إلا أن خطته فشلت وانتقلت الخديوية إلى توفيق
ووقتها بدأ يأمره بمهام بسيطة مثل إنه يستقبل الأمير إدوارد السابع ولي عهد بريطانيا والأمير نيكولاس الثاني ولي عهد روسيا وظل دوره مهمش طول فترة حكم الخديوي توفيق على الرغم من ضعف شخصية الخديوي توفيق التي تسببت بوقوع مصر تحت الاحتلال البريطاني
وحتى بعد وفاة الخديوي توفيق انتقل الحكم الطبيعة الحال ابن الأكبر عباس حلمي الثاني وانحصر دور السلطان حسين كامل في تأدية مهام بسيطة مثل استقبال وفود الملوك أو الرقابة والإشراف على الجمعيات غير المهمة
حتي جاء عام 1909 وقتها قرر الخديوي عباس حلمي الثاني إنه يسند إلي مهم وبسيطة وهي رئاسة مجلس شورى القوانين والجمعية العمومية وبالرغم من أن الجلسات قبله كانت سرية إلا إن أصر على أنها تكون علنية متاحة للجمهور والصحافة
وليس ذلك فقط لكنه أضاف إلى سلطة المجلس مهام جديدة مثل انه يحق للأعضاء المراقبين في المجلس إنهم يلتقوا بالخديوي لكي يتشاور معه بخصوص منظومة التعليم ولأول مرة أصبح من حقهم استجواب الخديوي نفسه
وأسفرت تلك التطورات دي عن إصدار قانون مجالس المقاطعات ونتيجة لتلك القوانين والصلاحيات الواسعة قرر الخديوي عباس حلمي الثاني إن يعزله من ذلك المنصب بعدما تولاه السلطان حسين كامل المدة سنة واحدة فقط ودوره رجع مهمش مرة ثانية وليس هناك أي مهام تسند اليه
تولي السلطان حسين كامل حكم مصر
حتي اتي عام 1914 العام الذي سافر فيه الخديوي عباس حلم الثاني إلى الأستانة للقيام برحلة صيفي ووقتها تعرض الخديوي عباس حلم الثاني لحادث اغتيال اضطر بسببه أن يجلس شهرين في تركيا للعلاج
ولما قامت الحرب العالمية الأولى قررت بريطانيا استغلال الفرصة لعزله من منصب الخديوي لكي تعين حاكم جديد من فريقها بشرط يكون موافق على جميع قراراتها لأن الخديوي عباس حلمي الثاني كان مناهض شرس لبريطانيا
وذلك طبعا كان تعدي على سياسات وصلاحيات السلطان العثماني ولذلك أصبح ملقب بالسلطان حسين كامل لأن الباب العالي رفض الاعتراف به فقررت بريطانيا إنها تعلن مصر محمية بريطانية وتعلن حاكمها سلطان عليها
في تحد واضح للسلطان العثماني وإعلان رسمي بإنهاء سيادته على الأراضي المصرية باعتبار أن جميع محافظات مصر خرجت تماما عن عباءة الدولة العثمانية
وتشاء الأقدار إنه يحكم البلاد لمدة ثلاث سنوات فقط
وفاة السلطان حسين كامل
توفي في 9 أكتوبر 1917 وتم دفنه مسجد الرفاعي بالقاهرة وللأسف الشديد بسبب ظروف الحرب العالمية ووقوع مصر تحت الاحتلال البريطاني كانت فترة حكم القصيرة شديدة الضعف ولم يقدر ان يترك وراءه أي إنجازات سبيلي
انجازات السلطان حسين كامل
غير الإنجازات اللي عملها في فترة حكم أباه الخديوي إسماعيل وابنه الخديوي توفيق ابن الخديوي عباس حلمي الثاني مثل
إنشاء سكة حديد التي تربط بين القاهرة وحلوان
وإنشاء مدرسة صناعية بدمنهور من خلال تبرعات أولياء الأمور
وتوالي رئاسة جمعية الإسعاف بالقاهرة
وهو أول من أقام المعارض الزراعية في مصر وبسبب تلك المعارض ازدهرت صناعة المنتجات القطنية
تم تأسيس الجمعية الزراعية التي زادت أعباءها فأصبحت فيما بعد وزارة الزراعة
وبذلك فقد انتهت قصة السلطان حسين كامل ولمعرفة المزيد من حكام الأسرة العلوية يمكنك الاطلاع عليها من هنا