من هو ذو القرنين ولماذا سمي بهذا الاسم؟

من هو ذو القرنين ولماذا سمي بهذا الاسم؟
من هو ذو القرنين ولماذا سمي بهذا الاسم؟

جدول المحتوي

قصتنا اليوم عن واحدة من أعظم القصص القرآنية على الإطلاق قصة رجل نختلف حوله هل هو نبي أم ملك أم رجل صالح ووصل الأمر بالبعض أن قال عليه إنه ملاك من ملائكة الله عز وجل وذهب الأكثرية إلى أنه ملك وحاكم صالح اذا من هو ذو القرنين ولماذا سمي بهذا الاسم؟

الاسم الذي حتى اسمه اختلف حول سبب تسميته بهذا الاسم وكثرت الروايات حول ذلك

قصتنا عن رجل له علاقة بقوم سيتسبب خروجهم في آخر الزمان في التعجيل بيوم القيامة قصتنا عن رجل قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه ملك الدنيا قصتنا عن قصة ذو القرنين تابعونا للنهاية

 

من هو ذو القرنين

لم يتحدث أحد عن نشأة ذي القرنين أو أين ولد ذو القرنين وما إلى ذلك بل الحديث في قصة ذو القرنين يتضمن فقط الإشارة إلى فتوحاته وتمكنه من السيطرة على أقوام في مشارق الأرض ومغاربها

فان ذو القرنين هو أحد الملوك الأربعة الذين ملكوا الدنيا كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ملك وحاكم صالح وشخصيته من الشخصيات العظيمة التي ذكرها التاريخ والتي تتصف بالعدل والقيادة والإصلاح فكان مثالا الحاكم الصالح عبر التاريخ والذي خلد الله عز وجل ذكره في القرآن الكريم إلى يوم يبعثون

قال تعالى في سورة الكهف {وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ ۖ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا (83) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84) فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85)}

فقد بعث كفار قريش إلى أهل الكتب يسألونهم ما يمتحنون به رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما أعلن عن نبوته وبعثه فقال أهل الكتاب لكفار قريش سلوه عن رجل طواف في الأرض في إشارة إلى ذي القرنين وعن فتية لا يدري ما صنعوا في إشارة لأهل الكاف وعن الروح

فنزلت سورة الكاف على رسول الله ليجيب الكفار عن كل أسئلتهم وقد مكن الله عز وجل لذي القرنين في الأرض وأعطاه ملكا عظيما متمكنا فيه وعلما بكل شيء له من جميع ما يؤتي الملوك من التمكين والجنود وأداة الحرب ولهذا ملك المشارق والمغارب من الأرض ودانت له البلاد وخضعت له ملوك العباد  وخدمته الأمم من العرب والعجم

وكثرت الأقاويل أيضا حول شخصية ذي القرنين الغامضة فهناك من قال إن ذو القرنين هو الاسكندر الأكبر وهنالك من قال إنه كورش الكبير أو أخناتون الفرعون المصري وهناك من قال إنه من ملوك حمير التبابعة في اليمن فقد كان ملوك حمير التبابعة يحملون ألقابا بها حروف ذو مثل ذو نواس الحميري

وملك سيف بن ذي يزن والملك ذو رعين الحميري والملك عمرو ذو غمدان لذا فشخصية دي القرنين غير معروفة الهوية بالتحديد

أما القرطبي في تفسيره وذكر أن ذو القرنين هو من اهل مصر واسمه مرزبان

وقد ذكر ذو القرنين في الكتب اليهودية في أكثر من موضع مثل أنه ذكر تحت اسم لوقرانائيم وصاحب القرنين

وقد ذكر بعض مفسري التوراة أنه يحتمل أن يكون ذو القرنين هو الاسكندر الأكبر الذي أثار حروبا كثير وفتح حصونا عديدة وقتل العديد من الملوك واجتاز أقاصي الأرض وسلب غنائم الأمم ووقع الشموخ والكبرياء في قلبه

وتذكر التوراة أيضا أنه سقط طريحا الفراش بعد غزوه وحكمه مغارب الأرض ومشارقها فقسم ممالكه على عبيده الكبراء بعد أن حكمت 12 عاما

أما في العهد القديم في الديانة المسيحية فقد ذكر أن ذو القرنين هو كورش الكبير وهو أول ملوك الفرس وأبرزهم وبسبب فتوحاته وتوسعاته التي وصلت الممالك البعيدة عنه الممالك المجاورة له

وقد ذكرت التوراة العديد من صفاته كالنبل والشجاعة والحلم والعدل وغيرها ومن أهم إنجازات ذو القرنين بحسب اليهودية والتي دفعتهم لتبجيله وتوقيره هو تخليص كورش لليهود من أسر الملك نبوخذ نصر وإعادتهم إلى وطنهم كما جدد لهم عمارة أورشليم  لذلك نجد له وصف المسيح المخلص في بعض أسفار العهد القديم.

 

من هو ذو القرنين ولماذا سمي بهذا الاسم؟

 

لماذا سمي ذو القرنين بهذا الاسم

حتى أن بعضهم ذكر أن ذو القرنين سمي بهذا الاسم لأن جيوشه بلغت قرني الشمس مشرقها ومغربها وقيل أنه سمي بهذا الاسم لوجود قرنين أو ما شابه في رأسه وقيل أنه وصف بذلك لوجود ضربتين في رأسه واحدة يمين والأخرى يساره وقيل لأنه ملك الروم وفارس

وقيل ان ذو القرنين سمي بهذا الاسم لأنه دخل النور والظلمة وقيل لأنه رأى في المنام كأنه أخذ بقرني الشمس

من هو ذو القرنين ولماذا سمي بهذا الاسم؟

قصة ذو القرنين

يسر الله عز وجل لذي  القرنين الأسباب والطرق والوسائل ليتمكن من خلالها إلى فتح الأقاليم والرساتيق والبلاد والأراضي وكسر الأعداء وكبت ملوك الأرض وإذلال أهل الشرك

جال ذو القرنين بجيش من مغرب الأرض إلى مشرقها فاتحا البلدان داعيا للحق والإيمان وعندما وصل إلى الغرب رأى الشمس تغرب في بحر عميق داكن يعتقد أنه المحيط الأطلسي

ووجد هناك قوما منهم الصالح ومنهم الطالح فأوحي إلى ذي القرنين بأن يحكم في هؤلاء القوم فحكم ذو القرنين بالعدل على أن يعذب الظالم في الدنيا ويحاسبه الله في الآخرة ومن آمن فسيكرم في الدنيا وسيجازيه الله في الآخرة

ثم توجه ذو القرنين إلى الشرق فبلغ مطلع الشمس ووجدها عند قوم لا يستترون عنها وفي هذا الأمر تفسيران:

الأول أنهم كانوا قوما شبه عراة لا يمتلكون من الملابس ما يسترون به أجسادهم من الشمس

والأمر الآخر أنهم لم يكن لديه لهم المنازل التي يأوون إليها ليحتموا من الشمس

ليصل ذو القرنين إلى موقع بين جبلين فوجد أقواما لا يعرفون لغة يتخاطبون بها فشكا هؤلاء القوم من يأجوج ومأجوج وفسادهم وطغيانهم في الأرض وطلبوا مني القرنين المساعدة مقابل المال

أما عن كيفية التواصل مع هؤلاء القوم وذو القرنين رغم أن القوم لا يعرفون لغة يتخاطبون بها فالبعض تحدث عن أن التواصل كان بلغة الإشارة وآخرون قالوا عن طريق الإلهام الإلهي وذهب آخرون للحديث عن أن كلامهم كان بواسطة مترجمين

رفض الملك ذو القرنين المال الذي عرضه القوم مقابل المساعدة في التخلص من يأجوج ومأجوج مكتفيا بما أعطاه الله عز وجل من الخير الكثير وطلب من القوم فقط أن يعينوه على بناء سد يقيهم شر يأجوج ومأجوج

وبالفعل باشروا في بناء السد تحت إشراف ذي القرنين فقد كان بين حافتي الجبل شق يدخل منه يأجوج ومأجوج فسد ذو القرنين هذا الشق بوضع قطع حديد كبيرة فوق بعضها البعض حتى سد الشق تماما

ثم أمر بتغطية هذا السد الحديدي بطبقة من النحاس المذاب للحفاظ عليه من التآكل ومنع نفوذ الهواء منه وهذا من الإعجاز العلمي في القرآن الكريم وبهذا أصبح سد سميكا غير قابل للاختراق

وقد نسب ذو القرنين صنع هذا السد إلى رحمة الله عز وجل بهؤلاء القوم ولكنه أخبرهم بأن سد ذو القرنين ليس أبديا وبأمر من الله تعالى ينسف ويخرج يأجوج ومأجوج وهو ما سيكون في يوم البعث فخروج يأجوج ومأجوج من علامات القيامة

وقد ذكر في تفسير الطبري أن ذو القرنين عاصر الخضر عليه السلام صاحب النبي موسى عليه السلام بل قال أكثر من ذلك قال إن الخضر كان في مقدمة جيش الملك ذي القرنين

وفي هذا الخصوص قصة غريبة ذكرها ابن كثير في كتابه البداية والنهاية والتي تنص على أن ذو القرنين كان له صاحب من الملائكة يقال له رينفيل سأله ذو القرنين عن عين في الأرض يقال لها عين الحياة

فذكر له رينفيل صفة مكانها فذهب ذو القرنين في طلبها وجعل الخضر عليه السلام على مقدمة جيشه فانتهى الخضر إليها في واد بأرض الظلمات فشرب منها واغتسل بها  أما ذو القرنين فلم يهتد إليها

ابن كثير والأزرقي ذكر أيضا شيئا مثيرا في قصة ذو القرنين أنه التقى بالخليل إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل عليه السلام وطاف معهما حول البيت الحرام ويقال بحسب هذه الرواية أنه جيء إليه بفرس ليركبه فقال لا أركب في بلد فيه الخليل عليه الصلاة والسلام فسخر الله له السحاب وبشره إبراهيم بذلك

لم تكن الأديان فقط هي من تناولت قصة ذي القرنين فالكثير من الكتب والشعراء تناول قصة ذي القرنين والتفاخر بأمجاده على رأسهم شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت

ورغم كل هذه التفسيرات والدراسات والتحاليل إلا أن كل ذلك فند ولم يتعرف أحد حتى الآن على من هو ذو القرنين والشخصية الحقيقية للملك ذي القرنين لتظل شخصيته غامضة حتى يأذن الله وجل أن تتكشف

ولكننا كما أوردنا في أكثر من مرة أن رب العزة يريد فقط من وراء هذه القصص أن يتعظ الناس من خلال سرد قصص أقوام سابقين وأنه ليس من المهم معرفة التفاصيل بحذافيرها بل معرفة المبتغى من هذه القصة

مثلها مثل قصة أهل الكهف وغيرها من قصص القرآن  الكريم

 

قصة ذو القرنين

 

كيف مات ذو القرنين

اما عن موت ذو القرنين فقد ذكر في تفسير فخر للرازي والكامل لابن كثير أنه ما رضا في أحد مدن العراق وتوفي فيها

 

الدروس المستفادة من قصة ذي القرنين

وفي النهاية هناك الكثير من الدروس المستفادة من قصة ذي القرنين أهمها

أنه رغم قوة حكمه وما أعطاه الله من الحكمة والقوة والعجز لم يسكن قلبه الغرور فقد جال الشرق والغرب وحكم العالم بحكمه العادل ولم تأخذه العزة بالإثم

كما تظهر قصة ذو القرنين كيف ساعد أقواما لا يعرفها فقط من أجل حمايتهم بعدما استغاثوا به وكيف نسب فعلته إلى الله عز وجل ولم يتكبر وينسبه لنفسه

وأظهرت لنا قصة ذو القرنين أيضا بأنه رغم فتوحات ذو القرنين التي فتحها وحكمه الشاسع لم يكن هدفه منها الجمع المادي بل الدعوة إلى الله عز وجل ورفع الظلم ويظهر ذلك من عدم استغلاله للأشخاص والجماعات التي كان يمر بهم ويساعدهم

وهذه قصة يجب أن نتعظ بها جميعا فمهما أعطانا الله من السلطة سواء كان في العمل أو في البيت فالرفق والرحمة والتواضع من صفات العظماء دمتم في رعاية الله وأمنه.

Facebook
X
Telegram
LinkedIn
Tumblr
Reddit
Scroll to Top