كتبت 1- أية أحمد و 2- سمر محمد عن أروى بنت أحمد أول إمرأة مسلمة قامت بحكم بلادها
مولد ونشأة أروى بنت أحمد
ولدت أروى بنت أحمد عام (440ه)، وقامت بتربيتها وتهذيبها السيدة “أسماء بنت شهاب” زوجة الملك “على الصليحي” بعد زواج أمها “الرواح بنت الفارع” من “عامر بن سليمان” بعد موت زوجها “أحمد” والد الملكة “أروى” التي كان أهل اليمن يخاطبونها بلقب “الملكة الحرة”٠
وصف أروى بنت أحمد
تمتعت بالجمال فكانت بيضاء اللون مشربةً بحمرة، مديدة القامة، معتدلة البدن، تميل إلى السمنة، كاملة المحاسن، جَهورية الصوت.
صفات أروى بنت أحمد
إمرأة فاضلة ذات نُسك وورع وفضل وكمال وعقل وعبادة وعلم تفوق الرجال، تحفظ الأخبار والأشعار والتواريخ وأيام العرب، وكان يقال عليها “بلقيس اليمن الصغرى” لرجاحة عقلها وحسن تدبيرها وبالفعل كانت أول إمرأة تحكم اليمن بعد الملكة “بلقيس”.
حكم أول إمرأة مسلمة قامت بحكم بلادها أروى بنت أحمد
قامت ببدء نشاطها السياسي في عهد زوجها الملك “المكرم”، وكانت في ذلك الوقت تستشير “عمران بن الفضل اليامي” و”أبا السعود بن أسعد بن شهاب الصليحي”، وعندما توفي زوجها عام (477ه) قامت الملكة “أروى” بحمل هذه المسؤولية بمفردها،
وأصبحت تقوم بالتصرف في أمور الدولة والدعوة الإسماعيلية في اليمن والهند وعُمان بتفويض من الخليفة الفاطمي “المستنصر بالله”.
وعندما قام “المستنصر بالله” برفض تولية “سبأ بن أحمد الصليحي” المُلك بالرغم من وصية “المكرم” له، وقام بتولية “علي بن المكرم” على رغم صغر سنه؛ لأنه يعلم أن الملكة “أروى” والدته لها قوة يمكن الإعتماد عليها في تنفيذ السياسة التي تُرضي الفاطميين،
وهذا لا ريب فيه فهي سيدة عريقة الأصل تمرنت على إدارة شؤون المملكة، فكان لديها بُعد نظر أكثر من الملوك الرجال أنفسهم.
وكان تأييد “المستنصر بالله” للملكة “أروى” وابنها “علي بن المكرم” دليل على ثقته، وحباً بجمع كلمة أهل الدعوة وجعلها حولها، ودعوة المسلمين على وجوب طاعتها، وهو سبب يجعل الأمير “سبأ” يتخلى عن المطالبة بحقه،
ووسط كل هذه العواصف التي تعصف بالمملكة فكرت الملكة “أروى” واستطاعت أن تقضي على الفتنة وهي في بدايتها عندما جعلت الأمير “سبأ” نائب عن ابنها في شؤون المُلك.
النزاع بين الصليحيين والزواحيين:
شغل الملكة “أروى” ذلك النزاع الذي كان بين الصليحيين والزواحيين لفترة من الزمن؛ لأن المخالفين انتهزوا الفرصة ووجدوا في النزاع وسيلة لإسقاط الدولة الصليحية،
لذا قامت الملكة “أروى” بعرض هذا الأمر على الخليفة الفاطمي “المستنصر بالله” الذي قام بالإسراع وتكليف الملكة بالعناية لفض هذا النزاع بين “سبأ بن أحمد الصليحي” و”عامر بن سليمان الزواحي”، وشدد عليها في ضرورة وضع حد لهذا النزاع بين الاثنين للحرص على سلامة الدولة.
ولكن سرعان ما توفي الملك “علي” وعاد الأمير “سبأ” يطالب بحقه في تولي أمور الدولة والدعوة، ولكن الملكة “أروى” لم تسمح له بذلك، وقامت وأعلنت كفالتها لكافة المؤمنين والدعاة،
ثم قامت بتنصيب نفسها المسؤولة الأولى عن شؤون الدولة، فقام الأمير “سبأ” بطلب يدها للزواج ظناً منه بأنه بهذا الأمر يستطيع أن يحقق أغراضه.
وعندما رفضت الملكة “أروى” ذلك الزواج جمع الأمير ‘سبأ” جيوشه إلى الملكة، ولكن ليس لمحاربتها بل لإظهار قوته، فجمعت هي أيضاً جموعها، وكادت أن تقوم الحرب لولا أن “سليمان بن عامر” أنقذ الموقف وأشار على الأمير “سبأ” أن يتصل بالخليفة “المستنصر”،
فبعث إلى الخليفة رسولين هما “القاضي الحسين بن اسماعيل الاصبهاني” و”ابو عبد الله الطيب”، فقام الخليفة “المستنصر” بالكتابة إلى الملكة “أروى” يأمرها بقبول الزواج من “سبأ”.
إنجازات أروى بنت أحمد
عرفت الملكة “أروى” أن التجارة هي مرفق هام من مرافق الإقتصاد الوطني، وأنه يعتمد على المواصلات، وهي الدعامة الكبرى لتسهيل نقل الحاصلات والواردات، فقامت بتمهيد الطريق من رأس جبل “سمارة” إلى “السيافي” على مسافة ثلاث مراحل، وهو يعد أول الطرق الزراعية الممهدة في اليمن وأكثرها فائدة إلى الآن.
وقامت أيضاً بالاهتمام بحركة البناء والتعمير التي تعد دعامة قوية من دعائم استقرار الحكم ورضا الشعوب، فأنشات الكثير من المدارس، ومنها مدرسة لتدريس الصحيحين، وأنشأت العديد من المصالح العامة، وقامت ببناء المساجد والمساحات،
وقامت بتوسيع جامع “صنعاء” وأضافت إليه الجناح الشرقي وصممت عمارته وزينته، وكان اسمها مكتوباً على الأحجار البيضاء التي كانت فوق الباب، وقامت أيضاً ببناء مسجد “الضربة”، والمسجد الجامع، ولها علاوة على كل ذلك أعمال رائعة وآثار باقية لا تخفى.
ويضاف أيضاً إلى هذا أنها قامت بمنح رعاياها في البلاد اليمنية حرية الإعتقاد، فلم يكن هناك أي ضغط على أحد بسبب الدين، وقامت بالمساواة بين كل رعايا دولتها، فأصبح لليمن سمعة عالية في كل مكان،
وكان هذا من الأعمال التي يتفاخر بها الملوك، فهي تستهدف مصلحة الشعب وإتاحة الفرصة لجميع الكفايات في بناء الوطن الذي كانت الملكة “أروى” تعده ملكاً للشعب وليس لنفسها أو لأسرتها.
وفاة أروى بنت أحمد
ماتت الملكة “أروى” في شهر شعبان من سنة (532ه) عن عمر يناهز (92 عام)، وتم دفنها في مسجد “ذي جبلة” إلى الجهة الجنوبية في منزل متصل بالمسجد، وكانت هي التي تولت عمارته وهيأت فيه قبرها، ويتم زيارة قبرها من المسلمين حتى اليوم.
خاتمة عن أول إمرأة مسلمة قامت بحكم بلادها أروى بنت أحمد
المرجع: أروى بنت اليمن.
((كل هذا في اطار مبادرة حكاوي لنشر الوعى الأثري و الترويج و دعم السياحة المصرية تحت اشراف فريق ديوان التاريخ)) ولمعرفة المزيد عن شخصيات تاريخية يمكنك الاطلاع عليها من هنا
#مبادرة_حكاوى
#الموسم_الرابع
#ديوان_التاريخ_مستقبلك_في_الاثار_والتاريخ