كتبت/ روناء نصر عن ما هي نكبة البرامكة
نكبة البرامكة هي من التفن التي حدثت في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد حيث انه لا تخلوا العصور التاريخية من الإضطرابات والقلاقل التي تحدث في عهد كل من يتولى الحكم سواء ملك أو إمبراطور أو خليفة وغيرهم، ونخص العصر العباسي (الأول) خاصةً عصر الخليفة “هارون الرشيد”،
وذخر عهده بكثرة الفتن والثورات، ومن أشهرها ما عرف بنكبة البرامكة موضوعنا اليوم.
هم أسرة فارسية أصلهم من مدينة بلخ بخراسان، كانوا في الأصل مجوس ثم دخلوا الإسلام، وبرمك لقب يُطلق على كهنة معبد قديم يسمى النوبهار يأتي إليها من الهند والصين وبلاد فارس لإقامة شعائرهم البوذية،
وكان برمك جد الأسرة البرمكية يقوم بالإشراف على هذا المعبد، وكان يقوم بأجَل عمل في دولة الفرس قبل الإسلام.
يقال أنهم اعتنقوا الإسلام زمن الدولة الأموية بعد فتح أواسط آسيا، ولما ظهرت الدعوة العباسية تحمس لها خالد بن برمك وصار من أكبر دعاتها، وحارب ضد الأمويين حتى قامت الدولة العباسية فاستوزره الخليفة أبو العباس السفاح، واستمر خالد حتى خلافة أبى جعفر المنصور الذي ولاه فارس ثم الموصل حتى وفاته.
اختار أبو جعفر المنصور ابنه يحيى بن خالد ولاية أذربيجان ثم اختاره المهدي كاتباً ووزيراً لابنه هارون الرشيد، ولما أراد أخو هارون الرشيد خلعه من ولاية العهد وحرض يحيى الرشيد على التمسك بحقه والتهرب من تلبية طلب الهادي.
استعان هارون الرشيد بأولاد يحيى (الأربعة):
لم يحسن البرامكة استعمال السلطة، فاستأثروا بالحكم دونه، واستولوا على القرى والضِياع والنواحي والأمصار في سائر الممالك، وأغضبوا أهل الولاية، ووزعوا الأموال على الأتباع والأعوان، حتى أن شهرتهم غلبت شهرة الرشيد وتضاءل نفوذه،
وهذا ما أدركه لاحقاً بقوله: ما عد البرامكة بني هاشم إلا عبيدهم، وأن لا نعمة لبني هاشم إلا والبرامكة أنعموا عليهم بها، وقد عزل كل أولاد يحيى البرمكي من مناصبهم وبالتدريج أعرض عنهم قبل نكبتهم.
من الأسباب الشائعة والأهم أيضا قصة أخت الرشيد وتُدعى العباسة، وكان الرشيد يحب أخته العباسة بنت المهدي، وكانت على شيء من الأدب والرأي والحكمة، وفي الوقت نفسه كان يحب جعفر بن يحيى أن يكون جانبه،
فكان يحب أن يحضرا مجلسه؛ ولأن جعفر أجنبي عن العباسة قرر الرشيد تزويجهما عقداً حتى يحضرا المجلس فقط، ولكن أنجبت العباسة دون علم الرشيد، وعندما خافت من أخيها بعثت ابنها مع أحد الجواري لمكة، لكن سرعان ما علم الخليفة وغضب،
ثم قرر الانتقام وقتله ثم أمر بسجن يحيى بن خالد وأولاده، وأعلن أن لا أمان للبرامكة باستثناء محمد بن يحيى إذ كان للخليفة ناصحاً، ثم أفرج عن يحيى بن خالد لكِبر سنه، وأخرج أبناء أولاده لصِغرهم، ومات الفضل بن يحيى في السجن.
هكذا كانت قصة البرامكة، والتي بدأ نفوذهم قبل الإسلام، وكيف تطورت بعد إسلامهم واستلامهم المناصب، ثم أعماهم الطمع والسيطرة على الحكم والمال حتى لقوا الذلة ونهايتهم.
المرجع/ أميرة الطواب: تاريخ الدولة العباسية.
((كل هذا في اطار مبادرة حكاوي لنشر الوعى الأثري و الترويج و دعم السياحة المصرية تحت اشراف فريق ديوان التاريخ)) ولمعرفة المزيد حول حكم هارون الرشيد يمكنك الاطلاع عليه من هنا
#مبادرة_حكاوى
#موسم_الرابع
#ديوان_التاريخ_مستقبلك_في_الاثار_والتاريخ
مقالات موقع المنصة المعرفية
تعليقات